الخميس، 25 أغسطس 2016

مخطط السيسى للسيطرة الكاملة على الإعلام تفضحه مذابح الاعلاميين الآن

  مخطط السيسى للسيطرة الكاملة على الإعلام

تفضحه مذابح الاعلاميين الآن 


أحمد أبو هشيمة
25/08/2016

لم تعد محاولات عبد الفتاح السيسي وأجهزته السيادية ورموزه من رجال الأعمال بعيدة عن إدارة المشهد الإعلامي برمته، فأكد حمدي الكنيسي، نقيب الإعلاميين وأحد قدامى الإذاعيين والموالي للانقلاب ومن قبله للمخلوع مبارك، أن ما يحدث الآن من "سيطرة رأس المال على الإعلام بلغت السطوة وليس السيطرة فقط"، راصدا "رفض بعض القنوات لإعلاميين بعينهم بغض النظر عن خبرتهم وإدراكهم لميثاق الشرف الإعلامي"!.

ولعل ما أطلق عليه "مذابح صحفية" شهدتها مواقع إلكترونية وصحف منها "اليوم السابع"، و"الوطن" و"دوت مصر"التي فصل منها وحدها 85 صحفيًّا دفعة واحدة، وذلك بعد أيام قليلة من بيع الموقع إلى رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، المحسوب على المخابرات العامة، ساهم في كشف المستور من الإجراءات التي تتخذها الأجهزة السيادية لتحقيق السطوة الإعلامية بأسماء بعينها، كياسر سليم، الذي لا يُخفي في تعريف نفسه أنه "ضابط مخابرات"، وهو بهذا التعريف مع السياسيين والإعلاميين والصحفيين الذين تولى الإشراف عليهم برئاسته مجلس إدارة موقع "دوت مصر".
فصار "أبو هشيمة" و"سليم" عنوانين بارزين لفضاء يريده السيسي، أشبه بسيطرة الجيش التامة على كل مناحي الحياة في مصر.
تنفيذ مخطط
وبحسب الزملاء الصحفيين المفصولين، فإن مذابح الصحفيين لم تكن إلا قرارا ينتظر التغيير الإداري، وأنه أمر معد سلفا، حيث تبعه تصعيد إعلاميين وصحفيين مقربين من النظام الحالي لضبط الأداء والسيطرة التامة على ما ينشر!.
وقال أحد الصحفيين المفصولين من "دوت مصر"، إن العاملين فوجئوا بالمالك الجديد للموقع يعرف نفسه بشكل صادم قائلا: "أنا اللواء "ياسر سليم" من المخابرات العامة".
وفي الاجتماع الأول بطاقم المحررين، هدد سليم العاملين جميعا بأن "من يخالف تعليماته سيتعرض للإيذاء"، كما قام في اليوم ذاته بفصل رئيس التحرير خالد البري بشكل مفاجئ، بعدما أبدى معارضة لتنفيذ التعليمات دون مناقشة.
وبطريقة "كتفا سلاح"، باع "ياسر سليم" موقع "دوت مصر" لصديقه المقرب رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، في يوليو الماضي، وبعد البيع بأيام فصل أبو هشيمة 85 صحفيا من الموقع بشكل مفاجئ، بحجة ضغط النفقات دون منحهم مستحقاتهم.
ويرى مراقبون أن من أهم إجراءات السطوة على الإعلام "دمج القنوات القائمة"، ويملكها عدد محدود من رجال الأعمال، ما يسهل السيطرة عليهم وتوجيههم، بل ومعاقبتهم إذا اقتضى الأمر، فأبو هشيمة وأبو العينين ومحمد الأمين يسيطرون فعليا على أكثر من 50% من الإعلام في مصر.
وبدأت خطوة الدمج بشبكتي "النهار" و"سي بي سي"، كما بدأت قنوات "دريم" و"الحياة" في تقليص قنواتها وأعداد العاملين بها بشكل كبير، تمهيدا لدمجها في كيان واحد، يستحوذ عليه أحمد أبو هشيمة.
كما تم التخلص من الوجوه الإعلامية المزعجة ومنها؛ يسري فودة، ومحمود سعد، وريم ماجد، وتوفيق عكاشة، وليليان داود، مع توقعات أن يلحقهم آخرون.
ذراعان أمنيان
بدأ أبو هشيمة حياته بالعمل لدى رجل الأعمال البورسعيدي "عبد الوهاب قوطة"، أحد كبار مصنعي الحديد فى مصر, رغم أنه بكالوريوس تجارة من جامعة قناة السويس عام 1996، والتحق بالنادي المصري البورسعيدي لاعبا لكرة القدم، ثم انتقل منه لنادي الترسانة، وانضم من خلاله لمنتخب الناشئين تحت 20 سنة، ولكن أصيب فتحول للعمل محاسبا تحت التمرين ببنك المصرف العربي الدولي، وبعدها بتجارة الحديد، وأسس حديد المصريين عام 2010.
وعلاوة على نشاطه الاقتصادي، امتلك أبو هشيمة، في شهر ونصف، قناة "أون تي في"، ويمتلك جريدة "‏اليوم السابع"، ومؤخرا موقع "‏دوت مصر" الإخباري, وتستحوذ شركته (إعلام المصريين) على 51% من أسهم شركة "بريزنتيشن سبورت"، و50% من أسهم شركة "‏مصر للسينما", ويعد أحد الممولين والداعمين للنادي ‏الأهلي, والممول الرئيسي لحزب "‏مستقبل وطن"، ثاني أكبر كتلة برلمانية. أموال أبو هشيمة شاركت في رعاية "المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ"، مارس 2015.
أما صديقه ياسر سليم، مالك ورئيس مجلس إدارة شركة "بلاك أند وايت"، ورئيس مجلس إدارة مجموعة قنوات "دي إم سي" المملوكة للمخابرات، وحازت شركة "دي ميديا" المالكة لقنوات "دي إم سي" موقع "دوت مصر" ومحطة الإذاعة "الراديو 9090"، وصحيفة "اليوم السابع" بعد حصوله على حقوقه التسويقية، وتعاقدت "دي إم سي" مع أكبر الإعلاميين والفنانين المصريين والعرب لينضموا إلى مجموعة قنواته السياسية والترفيهية المتوقع انطلاقها في نهاية العام الجاري.
وكشفت تقارير صحفية عن أن "دي إم سي" ستكون النافذة الوحيدة التي يظهر عليها جميع المسؤولين التنفيذيين والأمنيين، كما ستحصل على حقوق حصرية لنقل الفعاليات المختلفة، لتصبح بمرور الوقت مصدر المعلومات الرئيسي للمصريين.
وكشف حازم عبد العظيم، القيادي السابق في حملة ترشح "‏السيسي"، دور ياسر سليم "الغامض" من قبل مخابرات "السيسي"، مشيرا إلى أن "سليم كان يحضر اجتماعات تشكيل تحالف "‏في حب مصر"، أو تحالف لواء المخابرات "سامح سيف اليزل"، حيث كان يقدم سليم نفسه وقتها على أنه "ضابط بالمخابرات".
وتنتج شركة ياسر سليم، برنامج "أنا مصر" على التلفزيون الرسمي، ومن أبرز مقدميه، معتز بالله عبد الفتاح، وأماني الخياط، ويرأس تحريره دندراوي الهواري، رئيس التحرير التنفيذي لـ"اليوم السابع".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق