جمال حمدان يصف مصر وحكم العسكر
...من روائع المفكر المصري الكبير جمال حمدان وهو يصف مصر وحكم العسكر فيها بدقة متناهية ومعبرة عن الواقع .
مقتططفات أخذتها لكم من كتابه "شخصية مصر " كتنويه فقط فإن المفكر جمال حمدان رحمه الله مات سنة 1993 قتيلا في شقته وقد قُيّدت قضيته ضد مجهول .
لا تفوتكم هذه المقتطفات لانها فعلا تعبر عن الواقع الذي تعيشه مصرنا .
أما العلاقة بين الحاكم والمحكوم فهي تقليديا علاقة قهر ومقت ، إكراه وكره ، استبداد وحقد ، بينما العلاقة بين الحكومة والشعب هي الريبة والعداوة المتبادلة بكل التفاهم الصامت ، إن لم تعد الأولي ، فإنها - لسوء الحظ أكثر – عرفت غالبا العصابة ، ولا نقول أحيانا " الحثالة الحاكمة " ، بمعني عصبة مغتصبة تستمد شرعيتها من القوة غير الشرعية .
ومن هنا فلئن كانت مصر الطبيعية حديقة لا غابة ، فقد كانت بشريا غابة لا حديقة ، وإن كانت زراعيا مزرعة لا مرعي ، فقد كانت سياسيا مرعي لا مزرعة للأسف ، بالتالي فكثيرا ما كانت مصر إلي حد بعيد حكومة بلا شعب سياسيا ، وشعبا بلا حكومة اقتصاديا .....فخلال أكثر من 5000 سنة لم تحدث أو تنجح في مصر ثورة شعبية حقيقية واحدة بصفة محققة مؤكدة ، مقابل بضع هبات أو ثورات قصيرة متواضعة أو فاشلة غالبا ، مقابل عشرات بل مئات من الانقلابات العسكرية ، يمارسها الجند والعسكر دوريا كأمر يومي تقريبا منذ الفراعنة ، وعبر المملوكية ، وحتي العصر الحديث ومصر المعاصرة ...
...وهكذا وبقدر ما كانت مصر تقليديا ومن البداية إلي النهاية شعبا غير محارب جدا ، أو إلي حد بعيد في الخارج ، كانت مجتمعا مدنيا يحكمه العسكريون كأمر عادي في الداخل ، وبالتالي كانت وظيفة الجيش الحكم أكثر من الحرب ، ووظيفة الشعب التبعية أكثر من الحكم ، وفي ظل هذا الوضع الشاذ المقلوب كثيرا ما كان الحكم الغاصب يحل مشكلة الأخطار الخارجية والغزو بالحل السياسي مع الغزاة والأعداء في الخارج ، والحل العسكري مع الشعب في الداخل ، فكانت دولة الطغيان كقاعدة عامة استسلامية أمام الغزاة بوليسية علي الشعب ".
...من هذا وذاك – كيف لا ؟ - جاءت لعنة خضوع الحكم العسكري الاغتصابي الاستسلامي للاستعمار الأجنبي علي المستوي الخارجي ، ولعنة خضوع الشعب السلبي المسالم للحكم البوليسي في الداخل ، وهي جميعا سلسلة متناقضات ساخرة بقدر ما هي قطعة من الاستمرارية المأساوية المحزنة المخجلة ...
مقتططفات أخذتها لكم من كتابه "شخصية مصر " كتنويه فقط فإن المفكر جمال حمدان رحمه الله مات سنة 1993 قتيلا في شقته وقد قُيّدت قضيته ضد مجهول .
لا تفوتكم هذه المقتطفات لانها فعلا تعبر عن الواقع الذي تعيشه مصرنا .
أما العلاقة بين الحاكم والمحكوم فهي تقليديا علاقة قهر ومقت ، إكراه وكره ، استبداد وحقد ، بينما العلاقة بين الحكومة والشعب هي الريبة والعداوة المتبادلة بكل التفاهم الصامت ، إن لم تعد الأولي ، فإنها - لسوء الحظ أكثر – عرفت غالبا العصابة ، ولا نقول أحيانا " الحثالة الحاكمة " ، بمعني عصبة مغتصبة تستمد شرعيتها من القوة غير الشرعية .
ومن هنا فلئن كانت مصر الطبيعية حديقة لا غابة ، فقد كانت بشريا غابة لا حديقة ، وإن كانت زراعيا مزرعة لا مرعي ، فقد كانت سياسيا مرعي لا مزرعة للأسف ، بالتالي فكثيرا ما كانت مصر إلي حد بعيد حكومة بلا شعب سياسيا ، وشعبا بلا حكومة اقتصاديا .....فخلال أكثر من 5000 سنة لم تحدث أو تنجح في مصر ثورة شعبية حقيقية واحدة بصفة محققة مؤكدة ، مقابل بضع هبات أو ثورات قصيرة متواضعة أو فاشلة غالبا ، مقابل عشرات بل مئات من الانقلابات العسكرية ، يمارسها الجند والعسكر دوريا كأمر يومي تقريبا منذ الفراعنة ، وعبر المملوكية ، وحتي العصر الحديث ومصر المعاصرة ...
...وهكذا وبقدر ما كانت مصر تقليديا ومن البداية إلي النهاية شعبا غير محارب جدا ، أو إلي حد بعيد في الخارج ، كانت مجتمعا مدنيا يحكمه العسكريون كأمر عادي في الداخل ، وبالتالي كانت وظيفة الجيش الحكم أكثر من الحرب ، ووظيفة الشعب التبعية أكثر من الحكم ، وفي ظل هذا الوضع الشاذ المقلوب كثيرا ما كان الحكم الغاصب يحل مشكلة الأخطار الخارجية والغزو بالحل السياسي مع الغزاة والأعداء في الخارج ، والحل العسكري مع الشعب في الداخل ، فكانت دولة الطغيان كقاعدة عامة استسلامية أمام الغزاة بوليسية علي الشعب ".
...من هذا وذاك – كيف لا ؟ - جاءت لعنة خضوع الحكم العسكري الاغتصابي الاستسلامي للاستعمار الأجنبي علي المستوي الخارجي ، ولعنة خضوع الشعب السلبي المسالم للحكم البوليسي في الداخل ، وهي جميعا سلسلة متناقضات ساخرة بقدر ما هي قطعة من الاستمرارية المأساوية المحزنة المخجلة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق