الأحد، 30 أكتوبر 2016

ماذا فعل الرئيس مرسي في " مجمع سجون السيسي " بالمحافظة ..شهادة أقصري ..

شهادة أقصري .. ماذا فعل الرئيس مرسي في " مجمع سجون السيسي " بالمحافظة

الرئيس مرسي أثناء زيارته للأقصر
30/10/2016

سخرية الوزير السعودي من الثلاجة تثير جنون أذرع الانقلاب

سخرية الوزير السعودي من الثلاجة تثير جنون أذرع الانقلاب

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=HsFqw1jqVuk
شاهد الفيديو
30/10/2016 

الدولار يحقق رقمًا قياسيًا ويتجاوز 17 جنيهًا في السوق الموازية

الدولار يحقق رقمًا قياسيًا ويتجاوز 17 جنيهًا في السوق الموازية

30/10/2016

 
كسر سعر الدولار اليوم الجمعة، في السوق السوداء حاجر الـ17، بينما قفز البيع لمستوى الـ 17.10 جنيهًا، وسط توقعات باستمرار الارتفاع خلال الساعات القليلة المقبلة، ولأول مرة في تاريخ الذهب، وصل سعر الذهب عيار 21 بـ610 جنيهات.
 
ويعني الارتفاع الشديد في الدولار تراجعًا حادًّا وصلت إليه العملة المصرية الجنيه مقابل الدولار في السوق السوداء، مسجلاً أدنى مستوى له على الإطلاق، مع اتجاه المضاربين للاحتفاظ بالعملة الأمريكية، وسط توقعات بخفض وشيك في قيمة الجنيه، ورغبة من المتعاملين في البورصة في خفض جديد للجنيه، أو كما يقول المستثمرون: "في انتظار تعويم الجنيه".
 
ويأتي ذلك في الوقت الذي بلغ فيه سعر صرف العملة الأمريكية في السوق السوداء بمصر إلى مثلي سعره في البنوك البالغ ثمانية جنيهات وثمانين قرشًا للدولار.
 
ويعزى تهاوي الجنيه المصري إلى عوامل عدة أبرزها تضاؤل احتياطي البلاد من النقد الأجنبي، وتعليق السعودية مساعدة بترولية لمصر في الشهر الجاري، وهو ما أجبر القاهرة على إنفاق نصف مليار دولار لشراء منتجات نفطية من مصادر مختلفة.
 

بالأرقام.. "الولي" يكشف خيانة السيسي وعصابته

بالأرقام.. "الولي" يكشف خيانة السيسي وعصابته

ممدوح الولي
30/10/2016
* أين ذهبت 115 مليار جنيه؟

 
كشف ممدوح الولي، نقيب الصحفيين الأسبق والخبير الاقتصادي كذب وخداع قائد الانقلاب العسكري من خلال تضارب التصريحات الأشهر الماضية.
 
وقال الولي: إن السيسي تحدث لرؤساء تحرير الصحف القومية قبل أسبوعين أنه تم توفير 3 ملايين فرصة عمل في قطاع المقاولات بالمشروعات القومية ،وفى مؤتمر الشباب بشرم الشيخ- أكد المشروعات وفرت ما بين 3 إلى 4 ملايين فرصة عمل، وفي اليوم التالي كان عنوان إحدى الصحف الحكومية: توفير 4 ملايين فرصة للشباب بالمشروعات القومية.
 
وأضاف: وبالرجوع إلى بيانات الجهاز المركزي للإحصاء أكد أن الزيادة كانت 1 مليون و83 ألف شخص فقط في عامين، كما كشف خداع وكذب وتضارب حكومة السيسي، عقب حديث وزير الكهرباء الذي قال في مايو الماضي بمؤتمر عام بحضور السيسي إن إجمالي الاستثمارات التي تمت بقطاع الكهرباء بلغت قيمتها 515 مليار جنيه، لكن السيسي ذكر بعدها بأشهر أن إجمالي قيمة الاستثمارات التي تمت بقطاع الكهرباء بلغت قيمتها 400 مليار جنيه، أي بنقص 115 مليار جنيه.
 
وتابع الخبير الاقتصادي فضح تضارب الانقلابيين؛ حيث قال السيسي مؤتمر الشباب الأخير: إن نصيب النشاط الاقتصادي للجيش من الناتج المحلي الإجمالي يتراوح ما بين 1 إلى 5ر1%، وإذا كانت تقديرات الناتج المحلي الإجمالي الرسمية في العام المالي الحالي تصل إلى 3 تريليونات و247 مليار جنيه، فإن نسبة الواحد بالمئة من الناتج تصل إلى 5ر32 مليار جنيه، بينما قيمة نسبة الواحد ونصف بالمئة تصل إلى 7ر48 مليار جنيه.
 
وأكد إن التضارب ذاته يخص المشروع القومي للطرق؛ حيث بلغ إجمالي أطوال الطرق، وحسب تصريحات المسؤولين، ما بين 3200 كيلو متر و3300 كيلو متر و34000 كيلو متر و3500 كيلو متر، أيضًا التكلفة تراوحت ما بين 17 مليار جنيه وقيل 34 مليار جنيه، وقال وزير النقل في تصريحات صحفية في مايو الماضي إنها 40 مليار جنيه، بينما قالت إحدى الصحف الحكومية في يونيو من العام الحالي إن التكلفة تصل إلى مئة مليار جنيه.

شاهد.. حساسية عسكر مصر ومقارنة مع اليابان وأمريكا

شاهد.. حساسية عسكر مصر ومقارنة مع اليابان وأمريكا


مقارنة بين جيش السيسي وجيوش بعض الدول في الكوارث
30/10/2016 

 
"صدق او لا تصدق" .. وصلت حصيلة ضحايا السيول والأمطار الغزيرة التي شهدتها بعض محافظات مصر إلى 30 حالة وفاة و72 إصابة منذ يوم الخميس الماضي، إضافة إلى خسائر مادية في تلك المحافظات ، وسط تعامل فاشل من حكومة الانقلاب وحالة من اللامبالاه من جانب الجيش.
 
واقع مؤلم
 
وانتشرت صورة تمثل الواقع الاليم لما يعانيه المواطن المصري حيث تظهر الصورة كيفية تعامل جيوش العالم مع الازمات التي تلحق ببلادهم وطريقة مساعدتهم للمواطنين في الكوارث التي تحدث ، وبين حالة اللامبالاه للجيش المصري اثر كارثة سيول البحر الاحمر بانشغاله بعرض وبيع منتجات وسلع عذائية في الشوارع.
 
وتظهر الصورة الجيش الياباني أثناء كارثة تسونامي 2011وهو يجعل من جنوده جسر للمواطنين حتى يعبروا المنطقة في امان .
وجانب اخر من الصورة يظهر الجيش الامريكي وهو ينقذ الاطفال من هلاك اعصار ايزاك عام 2012.
وجانب للجيش البنجلاديشي وهو يتفاعل مع المواطنين ويحاول انقاذهم أثناء فيضان 2012.
والصورة المؤلمة للجيش المصري وطريقة تعامله مع ازمة السيول التي ضربت البحر الاحمر حيث تظهر جندي مصري يقف امام علب المربي والعسل والجبن لبيعها .
 
الجيش الحساس
 
من جهته زعم الإعلامي الموالي للانقلاب عمرو أديب، أن عدم نزول الجيش حتى الان لمساعدة الاهالي في ازمة السيول داء من كونه يشعر بحالة من "الحساسية" ، مطالبًا القوات المسلحة بالتدخل لحل أزمة مياه السيول في مدينة رأس غارب.
 
وأضاف أديب عبر برنامج "كل يوم" المذاع على قناة "On E" :" أنا بقول للجيش المصري، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، مفيش حاجة اسمها انتوا مش عايزين تضايقوا حد، أو أن ظهور الجيش بيضايق الناس، رأس غارب وسوهاج محتاجين الجيش، ولازم الجيش ينزل؛ لأنه جيش الشعب، بلاش حسابات سياسية في هذا الموضوع".
 
وأكد أديب أن الجيش هو الجهة الوحيدة التي تمتلك الإمكانيات اللازمة لمواجهة أزمة مياه السيول.
 
وتابع: "ليه الحساسية يا جماعة، القوات المسلحة لازم تنزل في الطوارئ فورًا، ومتتكسفش ومتتضايقش، ولازم الجيش ميحسبش حاجة؛ لأن البلد محتاجاه، فهذه الأمور لا يعالجها سوى القوات المسلحة".
 
غضب عارم
 
وجاءت تلك الكارثة وسط فشل ذريع لحكومة الانقلاب حيث اعترض غاضبون طريق سير موكب رئيس الوزراء في حكومة الانقلاب شريف إسماعيل أثناء زيارته رأس غارب إحدى المدن المتضررة في محافظة البحر الأحمر .
 
وسبق أن حذرت هيئة الأرصاد الجوية قبيل أزمة السيول التي بدأت الخميس، من موجة طقس سيئ وأمطار غزيرة ، وتصل إلى حد السيول شرقي البلاد على محافظات البحر الأحمر وشمال وجنوب سيناء.
 
وكانت هيئة موانئ البحر الأحمر قد رفعت درجة الاستعداد للحالة القصوى بموانيها في محافظات السويس وجنوب سيناء والبحر الأحمر، نظرا لسوء الأحوال الجوية وما أعقبها من عدم استقرار في سرعة الرياح وسقوط الأمطار الغزيرة.

خبير مائي: السيسى أهدر 4.6 ملايين متر من المياة تكفي لزراعة 700 ألف فدان

خبير مائي: السيسى أهدر 4.6 ملايين متر من المياة تكفي لزراعة 700 ألف فدان

حمدي عرفة
30/10/2016

لهذه الأسباب.. كارثة قادمة للإسكندرية (صور)

لهذه الأسباب.. كارثة قادمة للإسكندرية (صور)

صورة من الكارثة
30/10/2016

على خطى عواد .." السيسي " يطرح " بنك القاهرة " للبيع

على خطى عواد .." السيسي " يطرح " بنك القاهرة " للبيع

30/10/2016

 
اعلن أحمد كوجك، نائب وزير المالية في حكومة الانقلاب، ان اللجنة المسئولة عن برنامج الطروحات الحكومية، استقرت على البدء بالقطاع البنكي للطرح بالبورصة المصرية خلال الربع الأول من العام المالي الجارى.
 
وقال كوجك ، في تصريحات صحفية ، إنه تم الاستقرار على طرح بنك القاهرة وبنك آخر، وتم اختيار بنكى الاستثمار اتش سى وهيرميس لإدارة طرح البنك الأول، حيث سيقدمان استشارات حول النسبة المقرر طرحها من البنوك، وتوقيت الطرح ،فضلا على إدارة عملية الطرح.
 
ياتي هذا في إطار خطة السيسي وقادة الانقلاب في بيع مقدرات وثروات الوطن من اجل الحصول علي مزيد من الاموال التي قد تطيل من بقائهم في السلطة التي استولوا عليها بإنقلاب عسكري في 3 يوليو 2013.

غضب بالجامعات بعد اتجاه " المنقلب " إلى إلغاء زيادات " مرسي " للأساتذة

غضب بالجامعات بعد اتجاه " المنقلب " إلى إلغاء زيادات " مرسي " للأساتذة

جامعة القاهرة
30/10/2016

شاهد "الأرصاد": أبلغنا "السيسي" بالسيول قبل شهر من حدوثها

شاهد "الأرصاد": أبلغنا "السيسي" بالسيول قبل شهر من حدوثها

عشرات القتلى والجرحى بسبب السيول
30/10/2016

تغيير هوية المصريين هدف صهيوأمريكي ينفذه السيسي بمناهج التعليم

تغيير هوية المصريين هدف صهيوأمريكي ينفذه السيسي بمناهج التعليم

30/10/2016 

حاخام يهودي للسيسى : سنغرق مصر ونحولها لخراب

حاخام يهودي للسيسى : سنغرق مصر ونحولها لخراب



الحاخام الإسرائيلي "نير بن آرتسي"
30/10/2016

بالصور| مخدرات وزنا في 17 مسجدا مصريا.. والأوقاف : تدر 100 ألف جنيه شهريا


مسجد المرسي أبو العباس
 مسجد المرسي ابو العباس بالاسكندرية



بالصور| مخدرات وزنا في 17 مسجدا مصريا.. والأوقاف : تدر 100 ألف جنيه شهريا

30- 2016-10


 استغل عدد من الخارجين على القانون عدم وجود إنارة كافية والظلام الدامس ليلا داخل ميدان المساجد في منطقة بحرى بالإسكندرية، للقيام بأعمال غير مشروعة وضد القانون أبرزها تعاطى المخدرات، وهو ما أكده عدد من السكان المحيطين بالمساجد. وأفاد سكان المنطقة خلال جولة "التحرير" بأن الأكشاك المخالفة المتواجدة فى محيط المساجد الكبرى يستغلها الخارجون عن القانون أيضا في اصطحاب فتيات الليل وممارسة الرزيلة دون وجود رقابة من المسؤولين.




 وقال أحد السكان إن الميدان يضم أقدم مساجد الثغر، كما يضم 17 ضريحا من أضرحة أولياء الله الصالحين، لكنه يئن ويشكو من الفوضى والإهمال، حتى أنه أصبح عبارة عن غرزة لتعاطى حقن الماكس والهيروين، أما أروقة الميدان العتيق فقد تحولت إلى مكان أمن للكالب الضالة الباحثة عن مأوى لها. وأضاف: "ليلا تحولت الساحة إلى قاعات أفراح وحفلات دى جى صاخبة لا تراعى حرمة المساجد أو قدسية المكان يحدث هذا وسط غياب تام من أجهزة الأمن بكافة أنواعها كما تغيب عن المشهد محافظة الإسكندرية والتى غضت الطرف عما يحدث فى أهم مكان فى الإسكندرية وهو ميدان المساجد الذى يأتى إليه الأفواج الدينية القادمة من إندونيسيا وتايلاند والفلبين ودول أخرى من أجل زيارة الأضرحة والتبرك بالمساجد العتيقة وبيوت الله". 


وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية بالإسكندرية الشيخ جابر قاسم قال إن ساحة مسجد أبو العباس المرسى أصبحت مستباحة لكل أنواع الموبقات والأفعال الفاضحة كما أن ساحة ميدان المساجد الملحقة به أصبحت وكرا لتعاطى المخدرات ليلا ونهارا بعد أن كانت منارة للإسكندرية. 
 وأشار قاسم إلى أن المسجد يفتقد إلى أدنى درجات القدسية والطهارة لافتا إلى أنه تم سرقة نوافذ وشبابيك المسجد التى كانت من النحاس القديم وكانت تحتوى على رسومات وتراث معمارى وإسلامى فريد من نوعه وتم استبدالها بنوافذ أخرى أما الغرفة الخاصة بأمن حديقة المسجد الخلفية فقد أصبحت دورة مياه ،  متابعا:  "أن الميدان أصبح لا يليق بآل البيت."
 


 
 أما الميضة الخاصة بالمسجد فوصفها قاسم بالمذرية، مؤكدا أن مياه الصرف أصبحت فى كل مكان دون وجود أى أعمال للصيانة من قبل مديرية الأوقاف بالإسكندرية. يذكر أن ميدان المساجد بأبو العباس يضم 17 مسجدا بها 17 ضريحا منهم 3 من آل البيت والمنتسبين لسيدى على زين العابدين بن سيدنا الحسين، وهم سيدى محمد صلاح الدين وسيدى محمد المقنع وسيدى محمد مسعود وبقية الأضرحة من تلاميذ سيدى أبو العباس المرسى وهم سيدى محمد الطرودى ومحمد الحلوانى ومحمد إجابة ومحمد الشريف ومحمد غريب اليمنى ومحمد بركة ويوسف الجعرانى ومحمد أبو وردة ومحمد الشريف المغربى ومحمد الغريب وسيدى بن وقيع وإمام الحرمين بخلاف سيدى ياقوت العرش ونصر الدين ومكين الدين ومداح الرسول سيدى محمد البوصيرى وسيدى أبو الفتح والسيدة فاطمة الشهيرة برقية والدة سيدى إبراهيم الدسوقى وسيدى محمد بركات "خادم سيدى إبراهيم الدسوقى والسيدة "مندرة" عمة سيدى إبراهيم الدسوقى. 



وكشف مصدر مسئول بمديرية أوقاف الإسكندرية أن ميدان المساجد بأبو العباس لم يتم عمل أى ترميمات له منذ عهد المحافظ المستشار إسماعيل الجوسقى أى قبل ما يقرب من 25 عاما ولم يتم اعتماد أى ميزانيات له من قبل وزارة الأوقاف. وأضاف المصدر أن مساجد أبو العباس والبوصيرى تعد من أغنى مساجد الإسكندرية بسبب احتوائها على ما يسمى صناديق النذور التى تتلقى التبرعات والأموال كل شهر بمقدار مائة ألف جنيه تقريبا.
-------------------
للمزيد: http://www.tahrirnews.com/posts/539635

السبت، 29 أكتوبر 2016

استعدوا لما هو آت بقلم : عبد الرحمن يوسف

استعدوا لما هو آت

  بقلم : عبد الرحمن يوسف
 
السبت، 29 أكتوبر 2016
منعت البنوك المصرية تحويل أي عملة لعملة أخرى (فكان ذلك سببا إضافيا لانطلاق السوق السوداء بشكل كامل)، وبالتالي يقف الدولار على أعتاب 17 جنيها، وقفز اليورو إلى أكثر من 20 جنيها، والريال السعودي أكثر من 5 جنيهات.

في الوقت نفسه ممنوع السحب بالبطاقات الائتمانية (الكريديت كارد) من خارج البلاد، كما أن التحويل من الحساب الشخصي (أي من حر مالك) للخارج ممنوع، وهناك حد أقصى ضئيل مسموح بالخروج به من مصر لا يكفي أي مصاريف سياحية تذكر.

برغم كل ذلك يقف "سيسي" في مؤتمر شباب العسكر متفاخرا بإنجازاته، متشدقا بالأخطار التي حمانا منها، يرفع عقيرته – بلا خجل – مدعيا أنه مبعوث العناية الإلهية لهذا البلد !

يقف في يوم زينته وسط طباليه وحرسه، يتظاهر بالتواضع فيفضحه عجبه، يدعي الحكمة فيتجلى حُمقه، يستعرض معارفه فينكشف جهله ... كل ذلك وحوله من حملة الأقلام أرذلهم، ومن لابسي العمائم أقذرهم.

يحاول أن يظهر بمظهر الحاكم الديمقراطي، فيعطي فرصة للسيد إبراهيم عيسى لينتقد، وكلنا يعلم أن الرجل ليس أكثر من مهرج، احترق رصيده عند الجميع، ولولا أجهزة الأمن التي تستخدمه وتحميه لضرب بالشباشب والقباقيب كشجرة الدر.

يحاول أن يتقمص شخصية البسيط الصابر ... فتتصدر ثلاجته عناوين الصحف في العالم.

ينافقه شخص مثل فاروق الباز ... فيدعي أنه يشبه "جون كينيدي" في الوقت الذي يسميه العامة "بلحة" و"البومة" وألقاب أخرى لا يليق أن تُكتب في مقالة.

لقد اختار هذا المأفون طريقه ... سيمضي إلى حتفه القريب برجليه، ولا مجال للتراجع، ولن يوقفه أحد، حتى لو خسر حلفاءه بالأمس، ومموليه الذين زينوا له الانقلاب، وملأوا أرصدته بالمليارات.

أما شوارع المحروسة ... فقد أصبحت الطوابير تنتقل من سلعة إلى سلعة، فلم يعد الطابور من أجل الخبز فقط، بل انتقل إلى الأرز، وبعدها إلى السكر، كل ذلك بعد أن وقف المصريون في طوابير المحروقات، وطوابير السفارات ... ويعلم الله ماذا ينتظر المصريين من طوابير الحياة.

وبرغم تهافت "سيسي" وفشله الذريع، وبرغم كره الناس له ورغبتهم في إسقاطه والثأر منه ... ترى مقاومي الانقلاب العسكري في غمرة ساهون.

بعضهم يملك المال والرجال، ولكن لا هم له سوى إفشال أي محاولة لتوحيد المصريين، فهو مركز الكون، وأي مبادرة أو كيان لا يخرج من عباءته ولا يأتمر بأمره ولا يتماهى معه بشكل كامل لا بد أن يفشل.
فيشترون بعض الضباع التي لا تفعل في حياتها شيئا إلا مهاجمة أي صاحب فكر يختلف معهم، أو مكايدة الأقلام التي تحاول التفكير، أو من ينتقد من أجل تحرير هذا البلد المنكوب بمعارضته ونخبه وحكامه.

وآخرون ما زالوا في حالة تكبر ورفض، فيستكثرون على أنفسهم أن يعترفوا أنهم أخطأوا، وأن يقولوا إن مظالم اليوم لا مثيل لها في التاريخ، وأن مصر في حالة انقلاب عسكري كامل مكتمل، وأن حثالات الأرض هم من يتحكمون في مفاصل الدولة المصرية ... يرون أنفسهم في حالة فوق النقد، ولكي يخرجوا من هذا المأزق يسبون القاتل والمقتول، ويساوون بين الضحية والجلاد.

ويُصَعِّبُ عليهم التراجع عن أفكارهم مجموعات لا هدف لها سوى إلقاء الحجارة على أي شخص يتراجع ... أو يعلن فكرة مختلفة في أي موضوع من المواضيع (صغيرا كان أم كبيرا).

نحن أمام سلطة في غيها سادرة ... ومعارضة في غمرة ساهرة ... لذلك انتظروا ما هو آت !
التغيير قادم ... ولكنه سيكون بأغلى الأثمان !

كل من يظن أن الحكم العسكري الحالي سيستمر مخطيء، وكل من يظن أن انهيار النظام سيأتي من بعده خير عميم واهم.

لن يستمر النظام الحالي، سينهار، ولكن ما بعد انهياره ستأتي أيام شداد، سيُمتحن فيها الناس، وبمثل هذه النخب التي لا تكاد تجمع أمرها على شيء ... لا مجال لإنقاذ سريع.

سترى مصر أياما صعبة ... أصعب مما نحن فيه؟

أصعب مما نحن فيه ... فالمظلوم يعرف عنوان ظالمه، ولا كوابح تمنع أحدا من الأخذ بالثأر وشفاء الغليل، فالبلد اليوم بلا كبراء، لا احترام لشيخ، ولا توقير لرتبة، ولا تقدير لكاهن، ولا عرفان لصاحب فضل، ولا خجل من خطيئة، ولا حياء من رذيلة ... لقد احترقت الرموز في محرقة السياسة، وديست القيم في معركة الاستقطاب، وأهينت المؤسسات في مكايدات ومغالبات لا أول لها ولا آخر ... فكيف نمنع طالب ثأر من أخذ ثأره؟ وكيف نمنع سارقا أو جائعا من الاعتداء على أي أحد وأي شيء ليسد رمقه أو ليشبع شهوة جامحة غير مشروعة؟

سيخرج كل من لا يجد قوت يومه على الناس شاهرا سيفه، كيف لا وقد فقد المجتمع قيمه وحراسه، فقد أخلاقه والقائمين عليها وعليه !

إذا كان الأمر كذلك ... هل نترك النظام الحالي خوفا مما هو قادم؟ هل يصبح إسقاط النظام عملا غير حكيم يأتي علينا بالخراب؟

الحقيقة أن أسوأ ما يمكن أن يحدث لمصر والمصريين هو أن يستمر هذا النظام العميل في سدة الحكم، وكلما استمر هذا النظام سندفع ثمنا أكبر، وكلما أسقطناه مبكرا سنعفي أنفسنا وأبناءنا من خراب أعظم.

لا حل في هذه المحنة سوى أن يخرج الناس على هذه العصابة التي تسيطر على مقدرات مصر، وترهن مقدرات البلد لأعداءها لعشرات السنين.

إن أكبر كارثة يمكن أن تحدث لمصر هي استمرار الوضع الحالي، وأفضل ما يمكن أن يحدث لمصر هو أن تطوى هذه الصفحة القذرة من تاريخنا.

والأمل الوحيد لتحقيق ذلك في هذه الظلماء ... هو شباب مصر الطاهر الثائر، الذي عركته التجربة، وعلمته الثورة.

هذا الجيل الذي دفن آلاف الشهداء دون غسل أو كفن، وعرف كيف تستمر المعركة دون وهن.

هذا الجيل الوطني الذي أكمل الطريق رغم اليأس والمؤامرات، سيعلمنا كيف تتشابك أيدي المختلفين لتضرب على يد الظالم.

الأمل في جيل يناير ... حين يخرج سجناؤه، وتتقدم قياداته، وتتفتح أزهاره، وتتمدد أفكاره، وبذلك يتراجع عجائز وشيوخ مضى زمنهم منذ عشرات السنين، وانتهت قدراتهم منذ عهود.

يا معشر المختلفين المتناحرين، يا من تركتم هذا السفيه حاكما برغم ضعفه وتهافته، وتفرغتم لخلافات أحقر عند العقلاء من جناح بعوضة ... استعدوا لما هو آت !
--
ملحوظة : مؤتمر "سيسي" لشباب العسكر نعمة من الله لنا، وهدية جديدة من هذا الأحمق يقدمها للثوار.

أتمنى أن لا نغفل حصر المدعوين والمتحدثين والمنظمين لهذا المؤتمر، لأننا سنجد كثيرا من هؤلاء الانتهازيين يحاولون التسلل لصفوفنا في لحظة فاصلة، وهذا هو معنى تنقية الصف.

تنقية الصفوف ليست إقصاء المقاومين، وليست تخوين الثوار لبعضهم ... بل هي بطرد الآكلين على كل الموائد من دوائر الثقة، وبمنع تسللهم في اللحظات الحاسمة.
--

ملحوظة أخرى: وصلتني مئات الأسئلة (من داخل مصر وخارجها) عن يوم 11 نوفمبر، ولعلي أبدي رأيي في هذا الأمر في مقالة الأسبوع القادم بإذن الله.

عاشت مصر للمصريين وبالمصريين ...

عبدالرحمن يوسف
موقع إلكتروني :  www.arahman.net
بريد إلكتروني :   arahman@arahman.net

في حضرة المهرّج بقلم : د. خليل العناني



في حضرة المهرّج
  بقلم : د. خليل العناني



د. خليل العناني
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكنز الأميركية

يتحدّث الجنرال عبد الفتاح السيسي، فيسخر الجميع إلا الذين يتحدث أمامهم، فبعضهم لا يزال يؤمن بأن الرجل "هدية السماء" له، وليس لمصر أو المصريين، ولا يشعر بمشكلةٍ في أن يصبح "رئيسه" مثار سخرية الآخرين واستهزائهم داخلياً وخارجياً

ليست ظاهرة الرئيس "المهرّج" شيئاً جديداً إذا كانت أمراً مقصوداً، فالرئيس أنور السادات كان لا يملّ من إطلاق النكات والقفشات، ويصفه الكاتب المصري الراحل أنيس منصور بأنه كان "ابن نكتة"، لكن السيسي لا يمارس الهزل استثناءً كما كان يفعل السادات، وأحياناً حسني مبارك، وإنما هو "الهزل" بحد ذاته، بحيث بات الجميع ينتظر خطبه وكلماته التي يرتجل فيها، حتى تنكشف عوراته العقلية والفكرية.
ويبدو أن الرجل لا يجد من ينبّهه إلى مسألة الخطب والكلمات التي يلقيها، أو أن ينصحه بأن يأخذ الحذر، ويقلل من الارتجال، حتى لا تهتز صورته وهيبته، وهو الذي يدّعي دائماً أنه يمتلكها. 

ويبدو الأمر وكأن مستشاريه (هل لديه مستشارون حقاً؟!) إما راضون بحالة السخرية التي يتعرّض لها رئيسهم، أو أنهم يخافون أن يواجهوه بها، حتى لا يطيحهم، أو يعاقبهم على صراحتهم. والنتيجة واحدة، وهي تحول الرجل إلى مادة فكاهية، باتت تخفّف عن المصريين وطأة الحكم السلطوي الذي يئنون تحته.
تسير "تفاهة" السيسي عكس كل ما كان يحلم به الذين أيدوه ودعموه داخلياً وخارجياً، فكثيرون من هؤلاء كان يرى في السيسي "رجل الدولة القوي"، الذي سوف يعيد الهيبة والمكانة لمصر. وبعد فترة اكتشفوا أن الرجل لا يستطيع حتى أن يحفظ هيبته وقيمته أمام الناس. ودعك من وصلات النفاق والإطراء التي يروجها المنتفعون من نظامه، فهؤلاء يهزأون به في مجالسهم الخاصة، ويعبرون عن تقزّزهم من سوقية خطبه وكلماته وطريقته في الحديث

أما حلفاؤه الإقليميون فقد أصابهم الملل والضجر من كثرة السخرية التي ينالها الرجل كلما تحدّث، إلى الدرجة التي نصحوه فيها، من خلال وسطاء، أن يتوقف عن الارتجال، وأن يلتزم بنصوص الخطب التي تُجهَّز له، مثلما كان يفعل مبارك، وهو ما أغضب الجنرال الذي يرى نفسه "طبيب الفلاسفة"، و"حكيم الكلمة"، وأن أحداً لا يجب أن يردّه.
وللحق، ليس مستوى خطاب السيسي وطريقة كلامه استثناء، فمن الواضح أن ثمّة مشكلة حقيقية لدى قيادات عسكرية أخرى تخرج للإعلام وتتحدّث بطريقةٍ لافتةٍ للنظر، وتعبر عن سطحية عقلية وفكرية شديدة، مما يثير الشكوك حول التنشئة الفكرية والسياسية لهؤلاء، ومن أين يستقون معلوماتهم وأفكارهم. ولدينا الآن مجموعة كبيرة من "الخبراء" العسكريين المتقاعدين الذين يتحدثون في الإعلام بطريقةٍ لا تختلف كثيراً عن طريقة السيسي. ولو كانوا مكانه، حيث السلطة والقوة، لربما تحدثوا بطريقة الهذيان والسطحية نفسها التي يتحدّث بها الجنرال.
ويبدو أن السيسي قد دخل في منافسةٍ مع برامج الترفيه والسخرية التي تعرضها بعض القنوات، وأصبحت كلماته توفر مادة غزيرة لأبطال "الكوميكس" الذين يملأون الفضاء الإلكتروني، بتعليقاتهم اللاذعة حوله، والتي لا يبدو أنه يلتفت إليها، أو يأخذها على محمل الجد، فحديث الرجل عن "الفكة" وعن "بيع نفسه من أجل مصر" وأخيراً عن "الثلاجة" وضع مقدمي برامج السخرية في ورطةٍ، فالرجل قام بمهمتهم على أفضل وجه، من دون الحاجة لتغيير ما يقوله أو تحويره.
ربما يضحك بعضهم من خطاب السيسي، لكن الحقيقة أن الأمر ليس فكاهياً، وإنما يدعو إلى الأسى على الصورة التي باتت تحملها مصر خارجياً، والتي لن يكون من السهل تحسينها، والتخلص من آثار الضرر الذي ألحقه بها هذ الرجل، وهي الصورة التي تزداد سوءاً كلما بقي في السلطة


------------
العربي الجديد
في    28 أكتوبر 2016

مقطع فيديو يؤكد تصفية ضابط مصري للعميد رجائي


مقطع فيديو يؤكد تصفية ضابط مصري للعميد رجائي
القاهرة- العربي الجديد 29 أكتوبر 2016



تداول ناشطون فيديو، نشر ليلة الجمعة السبت على موقع يوتيوب، يؤكد قيام ضابط من الجيش المصري بتصفية قائد الفرقة التاسعة مدرعات، الذي اغتيل أمام منزله، السبت الماضي، في عملية أثارت كثيراً من الشكوك.

ويظهر في الفيديو، الذي نشر تحت عنوان "قائد جيش يكشف مجموعة اغتيال العميد عادل رجائي"، من يدعي أنه ضابط بالقوات المسلحة المصرية، وأنه يقدم بلاغاً رسمياً للنائب العام، يتهم فيه أطرافاً عسكرية مصرية، وقائد الأمن الوطني التابع للنظام السوري، علي المملوك، بأن لهم دوراً في تصفية رجائي، بسبب رفضه رفع الحراسة والمتريس عن سفارة أجنبية بالقاهرة.

كما يربط المتحدث في الشريط بين عملية الاغتيال والتحذير الأميركي والأوروبي لرعاياهم بمصر من وجود ظروف أمنية غير إيجابية، قد تحدث يوم التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.

وقتل قائد الفرقة المدرعة التاسعة بالجيش المصري، العميد عادل رجائي، السبت الماضي، في حادث إطلاق نار أمام منزله بمدينة العبور شرق القاهرة، أثناء توجهه للعمل.
وقالت مصادر أمنية مصرية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "رجائي تعرض فور خروجه من باب منزله لإطلاق نار كثيف من مجهولين، فلقي مصرعه على الفور، وقبل أن يتم نقله بسيارة الإسعاف إلى إحدى المستشفيات العسكرية القريبة".
وعبر حساب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، نشرت حركة، لم يتم التأكد من صحة وجودها، تطلق على نفسها اسم "لواء الثورة"، تغريدة قصيرة، تبنت من خلالها عملية قتل رجائي، الذي وصفته بـ"المجرم"، وقد شككت مصادر أمنية كثيرة في وجود مجموعة مسلحة بهذا الاسم.
وتعد عملية اغتيال رجائي هي الأولى من نوعها التي يتم فيها استهداف أحد ضباط القوات المسلحة في العاصمة المصرية القاهرة، وليس في شمال سيناء، حيث تجري العمليات ضد الجماعات المسلحة.

ورجائي هو زوج المحررة العسكرية في صحيفة "المساء" سامية زين العابدين، والتي تم ذكرها في الفيديو المذكور.

 الرابط:
https://www.alaraby.co.uk/politics/2016/10/28/%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%8a%d8%b2%d8%b9%d9%85-%d8%aa%d8%b5%d9%81%d9%8a%d8%a9-%d8%b6%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%85%d8%b5%d8%b1%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%b9%d9%85%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d8%ac%d8%a7%d8%a6%d9%8a?utm_campaign=magnet&utm_source=article_page&utm_medium=related_articles

ما الذي يفعله السيسي؟ بقلم : معن البياري


ما الذي يفعله السيسي؟
  بقلم : معن البياري




معن البياري
كاتب وصحفي من الأردن

رئيس قسم الرأي في "العربي الجديد".

طريفٌ الكلام الكبير الذي يحاول إعلاميون مصريون، تستضيفهم فضائياتٌ عربية، بيعَه لنا، عن القرار المصري المستقل، وأن عبد الفتاح السيسي يتخذه بناءً على حسابات الأمن القومي المصري. يقول هؤلاء هذا الكلام، مثلاً، بشأن الصلةِ غير الخافية التي يقيمها نظام السيسي مع نظام بشار الأسد، خصوصاً عندما يأتون، في أثنائه، على حرب مصر وسورية معاً في 1973، وهم يشرحون أسباب تصويت القاهرة في مجلس الأمن مع مشروع قرار روسي بشأن حلب وسورية. ويبعثُ على الشفقة على حالهم أنهم كانوا سيثرثرون بكلامهم هذا نفسِه، لو صوّت مندوب السيسي في الهيئة الأممية ضد مشروع القرار الروسي، وكذلك لأن المرجلة التي يزاولها النظام الراهن في القاهرة لا تستحق إجهاد الذهن بالذهاب إلى معارك حرب أكتوبر، ولا بالتخريف المتورّم عن سيادةٍ واستقلالٍ وأمنٍ قومي، فالمسألة لا تتجاوز اعتبارَها اصطفافاً مع ما يمثله الأسد من استبداد، وضد ما تمثله الثورة السورية، خصوصاً أن "الإخوان المسلمين" حاضرون في قوى المعارضة السورية وأجسامها وهيئاتها.
موقعة التصويت على مشروعي قراريْن مختلفيْن في نيويورك، والتي أبدعتها دبلوماسية السيسي في مسلكٍ غير مسبوق، والتجرؤ في غروزني على الوهّابية، وقلة الحماس لإنهاء سلطة الحوثيين في اليمن، وكذا المناوشاتُ الإعلامية والسياسية مع السعودية، واستقبال نوابٍ سيسيين وفداً من "بوليساريو" باحتفاءٍ معلن، والاتصالات مع إيران، وقد كافأت هذه السيسي عليها برهن حضورها منتدىً عن سورية في لوزان باستقدام سامح شكري إليه... هذه الممارسات التي تواترت، أخيراً، لا تعني أن الحاكم العسكري في القاهرة صاحب رؤيةٍ سياسيةٍ، وحساباتٍ محدّدةٍ يبحث فيها عن تحالفاتٍ مغايرة، يعيد فيها تموقعه من موضعٍ إلى آخر. وإنما تعني أنه لا أولوية لدى الرجل، ولا شاغل، سوى الحرب بالوسائل كافة، وبأي كلفةٍ، ضد "الإخوان المسلمين" كيفما تمثلوا، وأينما حضروا. وعندما تخفّف الرياض من حدّة مواقفها بشأن هؤلاء، فإن ذلك يُقابَل بتخفيف جرعة الولع بالسعودية. وإلى شهورٍ قريبة، كان الفائضُ من هذا الولع في الإعلام المصري (هل هو إعلام؟) يجعل جزيرتي تيران وصنافير حقاً يعود إلى صاحبه. وعندما تتدبّر الرياض أمورها، وترى صالحها في علاقاتٍ أوثق مع أنقرة، وتنسيقٍ متواصلٍ مع الدوحة، فذلك لا يعني، في عرف العقل الحاكم في القاهرة، غير أنه انعطافةٌ سعوديةٌ باتجاه "الإخوان"، دلّ عليها أيضاً، بحسبه، تواصلٌ سعودي مع "التجمع اليمني للإصلاح" بشأن الحرب الضارية في اليمن.
المخاطرة التي يمارسها السيسي بشأن العلاقات مع السعودية محسوبةٌ، ومسيطر عليها. وفي وسعه أن يتراجع فيها خطواتٍ إن لزم الأمر. وفي الشأن السوري، لم يقترف الرجل أي مفاجأةٍ، وإنما كشف بشكلٍ أكثر وضوحاً عن خياره المعروف منذ اليوم الأول لوثوبه إلى السلطة. لا يرى الحالة سوى أنها خيارٌ بين الأسد و"الإخوان". والرجاء، هنا، من "زملائنا" المصريين ضيوف الشاشات العربية ألا يُفرطوا في التفلسف السقيم، عندما يجدون في القصة اعتباراً بأمن قومي لبلدهم، فالنكتةُ هذه سمجةٌ، لا يليق أن يتورّط واحدنا في مجادلتها. ولا يُسعف المرءَ أي اجتهادٍ في التحليل بشأن ازورار السيسي عن الرباط، والذي تبدّى في لعبٍ في المحظور، أي في مسألة الصحراء، سوى أنه تعبيرٌ عن عدم استمزاج تجربة الحكم الراهنة في المغرب، عندما يُجاز فيها لإسلاميين أن يُنتخبوا وينجحوا ويترأسوا حكوماتٍ ويصيروا وزراء. ثمّة تجربة أدعى للإعجاب والتقدير، رُمي فيها الإسلاميون المنتخبون إلى السجون والمنافي، أي في الجزائر التي قال رئيسها، عبد العزيز بوتفليقة، إن عبد الفتاح السيسي قائدٌ لا يجود الزمان بمثله كثيراً.
تتوازى "شطارة" السيسي هذه مع فشله الذي يتراكم في الداخل في الملف المعيشي، وفي إحداث أي تقدّم على أي صعيد يخصّ حياة المصريين. أما عن المدى الذي يمكن أن يأخذ البلاد إليه، وهو يزاول ألعابه تلك مع الخارج، فمن المبكّر "التنجيم" بشأنه، غير أن في الوسع أن يلحظ المراقب أيَّ بؤسٍ تقيم فيه مصر، وهي ترفل في إنجازات الفشل الذي لا يتوقف عند حد، تحت جناح رئيسٍ قيل إنه "الضرورة"، ثم لم تتبيّن قدراتُه في غير إرهاق جيوب المصريين، والتمنّن عليهم بأن بلدهم أفضل من العراق وسورية.

هل هو ماراثون السيسي الأخير؟ بقلم : وائل قنديل

الجنرال يسابق نفسه.. إلى أين؟

هل هو ماراثون السيسي الأخير؟
  بقلم : وائل قنديل

 
وائل قنديل
كاتب وصحفي مصري، من أسرة "العربي الجديد"


من إيطاليا إلى شرم الشيخ رأساً، ركض عمرو موسى، ذو الثمانين عاماً، كي يلحق باللحظات الأخيرة لمؤتمر شباب عبد الفتاح السيسي، جنباً إلى جنب كمال الجنزوري صاحب الـ 83 عاماً، ومكرم محمد أحمد 84 عاماً، وثلة من الثمانينيين والسبعينيين، تصدّروا الصفوف الأولى في صورة المستقبل.

على هامش قاعات المؤتمر، امتطى السيسي درّاجته، وشارك في ماراثون فقير، صحبة الحراس والسائحات المستأجرات. وداخل القاعات، كان هناك أطول ماراثون للنفاق الرخيص تشهده مصر، تفوق فيه المتسابقون على أنفسهم، محطمين أرقامهم القياسية في زمن حسني مبارك، ورأينا مصطفى الفقي، الدبلوماسي "الوكور" ينافس مصطفى الجندي، في ملاطفة الجنرال ومداعبته، حد الذوبان.

كان مكرم محمد أحمد يتألق في أداء دوره التاريخي الذي لا يتغير، بينما يغيب عن مشهد مناقشة أحوال الصحافة والإعلام نقيب الصحافيين، المنتخب يحيى قلاش، وأعضاء مجلس النقابة، المغضوب عليهم، بوصفهم ضالين عن عبادة الجنرال، فحقّت عليهم اللعنة، وصاروا يقضون في غرف التحقيق وساحات المحاكم وقتاً أطول مما يمكثون في نقابتهم.

يكره عبد الفتاح السيسي كل ما هو منتخب، بعيداً عن مقاساته ورغباته، يحب المعارضة التي يصنعها بيديه، ويستعملها بحساباتٍ دقيقةٍ للغاية، على النحو الذي يوفر للشاب مكرم محمد أحمد فرصة الهتاف بعقيرة عفية "إلا في مصر"، متحدّثاً عن حرية الصحافة التي تغيب عن الوطن العربي كله إلا في مصر، يكرّرها ثلاثاً على طريقة السيسي، وهو يصيح "تحيا مصر".

قبل أكثر من عامين، قلت إن صناع الثورة المضادة يتعاملون مع عبد الفتاح السيسي باعتباره "محمية طبيعية"، أو"تابو" يكاد بعضهم يلصق عليه عبارة "قابل للكسر"، ومن ثم ممنوع الاقتراب منه.

في حالة الكتلة الجماهيرية المتحلقة حول "التابو"، يمكن أن نجد تفسيراً في ما يمكن اعتباره نجاحاً من السلطة الجديدة في الاستثمار بحالة اللاوعي، وزراعة الخوف داخل الجماهير من اختفاء مصر من الخارطة، إذ ذهب السيسي.. بينما كانت عبارة "ذهب المعز وسيفه" مفتاحاً لتفسير حالة انبطاح النخب تحت قدمي الزعيم.

عرف التاريخ نماذج متعدّدة من جمهوريات الخوف و"جمهوريات الموز"، لكننا بصدد نموذج فريد في نوعه، يمكن أن نطلق عليه "جمهورية الموز بالخوف"، وهي أشد وطأة وأكثر سطوة، إذ تبدو النخب محاصرةً بين خوفين: الأول، خوفها من الاعتراف بإسهامها في خداع الجماهير بمشروع سياسي انقلابي، تثبت الأيام أنه أكثر فشلاً، وأعلى كلفةً مما تم الحشد للانقلاب عليه.. ومصدر الخوف الثاني لمعة سيف المعز في يده الباطشة، خصوصاً مع تطاير الرؤوس التي تجرأت وارتفعت، وقصّ الألسنة التي تهوّرت، فهتفت ضد الجنون الذي يمرح ويعربد على امتداد خارطة الوطن.

كان المقصود من الزفة كلها محاولة إظهار حالةٍ من الاطمئنان والتماسك، تخفي وراءها خوفاً ورعباً حقيقيين، يسيطران على نظام الثلاثين من يونيو/ حزيران، انعكس في صرخات فزعٍ حفلت بها وسائل إعلام السيسي، تتنادى لاستعادة تحالف 30 يونيو، قبل أن يأتي الطوفان، وهو ما عنونت به صحافة الجنرال عن "عودة روح 30 يونيو"، تعبيراً عن حالة الحشد الرسمية لكل العناصر الفاعلة في تنفيذ الانقلاب، تفكيراً وتخطيطاً وتنفيذاً وتمويلاً وتسليحاً.

كان المؤتمر مناسبةً لتعبئة ترسانة الفاشية بالذخيرة، بما يسمح بالتشويش على هدير مجنزرات القضاء التي تدهس معارضي الانقلاب بأحكام الإعدام والمؤبد، وتجعل الكلام عن الحرية والديمقراطية، وحتى المطالب الاجتماعية، خيانة للوطن/ السيسي، وعبثاً بالأمن القومي للبلاد.

وكان أيضاً مناسبةً لكي يشارك الدكتور محمد البرادعي في مهرجان تجديد شباب الثلاثين من يونيو، ويطلّ بمجموعة تغريداتٍ، تبدو ركيكةً فكراً ولغةً، مقارنة بما عرف من دقة وإحكام في الصياغة بتغريداته السابقة، إذ بينما كان السيسي يغني في شرم الشيخ عن فتح مجالات الممارسة السياسية للشباب، أتى رد البرادعي سريعاً، مكملاً ومجملاً أكاذيب الجنرال، لينصح الشباب بتشكيل حزبين يعملان في ظل حكم قائد المسيرة الانقلابية، وكأن هناك مناخاً يسمح بحياةٍ حزبيةٍ وسياسيةٍ، يتوفر فيها الحد الأدنى من الاحترام والمصداقية.

يستشعر نظام 30 يونيو الخطر، مع التنامي المذهل في تململ الكتلة الجماهيرية التي ارتكب كل هذه الجرائم باسمها، من أوضاع معيشية ألقت بالفقراء في جحيم مستعر، فارتفعت أصواتهم بالاحتجاج، وراحوا يتفاعلون مع دعوات غضب11/11، الأمر الذي أصاب جنرال الخرافات وأتباعه بالفزع، ورأيناهم جميعاً في رقصةٍ فاشيةٍ مجنونةٍ على مسرح شرم الشيخ.
----------

العربي الجديد
في 28 أكتوبر 2016

السيسي يدعو الشباب للإبداع ويعتقل #خالد_مختار والساخرين


المدون خالد مختار (فيسبوك)


السيسي يدعو الشباب للإبداع ويعتقل #خالد_مختار والساخرين


قبل يومين من انطلاق "المؤتمر الوطني للشباب"، الذي ينظمه النظام المصري تحت رعاية رئيسه عبد الفتاح السيسي، لم يجد هدية لهم غير اعتقال أحد مدونيهم، خالد مختار، أدمن صفحة "تحت الترجمة" الشهير بـ "شيكو بيكو".


وعلق ناشطون، على اعتقال أدمن الصفحة، التي تعدى معجبوها المليون متابع، بأنه لا يعرف سوى تكريم الشباب بحبسهم، فيعتقلهم، ويسمي عام 2016 باسمهم، بدلا من تركهم يعانون واقعاً أقفلت فيه أبواب آمالهم.

المفارقة أن المؤتمر رفع شعار "أبدع .. انطلق"، وعندما أبدع خالد مختار، في تصميم فيديو الحصالة، التي يجمع فيها السيسي "الفكة" من المصريين، لم يجد تشجيعاً سوى اعتقاله، لينضم خالد إلى طابور من الشباب، حاول أن يبدع، فكانت الداخلية لإبداعه بالمرصاد، مثل فرقة "أطفال الشوارع"، ورسام الكاريكاتير إسلام جاويش، وغيرهم من الشباب الذي ضاق النظام ذرعا بكلمات يفرغ بها ما بداخله على منصات التواصل.

خالد تم القبض عليه بتهمة "التظاهر والانتماء لجماعة إرهابية وقطع الطريق"، وهي تهم معلبة أدمنت داخلية ونيابة النظام، على إلصاقها بكل من ينتقد السيسي، أو يعارض طريقة حكمه التي لا تخفى نتائجها على أحد.






وجاء القبض على خالد مع حبس الممثلة شروق عبدالعزيز، صاحبة فيديو شهير تنتقد فيه الشرطة، بتهمة الدعارة، وبعيد أيام من القبض على الفنان الصعيدي الشهير بـ"شرشوب همام"، صاحب الفيديوهات التي يهاجم فيها قائد الانقلاب، ليثبت النظام أن نظريته في الحكم" ماحدش يفتح بقه"، كما علق ناشطون، رغم ادعاءات أذرع العسكر الإعلامية المتكررة عن حرية الرأي والتعبير، لكن يبدو أنهم قصدوا بها حرية التطبيل لا التعبير، كما وصفهم ناشطون.







مواقع التواصل التي انشغلت بقوة بمباراة نهائي أفريقيا بين الزمالك وصن داونز، والمكايدة بين جماهير الأهلي والزمالك، لم تنس أن تهاجم نظام السيسي بشدة، وتعاطفت أيضا بشدة مع خالد، ودشنت وسماً باسمه، لفت انتباه كثير من الناشطين، ودونوا عليه تغريداتهم المتضامنة معه ومع من على شاكلته، ممن قمعهم النظام لمجرد التعبير عن رأيهم ولو بالسخرية.

فالناشط شادي الغزالي حرب وصف القبض على خالد بقوله: "‏#خالد_مختار اللي عمل فيديو الفكة بتاع السيسي اتقبض عليه، و جاري البحث عن تهمة له، المهم مؤتمر الشباب ينجح، #أي_حوار_وأي_شباب".





وتساءلت مي: "#خالد_مختار أدمن صفحة #تمت_الترجمة اتقبض عليه من بيته، ومتلفق له تهمة تظاهر وقطع طريق، بسبب فيديو ساخر عن فكة السيسي #حكم_المختل #الدولة_المعتوهة".

وخاطب إسلام، المنشغلين بالمكايدة بين الأهلي والزمالك: "خلصتوا ضحك ولا لسه!؟ طب أضحكم أكتر، #خالد_مختار أدمن صفحة #تمت_الترجمة اتقبض عليه، ومتهمينه بالانتماء لجماعة الإخوان وقلب نظام الحكم".






وسخرت ميار: "يعني يا تافه خلصت على بتوع السياسة، رايح تقبض على بتوع الكوميكس، الحرية لـ #خالد_مختار أدمن صفحة تمت الترجمة"، بينما تعجب أحمد: "حتى اللي بيهزر و بيحاول يضحك الناس في مصر بيتقبض عليه! #خالد_مختار مؤسس و ادمن صفحة تمت الترجمة مقبوض عليه من يومين و متلفق له تهم الانضمام لجماعة محظورة و قطع طريق و تظاهر بدون تصريح!".









وعلى فيسبوك، كتب الصحافي عمرو مدحت: "الدولة بتقبض علي الناس عشان السيد الرئيس الحساس بيتضايق من نُكتة، الدولة البوليسية الأمنية بتحرك قوات وتروح تقبض علي ناس عشان نُكتة، الدولة سايبة كل حاجة وبيمسكوا في الناس اللي بتهزر بدل ما تولع في نفسها، الدولة والنظام اللي على راسه بطحة بيقبض علي الناس عشان بيهزروا في وسط العبث ده كله".







وصب الفنان محمد عطية غضبه على النظام عبر تدوينه قال فيها: "خالد مختار أدمن صفحة تمت الترجمة شخص محترم و غلبان ومالوش في أي حاجة و صديقي و من أجدع الناس اللي قابلتهم في حياتي، إتمسك إمبارح عشان فيديو الحصالة بتاع السيسي، خالد كل اللي بيعمله إنه بيهزر، يعني بيهزر علي أي حاجة أو مادة يطلع منها ضحك و هو فنان و مبدع مش أكتر، لبسوا له تهمة إنه إخوان، أنا أعرف خالد و عشرة وأصحاب و أكيد لا هو إخوان ولا ليه في السياسة أصلا، هو بيحب الضحك والهزار مش أكتر، خالد صفحته كانت سبب في إن ملايين يضحكوا، ملعون أبو الأنظمة اللي بالمنظر ده، سايبين الناس تتقتل و تجوع و تفتقر و البلد بتنهار و رايحين تمسكوا شباب صغير كل تهمته إنه بيهرج".



--------------

العربي الجديد 
القاهرة ــ أحمد عزب 
في  24 أكتوبر 2016