أردوغان يهاجم الغرب: تدعمون الإرهاب وتقفون مع الانقلابات
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
03/08/2016
انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، مواقف دول الاتحاد الأوروبي من محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا منتصف شهر يوليو الماضي متهما الغرب بدعم الإرهاب وحماية الانقلابيين.
وفي كلمة متلفزة بثتها قناة تركيا الرسمية "تي آر تي" أعرب الرئيس التركي عن أسفه لوضع إعلانات ضده في بعض الدول الأوروبية، من قبيل "لا تذهبوا إلى تركيا، ذهابكم إليها يعزز قوة أردوغان"، وقال "ما هذه الديمقراطية؟ أنا لست رئيسا تولى منصبه بانقلاب عسكري، وإنما أنا رئيس جمهورية منتخب بأصوات 52% من الشعب".
وأضاف أردوغان بحسب وكالة الأناضول التركية أن هذا الانقلاب لم يكن حدثا خطط له من الداخل، وأن "المنفذين تحركوا في البلاد بحسب سيناريو تم تدبيره من الخارج".
وتساءل الرئيس التركي عن نوعية الشراكة الإستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة إذا كانت واشنطن ترفض تسليم المعارض التركي فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.
وتابع أن بلاده لم تتلق الدعم المنتظر من أصدقائها خلال المحاولة الانقلابية وبعدها، منتقدا الذين يعربون عن "قلقهم من محاسبته الانقلابيين".
وأضاف أن جماعة غولن ستسيطر على الجيش مجددا إذا لم نقم بإعادة هيكلة القوات المسلحة، متوعدا منفذي محاولة الانقلاب الفاشلة بقوله "إذا أشفقنا على هؤلاء القتلة منفذي الانقلاب فسنجد أنفسنا في موضع الإشفاق".
انتقادات للعفو الدولية
وأضاف: «إن منظمة العفو الدولية تتحدث عن قيامنا بعمليات تعذيب (للانقلابيين)، ربما خلال ذروة الأحداث والقلاقل، تعرضوا لبعض الركلات والصفعات فقط ليس إلا، فلو لم يحصل ذلك، لكانوا قتلوا شرطتنا. ألا يحق للشرطي الدفاع عن نفسه، أم أنه سيقول لهم تعالوا اقتلوني؟».
وانتقد أردوغان منظمة العفو الدولية لإطلاقها تصريحات من لندن، مؤكداً أنها لو زارت الأماكن المستهدفة من قبل الانقلابيين في تركيا، لرأت الحقيقة، حيث قال "لو كان لديكم قليلاً من الكرامة، لكنتم زرتم تركيا، ومبنى البرلمان، ومبنى القوات الخاصة، ومديرية الأمن (قصفت جميعها من قبل طائرات الانقلابيين) وزرتم الجرحى في المستشفيات، حينها سترون من الظالم ومن المظلوم".
اتهام الغرب بدعم الإرهاب
كما انتقد عدم سماح المحكمة الدستورية الألمانية توجيهه خطاباً عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة إلى تجمع جماهيري تحت اسم "الديمقراطية لمواجهة الانقلاب"، نظم في كولونيا الألمانية قبل يومين، مشيراً أن السلطات الألمانية كانت قد سمحت في السابق لقيادات في منظمة "بي كا كا" الإرهابية بالحديث عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة إلى أنصارهم في ألمانيا.
وأضاف أردوغان "هنا أتساءل هل الغرب يدعم الإرهاب أم لا؟ هل الغرب يقف إلى جانب الديمقراطية أم إلى جانب الانقلابات والإرهاب؟ بكل أسف فإن الغرب يدعم الإرهاب ويقف إلى جانب الانقلابات".
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية - غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق