إيران تلاعب السيسي بورقتي النفط والسياحة
25/10/2016
"ابتزاز أم لعب على الحبال؟".. اختلف المحللون في وصفهم للتغيير الجذري في سياسة الانقلاب العسكري ضد المملكة العربية السعودية، والتقارب المتسارع مع الدولة الشيعية إيران.
وليس غائبا عن أقل متابع للأخبار الحرب التي تقودها إيران باعتبارها أكبر قوة شيعية بالمنطقة، ضد السعودية باعتبارها أكبر قوة سنية، ولكن الانقلاب العسكري في مصر لا يعبأ سوى بمن يملأ جيوبه ويدفع أكثر، وفق الاستراتيجية التي أعلنها مرارا "هتدفع.. يعني هتدفع".
من جهتها، تحاول إيران إغراء قائد الانقلاب العسكري بمصر عبد الفتاح السيسي بمنح من النفط أو بتنشيط السياحة الدينية، وإرسال وفود من العمم الشيعية لزيارة مقامات البدع الشيعية المزعومة بالقاهرة.
ونشر موقع "ميدل إيست بريفينج" الأمريكي، المتخصص في دراسات الشرق، تقريرا بشأن تطورات الخلاف المصرى السعودى، مشيرا إلى دخول إيران ساحة التوتر بين مصر والسعودية.
إيران تغازل السيسي
وأشار الكاتبان سمير التقي وعصام عزيز إلى أن إيران تغازل السيسي، وترشح نفسها لتحل محل المملكة العربية السعودية، عن طريق إرسال المنتجات النفطية بأسعار مخفضة وشروط دفع ميسرة إلى مصر.
وكتب آخر أنه يمكن إرسال 10 ملايين حاج إلى مصر سنويا لزيارة العتبات الشيعية التاريخية، التي بنيت عندما وقعت مصر تحت حكم السلالة الفاطمية الشيعية.
وأوضح الكاتبان أن السيسي أرسل رسالة عامة، في 16 أكتوبر، تتعلق بالعلاقات بين القاهرة والرياض، مؤكدا أن تلك العلاقات «لا تتزعزع»، وأنها لن تتأثر بأي سوء فهم.
النفخ في النار
وحاولت وسائل الإعلام الموالية للسيسي النفخ في النار بالدعوة إلى احترام استقرار القرار السيادي المصري.
في حين بدأ المعلقون السعوديون بدورهم في الإشارة إلى المساعدات السعودية السابقة إلى مصر، ملمحين إلى أن تلك المساعدات تمت سرقتها.
وينوه الكاتبان بأن هذه الأزمة وقعت في لحظة حاسمة على صعيد الأمن الإقليمي، وهي الحقيقة التي يجب أن تجبر البلدين على تجنب أي مواقف ذاتية، والسعي بسرعة إلى وضع حد للنزاع وإدارة الخلافات على الأرض وفق الأهداف المشتركة.
حملة إعلامية
ولم تتوقف إيران منذ اشتعال التوتر بين السيسي والملك سلمان عن حملتها لادعاء الشراكة القوية مع الانقلاب ضد السعودية، فقبل أيام تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن ممارسة إيران "لوبي" على الولايات المتحدة، كان له الفضل في مشاركة مصر باجتماع لوزان حول سوريا، وحديثها عن خلاف القاهرة والرياض.
السيسي يبتز الخليج
من جهة أخرى، أكد خبراء ومحللون سياسيون خليجيون اتساع الخلاف بين دول الخليج وخاصة السعودية ومصر؛ بسبب سياسات السيسي الداعمة للنفوذ الإيراني، في حين اتهمه البعض بابتزاز الخليج للحصول على مزيد من الدعم.
ويعتقد خبراء أن سياسة الانقلاب تتغير وتبدو متناقضة ومضللة تجاه سوريا التي تمزقها الحرب، وهو ما أدى إلى توتر العلاقات مع السعودية.
ويلاحظ الخبراء أن الدول الخليجية يزداد لديها الشعور بعدم الراحة مع نقص التنسيق بخصوص الصراع السوري الذي دخل عامه السادس.
ويقول المحلل السياسي السعودي "محمد الزلفا": "هناك حالة من الخلاف الشديد بين القاهرة والخليج بسبب السياسات المصرية الأخيرة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق