الجمعة، 12 فبراير 2016

قصة الجنرال الذي أبعده السادات وحبسه مبارك.. وكرمه مرسي

قصة الجنرال الذي أبعده السادات وحبسه مبارك.. وكرمه مرسي

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=VKF-Z-WnZkM
منح قلادة النيل لاسم الفريق سعد الدين الشاذلي
11/02/2016
"11 فبراير 2011" لن يختفي هذا التاريخ من ذاكرة المِصْريين؛ لأنه كان يومًا مشهودًا وحافلا بالأحداث العظيمة، ففيه تنحى الديكتاتور مبارك عن حكم البلاد بأمر الثورة والثوار، كما أنه نفس يوم رحيل بطل مِصْري عظيم وقائد عسكري ظلم حيًّا وميتًا.

حيث رحل في مثل هذا اليوم منذ 5 سنوات الفريق "سعد الدين الشاذلي"، الذي شاءت إرادة الله أن يرحل عن الدنيا في نفس يوم رحيل المخلوع مبارك الذي سجنه وعزله عن الحياه العامة لسنوات.

والفريق سعد الدين الشاذلي وصفه القادة الإسرائيليون في مذكراتهم بأنه قائد مصري كفء، وقادر على رسم وتنفيذ خطط عسكرية بالمستوى العالمي المتعارف عليه في الأكاديميات العسكرية، وله تاريخ عسكري حافل بالبطولات، غير أن ذلك لم يشفع له عند السادات فنفاه، وسجنه المخلوع مبارك.

وتمر الأيام وتأتي ثورة يناير ويحكم البلاد أول رئيس مدني منتخب بعد الثورة، وهو الدكتور محمد مرسي فكرم اسمه بعد رحيله، وكرم أسرته في لقاء خاص بقصر الاتحادية، اعترافا بفضله وتاريخه المشرف ودوره في حرب أكتوبر.

وفي هذا التقرير نستعرض عددًا من أبرز محطات الفريق الشاذلي:
مولده ونشأته
ولد الشاذلي بقرية "شبراتنا" مركز بسيون في محافظة الغربية في 1 إبريل 1922 في أسرة فوق المتوسطة، كان والده من الأعيان، وكانت أسرته تملك 70 فدانًا، أبوه الحسيني الشاذلي، وأمه السيدة تفيدة الجوهري وهي الزوجة الثانية لأبيه، وسمي على اسم السياسي المعروف سعد زغلول، كان والده أحد ملاك الأراضي الزراعية.. التحق الشاب سعد بالكلية الحربية في فبراير 1939، وكان أصغر طالب في دفعته، وتخرج فيها ملازما في سلاح المشاة في يوليو 1940، ثم انتدب للحرس الملكي، وشارك في الحرب العالمية الثانية وفي حرب فلسطين 1948، ثم قام بتأسيس أول فرقة مظلات شاركت في العدوان الثلاثي على مِصْر.

أهم المناصب
مؤسس وقائد أول فرقة قوات مظلية في مصر (1954-1959)
قائد أول قوات عربية موحدة في الكونغو كجزء من قوات الأمم المتحدة (1960-1961)
ملحق عسكري في لندن (1961-1963)
قائد لواء المشاة (1965-1966)
قائد القوات الخاصة (الصاعقة) (1967-1969)
قائد لمنطقة البحر الأحمر (1970-1971)
رئيس هيئة أركان القوات المسلحة المصرية (1971-1973)
سفير مصر في بريطانيا (1974-1975)
سفير مصر في البرتغال (1975-1978).
شاهد الرابط: 
مهندس حرب أكتوبر
وصف الشاذلي بأنه الرأس المدبر لحرب أكتوبر، أو كما يطلق عليه "مهندس حرب أكتوبر"، كما أنه كان صاحب خطة المآذن العالية، أو "عملية بدر" لعبور القناة، وكان المخطط لتنفيذها في 1971 ولكن القوات الجوية والدفاع الجوي كان ينقصهما بعض الأسلحة للتفوق على الصهاينة، ومنعهم من الاقتراب لمسافة 10 كيلو مترات من القناة بعد عبور القوات المِصْرية.

وفي يوم 6 أكتوبر 1973 في الساعة 1300 شن الجيشان المصري والسوري هجومًا كاسحًا على الاحتلال الإسرائيلي، بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصري خطة "المآذن العالية" التي وضعها الفريق الشاذلي بنجاح غير متوقع، لدرجة أن الشاذلي يقول في كتابه "حرب أكتوبر": "في أول 24 ساعة قتال لم يصدر من القيادة العامة أي أمر لأي وحدة فرعية.. قواتنا كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدي طابور تدريب تكتيكي".

بداية الخلاف مع السادات
يوم 12 أكتوبر، أرسلت القيادة العسكرية السورية مندوبًا للقيادة الموحدة للجبهتين التي كان يقودها المشير أحمد إسماعيل تطلب زيادة الضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلي على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط على جبهة الجولان، فطلب السادات من إسماعيل تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على سوريا.. وعارض الشاذلي الفكرة بشدة قائلاً إن أي تطوير خارج نطاق الـ12 كيلو التي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي، وأي تقدم خارج المظلة معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي، وما زالت القوات الجوية الإسرائيلية قوية، وتشكل تهديدًا خطيرًا لأية قوات برية تتحرك في العراء دون غطاء جوي.

وبالفعل فشلت خطة التطوير كما توقع «الشاذلي» وخسرت القوات المصرية 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسة في ساعات معدودة من بدء التطوير للتفوق الجوي الإسرائيلي.
شاهد الرابط:

معارضته كامب ديفيد
بعد توقيع السادات معاهدة «كامب ديفيد» عام 1978، انتقد الفريق الشاذلي بشدة تلك المعاهدة وعارضها علانية وهاجم الرئيس أنور السادات واتهمه بالديكتاتورية، واتخذ قرارًا بترك منصبه سفيرًا لدى البرتغال والذهاب إلى الجزائر كلاجئ سياسي، وعرض عليه العديد من الرؤساء والملوك الإقامة في بلادهم، لكنه اختار الجزائر، وبرر اختياره أنها دولة تقوم على مبدأ الحكم الجماعي وليس الفردي.

وعام 1978، أصدر الرئيس أنور السادات مذكراته «البحث عن الذات» واتهم فيها الفريق الشاذلي بالتخاذل وحمله مسئولية التسبب بالثغرة، ووصفه بأنه عاد منهارًا من الجبهة يوم 19 أكتوبر، وأوصى بسحب جميع القوات في الشرق، ما دفع الفريق الشاذلي للرد على الرئيس أنور السادات بنشر مذكراته «حرب أكتوبر»، الذي يعتبر من أدق الكتب إلى تحدثت عن حرب أكتوبر.

اتهم الفريق الشاذلي في كتابه السادات باتخاذ قرارات خاطئة رغم كل نصائح المحيطين به من العسكريين وتدخله المستمر في الخطط العسكرية في أثناء سير العمليات على الجبهة أدت إلى التسبب في الثغرة وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمدة فاقت الـ3 أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف جيش الاحتلال الإسرائيلي.

في سجن المخلوع
تسبب هذا الكتاب في محاكمة الفريق الشاذلي غيابيًّا في عهد المخلوع حسني مبارك عام 1983 بتهمة إفشاء أسرار عسكرية، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات مع الأشغال الشاقة، ووضعت أملاكه تحت الحراسة، كما تم حرمانه من التمثيل القانوني وتجريده من حقوقه السياسية.

وفي مساء 14 مارس 1992، عاد الفريق الشاذلي إلى مصر بعد أن قضى 14 سنة منفيًّا في الجزائر منها سنتان في عهد الرئيس أنور السادات، و12 سنة في عهد المخلوع حسني مبارك، وقبض عليه فور وصوله مطار القاهرة، وصودرت منه جميع الأوسمة والنياشين، وأجبر على قضاء مدة الحكم عليه بالسجن الحربي؛ لأن الأحكام العسكرية لا تسقط بالتقادم.

وخلال وجوده في السجن، نجح فريق المحامين المدافع عنه في الحصول على حكم قضائي صادر من أعلى محكمة مدنية ينص على أن الإدانة العسكرية السابقة غير قانونية، وأن الحكم العسكري الصادر ضده يعتبر مخالفًا للدستور.

أمرت المحكمة بالإفراج الفوري عنه، رغم ذلك، لم ينفذ هذا الحكم الأخير وقضى سنة ونصف السنة في السجن، وخرج بعدها ليعيش بعيدًا عن أي ظهور إعلامي.

الرحيل في يوم خلع مبارك
ظهر الشاذلي للمرة الأولى بعد خروجه من السجن على قناة «الجزيرة» في برنامج «شاهد على العصر» في 6 فبراير 1999، وظهر بعدها في بعض القنوات الفضائية كمحلل عسكري، وفى البرامج التي تناولت حرب أكتوبر في أواخر تسعينيات القرن الماضي، حتى توفي في 11 فبراير  2011، عن عمر بلغ 89 عاما.

الرئيس مرسي يكرم أسرة الشاذلي
وتقديرًا لدوره العظيم في حرب أكتوبر، واعترافًا بما لحقه من أذى أيام المخلوع مبارك، أصدر الرئيس محمد مرسي قرارًا جمهوريا بتكريم أسم الفريق سعد الدين الشاذلي، ومنحه قلادة النيل، وتسلمت حرم الشاذلي السيدة جيهان محمد متولي التكريم في موقف تاريخي؛ حيث بكت أمام الرئيس مرسي من شدة فرحتها باعتراف وتقدير رئيس الدولة، ورد حق زوجها الذي سيذكره التاريخ عبر العصور والأزمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق