الجمعة، 12 فبراير 2016

قصة اسلام رجل اسكتلندي دون أن يلتقي بمسلم واحد

قرأ القرآن ليتصيد الأخطاء، فماذا حدث؟.. اسكتلندي يحكي قصة إسلامه 

قصة اسلام رجل اسكتلندي دون أن يلتقي بمسلم واحد
 
12 فبراير , 2016 -

http://www.huffpostarabi.com/2016/02/10/story_n_9201284.html


حظى مقال نشره رجل اسكتلندي بتفاعل واسع في بريطانيا بعد أن سرد قصه إسلامه دون أن يلتقي بمسلم واحد.


آلان روني كتب مقالاً في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عرض فيه إسلامه حينما سمع الأذان لأول مرة خلال قضاء عطلته في تركيا، كما أوضح كيف اعتمد على الإنترنت في تعلم الصلاة باللغة العربية، وكيف أنه ظل 18 شهراً يبحث عن الحقيقة.


طالع نص المقال :

  " كيف يمكن لرجل اسكتلندي في منتصف العمر أن يعلن إسلامه، رغم أنه لم يلتقِ بأي مسلم طوال حياته؟

بالنسبة لي، بدأ الأمر كله من تركيا أثناء قضاء عطلة على الشاطئ عندما سمعت صوت الأذان ينطلق من أحد المساجد المحلية، لقد أثار شيئاً بداخلي دفعني إلى السعي وراءه.

بعد عودتي إلى إينفيرنيس في إسكتلندا، ذهبت إلى أحد متاجر الكتب المحلية وقمت بأخذ نسخة من القرآن الكريم وبدأت قراءته، طالباً العون من الله في رحلة البحث التي بدأتها، قضيت الكثير من الوقت أصلي، قضيت الكثير من الوقت على ركبتيّ.

كان القرآن بمثابة الصدمة بالنسبة لي، إنه كتابٌ مخيف لأنه يكشف الكثير عن النفس البشرية، وقد كشف لي جانباً من نفسي لم أكن أحبه؛ لذا قررت أن أقوم ببعض التغيير. كان يمكنني التوقف عن القراءة في أي وقت، إلا أني أدركت أن هذا الأمر سيكون بمثابة خسارة شيء مهم للغاية. وكنت أعرف ما ستؤول إليه هذه العملية: سأدخل الإسلام.

واصلت قراءة القرآن حتى أنهيته 3 مرات؛ أملاً في تصيّد أي خطأ، إلا أنه لم يكن ثمة خطأ، كنت أشعر بالارتياح تجاه كل شيء.

كان الجزء الأصعب في هذا الأمر هو تفكيري في ذلك الشخص الذي سأتحول إليه، هل سأكون غريباً؟ هل سأرتدي زياً مختلفاً؟ هل سأتحدث مع الآخرين بطريقة مختلفة؟ وبالتأكيد ما الذي سيظنه أصدقائي وعائلتي وزملائي بي عندما يعرفون بالأمر، أما السؤال الأكثر أهمية فهو: هل سأحب تلك الصورة الجديدة من شخصيتي؟

قضيت الكثير من الوقت على الإنترنت بحثاً عن قصص مَنْ تحولوا إلى الإسلام قبلي. لم تكن القصص متشابهة على الإطلاق، كل شخص منهم كانت له رحلته الفريدة. لكن من الجيد أن يعرف المرء أن ثمة آخرين مرّوا بذات التجربة. ببساطة، عدت إلى هذه المصادر عندما شعرت بالخوف من أصبح منبوذاً.

المواقع الإلكترونية علمتني كيف أستطيع الصلاة باللغة العربية، والاستماع إلى القرآن الكريم وبعض الموسيقى الإسلامية، فالموسيقى بالنسبة لي كانت من الأشياء التي جذبتني في البداية.

طرحت الكثير من الأسئلة في كل المواضيع الممكنة، لأني أعتقد أن هذا أمر بالغ الأهمية قبل أي تحول ديني، أن تسأل نفسك، وأن تفكر فيما تسمعه وما تقرأه جيداً، فإذا شعرت بأن شيئاً ما لا يبدو صحيحاً بالنسبة لك، فهذا يعني أن الأمر غير مناسب، يجب الاستماع لنداء القلب.

استغرقت عملية البحث والتساؤل تلك 18 شهراً، ربما يحتاج البعض وقتاً أقل أو أكثر، لقد فعلت كل هذا الأمر بنفسي دون مساعدة أحد، فلم أقابل أي مسلم حتى ذلك الوقت.
بعد 18 شهراً، اعتبرت نفسي مسلماً، كنت أصلي 5 مرات في اليوم، وأصوم في رمضان، ولا آكل أو أشرب سوى ما أحله القرآن، إلى أن اكتشفت أن هناك مسجداً صغيراً في بلدتي. ذهبت مباشرة إلى المسجد وعرَّفت بنفسي ثم دخلت.

شعر الجميع بالمفاجأة ولم يعرفوا ما الذي يمكن أن يقوموا به في البداية سوى إعطائي بعض الكتب الترحيبية. لقد رحبوا بي منذ البداية، وأنا الآن عضو أساسي في مجتمع هذا المسجد الصغير.

مازال لديّ الكثير لأتعلمه عن الإسلام، وعن التعامل مع الثقافات الأخرى، وهو ما يعد سؤالاً مهماً بالنسبة لي، حيث إن الإسلام يعني بالنسبة لي تقبل الآخرين وتنوعهم. أعتقد أنه بإمكان كل شخص تحديد الهوية الإسلامية الخاصة به مادام ملتزماً بتعاليم القرآن الكريم في النهاية.

هكذا أنا الآن، رجل اسكتلندي مسلم أبيض في منتصف العمر، وأنا سعيد حقاً بذلك. "

صحفي إسرائيلي يبعث رسالة إلى السيسي.. ماذا قال فيها؟

صحفي إسرائيلي يبعث رسالة إلى السيسي.. ماذا قال فيها؟
 
القدس المحتلة- عربي21
الجمعة، 12 فبراير 2016 
الإسرائيليون متفائلون بالسيسي ويمتدحونه


كتب المحلل الإسرائيلي في صحيفة "معاريف"، جاكي خوجي، رسالة إلى رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي، دعاه فيها إلى إزالة مقاطعة إسرائيل من مصر والعالم، بعد أن كان أسلافه قطعوا كل اتصال من أي نوع مع الإسرائيليين، وفق قوله.

وتحت عنوان "رسالة مفتوحة للسيسي"، قال خوجي في مقاله الذي نشره الجمعة، "سلام يا سيدي. أكتب لك كمواطن إسرائيلي وصحفيا يغطي منذ 17 سنة شبكة العلاقات بين إسرائيل ومصر. أسلافك وضعوا في أيديك أداة سياسية تستهدف ممارسة الضغط على حكومة إسرائيل: قطع كل اتصال من أي نوع مع المجتمع المدني عندنا هنا. علماء، صحفيون، رياضيون، أكاديميون وفنانون مصريون مطالبون بعدم إجراء أي اتصال مع إسرائيل والإسرائيليين، عقابا على أنها تسيطر على الفلسطينيين. وأنا أكتب لك اليوم، سيدي الرئيس، لأنه حان الوقت لإزالة هذه المقاطعة من العالم".

وطالب الكاتب الإسرائيلي الرئيس السيسي بالانفتاح على الإسرائيليين فنيا ورياضيا وأدبيا، وفي جميع النواحي، والتقارب بين المجتمعين، وقال: "أنا واثق من أن البطل المصري، الأهلي، كان سيثير حماسة شديدة في العالم كله لو أنه لعب في إسرائيل، أو استضاف بطلنا، مكابي تل أبيب. ومن بين قراء الكتب الكثيرين في بلادك، لا بد أن هناك من يثير فضولهم التعرف على أفضل كُتابنا".

وتساءل الكاتب الإسرائيلي "لماذا يمنع محبو السينما المصري من متعة مشاهدة الافلام العبرية ؟".

وبلغة بدت عليها الحماسة، قال خوجي الذي يبدو متفائلا من تقبل رسالته لدى السلطات المصرية الحالية: "بوسعنا أن نتعلم من ثقافتكم، ونأمل في أن نتمكن من إثرائها".

ويأمل خوجي بـ"إثراء الثقافة المصرية"، مطمئنا السيسي من أن الإسرائيليين لا يريدون من ذلك كله "غزوا إسرائيليا للثقافة المصرية".

واستنكر رفض مصر تاريخيا الاتصال والتطبيع مع الإسرائيليين ثقافيا واجتماعيا باسم المسألة الفلسطينية، واصفا ذلك بأنه وصل حد "السخافة".

ودعا السيسي أيضا إلى تشجيع تعليم اللغة العبرية، وقال إن "من السخافة التي ولّدتها المقاطعة هي التنديد الجماهيري بالناطقين بالعبرية عندكم".

وناشد خوجي السيسي بالتقليل جدا من شدة مقاطعة الإسرائيليين، وللعمل على الدمج بين المجتمع المصري والإسرائيلي، يتجاوز الاتصالات البعيدة عن العين، بين الجنرالات والدبلوماسيين.

ووضع الكاتب نقطة يلتقي فيها الطرفان الإسرائيلي والمصري، وهي "محاربة التهديد العسكري"، إلى جانب التعاون في الجانب "الثقافي".

وعلى الرغم من تلميحه إلى الدعوة لإهمال مصر المسألة الفلسطينية، إلا أنه لفت إلى أن "دعم القاهرة للتطلعات الفلسطينية في حياة أفضل هو أمر مفهوم. ولكن لا بد أنك انتبهت (السيسي) إلى أن المقاطعة وعدم التطبيع لم يغيرا إيجابا بوضع الفلسطينيين. وإذا تناولنا الفلسطينيين، فإني أذكرك بأمور قالها لنا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قبل أسبوعين فقط: لا توجد علاقات، ولكن توجد اتصالات".

ومن خلال كلامه، يدعو الكاتب الإسرائيلي رئيس الاتقلاب السيسي، إلى علاقات شبيهة بالتي تربط إسرائيل بالسلطة الفلسطينية ومحمود عباس، مشيرا إلى أن الاتصالات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي لا تتم فقط بين محافل الحكم في القدس وفي رام الله، بل وأيضا بين تجار إسرائيليين وفلسطينيين، بين صحفيين من الطرفين، بين نشطاء سياسيين وكذا بين فنانين".

وأبدى الكاتب الإسرائيلي إعجابه بالدور الذي قام به السيسي منذ سيطرته على "رأس الدولة العربية الأكبر في العالم"، منذ سنتين ونصف السنة، وامتدح حملته التي يقول إنها تستهدف "الإرهاب"، رغم أنها ولدت عنفا واسعا، بحسب شهادته.

وامتدح كذلك دعوة السيسي إلى "إصلاح" المجتمع الإسلامي، متوقعا أن هذا "الإصلاح" يصب في مصلحة إسرائيل وكيفية التعاطي معها، إلى جانب امتداحه لقمع "الإخوان المسلمين"، رغم وقف المنظمات الدولية الكثيرة الدعم والتمويل.

سيف الدين عبد الفتاح : النيل الجاري و الشرب من مياه المجاري

سيف الدين عبد الفتاح : النيل الجاري و الشرب من مياه المجاري

12 فبراير , 2016 


قالوا قديما إن “مصر هبة النيل”، وطوّر بعضهم تلك المقولة، فقالوا إن “مصر هبة المصريين”، تأكيداً على أن البشر هم الذين يحفظون النيل، وهم الفاعلون الأساسيون في حركة العمران والإنماء. ويتهكم بعضهم على ما قاله عبد الفتاح السيسي حول مياه المجاري ومعالجتها مياهاً للشرب أنه، في عهد المنقلب الفاشل، فإن مصر تصير “هبة للمجاري”.

على الرغم من أن مصر تعتمد على نهر النيل في تغطية أكثر من 97 % من احتياجاتها المائية، إلا أنه يبدو أن الحكومات المصرية المتعاقبة لم تتعامل مع ملف حوض النيل بالجدية والاهتمام اللذين يستحقهما، يمتد نهر النيل مسافة 6650 كيلومتراً من منابعه الاستوائية إلى مصبّاته في البحر المتوسط، مارًا وفروعه بإحدى عشرة دولة، مصر والسودان وجنوب السودان، وتعرف بدول المصب، وإثيوبيا وأوغندا وكينيا وتنزانيا ورواندا وبوروندي والكونغو الديمقراطية وأرتيريا، وتعرف بدول المنبع.

أعاد الأمر موضوع بناء إثيوبيا سد النهضة، وما يحمله ذلك من مخاطر عميقة على الأمن القومي المصري. وفي حديثٍ أولي عن مخاطر السد، ذكر خبراء أن آلاف الأفدنة سيتم تبويرها في مصر، التي ستفقد أكثر من ثلث مواردها المائية، ما سيؤدي إلى دخولها في مرحلة الجفاف المائي. أضف إلى ذلك أن الكهرباء التي تنتج عن السد العالي ستنخفض بشكل كبير، مما سيؤثر على قطاع الكهرباء المصري، والذي يعاني من أزمة طاحنة، بسبب نقص الوقود وتزايد الاستهلاك. وقال الخبراء إن تأثر قطاع الكهرباء وقطاع الزراعة سيؤدي إلى انهيار اقتصادي حاد، حيث يؤثر قطاع الزراعة على المحاصيل الأساسية التي يعتمد عليها السكان في غذائهم، كما تعتمد عليها الدولة، في الحصول على العملة الأجنبية عن طريق التصدير، بينما سيؤثر الانهيار في قطاع الكهرباء على الأنشطة التجارية والصناعية بشكل كبير، حيث تعتمد المحلات التجارية والمصانع على الكهرباء في نشاطها. وتثير الأضرار المبدئية، التي تحدث عنها الخبراء، الفزع، وتهدد بانفجار اجتماعي واقتصادي، في بلدٍ يزداد فيه معدل الفقر بصورة كبيرة، وتشهد توتراً سياسياً ملحوظاً، كما يشير بعضهم في تقارير حول سد النهضة وتأثيراته على مصر وشعبها.

وقد حمّل الكاتب، فهمي هويدي، الدولة المصرية الجزء الأكبر من المسؤولية عن استفحال الأزمة مع دول حوض النيل، ونبه إلى أن فشل المفاوضات مع دول حوض النيل درس جديد لمصر، يذكّرها بأنها يجب أن تأخذ متطلبات أمنها القومي على محمل الجد، وأن “الفهلوة” و”الفكاكة” لا يمكن أن تكونا بديلاً عن الاستراتيجية.
ليس الأمر هيناً، ولا يحتمل التراخي أو الهزل، فالموضوع مياه النيل التي تعتمد عليها مصر

بنسبة 95 %. وحين يكون الأمر كذلك، فهو يعني أننا نتحدث عن مصدر الحياة في هذا البلد منذ دبّت فيه الحياة. صار مجرى النيل مهدداً، فماذا فعل المنقلب، على الرغم من كل تلك المعطيات؟ وقع اتفاقاً تنازلياً اعترف بحق إثيوبيا في بناء السد، تهدد النيل الذي هو هبة لمصر، وتهدد المصريين فيما يمس أساس معاشهم، فكان مفرطاً مستهيناً بما لا يُستهان به.

استندت إثيوبيا في هذا الاتفاق إلى كل ما تفعل من مشاريع، ليس فقط في ما يتعلق بسد النهضة. ولكن، بمجموعات سدود أخرى، ربما تنوي الشروع فيها، إن لم تكن قد شرعت بالفعل، وأن دولاً أخرى من دول الحوض تهم بإنشاء سدود تخصها، وهو ما سيؤثر حتماً على حصة مصر المائية، والتي لم تؤمن منظومات الري والسياسة الخارجية أمنها المائي، بطرائق متعددة وفاعلة، تعاونية كانت أم تنظيمية عند اختلافها وتنازعها، واستنامت هذه المنظومات في حالة فاضحة من الإهمال والإغفال. فمرت تلك المشاريع على طريقة الأمر الواقع، ومن دون أية استراتيجيات مائية، تقوم على مراعاة المنافع المتبادلة، وبناء سبل المصالح المشتركة ومسالكها. لم يعد جريان النيل حراً أو طبيعياً، تصرّف فيه المنقلب تصرّف خيانة الأمانة، لمصالح استراتيجية هي من الخطوط الحمر، التي لا يجوز التنازل عنها أو فيها.

في المشهد الأخير، يصرخ المنقلب السيسي على المصريين: “مفيش تشربوا مياه غير لمّا تدفعو. مشكلة سد النهضة هي مشكلة متوقعة وغير متوقعة؛ وإثيوبيا رفضت مقترحاتنا لحلول سد النهضة الإثيوبي”. وقال أيضاً: “المياه عندنا شاحة جداً وأنا مش هقدر أدفعلكم حقها، ولازم إنتو اللي تدفعوا كل الفلوس، وتساعدوني في فلوس تانية”. وقال أيضا منفعلاً ، في افتتاح مشروعات خدمية ووحدات سكنية في مدينة السادس من أكتوبر:”أقول لكل مصري لما تفتح الحنفية اسأل نفسك المية دي بتكلف الدولة كام؟ محدش بعد كده يجي يشتكي، ويقولي أسعار الكهرباء غالية أو المية غالية، لأن الدولة بتتحمل كتير، وكل اللي بيدفعه الناس أقل بكتير من التكلفة”.
ضمن ما اعتمده السيسي المنقلب من سياسةٍ له، محاربة كل الفقراء، وطردهم خارج مصر، فهم أخطر من الإرهاب، وهم على حد قوله “أخطر من الفاسدين؛ ويجب معاملتهم بقسوة، حتى لا ينشأ جيل فقير أمثالهم”. وقال أيضاً إنه يجب محاربتهم، حتى لو تطلب الأمر أن يخرجوا خارج مصر، فهم أخطر من الإرهاب، دعم الفقراء أخطر على اقتصاد مصر من الفساد”، ولا يوجد عنده كلمة واحدة للشعب “مفيش مفيش”.

ما بين الإعلان عن اكتشاف خزان النوبة “القديم- الجديد”، والذي يكفي مصر 100 عام، واستخدام تقنية المعالجة الثلاثية لإعادة استخدام مياه المجاري والصرف الصحي، يبدو أن النظام قد أقر بالتنازل عن حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، لصالح إثيوبيا. أمره بين التفريط في مياه النيل، وفناكيشه للتغطية على فشله في البئر المتوهم. وأخيراً، إذلال شعبه بإنذارهم بشرب مياه المجاري بعد معالجتها. إنها سياساته الفجة التي اعتاد عليها، بعد أن تيقن من أن العطش بات وشيكاً، وأنه لا بد من البحث عن بدائل لمواجهة السنوات العجاف المقبلة. جاء الإعلان عن معالجة مياه الصرف الصحي ليشربها الشعب، مياه المجاري للشعب و”مياه إفيان” للسيسي.

آيات عرابي تكتب: دولة أمناء الشرطة

آيات عرابي تكتب: دولة أمناء الشرطة
   
12 فبراير , 2016 - 


لم أتفاجأ حين علمت أن راتب أمين الشرطة يفوق راتب الطبيب، فمهمة تلك الدولة الوظيفية التي صُنعت في ورش المخابرات الأمريكية -كما كررت مرارا قبل ذلك- هي منع الشعب من الثورة، وتثبيت حكم العصابات العسكرية.

ارجع إلى كتاب لعبة أمريكا الكبرى، وإلى كتاب لعبة الأمم الشهير الذي كتبه ضابط السي آي إيه السابق، ستجد أن طاقم المخابرات الأمريكية الذي كان مقيما في القاهرة استدعى ضابطين أمريكيين، أحدهما من شرطة نيويورك، والآخر عمل بالمباحث الفيدرالية؛ للإشراف على هيكلة الداخلية لاستكمال منظومة القمع لنظام غفيرهم عبد الناصر.

بل إن عبد الناصر نفسه، قبل تعيينه في منصب رئيس الوزراء سنة 1954، تولى منصب وزير الداخلية لمدة 118 يوما سنة 1953، وتولاه من بعده زميله زكريا محيي الدين، الذي عينه بعدها مديرا للمخابرات العامة، وهو ما يكشف لك حرص عصابة ضباط يوليو 52 على توجيه وزارة الداخلية التي تعمل خط دفاع أول ضد الشعب في منظومة الدولة الوظيفية التي أنشأها الاحتلال.

وفي حين تتماس الداخلية تماسا مباشرا مع الشعب، وتعمل على قمع أي بوادر تمرد، فمهمة الجيش الرئيسية هي حماية الحدود، وهو لا يفعل أكثر من ذلك.

نعم، لم تخطئ القراءة، فالجيش المصري يحمي الحدود فعلا، ولم يتخل عن تلك المهمة منذ إعادة هيكلته على يد اوتو سكورزيني الضابط الألماني (بالمناسبة أشرف سكورزيني هذا على هيكلة الجيش والمخابرات، ولم يكن سوى عميلا للموساد).

مهمة ذلك الجيش هي الإبقاء على الحدود التي نحتها الاحتلال البريطاني على الخريطة، والحفاظ على أمن الكيان الصهيوني، وهو ما اعترف به أكثر من مرة بعض موظفي تلك المؤسسات، فقد اعترف وكيل المخابرات العامة الأسبق مثلا أن مهمة المخابرات والجيش هي حماية أمن الكيان الصهيوني، بل اعترف بذلك شاويش الانقلاب نفسه في حديثه لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية قبل رحلته إلى إيطاليا.

المهمة الثانية للجيش المصري، حسب السوفتوير الأمريكي، هي العمل كقوات شرطة ضد الشعب في حالة تمرده، إن عجزت الداخلية عن مواجهته.

وهو ما بدا واضحا في أحداث 28 يناير حين حاولت بعض مدرعات الجيش الاعتداء على الثوار، فقاموا بإحراقها، وحين قامت عربات جيب تابعة للشرطة العسكرية بإمداد الشرطة بالذخيرة الحية حين نفذت ذخيرتها، اضرموا فيها النار هي الأخرى، واستولوا على دبابة حسب شهادات كثير من الشهود.

وهو ما بدا أيضا واضحا من الغارات الجوية التي تقوم بها طائرات الإف 16 على منازل المصريين في سيناء والقصف المدفعي العنيف على المدنيين على مدار الأسبوع.

مجزرة رابعة هي الأخرى توفر لمحة مهمة عن دور الجيش في كتيب التعليمات الأمريكي، حيث قامت تشكيلات من الجيش بمؤازرة عصابات الداخلية أثناء المجزرة، والتقط بعض ضباطهم صورا باسمة على سبيل التذكار بعد حرق المسجد وقتل المعتصمين وحرق جثامينهم.

ذلك الدور الذي تلعبه تلك المؤسسات الوظيفية، والذي يختفي تحت جبل من الدعاية عن الانتصارات والمعارك الوهمية، هو ما يجعل راتب أمين الشرطة يفوق راتب الطبيب.

فالصورة التي لا يدركها كثيرون حتى الآن هي أن الشعب المصري محبوس في أرضه، مطوق من جهات أربع، بحدود نحتها ضباط بريطانيون من ممتلكات الخلافة، ووضعوا في القلب منها الكيان الصهيوني، ثم قامت المخابرات الأمريكية بتعيين مجموعة جديدة من الغفر لحماية تلك الحدود ورعاية أمن الكيان الصهيوني الوليد والدفاع عنه من الشعوب المسلمة المحيطة به.

المقارنة العددية البسيطة بين عدد سكان الكيان الصهيوني وعدد سكان مصر وسوريا، ومراجعة تاريخ الهزائم والتحالفات السرية واتصالات عبد الناصر بالكيان الصهيوني، وعروض السادات لتوصيل مياه النيل إليهم عبر سيناء، وإخلائه لسيناء من السلاح، وترتيبه لتمثيلية أكتوبر، ثم من بعدها فترة حكم الكنز الاستراتيجي مبارك صديق شارون وبنيامين بن اليعازر، ثم تصريحات الوزير الصهيوني الذي اعترف أن أمين شرطة الانقلاب في مصر يغرق حدود غزة، بناء على طلبهم، تجعلك تدرك هذه الحقيقة ببساطة.

ويجعلك تدرك لماذا يزيد راتب أمين الشرطة عن راتب الطبيب؛ لأنك ببساطة تعيش في منطقة محاطة بسور اقتطعت من دولة الخلافة، ويتولى مسؤولية حراستها مجموعة من أمناء الشرطة الذين عينتهم السي آي إيه.

شاهد.. أم الشهيدة تروي اللحظات الأخيرة في حياة "أسماء البلتاجي"

شاهد.. أم الشهيدة تروي اللحظات الأخيرة في حياة "أسماء البلتاجي"

د. سناء عبدالجواد
10/02/2016 
 
أكدت أم الشهيدة أسماء البلتاجي د. سناء عبدالجواد أن ابنتها لم تتلق رصاصة عشوائية أو طائشة أثناء مذبحة فض اعتصام رابعة العدوية، مشيرة إلى أنها تعرضت إلى عملية قنص مباشر عبر إحدي طائرات العسكر التى حاصرت الميدان أثناء محاولاتها اللحاق بالمستشفي الميداني لإنقاذ المصابين.
 
وأوضحت زوجة النائب المناضل محمد البلتاجي- فى حوار مع شبكة "الجزيرة" الإخبارية- أمس الثلاثاء، أن أسماء كانت دائما سباقة نحو الفداء والبحث عن الشهادة حيث شاركت بصمود فى كافة مناقب الثورة، موضحة أنها كانت تقف أمام المنصة أثناء محاولات اقتحام الميدان، إلا أنها أصرت على التوجه إلى المستشفي الميداني لإسعاف الجرحي.
 
واعترفت عبدالجواد أنه مع اشتداد الضرب وإطلاق الرصاص من قبل مليشيات السيسي طلبت أسماء منها التوجه إلى المستشفي، إلا أنها أصابها التوتر خوفا على حياة ابنتها الوحيدة، خاصة أن إخوتها وأباها القيادي د. محمد البلتاجي كانوا منشغلون بمواجهة تردي الأوضاع فى رابعة ولم تكن تعرف مصيرهم، إلا أنها تمسكت بعد إلحاح شديد من اللحاق بالمصابين.
 
وأشارت إلى أن أسماء تعرضت لطلق ناري مباشر من بندقية قنص أودي بحياتها بعد ساعات قليلة، موضحة أنها عجزت عن إخراج ابنتها من الميدان لتلقي العلاج بعد سماعها الخبر مباشرة، فى ظل إحكام الأمن للحصار على الميدان ومنع خروج المصابين، ولم تتمكن الامكانيات البسيطة فى المستشفي الميداني من إيقاف النزيف الحاد لترتقي شهيدة.
 الرابط:

وشددت زوجة د. البلتاجي على أنها تشعر بلوعة فقد أسماء وشعور شديد بالألم لوفاة ابنتها الوحيدة، إلا أنها لازالت تحفظ فى ذهنا صورة ابنة الـ17 عاما مقرونة بالحرية والكرامة والتحدي ومواجهة الظلم، مشيرة إلى أن رحمة الله منحت أسماء الشهادة لأنها لم تكن لتحتمل الحياة فى هذا الجو الفاسد من القمع والفاشية والظلم تحت حكم العسكر.
 
وتواجه سناء عبدالجواد ألم فقدان ابنتها الوحيدة بصبر وجلد بمفردها، بينما يكابد زوجها القيادى الإخواني البارز محمد البلتاجي وابنائها أحكاما جائرة من شامخ الانقلاب بالسجن المشدد فى قضايا ملفقة، لتجسد حالة من الصمود الثورة فى مواجهة فاشية العسكر ويقدم آل البلتاجي درسا مهما فى التحدي والنضال.
 شاهد اغنية حورية وطن :الرابط:

"العاصمة الجديدة" ملاكي للجيش.. وغضب مكتوم بين رجال الأعمال

"العاصمة الجديدة" ملاكي للجيش.. وغضب مكتوم بين رجال الأعمال

صورة معبرة
12/02/2016

"مصر بلا استثمارات" بفضل الدولار و الجيش

  "مصر بلا استثمارات" بفضل الدولار و الجيش 



جنرال موتورز أخر ضحايا اقتصاد العسكر
12/02/2016
 
شركات أجنبية تهدد بمغادرة مصر لعدم توفر الدولار، "الخرافي" الكويتية تبيع 3 فنادق، والوقود يهدّد استثمارات لبنانية، بيع معدات مصنع للأغذية في مصر باعتبارها "خردة"، "جنرال موتورز" توقف إنتاجها في مصر بسبب أزمة الدولار، نقص الدولار في مصر يحرم المرضى من الدواء.
 
أخبار وحقائق صادمة يواجهها الاقتصاد المصري في ظل حكم السيسي وانقلابه العسكري الذي لا يسعى إلا لمزيد من سيطرة الجيش على الاقتصاد.. فيما مستقبل مصر إلى خراب، وفق المعايير الاقتصادية التي لا تفهم سوى لغة الأرقام.
 
مؤخرا، أدت أزمة الدولار في مصر إلى تفاقم معاناة الشركات الأجنبية، وتأهب عدد منها للمغادرة، وجاء إعلان شركة جنرال موتورز توقفها عن الإنتاج الأسبوع الجاري، ليثير مخاوف الأوساط الاقتصادية من امتداد تأثير الأزمة لمزيد من الاستثمارات الأجنبية.
ورغم خروج عدد كبير من الشركات الأجنبية الفترة الماضية بسبب الاضطرابات الأمنية وتأزم الأوضاع الاقتصادية، إلا أن المخاوف تزايدت هذه المرة بعد إفصاح الشركة أنها أغلقت بسبب نقص العملة الأميركية، الذي عطل وصول قطع الغيار والمواد الخام إلى المصنع، ما يهدّد شركات أجنبية أخرى بالإغلاق.
 
وتشهد مصر أزمة حادة في توافر العملة الأميركية، الذي ارتفع سعرها بالسوق الموازي لنحو 8.80 جنيهات، بعد أن سرّبت مصادر حكومية اعتزام الحكومة رفع سعر الدولار رسميا في الموازنة المالية المقبلة التي تبدأ في شهر يوليو المقبل، إلى 8.25 جنيهات من 7.73 جنيهات حالياً، كما تفرض مصر سقفا محددا لإيداع وسحب الدولار بحد أقصى 250 ألف دولار شهريا، ما يزيد معاناة المستثمرين.
 
وأكد محللون أن أزمة الدولار تزيد من جراح الشركات الأجنبية التي تعاني من الاضطرابات الأمنية وعدم الاستقرار السياسي.
 
وقال مسؤول في جنرال موتورز مصر، الاثنين الماضي، إن الشركة أوقفت عملياتها بسبب عدم قدرتها على الإفراج عن مستلزمات الإنتاج المحتجزة في الجمارك منذ فترة بسبب أزمة الدولار.
 
وفي هذا السياق، أكد رئيس نقابة المستثمرين الصناعيين محمد جنيدي، في تصريحات صحفية، أن هناك نقصاً حاداً في توفير العملة الصعبة أثر سلباً على المصانع الأجنبية والمحلية، لافتاً إلى أن القيود التي وضعها محافظ المصرف المركزي السابق، هشام رامز، تسببت في ركود السوق، وعدم قدرة المصانع على استيراد المواد الخام ومستلزمات الإنتاج.
 
وأضاف أنه رغم رفع سقف الإيداع من 50 ألف دولار إلى 250 ألف دولار مؤخرا، إلا أن هذا المبلغ لا يكفي الصناع، والمفترض أن يكون هناك حرية تامة في سحب وإيداع العملات الأجنبية.
 
وأشار جنيدي إلى تضرر الصناعة المحلية أيضاً، حيث يقدر عدد المصانع المغلقة منذ اندلاع ثورة يناير عام 2011 بأكثر من 8 آلاف مصنع، وهناك مصانع أخرى متعثرة في طريقها للغلق.
 
وقال الخبير الاقتصادي، عبد الخالق فاروق، إن خروج جنرال موتورز لن يكون الأخير، موضحا أن الاقتصاد المصري بات طارداً للاستثمار نتيجة لتفشي الفساد وعدم وجود استقرار سياسي، وتخبط شديد في السياسة النقدية والمالية للدولة.
 
وشهدت مصر، عقب الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013، خروج العديد من الشركات الأجنبية ومنها شركة السيارات الألمانية العملاقة مرسيدس التابعة لشركة "ديملر"، وتبلغ استثمارات مرسيدس في مصر ملياري جنيه سنويًّا، وتراجعت مبيعاتها من 3 آلاف سيارة عام 2013، إلى 1000 سيارة في 2014.
 
وفي أكتوبر 2015، خرجت شركة "نستله" من السوق المصرية؛ بسبب نقص الدولار، في ظل عجزها عن سداد مستحقات الشركات الخارجية التي تتعامل معها لتوريد مستلزمات الإنتاج.
 
كما أغلقت شركة "Intel-إنتل" العالمية مكاتبها العاملة بقطاع دعم التدريب والتقنية الهندسية بمصر، في أكتوبر 2015، في خطوة لتقليص أعمالها. وباعت شركة "أباتشي كورب هيوستن" المتخصصة في استكشاف وإنتاج النفط والغاز، ثلث استثماراتها في مصر لشركة "سينوبك" الصينية، وتوجيه نحو 3 مليارات دولار لأماكن أخرى في العالم؛ بسبب الأوضاع الأمنية المتردية.
 
واعترفت الحكومة المصرية بأضرار نقص العملة على الاستثمارات، حيث كشف وزير الاستثمار أشرف سالمان، عن "أن مصر لا تستطيع جذب استثمارات أجنبية واحتياطها يكفي 3 شهور فقط".
 
وأضاف، خلال جلسة نقاش مع مجلس الأعمال المصري الأوروبي مساء الأحد الماضي، "نلجأ إلى طبع الفلوس.. وهذا ليس في صالح الاقتصاد"، مشيراً إلى أن مصر احتلت المركز 131 ضمن 189 دولة على مستوى العالم في تقرير بيئة الأعمال الذى أطلقه البنك الدولي عن عام 2016.
 
وتراجع ترتيب مصر 19 مركزًا في تقرير ممارسة الأعمال لعام 2016، مقابل المرتبة 112 العام الماضي، وفقا لما أعلنته مؤسسة التمويل الدولية (IFC) التابعة للبنك الدولي الأحد الماضي.
 
وأوضح سالمان أن الحكومة لن تستطيع الإسراع في معدلات النمو الاقتصادي؛ بسبب وصول عجز الموازنة إلى نسب تتخطى 11.5% من الناتج المحلى الإجمالي.
 
وتضاربت الأرقام حول عدد المصانع المحلية المتعثرة، حيث يشير تقرير لاتحاد العمال إلى أن عدد المصانع المتعثرة بلغ 8222 مصنعاً، في حين أشارت تقارير أخرى أنها تبلغ 4500 مصنع. وقدر اتحاد الصناعات عدد المصانع المتعثرة في كل المحافظات بحوالي 7 آلاف مصنع كان يعمل بها قرابة مليوني عامل حياتهم توقفت تماماً.
 
وقال عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، محمد البهي، إن هناك 4 أسباب لهذ التعثر هي: الركود الاقتصادي، والإغراق المتعمد من الأسواق الخارجية بمنتجات رديئة المواصفات، وارتفاع أسعار الخامات مع زيادة الدولار في السوق الموازي، والشروط المتعسفة التي تضعها المصارف لتمويل المصانع.
 
وأكد البهي أن الحكومة لا تبحث بجدية المشاكل التي أدت إلى إغلاق الشركات، مطالباً بضرورة تيسير الإجراءات والقروض وجدولة الديون حتى تدور آلاتها وتستوعب العمالة الماهرة التي انضمت إلى طوابير البطالة، لافتا إلى أن المستثمر الأجنبي لن يغامر بالمجيء إلينا وهو يري المستثمر المحلي غير قادر علي أن يخرج من عثراته والكثير من المصانع مغلقة.
 
ولم تقتصر أزمات الدولار والاضطرابات وتراجع المؤشرات الاقتصادية، على الصناعة فقط، بل طاولت قطاعات أخرى ومنها السياحة، حيث انسحبت شركة مرسى علم للمشروعات السياحية، المملوكة لرجل الأعمال الكويتي ناصر الخرافي، كما توقف عشرات الفنادق بمدينة شرم الشيخ، وأوقفت شركة "توماس كوك" الألمانية للسياحة، نشاطها بعد مجزرة فض اعتصامي رابعة والنهضة في أغسطس 2013.
 
وفي القطاع المصرفي انسحبت عدة مصارف أجنبية مثل "بيريوس"، والوطني العماني، إضافة إلى مصرف "ذي أوف نوفا سكوشيا" الكندي، بينما باعت مجموعة "أكتس" المصرفية البريطانية، حصتها في التجاري الدولي، والتي تبلغ 6.5%، بقيمة 289 مليون دولار، إلى شركة فيرفاكس الكندية، رغم إعلان رغبتها في ضخ استثمارات بقطاع الطاقة المتجددة في المؤتمر الاقتصادي الذي عقد العام الماضي، في مدينة شرم الشيخ.
هذه الأرقام التي تمثل كارثة بكل المقاييس تضع مصر أمام مستقبل المجاعة والعزلة الدولية والفقر المدقع، إلا أن العسكر لايبالون بتلك المؤشرات القاتمة، ويواصلون السيطرة على الشركات والقطاعات الحيوية في البلاد والأراضي ، ما يفاقم أزمات القطاع الخاص الذي تحول لمجرد عميل من الباطن  لشركات الجيش وبات استيراد الغذاء وتصنيعه وبيعه وتوزيعه بواسطة السخرة والجنود ، فيما يقف المستثمر المحلي والأجنبي يعاني من نقص الدولار وغياب الشفافية والمنافسة التي هي أساس الاقتصاد، فيما يدفع ثمن كل تلك الانهيارات المواطن الفقير!

الذكرى الخامسة للتنحي.. "عندما أكل الثوار الحلاوة"!

الذكرى الخامسة للتنحي.. "عندما أكل الثوار الحلاوة"!

الذكرى الخامسة للتنحي
12/02/2016

"أيها المواطنون، في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، ......."، ذلك الجزء الذي يخص الشعب المخمور بالفرحة ولذة ارتفاع الأدرينالين في الدم، جراء سقوط قطعة من طرف ذيل العسكر يوم 11 فبراير، بعد نحو 18 يومًا من حبس الأنفاس في التحرير.

"....وكلّف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد والله الموفق والمستعان"، وذلك الجزء الثاني من بيان عصابة 67 التي كلفت اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات وقتها، بإعلان أول مطالب ثورة 25 يناير 2011، بعد أن سالت دماء الثوار في ميدان التحرير وغيره من ميادين مصر، برصاص عصابات العسكر.

وكتب خطاب التنحي سطور النهاية لمندوب العسكر في قصر الرئاسة الذي استمر يخدم بيادة العسكر لنحو 30 سنة، رآها الكثيرون طويلة للغاية حتى بدأ البعض يفقد الأمل في انتهائها إلا بموت "المندوب" مبارك، أو توريث السلطة لنجله علاء مبارك، لكن في الحقيقة ليس الشعب وحده من استبطأ تغيير "المندوب"، فهناك من المجلس العسكري من تجاوز صبره صبر الشعب، والآن هم في مناصب عسكرية ومدنية لم يكونوا يحلمون بها لولا ثورة 25 يناير ورحيل مندوبهم العجوز.

رحل مبارك وبقي النظام
بعد 18 يوما من قيام ثورة 25 يناير، وبعد الكثير من خطابات الترجي والتسويف والوعود، لم يصدق أحد بالميدان ظهور عمر سليمان ليتلو خطاب التنحي، ومع بداية كلماته "في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسنى مبارك تخليه عن منصـ"، وإلى هنا لم يفكر أحد أن يسمع باقي الخطاب، وعمت الفرحة الميدان، وسقط "مبارك" وحضن كل ثائر عسكري الجيش الذي كان يقف بجواره، وهو لا يدري أن يوما ما قريب جدا سيطلق هذا العسكري رصاص رشاشه في صدر الثائر الحق.

"وكلف المجلس العسكري بإدارة شئون البلاد"، يقول أحد الثوار بعد الانقلاب:"احنا شعب طيب النظام معلمهوش سياسة طول 30 سنة من عهد المخلوع حياة حزبية مفيش كان كل مشاكل وهم و حزن الشعب ضد الداخلية إللي سقطت و انتهت قبل سقوط مبارك".

مضيفاً:"أما الجيش حبيب الشعب و هو الشعب .. و لما قربنا من الجيش عرفنا العسكر و عرفنا ان مبارك كان طول 30 سنة مندوب العسكر في القصر".

وتابع: "انا عايز أوصل معاك لحقيقة مهمة.. اننا كشعب عايز تعمل ثورة علي النظام الحالي مفيش مانع عند النظام.. والنظام اللي نحى مبارك يشيل السيسي"، موضحًا: "الثورة فى الدرج والميادين ممكن تتفتح .. بس كل حاجة بحساب.. عارف يعنى ايه؟".

وأضاف: "يعنى هيأمن المنشآت الإستراتيجية الأول و يهرب القادة الكبار اللي حضرتك هتكون عايز تحاكمهم و بعدين تتملي الميادين بالشعب وتنجح الثورة وتتعمل انتخابات ومرسي يرجع لو عاوزين.. وتظهر تاني الفتن والأزمات ".

وشدد :"وحاول إنت تتوقع معايا الباقي.. ده مجرد رأي شخصي ممكن يكون طبعا غير قابل للصواب في حالة إن الشعب يقوم بثورة حقيقية لإسقاط النظام بالكامل".

كلهم يكرهون مبارك!
لم يكن المصريون وحدهم يشتاقون للحرية في بلادهم، بل شاركتهم الفرحة شعوب أخرى، لم تكن تدري ولا يدري المصريون أن جيشهم "العظيم" أكل الشعب الحلاوة، وضحك على الجميع بإزاحة المندوب مبارك من قصر الرئاسة.

من بين من أكل الحلاوة مع المصريين، الحكومة التونسية تحيي في بيان لخارجيتها "نضال الشعب المصري وتضحيات شهدائه" وتشيد بدور الجيش المصري في حماية البلاد.
ولأن مصائب قوم عند الأمريكان فوائد، فقد ارتفعت يومها مؤشرات أسعار الأسهم الأوروبية وسندات الخزينة الأمريكية بعد تنحي مبارك.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس، يقول: إن أوباما عقد اجتماعا دام حوالي ساعة مع مجلس الأمن القومي بعد الإعلان عن تنحي مبارك، ويصف تنحي مبارك بالقول "هذه الخطوة هي البداية وليست النهاية"، مؤكدا أنه ينبغي على الحكومة المصرية المقبلة الاعتراف بالاتفاقات الموقعة بين مصر وإسرائيل!

وذلك مربط "الفرس" الذي شجع واشنطن وباقي الحكومات الغربية، على دعم العسكر في الانقلاب وإزاحة الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي، عندما تعهد بأمن فلسطين لا أمن إسرائيل، وبحماية الدم الفلسطيني لا حماية الدم الصهيوني، وبتنمية سيناء أرضا وبشراً، لا تجريفها وطرد وتهجير أهلها وقصف بيوتهم بالليل والنهار.

أما وزارة الخارجية الأردنية فقالت يومها في بيان: إن الحكومة الأردنية تعبر عن احترامها الكبير لشعب مصر وخياراته الحرة المستقلة.

واحتفل مئات الفلسطينيين وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية بتنحي مبارك، ووزعوا الحلوى وهم يهتفون "تحيا مصر".

أما الحكومة السودانية فأعلنت -في بيان رسمي- عن ترحيبها واحترامها لخيار وإرادة الشعب المصري، وتحقيق تطلعاته المشروعة في الكرامة والحرية والاستقرار والسلام، وأكدت "أن انتقال السلطة السلمي إلي المجلس الأعلى للقوات المسلحة يعبر عن إرادة وطنية خالصة نرجو أن تفضي إلى تحقيق التطلعات المشروعة للشعب المصري".

أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، فقد رحب بقرار مبارك "الشجاع والضروري" بالتنحي، معربًا عن الأمل في أن تنظم السلطات المصرية الجديدة انتخابات "حرة وشفافة" تنبثق عنها مؤسسات ديمقراطية، وهو ما حدث بالفعل، وجاء بالرئيس مرسي، بعدها رحب هولاند بالسيسي عندما اشترى صمت باريس على الانقلاب بصفقة طائرات "الرفال".

أما رئيس لجنة العلاقات الخارجية لدى مجلس الشيوخ السيناتور جون كيري، فقال: إن الشعب المصري حاز اليوم على فرصة للعمل على بداية جديدة، ودعا الجيش المصري إلى الاستماع إلى مطالب الشعب وإلغاء قانون الطوارئ، والعمل على توضيح جدول زمني من أجل عقد انتخابات ذات مصداقية.

المصالح فوق الشعوب
وزعمت مفوضة شؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، التي كان لها دور في الانقلاب بعد ذلك، إنها تحترم قرار مبارك بالتنحي وتدعو إلى الحوار لتشكيل حكومة موسعة، وتؤكد دعم الاتحاد الأوروبي لهدف الشعب المصري من أجل انتقال منظم وسلمي للسلطة إلى الديمقراطية وانتخابات حرة ونزيهة في مصر، وقد كان .. لكن آشتون غيرت رأيها حتى عندما زارت اعتصام رابعة قبل المذبحة التي ارتكبها العسكر.

من جهته رحب "أمير القلق" الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بتنحي مبارك، وقال في بيان تلاه أمام الصحفيين: "لقد أسمع الشعب المصري صوته خصوصا الشباب الذين يعود إليهم أن يحددوا مستقبل بلدهم"، لكنه عاد إلى ممارسة رياضة القلق والصمت على جرائم الانقلاب العسكري.

أما الحكومة السويسرية فقد قررت التجميد الفوري لأي حسابات يملكها مبارك والمقربون منه، وقالت الخارجية السويسرية إن هذا القرار يهدف إلى "تفادي أي اختلاس لأموال تعود إلى الدولة المصرية"، وبعد الانقلاب تراجع الحماس السويسري بعد عدة تفاهمات مع العسكر، واستقرت أموال الشعب المهربة آمنة مطمئنة في بنوك سويسرا، وغيرها من بنوك أوروبا، تحت مسميات وحسابات وهمية يملكها العسكر وليس مبارك وحده.

أما نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن فوصف في أول رد فعل رسمي أمريكي على تنحي مبارك، بأنه "يوم تاريخي" لمصر وأكد أن الاستقالة ستفضي إلى إرساء الديمقراطية في هذا البلد، وهذا ما تخيله الجميع ما عدا العسكر وحلفائهم.

شعبياً خرج آلاف اليمنيين إلى الشوارع في صنعاء وعدد من المدن اليمنية ابتهاجا برحيل مبارك، وأطلقوا الأعيرة والألعاب النارية تعبيرا عن فرحتهم بنجاح الثورة المصرية، فيما كانت أنفاس علي عبد الله صالح تتلاحق خوفا من مصير محتوم مثل مبارك.

حلوى مسمومة
وعلى مستوى الدول والأنظمة المحترمة، هنأ وزير الخارجية التركي في رسالة على موقع تويتر الشعب المصري وقال إن:" بلاده تأمل أن تؤدي استقالة مبارك إلى تشكيل حكومة جديدة تستجيب لتطلعات الشعب المصري"، وساعدت تركيا الشعب المصري ولا تزال حتى الآن في إسقاط الانقلاب العسكري، الذي عانى منه الأتراك أنفسهم.

وأصدر إسماعيل هنية رئيس الحكومة في غزة بيانا يعتبر فيه "أن مصر تكتب الآن تاريخا جديدا للأمة.. وأن الحصار على غزة بدأ يترنح"، ودعا المتحدث باسم حركة حماس القيادة المصرية الجديدة إلى رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح معبر رفح بالكامل، وهو ما فعله الرئيس مرسي تالياً، ومسحه قائد الانقلاب بأستيكة.

بينما خرج مئات الفلسطينيين في مظاهرات فرح في شوارع غزة وجباليا وخان يونس ابتهاجا بقرار التنحي، وأطلقوا النار في الهواء.

وتظاهر نحو 500 شخص أمام مقر السفارة المصرية في عمان، بينهم مصريون احتفاء بتنحي مبارك عن السلطة ووزعوا الحلوى على المارة، تلك الحلوى التي وزعها الجيش المصري على الشعب ولكنها كانت حلوى "مسمومة" بالانقلاب.
الرابط: 
1. لحظة تنحي مبارك:
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=7rbC1QaG_Kw

2.ميدان التحرير لحظة فوز د. مرسي
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=Ch1DnQbm1fE



السيسي مدرباً للزمالك بقلم: وائل قنديل



السيسي مدرباً للزمالك

بقلم: وائل قنديل
تخيّل معي الآن أن عبد الفتاح السيسي هو المدرب، وأن مصر هي نادي الزمالك، الذي هو هبة مرتضى منصور، الذي لا يتحمل بقاء الفاشلين، ولا يقبل باستمرار أنصاف الناجحين، وانظر إلى أداء وكفاءة وإنجاز المدرب السيسي، بمسطرة الرئيس مرتضى.
يمضغ مرتضى منصور مدربي نادي الزمالك، كما يلتهم شاب متحمس وجبات سريعة على قارعة الطريق.
يمارس هواية تغيير المدربين، كإدمان صبغ الشعر وتغيير لون البشرة، وطلاء الأظافر، لا يطيق أن يبقى مدرب في مكانه، إن تعرض لخسارة مفاجئة، أو فرّط في نقطة بمباراة، مع أي منافس، كبيراً كان أم صغيراً.
مسكون طوال الوقت بأنه أعظم رئيس لأكبر نادٍ في العالم، ممتلئ بيقين أنه سيد المدربين، وأمهر اللاعبين، ومن دونه لا يساوي النادي شيئاً.. مثله مثل عبد الفتاح السيسي، يعتقد أن مصر وُلدت على يديه، وأنه العلّامة الفهّامة النابغة، يعرف في انهيارات الكباري، كما يفتي في حلاوة طعم مياه المجاري، حكيم الحكماء، فيلسوف الفلاسفة، طبيب الأطباء، هو المُعلم الأول والصانع الأول والزارع الأول، استلم مصر أشلاء دولة، كما استلم مرتضى منصور الزمالك، أنقاض نادٍ، لذا فالتقويم يبدأ من قدومهما، والتاريخ يفتتح صفحته الأولى.
استهلك عبد الفتاح السيسي ثلاثة رؤساء حكومات في عامين، كما استعمل مرتضى منصور عدداً أكبر من المدربين خلال الفترة ذاتها.
يلوّح عبد الفتاح السيسي، طوال الوقت، بأنه سيفعل كل شيء ويتخذ كل القرارات بنفسه، إن تردد المسؤول أو تباطأ، تماماً كما أعلن مرتضى منصور بعد فرار أنجح وأفضل مدربي الفريق، أوزفالدو فيريرا، أنه يمكن أن يتولى مسؤولية تدريب الفريق بنفسه، فالكل فاشل وعاجز وجاهل وبليد إلا السيد الرئيس، المرسَل من العناية الإلهية للإنقاذ.
قطع مرتضى رأس أحمد حسام "ميدو" عقب تفريطه في ثلاث نقاط أمام الغريم النادي الأهلي، ولديك السيسي وقد فرّط في نقاط مياه النيل كاملة، ودعا الناس إلى شرب مياه مخلفاتهم، ومجاريهم.
طرد مرتضى المدرب الأرجنتيني العالمي "باكيتا"، لأن انخفاضاً في رصيد نقاط الفريق حدث بعد توليه مهمة التدريب، ولديك السيسي وقد صنع هبوطاً تاريخياً في إنتاج مصر من القمح، بلغ أنّ "الأهرام" نشرت نعياً له.
يُقصي مرتضى مدربين ولاعبين يشك في علاقات تربطهم بالنادي الأهلي، ولديك السيسي غارق حتى أذنيه في علاقات شائنة مع العدو التاريخي، إسرائيل.
بجملة واحدة: السيسي هو صاحب الرصيد الأكبر من وثائق الفشل، فلماذا لا يعامل "الريس مرتضى" مصر كما يعامل نادي الزمالك، وينتشلها من القائد البليد؟
لماذا لا يطالب مرتضى بإقالته، أو حتى يدعوه إلى التنحي، حفاظاً على سمعة "القلعة البيضاء"؟
القصة باختصار أن "مصر السيسي" هي "زمالك مرتضى"، كلاهما ميدان للإدارة بالوهم والدجل و"الفهلوة"، بالتعبير المصري الدارج، يحقن الحاكم والرئيس الجماهير المخدوعة بجرعات مكثفة من الخرافات والأساطير، وفي الوقت ذاته يمارسان حرب إبادة ضد الجماهير التي تثبت إصابتها بفيروس الوعي والفهم والمطالبة بمجتمع آدمي متحضّر وعادل ونظيف.
كيف يتنحى الطغاة وهم يعلمون أن بعد تنحيهم محاسبة ومحاكمة، حتى وإن كانت هزلية، إلا أنها تبقى مؤلمة، وأمامهما نموذج سيدهما، حسني مبارك، الذي يصادف اليوم مرور خمس سنوات على تنحيه، أو تخليه، أو خلعه، وهذا هو الأصح.
إن وجود عبد الفتاح السيسي على رأس الحكم في مصر ضرورة لكل من يريدونها عاجزة متقزّمة، ذليلة، مطيعة، لذا لا تستغرب أبداً هذه الرعاية الإسرائيلية الشاملة، والعناية الفائقة به، كونه الهدية التي نزلت عليهم من السماء، بعد أن فقدوا مبارك، الذي أطاح به المصريون رغم أنوفهم.
هو أيضاً محل عناية كل أعضاء "نادي أصدقاء البذاءة والقبح" الذين يرتبط بقاؤهم منتعشين منتفخين استعلاء وغطرسة، بوجود شكل أقل ما يوصف به أنه الراعي الرسمي للبلادة والانحطاط. لذا، وكما ذكرت سابقاً، هو لديهم يتمتع بمكانة الصنم المقدس، التميمة، أو "المبروك" في تراث الخرافة الشعبية، الذي لا يجيد الكلام، ولا الفعل، ولا التفكير، لكنه مثل "الخرزة الزرقاء" يكفي وجودها على باب الدار لجلب الرزق، كما يعتقد ضحايا الدجل والشعوذة. 

شاهد.. #القمح_في_ذمة_الله.. الفارق بين "اكتفاء" مرسي و"عزاء" السيسي

شاهد.. #القمح_في_ذمة_الله.. الفارق بين "اكتفاء" مرسي و"عزاء" السيسي




نكسة القمح في عهد الانقلاب

القمح من الاكتفاء الذاتى إلى "في ذمة الله" بقلم: د. عز الدين الكومي



القمح من الاكتفاء الذاتى إلى "في ذمة الله"
بقلم: د. عز الدين الكومي
مصر التى كانت تطعم الإمبراطورية الرومانية من أقصاها إلى أقصاها والتى ساهمت في إنقاذ الدولة الإسلامية في عام الرمادة في خلافة عمربن الخطاب رضى الله عنه اليوم تعانى من الفشل الذريع في كل شيئ في ظل النظام الانقلابى.
وزير الزراعة الانقلابى يتفاخر بأن بلاده هى أكبر مستورد للقمح في العالم مما يجعلها في المركز الأول لاستيراد القمح من الخارج وبدلاً من العمل على الاكتفاء الذاتي في هذا المحصول الاستراتيجي لأنه من لا يملك طعامه لا يملك قراره ومن لم يكن طعامه من فأسه لم يكن قراره من رأسه.
أولا يعلم هذا المأفون أن تحديد الأسعار العالمية للقمح وغيره يكون للسادة وليس للعبيد ومتى كان المستهلك الذليل وهو الحلقة الأضعف يحدد الأسعار العالمية؟!!
تذكرت على الفور الوزير الشاب وزير الغلابة باسم عودة الملقب بوزير الشعب والمعتقل حاليا فى سجون الانقلاب لا لشيئ إلا أنه رفض العمل مع الانقلابيين الذي أعلن في النصف الأول من عام 2013 عن مخططه لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح لمصرو أنه سيتم ذلك خلال ثلاث أو أربع سنوات على أقصى تقدير”.
وكيف سعى لتحويل شعار سيادة الرئيس محمد مرسى إلى واقع عملى عندما قال: لا بد أن ننتج غذاءنا ونصنع دواءنا وسلاحنا وبالفعل بدأت المحاولات الجادة لتحقيق الإكتفاء الذاتى من القمح عن طريق دعم الفلاح المصرى ورعايته وتقليل الاستيراد!
صحيفة "الأهرام التعاوني" التابعة لمؤسسة "الأهرام" الانقلابية الحكومية فى تقرير لها بخصوص فشل النظام الانقلابى في زراعة القمح يرصد التقرير تفاصيل نجاح مخطط وزير التموين الانقلابى لتدمير زراعة القمح لصالح مافيا الاستيراد وخداع وزارة الزراعة التى زعمت استفادة 91% من المزارعين بالدعم على القمح.
وأكدت أن كارثة كبيرة تخص محصول القمح وزراعته بمصر وأن وزيري الزراعة والتموين نجحا في خداع الحكومة عبر تمرير منظومة القمح الجديدة.
هذه المنظومة التى أعلنا من خلالها نهاية عصر زراعة محصول القمح في مصرو أن منظومة القمح الجديدة سيكون لها عظيم الأثر في انهيار أسعار القمح المحلى حيث أعلن وزيرا التجارة والتموين أن وزارة التموين ستقوم بصرف 1300 جنيه لفدان القمح بحد أقصى 25 فدانًا على أن يسوق المحصول في مايو بالسعر العالمي.
وأن هذه الخدعة ستجعل سعر أردب القمح لا يتجاوز 300 جنيه فقط وهو ما لا يغطى تكلفة إنتاجه ويتسبب في خسائر للمزارع لا تقل عن 3000 جنيه للفدان كما قدم الوزيران حصرا وهميا أعدته وزارة الزراعة أفاد بأن المساحات المستفيدة من الدعم تصل إلى 3 ملايين و25 ألفا و161 فدانا أى بنسبة 91% وأن عدد المزارعين المستفيدين يبلغ 3 ملايين و108 آلاف و199 مزارعًا بمعدل 1.027 مزارع لكل فدان مستبعدًا 318 ألف فدان من جنة الدعم بحجة أنها تتجاوز 25 فدانا متجاهلين صغار مزارعي القمح الذين لا يملكون عقود الإيجار وبالتالي لا يحق لهم صرف دعم الـ1300 جنيه.
وبالرغم من هذا الفشل فإن وزير الزراعة يفتخر بأن مصر هى المستورد الأكبر للقمح في العالم وأنها تتحكم في أسعاره في الأسواق العالمية متناسيًا أنها تتحكم إذا كانت منتجة وتكون تابعة إذا ظلت مستورد وهي للأسف تستورد أردأ أنواع الأقماح في العالم".
وأعلنت صحيفة الأهرام التعاوني إن زراعة القمح ماتت في مصر ليلحق القمح بالقطن المصري الذي كان يتهافت عليه العالم أجمع.
وقال الوزيران إن الحكومة ستقوم بصرف 1300 جنيه لفدان القمح وجعل سعر القمح مرتبط بالسعر العالمي وذلك بدلاً من أخذ القمح من الفلاح بسعر 420 حنيه للأردب مما سيجعل أردب القمح لا يتجاوز ال300 جنيه بفارق أكثر من 120 في الأردب الواحد مما سيجعل الفلاحين يعزفون عن زراعة القمح وهذا بالتأكيد سيصب في مصلحة مافيا الفساد الذين يقومون باستيراد القمح من الخارج كما قالت نقابة الفلاحين..
والطريف أن صحيفة الأهرام الانقلابية نشرت بتاريخ 16 مايو 2013 في عهد الرئيس محمد مرسي مانشيت بعنوان “30% زيادة في إنتاج القمح والاكتفاء الذاتي خلال 4 سنوات وبعد سنتين تنشر بتاريخ 9/2/2016 مانشيت بعنوان “القمح في ذمة الله ليتضح الفارق بين الرئيس المنتخب وبين العسكرى المنقلب !!
والحقيقة أن كل شيء في ظل الانقلاب العسكرى في ذمة الله وليس القمح فقط.
وهو ما أعاد إلى الأذهان كلمة المخلوع الذى كان يكرر دائما أنه: لا يمكننا الاكتفاء الذاتي من القمح.

روما تدفع ضريبة دعم السيسي.. "RCS" مكنت العسكر من قتل "ريجيني"

روما تدفع ضريبة دعم السيسي.. "RCS" مكنت العسكر من قتل "ريجيني"

الطالب الإيطالي جوليو ريجيني
12/02/2016

لا يزال حادث مقتل جوليو ريجيني الغامض يلقي بظلال قاتم فى الداخل الإيطالي من أجل فك طلاسم ملابسات تصفية طالب الدكتوراه بمِصْر، والتوصل إلى المتورط فى الجريمة، خاصة أن أصابع الاتهام تشير إلى الدوائر الأمنية فى مِصْر، استنادًا إلى تقارير الطب الشرعي فى البلدين، والتى أشارت إلى وجود آثار تعذيب ممنج مما تعتمده الأجهزة الأمنية فى التعامل مع المعتقلين السياسيين.

صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية حاولت فتح الصندوق الأسود للحادث والعبث فى كافة الأوراق المحيطة بمقتل ريجيني، خاصة تلك التى تتعلق بالعلاقة بين القاهرة وروما، وكيف تورط نظام ماتيو رينزي فى تصفية المواطن الإيطالي بقبول التعاون مع السلطة الفاشية، وتجاهل كافة التقارير الحقوقية التى تشير إلى انتهاك فاضح لحقوق الإنسان فى مِصْر.

وكشفت الصحيفة الإيطالية –فى تقرير لها- عن تورط وزارة دفاع الانقلاب في شراء برمجيات للتجسس من شركة إيطالية "سيئة السمعة" –حسب وصفها-، من أجل مراقبة المعارضين ومناهضي النظام العسكري واختراق مراسلاتهم الخاصة، ورجحت أن يكون الطالب الإيطالي الذي تعرض للاختطاف والتعذيب، أحد ضحايا هذه الممارسات.

وأضاف التقرير -حسب "عربي 21"- أن حكومة العسكر كانت أحد عملاء الشركة الإيطالية "هاكينج تيم"، التي تبيع تقنيات الاختراق والتجسس على الحواسيب، والتي تعرضت لفضيحة كبرى لأنها تبيع هذه البرمجيات لأنظمة دكتاتورية، مشيرًا إلى أن بعض التفاصيل التي لم يتم الانتباه إليها عند ظهور الفضيحة، أن السلطات المصرية حصلت على أجهزة من الشركة، مكنت نظام عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري من التجسس على نشطاء النقابات العمالية لاكتشاف الأبحاث التي كان يقوم بها جوليو ريجيني.

واعترفت الصحيفة أن "هاكينج تيم" باعت لمصر برمجية "RCS" للتجسس والتحكم عن بعد، التي طورتها هذه الشركة المملوكة لديفيد فينشنزيتي.

وقد أظهرت 400 جيجابايت من المعلومات والوثائق التي كشفها موقع "ويكيليكس" حول هذه الشركة، عن أن موظفيها كانوا في اتصال مع الشركة المصرية "GNSI Group"، التي لعبت دور الواجهة للتغطية على تورط الحكومة المصرية، ودفعت مبلغ 58 ألف يورو في مقابل هذه الخدمات.

وأشار إلى أن الشركة باعت هذه البرمجيات لأنظمة أخرى في الشرق الأوسط مثل السعودية والبحرين وإثيوبيا والسودان، ما جعلها تصنف من قبل المنظمات الدولية على أنها لا تحترم المعايير الأخلاقية، وقد تم بيع هذه البرمجيات بطريقة غير مباشرة لهذه الحكومات، عبر شركات للخدمات الإعلامية.

وأوضح التقرير أن السلطات المصرية تستعمل تلك البرمجية على نطاق واسع، حيث تم الكشف عن مراسلة بين الشركة والنظام المصري، تعود إلى سنة 2011، تثبت بيع برمجية تمكن من التجسس على محادثات سكايب والتجسس على تطبيقات الهواتف الذكية مثل الواتساب، وتشغيل كاميرات حواسيب الضحايا عن بعد، ما يعني أن برمجية "RCS" كانت تستخدم منذ ذلك الوقت للتجسس على المعارضين والنشطاء المصريين، من طرف وزارة الدفاع، حيث إن التسريبات كشفت أيضا عن أن شركة "هاكينج تيم" كانت تشير إلى وزير الدفاع المصري في كل مراسلاتها على أنه "أحد العملاء".

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أنه من الصعب إيجاد إثباتات دامغة على أن نظام السيسي استعمل برمجية "RCS" للتجسس على ريجيني والأشخاص الذين كان على اتصال بهم، لاعتبارات تقنية تتعلق بأن الكود المصدري تم نشره للعلن، ومن ثم لم يعد صالحا للاستعمال في كنف السرية، مشددة على تورط نظام السيسي في هذه الأساليب غير الأخلاقية، التي كانت ولا تزال مستعملة للتجسس على المعارضين والنشطاء، الذين كان آخر ضحية منهم هو ريجيني.

أردوغان: قوات مدعومة من إيران في سوريا تنفذ "مذابح شرسة"

أردوغان: قوات مدعومة من إيران في سوريا تنفذ "مذابح شرسة"

12/02/2016

شاهد.. سفير إماراتي: لهذا تحالفنا مع أمريكا في حروبها ضد المسلمين

شاهد.. سفير إماراتي: لهذا تحالفنا مع أمريكا في حروبها ضد المسلمين

السفير الإماراتي في الولايات المتحدة الأمريكية
12/02/2016

مفاجأة.. "مصعب" شقيق حبيبة يفضح وزارة "السعادة" الإماراتية!!

مفاجأة.. "مصعب" شقيق حبيبة يفضح وزارة "السعادة" الإماراتية!!

الأسير مصعب في سجون الإمارات.. وأخته الشهيدة حبيبة
12/02/2016

سجل الإمارات القمعي لا يمكن تجاوزه حتى لو استحدثت وزارات السعادة والتسامج وغيرها من القيم التي لا تلتزم بها، مع مواطنيها أو المقيمين على أراضيها، فمن محاكمة مشجع لكرة القدم إللى معاقبة شاب على مواقف والده السياسية، تظهر حقيقة السلطات الإماراتية القبيحة.

حيث واصلت السلطات الإماراتية انتهاكاتها لحقوق الإنسان، بعد إخفائها قسريا للشاب المصري مصعب أحمد عبد العزيز، منذ  21 أكتوبر 2014، وتعريضه للتعذيب، دون تهمة سوى محاولة للضغط على والده، الذي عمل مستشارًا سابقًا للرئيس محمد مرسي.

عرض مصعب يوم الأربعاء 10 فبراير على النيابة العامة الإماراتية، التي باشرت تحقيقاتها معه، بصورة غير قانونية، دون حضور محامي المعتقل، على أن تبدأ المحاكمة أمام محكمة الإرهاب، في القضية رقم 4 لسنة 2015 أمن الدولة؛ حيث يواجه تهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي دون دليل، وقامت النيابة بتجديد حبسه احتياطيًّا.

وقال والد الشاب، المستشار أحمد عبد العزيز عبر صفحته على فيس بوك، الأربعاء 10 فبراير: وتحت عنوان "تمخض الجبل فولد فأرًا!!": تم أمس عرض مصعب على النيابة لمواجهته بـ(الأحراز) التي تثبت انتماؤه لمنظمة إرهابية، التي هي (الإخوان المسلمين) حسب تصنيف الإمارات للجماعة، وذلك، بعد 18 شهرًا من الاختطاف، قضى منها مصعب أربعة أشهر في الحبس الانفرادي، وتعرض خلالها للتعذيب البدني والنفسي.

الأحراز كانت ثلاثة هي: (1) مستند PDF موجود على حاسوبه الشخصي، موقّع باسم (والده) أحمد عبد العزيز، يتكلم عن "حزب الحرية والعدالة في مصر والدولة العميقة"، ولم يتمكن مصعب من الاطلاع على محتوى المستند.. (2) بطاقة تسوّق إلكتروني خاصة بالشركة التي كان يديرها والده في دبي.. (3) حساب مصعب على "سكايب".. هذا الإضافة إلى ضم شاب يدعى "علي" إلى القضية؛ لكي يبدو الأمر وكأنه (خلية)!!".

مستندات مضروبة
وعن  أقوال مصعب، قالد المستشار أحمد: "أما بالنسبة للمستند، فقد أفاد مصعب في أقواله أمام النيابة (في غير وجود محاميه) الذي لم يقابله ولا مرة حتى الآن، أنه يرى هذا المستند لأول مرة، فضلا عن أن والده لا يستخدم حاسوبه الشخصي مطلقا.. وأما بالنسبة لبطاقة التسوق الإلكتروني، فهي بطاقة لشراء ما يلزم الشركة من خلال الإنترنت، مثل الصور والكتب، والأقراص المدمجة وغيرها..

وبالنسبة لحساب مصعب على "سكايب" وهو الشيء الوحيد الذي يخصه في هذه (الأحراز) فلم يجدوا عليه ما يثبت انتماؤه لأي تنظيم، وكل ما به يتعلق بعمله في الشركة التي كان يعمل مديرًا تنفيذيًّا لها.. أما "علي" فإن مصعب لم يسبق له أن التقى به في أي وقت من الأوقات!!".

وتابع عضو الفريق الرئاسي للرئيس محمد مرسي قائلا: "أيها السادة.. ما علاقة مصعب بموضوع كتبه والده، يتعلق بالشأن المصري؟؟ هذا إن كان كتبه فعلا؟! مع العلم أنني لم أكتب (مطلقا) موضوعا في هذا الشأن، ولا تحت هذا العنوان؛ لأني لم أكن يوما قياديا ولا كادرا في حزب الحرية والعدالة!! ناهيك عن أنني لم أستخدم حاسوب مصعب أبدا!!

مضيفا "فمن أين جاء هذا المستند؟! ما علاقة مصعب ببطاقة تسوق إلكتروني تخص شركة والده، وكانت تستخدم للشراء عبر الإنترنت، ولا يمكن الصرف من رصيدها نقدا، كما لا يمكن استعادته نقدا؟! (الحرز) الوحيد ـإن جازت التسميةـ الذي يخص مصعب، وهو حسابه على سكايب، لم يجدوا فيه إلا ما يتعلق بعمله، وليس أي شيء آخر!! فلماذا تم اختطاف مصعب لمدة عام ونصف؟! ولماذا تم تعذيبه؟ّ ولماذا تم إكراهه على التوقيع على اعترافات أمليت عليه تحت التعذيب؟! ولماذا تم حرمانه من أسرته، وحرمانها منه طوال هذه المدة؟! ولماذا يتوقف عطاؤه في الحياة حتى اليوم؟!".

محاولة للإسكات
وكشف عبد العزيز عن أن "المسئول الذي أمر باختطاف مصعب، قضى نحبه -قبل عام- في حادث سير مروع في الإمارات.. وكان الهدف من الاختطاف، هو إسكاتي (أنا أحمد عبد العزيز والد مصعب) عن مناهضة الانقلاب، بإدخالي (الحظيرة الإماراتيه) من باب (البزنس) مقابل المبلغ الذي أحدده، شرط أن أذهب إلى الإمارات، لكني أبيت ورفضت.."!!

وطالب عبد العزيز بإطلاق سراح ابنه، قائلا: "وبما أن المسئولين في الإمارات قد ورثوا هذا الملف، وقد بات واضحًا بالأدلة القاطعة (من خلال أحرازهم) أنه خالٍ من أي شيء يدين مصعب، فعليهم -اليوم قبل غد- تصحيح هذا الخطأ الفادح بإطلاق سراح مصعب فورًا، ولتبق مشكلتهم أو خصومتهم معي (أنا والد مصعب) باعتبارهم رعاة الانقلاب العسكري الدموي في مصر، وليس مع مصعب.

ومصعب أحمد عبد العزيز، هو شاب مصري لم يتجاوز السادسة والعشرين، اعتقلته السلطات الإماراتية، وتهمته الوحيدة -وفقًا لوالده- معارضة والده النظام المِصْري الانقلابي، وعمله من قبل كعضو في الفريق الرئاسي للرئيس مرسي.

حُرم مصعب -الذي تخرج بالجامعة الأمريكية بالشارقة، وكان يعمل في الإمارات كمدير تنفيذي لشركة برمجيات إماراتية عند اعتقاله- من كافة أحلامه وطموحاته، وهو الذي يصفه المقربون منه بأنه بعيدًا عن السياسة|، ولا يشارك كثيرًا في الأحداث المحيطة به، ووضع خلف الأسوار المغلقة لما يقارب العام.

استنكار حقوقي
قامت السلطات الإماراتية بإخفاء مصعب لعدة أشهر قبل أن تكشف عن مكانه، وهو ما دفع "منظمة هيومن رايتس مونيتور" في يناير الماضي وعقب ثلاثة أشهر من اختفائه لإصدار نداء للأمم المتحدة المعني بحالات الاختفاء القسري لبحث حالته.

ونقلت المنظمة في ندائها تأكيدات والد مصعب أن اختطاف ابنه جرى لأسباب سياسية للضغط عليه ليتوقف عن إدانة الجرائم التي ترتكبها السلطات الحالية في مِصْر، فضلا عن أن ابنه لم توجه له أي تهم جنائية وليس لديه أية انتماءات سياسية خلال تلك الفترة.

وأشار  بيان هيومن رايتس مونيتور إلى طريقة اعتقال "مصعب"؛ حيث تلقى الشاب مكالمة من الأمن الوقائي في الشارقة يوم 21 أكتوبر 2014، يطلب استدعاؤه للمقابلة دون إبداء أية أسباب أو توجيه أي تهم، على إثر ذلك قام مصعب بالاتصال بشقيقته وإبلاغها باستدعاء الأمن الوقائي له وتوجهه إلى  الأمن الوقائي، وفي حوالي الساعة الثانية وثلث عصرًا أغلق هاتف مصعب تمامًا، ولم تقدم أي تفاصيل بشأن مكان وجوده أو سلامته حتى الآن.

وفي شهر فبراير 2015 وعقب 4 أشهر من اختفائه أعلنت السلطات الإماراتية عن نقل مصعب إلى سجن الوثبة في إمارة أبوظبي، عقب إمضائه أشهر الاختفاء رهن الحبس الانفرادي في مكان احتجاز سري، فيما لم يتم الإعلان عن محاكمته إلا في أغسطس الماضي.

وسمحت السلطات الإماراتية لمصعب بمكالمة هاتفية واحدة لأصدقائه منذ اعتقاله، ولم يُسمح له بإجراء اتصال بمحام أو بأفراد أسرته.

وتبقى الإمارات مرتعًا لانتهاكات الديمقراطية وحقوق الإنسان، مهما تطاولت في البنيان أو استحدثت وزارة للسعادة!

قصة الجنرال الذي أبعده السادات وحبسه مبارك.. وكرمه مرسي

قصة الجنرال الذي أبعده السادات وحبسه مبارك.. وكرمه مرسي

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=VKF-Z-WnZkM
منح قلادة النيل لاسم الفريق سعد الدين الشاذلي
11/02/2016
"11 فبراير 2011" لن يختفي هذا التاريخ من ذاكرة المِصْريين؛ لأنه كان يومًا مشهودًا وحافلا بالأحداث العظيمة، ففيه تنحى الديكتاتور مبارك عن حكم البلاد بأمر الثورة والثوار، كما أنه نفس يوم رحيل بطل مِصْري عظيم وقائد عسكري ظلم حيًّا وميتًا.

حيث رحل في مثل هذا اليوم منذ 5 سنوات الفريق "سعد الدين الشاذلي"، الذي شاءت إرادة الله أن يرحل عن الدنيا في نفس يوم رحيل المخلوع مبارك الذي سجنه وعزله عن الحياه العامة لسنوات.

والفريق سعد الدين الشاذلي وصفه القادة الإسرائيليون في مذكراتهم بأنه قائد مصري كفء، وقادر على رسم وتنفيذ خطط عسكرية بالمستوى العالمي المتعارف عليه في الأكاديميات العسكرية، وله تاريخ عسكري حافل بالبطولات، غير أن ذلك لم يشفع له عند السادات فنفاه، وسجنه المخلوع مبارك.

وتمر الأيام وتأتي ثورة يناير ويحكم البلاد أول رئيس مدني منتخب بعد الثورة، وهو الدكتور محمد مرسي فكرم اسمه بعد رحيله، وكرم أسرته في لقاء خاص بقصر الاتحادية، اعترافا بفضله وتاريخه المشرف ودوره في حرب أكتوبر.

وفي هذا التقرير نستعرض عددًا من أبرز محطات الفريق الشاذلي:
مولده ونشأته
ولد الشاذلي بقرية "شبراتنا" مركز بسيون في محافظة الغربية في 1 إبريل 1922 في أسرة فوق المتوسطة، كان والده من الأعيان، وكانت أسرته تملك 70 فدانًا، أبوه الحسيني الشاذلي، وأمه السيدة تفيدة الجوهري وهي الزوجة الثانية لأبيه، وسمي على اسم السياسي المعروف سعد زغلول، كان والده أحد ملاك الأراضي الزراعية.. التحق الشاب سعد بالكلية الحربية في فبراير 1939، وكان أصغر طالب في دفعته، وتخرج فيها ملازما في سلاح المشاة في يوليو 1940، ثم انتدب للحرس الملكي، وشارك في الحرب العالمية الثانية وفي حرب فلسطين 1948، ثم قام بتأسيس أول فرقة مظلات شاركت في العدوان الثلاثي على مِصْر.

أهم المناصب
مؤسس وقائد أول فرقة قوات مظلية في مصر (1954-1959)
قائد أول قوات عربية موحدة في الكونغو كجزء من قوات الأمم المتحدة (1960-1961)
ملحق عسكري في لندن (1961-1963)
قائد لواء المشاة (1965-1966)
قائد القوات الخاصة (الصاعقة) (1967-1969)
قائد لمنطقة البحر الأحمر (1970-1971)
رئيس هيئة أركان القوات المسلحة المصرية (1971-1973)
سفير مصر في بريطانيا (1974-1975)
سفير مصر في البرتغال (1975-1978).
شاهد الرابط: 
مهندس حرب أكتوبر
وصف الشاذلي بأنه الرأس المدبر لحرب أكتوبر، أو كما يطلق عليه "مهندس حرب أكتوبر"، كما أنه كان صاحب خطة المآذن العالية، أو "عملية بدر" لعبور القناة، وكان المخطط لتنفيذها في 1971 ولكن القوات الجوية والدفاع الجوي كان ينقصهما بعض الأسلحة للتفوق على الصهاينة، ومنعهم من الاقتراب لمسافة 10 كيلو مترات من القناة بعد عبور القوات المِصْرية.

وفي يوم 6 أكتوبر 1973 في الساعة 1300 شن الجيشان المصري والسوري هجومًا كاسحًا على الاحتلال الإسرائيلي، بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصري خطة "المآذن العالية" التي وضعها الفريق الشاذلي بنجاح غير متوقع، لدرجة أن الشاذلي يقول في كتابه "حرب أكتوبر": "في أول 24 ساعة قتال لم يصدر من القيادة العامة أي أمر لأي وحدة فرعية.. قواتنا كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدي طابور تدريب تكتيكي".

بداية الخلاف مع السادات
يوم 12 أكتوبر، أرسلت القيادة العسكرية السورية مندوبًا للقيادة الموحدة للجبهتين التي كان يقودها المشير أحمد إسماعيل تطلب زيادة الضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلي على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط على جبهة الجولان، فطلب السادات من إسماعيل تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على سوريا.. وعارض الشاذلي الفكرة بشدة قائلاً إن أي تطوير خارج نطاق الـ12 كيلو التي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي، وأي تقدم خارج المظلة معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي، وما زالت القوات الجوية الإسرائيلية قوية، وتشكل تهديدًا خطيرًا لأية قوات برية تتحرك في العراء دون غطاء جوي.

وبالفعل فشلت خطة التطوير كما توقع «الشاذلي» وخسرت القوات المصرية 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسة في ساعات معدودة من بدء التطوير للتفوق الجوي الإسرائيلي.
شاهد الرابط:

معارضته كامب ديفيد
بعد توقيع السادات معاهدة «كامب ديفيد» عام 1978، انتقد الفريق الشاذلي بشدة تلك المعاهدة وعارضها علانية وهاجم الرئيس أنور السادات واتهمه بالديكتاتورية، واتخذ قرارًا بترك منصبه سفيرًا لدى البرتغال والذهاب إلى الجزائر كلاجئ سياسي، وعرض عليه العديد من الرؤساء والملوك الإقامة في بلادهم، لكنه اختار الجزائر، وبرر اختياره أنها دولة تقوم على مبدأ الحكم الجماعي وليس الفردي.

وعام 1978، أصدر الرئيس أنور السادات مذكراته «البحث عن الذات» واتهم فيها الفريق الشاذلي بالتخاذل وحمله مسئولية التسبب بالثغرة، ووصفه بأنه عاد منهارًا من الجبهة يوم 19 أكتوبر، وأوصى بسحب جميع القوات في الشرق، ما دفع الفريق الشاذلي للرد على الرئيس أنور السادات بنشر مذكراته «حرب أكتوبر»، الذي يعتبر من أدق الكتب إلى تحدثت عن حرب أكتوبر.

اتهم الفريق الشاذلي في كتابه السادات باتخاذ قرارات خاطئة رغم كل نصائح المحيطين به من العسكريين وتدخله المستمر في الخطط العسكرية في أثناء سير العمليات على الجبهة أدت إلى التسبب في الثغرة وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمدة فاقت الـ3 أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف جيش الاحتلال الإسرائيلي.

في سجن المخلوع
تسبب هذا الكتاب في محاكمة الفريق الشاذلي غيابيًّا في عهد المخلوع حسني مبارك عام 1983 بتهمة إفشاء أسرار عسكرية، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات مع الأشغال الشاقة، ووضعت أملاكه تحت الحراسة، كما تم حرمانه من التمثيل القانوني وتجريده من حقوقه السياسية.

وفي مساء 14 مارس 1992، عاد الفريق الشاذلي إلى مصر بعد أن قضى 14 سنة منفيًّا في الجزائر منها سنتان في عهد الرئيس أنور السادات، و12 سنة في عهد المخلوع حسني مبارك، وقبض عليه فور وصوله مطار القاهرة، وصودرت منه جميع الأوسمة والنياشين، وأجبر على قضاء مدة الحكم عليه بالسجن الحربي؛ لأن الأحكام العسكرية لا تسقط بالتقادم.

وخلال وجوده في السجن، نجح فريق المحامين المدافع عنه في الحصول على حكم قضائي صادر من أعلى محكمة مدنية ينص على أن الإدانة العسكرية السابقة غير قانونية، وأن الحكم العسكري الصادر ضده يعتبر مخالفًا للدستور.

أمرت المحكمة بالإفراج الفوري عنه، رغم ذلك، لم ينفذ هذا الحكم الأخير وقضى سنة ونصف السنة في السجن، وخرج بعدها ليعيش بعيدًا عن أي ظهور إعلامي.

الرحيل في يوم خلع مبارك
ظهر الشاذلي للمرة الأولى بعد خروجه من السجن على قناة «الجزيرة» في برنامج «شاهد على العصر» في 6 فبراير 1999، وظهر بعدها في بعض القنوات الفضائية كمحلل عسكري، وفى البرامج التي تناولت حرب أكتوبر في أواخر تسعينيات القرن الماضي، حتى توفي في 11 فبراير  2011، عن عمر بلغ 89 عاما.

الرئيس مرسي يكرم أسرة الشاذلي
وتقديرًا لدوره العظيم في حرب أكتوبر، واعترافًا بما لحقه من أذى أيام المخلوع مبارك، أصدر الرئيس محمد مرسي قرارًا جمهوريا بتكريم أسم الفريق سعد الدين الشاذلي، ومنحه قلادة النيل، وتسلمت حرم الشاذلي السيدة جيهان محمد متولي التكريم في موقف تاريخي؛ حيث بكت أمام الرئيس مرسي من شدة فرحتها باعتراف وتقدير رئيس الدولة، ورد حق زوجها الذي سيذكره التاريخ عبر العصور والأزمان.