السيسي يتجاوز القرآن ويطالب بتعلم "كام ومنين" (فيديو)
بدلا من تكليف أحد الحاضرين، أو منظمي المؤتمر، بتلاوة آيات من القرآن، إزاء عدم بث جهاز الكمبيوتر له، حسبما رتب منظمو "المؤتمر الوطني للشباب"، في انعقاده، بمدينة شرم الشيخ، الثلاثاء، آثر رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، إطلاق فقرات المؤتمر، مطالبا المصريين بأن يتعلموا: "بكام؟ ومنين؟"، وفق قوله.خطأ فادح في الافتتاح
وفي البداية، قدمت المذيعة الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بالقول: "نفتتح المؤتمر بآيات بيِّنات من الذكر الحكيم"، لكن مرت ثوان ثقيلة دون تلاوة "القرآن".. ليقطع السيسي الصمت، الذي ران على القاعة، بالقول فجأة: "طيب من فضلك يعني.. هو الكمبيوتر مزرجن" (متعطل).
وأخذ يقهقه بصوت مرتفع، فيما صفق الحاضرون، وصفَّر بعضهم، ليقول السيسي: "بسم الله الرحمن الرحيم.. ننطلق من فضلك".
وهكذا، انطلقت فاعليات المؤتمر، رافعا شعار: "ابدع.. انطلق"، تحت رعاية السيسي، في ختام عام الشباب المصري، الذي كان قد أعلن عنه السيسي في كانون الثاني/ يناير من هذا العام، وبحضور قرابة 3 آلاف شاب، و300 شخصية، مؤكدا أن المؤتمر الثاني سيُعقد في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام المقبل.
"يا كل المصريين: لازم تتعلموا "بكام ومنين؟"
وفي كلمته بجلسة "التعليم المدمج.. رؤية جديدة للتعليم المصري"، تساءل السيسي: "هل يتحمل المصريون وضع أموال الدولة، وهي قليلة، في الاستثمار في التعليم؟ ولو كان عندي 3 أو 4 ملايين شاب عاوزين يشتغلوا.. هل ممكن يستنونا علشان البلد تبقى ثابتة، أم كانوا هيخرجوا علينا علشان يعيشوا".
ثم خاطب السيسي المصريين بالقول: "من فضلكم يا كل المصريين: "لازم تتعلموا كلمة "بكام ومنين؟".. الفكرة اللي أنت بتطرحها لابد يكون بينها وبين التنفيذ جسر قابل للعبور عليه".
"مش عاوز حد يعرف أنا بتكلم على مين"
وضرب السيسي في التقدم، مثلا، بدولة عدد سكانها كان مليونين، ومساحتها كانت 700 مترا (صحهها بأنها 700 كيلو)..ثم "وُضع البرنامج، والناس مشيت، وكان فيه عنف".
وكرّر هذه الكلمة، ثانية، مادا حروفها: "عنف"، وأضاف: "إن ما حدش يتكلم"، ثم تساءل: "أقدر أعمل أنا كده.. حد يقبل كده.. لمدة 20 سنة؟".
ثم فاجأ الحضور بالقول، على الرغم من أنه على الهواء: "أرجو أنه مش كل البيانات تطلع علشان هيتعرف أنا باتكلم على مين".
"إعلامنا يزيف الوعي وأنا مسؤول عن الدولة"
ومهاجما الإعلاميين المصريين، لا سيما مقدمي البرامج الحوارية، وغالبيتهم من أذرعه الإعلامية، زاعما أنه يتفرج على التليفزيون (المصري) أحيانا، ويرى برامج.. قال: " أقول : دي ناس بتتكلم منفصلة عن الواقع، وبتزيف وعي الناس لحجم التحدي اللي موجود فيكِ يا مصر".
وتساءل: "هل حد اتكلم عن النمو السكاني كأحد أهم التحديات التي تحول دون تحقيق تعليم متميز في بلدنا.. أقول تاني: منين، وبكام؟".
وأردف: "أنا مسؤول عن أن هذه الدولة دي ما تسقطش (لا تسقط)، وتعيش ويبقى فيها تعليم جيد، وصحة جيدة، وشغل وإسكان وعلاج للعشوائيات"، على حد قوله.
عاوز 1 زائد 1 يساوي 9
وواصل حديثه عن التعليم فأكد أن "مصر لن تستطيع حل مشكلة التعليم بالمسار التقليدي للدول"، مردفا: "من فضلكم أنا مش عايز 1 زائد 1 يساوي 2.. أنا عايزهم يساووا 3 و5 و7 و9.. ده مش هيبقى (التعليم) تقليدي خالص".
وصلنا لمستوى كبير من التردي
وزعم أن "اندلاع ثورتين في مصر خلال فترة زمنية قصيرة يعني أن مصر وصلت لمستوى كبير من التردي في كل المجالات، لذلك كان لا بد من وجود نقطة انطلاق في كل المناحي"، موجها حديثه إلى الشباب، بالقول: "إن حبيت نفسك لا تنس بلدك.. حبها (بلدك) هي الأول، ولازم تكون مستعد إنك تقدم لها هي الأول، وإلا لن تتقدم".
"انقلابي كان سلميا"
وكعادته برّر السيسي انقلابه الدموي. ولدى حديثه مع محمد عبد العزيز، أحد مؤسسي حركة "تمرد"، الضالعة في الانقلاب، وعضو مجلس النواب الآن، عن البيان الذي أُذيع وقت 3 تموز/ يوليو، قال: "كان بيانا سلميا للغاية، وأتاح فرصة للجميع، ولم يكن هناك سبب يجعل مجموعة من الشعب تندفع، وتلجأ للعنف".
وزعم، في الجلسة الثانية للمؤتمر، بعنوان "تجربة المشاركة السياسية الشبابية في البرلمان": "لا يوجد أي مسؤول من جماعة الإخوان، في هذه الفترة، تعرض لإساءة لفظية أو مادية".
وادعى السيسي أنه أعطى أكثر من مرة فرصة من أجل الحلول السلمية، لمنع حدوث الصدام، ولكي تخرج مصر بأمان من هذه الفترة العصيبة، قائلا: "على الجميع أن يعلموا أن مصر أمانة في رقبتنا كلنا"، على حد تعبيره.
أوافق على الاقتراحات للإفراج عن الشباب
وعن طلب الناشط السياسي، أسامة الغزالي، الإفراج عن الشباب المحتجزين الذين لم تصدر ضدهم أحكام نهائية، ولم يتورطوا فى أعمال عنف أو شغب في أقرب وقت ممكن، قال السيسي: "مين عايز يحط ولاده في احتجاز".
وفيما بدا أنها محاولة لاستدرار التعاطف معه، طالب السيسي الشباب بالتحرك لحل هذا الموضوع، قائلا: "وأنا هوافق على اقتراحاتكم، وهوقع على اللي هتقدموه بما يتناسب مع الدستور والقانون".
يذكر أن المؤتمر انعقد بحضور رئيس الوزراء شريف إسماعيل، وعدد كبير من أعضاء حكومته، بمن فيهم وزير الداخلية، ولوحظ تخلف وزير الدفاع عنه.
ويأتي انعقاد المؤتمر في ظل انتقادات، من قبل مؤيديه، لسفه الإنفاق عليه، واتهامه، من قبل معارضيه، بأنه "ديكور سياسي، وتتويج لعام من التنكيل بالشباب، واستكمال لحوارات شكلية معهم، لم تسفر عن شيء".
كما يأتي انعقاد المؤتمر قبل أيام من الدعوة التي أطلقها معارضون تحت شعار "ثورة الغلابة"، للتظاهر في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
-----
القاهرة- عربي21- إحسان عبد العظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق