تطوير العلاقات المصرية مع كولومبيا: مخدرات وجيش مرتزقة برعاية إماراتية!
12/02/2016
بالرغم من أنها تعاني من البطالة وعصابات المخدرات إلى جانب الانقسام المسلح، هللت صحافة الانقلاب لقرار السيسي أن مدت مصر جسور التعاون مع كولومبيا، بعد الموافقة على الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول بين البلدين.
قرارات السيسي التي تتسم بالعنجهية وبلا منطق تتنافى مع قواعد العمل الدبلوماسي، وتحمل علامات استفهام كثيرة، برأي المراقبين السياسيين، ولعل أبرز ما يشكك في قرار السيسي ما أكده تقرير سابق منسوب إلى السفارة المصرية بكولومبيا، والذي أشار إلى أن سوق العمل الكولومبي يعاني من نسبة بطالة عالية تبلغ 13 %، فيما ينخفض مستوى المرتبات بسبب توفر الأيدي العاملة، ويبلغ الحد الأدنى للمرتبات 190 دولار نظرا لأن كولومبيا من الدول الطاردة للعمالة، حيث يعمل حوالي أربعة ملايين من أبنائها بالدول المجاورة لها. وكولومبيا من أكبر منتجي المخدرات في الأمريكتين..
وأشار التقرير إلى أن عدد الجالية المصرية بكولومبيا يقرب من 30 شخصا يتوزعون بين بوجوتا العاصمة ومدينة ميكاو.
ووفقا لتقرير السفارة لا توجد خطوط طيران مباشرة تربط بين كولومبيا ومصر، لكن تتوفر خطوط بين العاصمة بوجوتا وكل من نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وفرانكفورت بألمانيا وعواصم بريطانيا وفرنسا وإسبانيا، فيما لا توجد خطوط ملاحية مباشرة، كما أنه لا يوجد أيضا مكاتب لشركة "مصر للطيران" - الشبه حكومية - وكذا مكاتب شركات السياحة المصرية.
ويفضل التنقل بين المدن من خلال الطيران الجوي نظرا لصعوبة الوضع الأمني على الطرق، إلى جانب انتشار عصابات خطف الأجانب من أجل طلب الفدية مقابل إطلاق سراحهم.
يذكر أن الاشتباكات المسلحة في كولومبيا تسببت في نزوح ملايين المدنيين من مناطق النزاع، والتي تعتبرها الأمم المتحدة أحد أكبر أعداد النازحين داخليا في العالم، بـ6 ملايين شخص، مشيرة في تقريرها عام 2015 إلى وجود 137 ألف كولومبي نازح خلال عام.
وأضاف أنه لا توجد أي من فروع البنوك المصرية، فيما تقبل عملة الدولار الأمريكي فقط تغييرها بالعملة المحلية هناك، ونظرا لأعمال العنف بكولومبيا نصح مسؤولو السفارة المصرية المسافرين باستخدام كروت الائتمان وشيكات المسافر.
وأكد التقرير ارتفاع تكلفة العلاج والرعاية الصحية بكولومبيا، لافتا إلى أن أهم الأمراض المنتشرة هناك هي "الحمى الصفراء والملاريا والكوليرا.
وتتسم الأحوال الأمنية سواء السياسية أو الجنائية في كولومبيا بالاضطراب بشكل عام بسبب الأنشطة المتعلقة بعصابات الجريمة المنظمة المرتبطة بالإتجار في المخدرات، إلى جانب الجماعات المسلحة المتمردة والتي تقوم بهجمات ضد الأهداف العسكرية والمدنية على حد سواء.
ولعل تلك المعطيات لا تسمح باتخاذ قرار التقارب مع كولومبيا، الا اذا كانت هناك معطيات امنية سرية، تتعلق بتعاون أمني، أو مجرد شو إعلامي لابراز صورة التقدم الذي تحققه الدبلوماسية المصرية، للتغطية على فشلها في ملفات سد النهضة والازمة الليبية والتقارب مع السودان أو التعاطي مع الازمات السورية واليمنية.
المرتزقة والإمارات
كما يذهب محللون إلى رغبة نظام الانقلاب في تأمين نظامه القائم على الشك والريبة والخيانة، عبر مليشيات أمنية من كولومبيا، كما فعل القذافي سابقا في ليبيا.. وبايعاز من الامارات، والتي طبقت فكرة الاستعانة بمرنزقة كولمبيا في تأمين نظامها وفي حربها في اليمن.
وفي هذا السياق، كتبت إيميلي هاغر ومارك مازيتي، في "نيويورك تايمز" الأمريكية في 25 نوفمبر 2015، "أرسلت الإمارات العربية المتحدة مئات المرتزقة الكولومبيين سراً إلى اليمن للقتال في الصراع المحتدم في تلك البلد، مما يضيف عنصراً متقلباً جديداً إلى حرب الوكالة المعقدة المضطرمة بين الولايات المتحدة وإيران.
يعتبر نشر المرتزقة الكولومبيين في اليمن الأول من نوعه منذ قيام الإمارات ببناء جيش من المرتزقة الأجانب بهدوء وسرية في قلب الصحراء على مدى السنوات الخمس الماضية، وذلك وفقاً لعدد من الأشخاص المنخرطين حالياً أو سابقاً ضمن المشروع.
برنامج بناء جيش المرتزقة الأجنبي في الإمارات كان يُدار سابقاً من قِبل شركة خاصة متصلة بإيريك برينس، مؤسس شركة بلاك ووتر في جميع أنحاء العالم، ولكن الأشخاص الذين شاركوا ببناء المشروع، أوضحوا بأن دور هذه الشركة انتهى منذ عدة سنوات، وأصبح أمر إدارة الجيش الأجنبي خاضعاً لسيطرة الجيش الإماراتي.
صناعة الجيوش الخاصة
وأضافت الصحيفة أن "المرتزقة هم خيار جذاب للدول الغنية التي ترغب بشن حرب رغم أن مواطنيها لا يرغبون القتال"، قال شون ماكفيت، وهو زميل بارز في مجلس الأطلسي ومؤلف كتاب "المرتزقة المعاصرين".
"صناعة الجيوش الخاصة أصبحت صناعة عالمية اليوم"، قال ماكفيت، مضيفاً بأن الولايات المتحدة أسست "لشرعنة" هذه الصناعة من خلال اعتمادها الكثيف على المتعاقدين في خضم حروبها الطويلة في العراق وأفغانستان، "مرتزقة أمريكا اللاتينية هم مجرد بشائر لما ينتظرنا في المستقبل"، قال ماكفيت.
يوضح مسؤولون إماراتيون سبب تفضيل القوات الكولومبية بالذات دوناً عن باقي الجنود من أمريكا اللاتينية، لأن هؤلاء يتمتعون بمزيد من الخبرة في حرب العصابات، جرّاء الحروب التي خاضوها في العقود الماضية، حيث كانوا يقاتلون مسلحي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) في أدغال كولومبيا.
يتم تجنيد معظم الجنود السابقين في كولومبيا من قبل شركة غلوبال انتربرايزس (Global Enterprises)، وهي شركة كولومبية يديرها قائد العمليات الخاصة السابق أوسكار غارسيا باتي، وهو قائد لواء القوات الكولومبية في دولة الإمارات، ويشارك ضمن القوة التي تم نشرها حالياً في اليمن.
ولعل تلك المعطيات قدد تلمح بشكل قوي إلى مخطط السيسي لتشكيل قوات خاصة به من العناصر الاجنبية، التي تقتل بلا توقف، مقابل الاموال.. وهو ما جربته الإمارات الراعية للسيسي ونظامه..وهو ما لم يرد في الاتفاقية المشتركة لتوير العلاقات مع مولومبيا، حيث نص الاتفاق على منح التسهيلات لحاملى جوازات السفر الدبلوماسية أو الخاصة أو لمهمة من جمهورية مصر العربية، وحاملى جوازات السفر الدبلوماسية أو الرسمية من جمهورية كولومبيا، بشرط التصديق.
وجاء ذلك خلال بيان أصدرته رئاسة الجمهورية أمس الخميس، وفقا للقرار رقم 403 لسنة 2015، وأشار إلى أن ذلك الاتفاق تم توقيعه فى العاصمة بوجوتا بتاريخ 21 أبريل 2015 بين الحكومة المصرية وجمهورية كولومبيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق