الاثنين، 8 فبراير 2016

مقتل الإيطالى إللى له ظهر بقلم: د. عز الدين الكومي

07/02/2016

مقتل الإيطالى إللى له ظهر
بقلم: د. عز الدين الكومي

بعد حادثة مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريغيني على يد جلاوزة الشرطة وإلقاء جثته في منطقة نائية بـ6 أكتوبر على طريق الإسكندرية يؤكد أن دولة إيطاليا حريصة على مواطنيها في أى مكان أو أى بقعة من العالم.. لكن بعكس النظم الانقلابية والدكتاتورية التى تقوم بقتل أبنائها صباح مساء، وتصفيتهم خارج إطار القانون وتعذيبهم وتجويعهم أيضا أو قتلهم بالإهمال في حوادث الطرق والغرق وانهيار العقارات التى شيدت دون ضمير من المقاولين مصاصى الدماء تحت سمع وبصر السلطات!!

الصحافة الإيطالية شنت هجومًا عنيفًا على داخلية الانقلاب التى تحاول التأكيد على أن ريجيني وجد في منطقة نائية إلى جوار الطريق بعدما قتل في حادث سيارة، لكن رواية الشرطة المفضوحة التى تتمتع بسمعة سيئة على مستوى العالم تتناقض تماما مع علامات التعذيب الموجودة على جسد القتيل.

الصحافة الإيطالية لم تقتنع برواية داخلية الانقلاب؛ لأن الجثة كان واضحًا عليها علامات التعذيب التى تشير إلى أن الطالب الذي كان يبلغ من العمر 28 عاما قد لقي نهاية عنيفة ومؤلمة.

كما أن صحيفة جارديان البريطانية نقلت عن المستشار أحمد ناجى رئيس قوله أن جثة الطالب الإيطالي جوليو ريجاني التي عثر عليها في مصر مساء أمس قد وجد عليها آثار حرق سجائر وتعذيب أدى إلى موت بطيء فضلا عن قطع في الأّذن والأنف وكدمات وسجحات متفرقة مات ببطء.

الحكومة الإيطالية بدورها طلبت السماح للخبراء الإيطاليين بتولي التحقيق في الجريمة بسبب ما قالت إنه تصريحات متضاربة للمسؤولين المصريين حول ملابسات الواقعة علاوة على الانتقادات بسبب انتهاك حقوق الإنسان في البلاد.

كما أن الخارجية الإيطالية استدعت السفير وأبلغته إن الحكومة الإيطالية تطالب بكل قوة نظيرتها المصرية بالسماح لخبرائنا المشاركة في التحقيقات لأننا نرغب في ظهور الحقيقة كاملة مضيفا إنه التزام من الحكومة الإيطالية تجاه مواطنيها.

لأن الحكومة الإيطالية بالرغم من العلاقة الحميمة مع النظام الانقلابى وقعت في حرج شديد تجاه الرأى العام الإيطالى للتناول الإعلامى للموضوع وهذا واضح من خلال قرار وزيرة الاقتصاد الإيطالية بقطع زيارتها الأخيرة للقاهرة حيث كانت تٓتٓرٓأّٓسُ وفداً من رجال الأعمال الإيطاليين لبحث فرص الاستثمار في مصر.

يعنى استثمار إيه في مصر وكل الشركات طفشت من البلاد !!.

لكن حادث اختطاف الشاب الإيطالي واختفائه قسريا ثم قتله بعد تعذيبه وإلقاء جثته في طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي كما تفعل داخلية الانقلاب مع المواطنين المصريين والذين لايسأل عنهم أحد بل وتعلن الداخلية أنها قامت بتصفية عدد من الإرهابيين بعد استعمالهم السلاح ضد الشرطة وبدوره يهلل الإعلام الانقلابى لذلك ويطبل بل ويبث صورا للضحايا والأسلحة بجوارهم وهذا الفيلم الهابط يتكرر في كل مرة!!

كما يمكن لإيطاليا استثمار هذا الحادث بالضغط على السلطات الانقلابية للحصول على مزيد من التنازلات وإسناد مشروعات بالأمر المباشر لبعض الشركات الإيطالية.. على غرار ما قامت به روسيا من جراء حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء!!

زعيم عصابة الانقلاب قام بالاتصال برئيس الوزراء الإيطالي لكي يتعهد له بالقيام بالتحقيق في الأمر بكل شفافية، وأن السلطات المصرية لن تدخر جهدا في سبيل الكشف عن ملابسات هذه الجريمة.. طيب لم كلابك!!

مما يؤكد خطورة الأمر وأنها ليست مجرد حادث عادى بسبب التعذيب الظاهر على الجثة.. لكن في النهاية سيتم تسوية الموضوع بطريقة أو بأخرى ولا يعرف الرأى العام عنها شيئا.

وإذا أضفنا لذلك تصريحات الداخلية المتضاربة من ناحية والمجافية للحقيقة من ناحية أخرى، التى لم يعد أحد يثق بها لا فى الداخل ولا في الخارج كما حدث في عشرات بل مئات القضايا التى صدرت حولها تصريحات من جلاوزة الشرطة كلها مكذوبة مثل أن المتظاهرين قتلوا أنفسهم في مذبحتى رابعة والنهضة وكما حدث مع أحد شباب الأولتراس الذى ألقى عليه القبض في ميدان الجيزة ثم يتم تصفيته في الغردقة بزعم الإعتداء على منشأة سياحية!!

وهذا واضح من خلال تصريحات الشرطة والنيابة حيث نفت الشرطة وجود آثار تعذيب على الجثة، في الوقت الذى أكد فيه رئيس النيابة بوجود آثار تعذيب، وأمر بتشريح الجثة، وأبدت وزارة الداخلية على لسان أشرف العناني مسؤول إعلامي بالوزارة استياءها الشديد من تصريحات النيابة، مؤكدة أن الموضوع حساس للغاية، وكان يجب على رئيس النيابة عدم الإدلاء بتلك التصريحات فما لدينا من مشرحة زينهم يؤكد خلو الجثة من أي آثار للتعذيب.

ولكن تصريحات النيابة أفادت بوجود آثار تعذيب على جسده كدمات وإصابات كما كان يرتدي ملابس فقط على الجزء العلوي من الجسم.

وقال رئيس نيابة حوادث الجيزة إن الجثة وجدت عليها علامات تعذيب وحروق سجائر وجروح سكين، وإن الطالب الإيطالي وجد عاريًا من نصفه الأسفل وعليه آثار حروق سجائر وضرب وقطع في الأذن.

هذا الإيطالى وجد من يسأل عنه ويتابع قضيته.. أما جموع المصريين في ظل النظام الانقلابى العسكرى أصبحوا كالأيتام على موائد اللئام شرطة تعربد وقضاء شامخ وإعلام يكذب يهلل ويطبل ويسبح بحمد الطاغية ولا أحد يسأل عنهم ولا يتبنى قضاياهم!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق