الاثنين، 8 فبراير 2016

صحيفة إيطالية: "ريجيني" ساند ثورة يناير وقتله السيسي

صحيفة إيطالية: "ريجيني" ساند ثورة يناير وقتله السيسي


الإيطالي جوليو ريجيني
08/02/2016


قالت صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية: إن سبب وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، هو الأبحاث التي كان يقوم بها حول التحركات العمالية مما عرضه للاختطاف والتعذيب من جانب قوات الأمن المصرية حتى الموت ورمى جثته.

ونقلا عن ترجمة موقع العربى 21، قالت الصحيفة اليوم الاثنين، في تقريرها عن مقتل ريجينى: إن الأشخاص الذين اختطفوا جوليو ريجيني أرادوا أن يعرفوا المصادر التي يحصل منها على معلوماته، خاصة منها تلك التي وردت في المقالات التي كان ينشرها تحت اسم مستعار في موقع "نينا نيوز"، المتخصص في شئون الشرق الأوسط، وصحيفة المانيفستو الإيطالية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المحققين المِصْريين يبحثون الآن في الظروف التي أدت لمقتل الطالب الإيطالي البالغ من العمر 28 سنة، الذي عثر عليه يوم الأربعاء الماضي في حفرة على الطريق المؤدية من القاهرة إلى الإسكندرية.

وتشير كل الدلائل التي حصل عليها المحققون إلى حد الآن، إلى تورط الأجهزة الأمنية المصرية التي سارعت منذ البداية من أجل التشويش على التحقيق وتغيير وجهة القضية.

وأوضحت الصحيفة أن رسالة رسمية وردت على العاصمة الإيطالية عبر القنوات الدبلوماسية، تؤكد أن فحص الجثة أكد تعرضه إلى "التعذيب المطول"، وهو ما يطرح عدة تساؤلات حول إمكانية كشف ملابسات هذه القضية، خاصة وأنه تم الإعلان في مصر يوم السبت عن اعتقال شخصين مرتبطين بهذه الجريمة ثم تم نفي ذلك، في مساع واضحة لخلط أوراق هذه القضية والتغطية على الجريمة.

وأضافت الصحيفة أن الشرطة المصرية وجهاز المخابرات أصرا على عدم وجود أية معلومات حول الطالب الإيطالي المخطوف، ولكن في الثالث من فبراير الجاري، وأمام إلحاح الجانب الإيطالي وتهديده بقطع العلاقات الديبلوماسية مع مصر، تم إعلام السفير ماوريسيو ماساري بالعثور على الجثة.

وتطرقت الصحيفة إلى ظروف اختفاء ريجيني، حيث ذكرت أنه اختفى منذ مساء يوم يناير الماضي، وقد حاولت السلطات الإيطالية العمل في صمت للعثور عليه، ولكن أمام تقاعس الجانب المصري وعدم إظهاره أي جدية ومصداقية في البحث، قررت وزارة الخارجية الإيطالية الخروج بالقضية إلى العلن.

وقد تعرض ريجيني للتعذيب القاسي حتى يكشف عن شبكة أصدقائه ومعارفه الذين ساعدوه في القيام بأبحاثه حول الأوضاع السياسية في مصر، وأمام رفضه الإفصاح عن هذه المصادر، يبدو أنه لم يصمد أمام وحشية التعذيب الذي مارسته الأجهزة الأمنية المصرية، ولفظ أنفاسه الأخيرة، كما تقول الصحيفة.

وتبين من الفحص الأول للجثة أنها تعرضت لعدة جروح وحروق وكدمات، تبين كلها أنه تعرض للتعذيب لوقت طويل، ولكن الجانب الإيطالي سيقوم بعرضها مجددا على الطبيب الشرعي في العاصمة روما، من أجل البحث عن مزيد المعلومات بعيدا على الضغوط والعراقيل الموجودة في مصر.

وقالت الصحيفة إن البحث الذي كان يقوم به ريجيني للحصول على شهادة الدكتوراة، حول الحراك العمالي والنقابات العمالية، قاده للتعرف على أشخاص عديدين في النقابات المصرية، كما أنه حضر بعض الاجتماعات النقابية والتحركات، ولذلك يعكف المحققون الإيطاليون في مصر الآن على كشف شبكة علاقاته والأشخاص الذين قابلهم في ساعاته الأخيرة؛ لأنهم يعتقدون أن الأجهزة الأمنية المصرية قامت بنفس هذا الأمر في إطار مساعيها للإيقاع به.

وقد بدأ يتوضح لهؤلاء المحققين أن عملية اعتقال ريجيني في وسط المدينة لم تكن في إطار الاعتقالات العشوائية، التي شهدتها ذكرى 25 يناير، بل كان مستهدفا من قبل أشخاص يريدون منعه من مواصلة بحوثه وكتابة المقالات حول الأوضاع السياسية في مصر؛ لأنهم يعتبرون أن ذلك لا يصب في مصلحة نظام عبد الفتاح السيسي، خاصة أن الخط التحريري لموقع "نينا نيوز"، الذي ينشر فيه جوليو ريجيني مقالاته، مساند لثورات الربيع العربي ومساند للقضية الفلسطينية، وهو ما يزيد من احتمالات أن يكون ريجيني قد استهدف من قبل الأجهزة الأمنية المصرية.

كما استدلت الصحيفة إلى حادثة اختطاف وتعذيب أخرى، تعرض لها ناشط سياسي مصري بالأسلوب ذاته على يد الأجهزة الأمنية، فقد كان الشاب محمد الجندي قد اختفى قبل ثلاث سنوات، في ذكرى 25 يناير، ثم عثر عليه في مستشفى في القاهرة في الثالث من فبراير، ومات بعد يوم واحد بسبب تردي حالته الصحية، وقد قيل في ذلك الوقت أيضا لعائلته وزملائه أنه تعرض لحادث سير، وأصرت الأجهزة الأمنية على طمس معالم جريمتها، ولكن في النهاية تبين أنه اعتقل وعذب من قبل هذه الأجهزة.

واختتمت الصحيفة تقريرها بأن الصحيفة أن كل هذه الممارسات السابقة التي أقدمت عليها الأجهزة الأمنية المصرية، جعلت المحققين الإيطاليين يتعاملون بكل حذر مع الرواية الرسمية المصرية، ومع الأجهزة الأمنية في القاهرة، كما أنهم لا يريدون القيام بتحقيق مشترك بين الجانبين حتى لا يتعرض عملهم للمغالطة والتشويش، خاصة بعد أن اصطدموا منذ البداية "بحائط من الأكاذيب" خلال العشرة أيام الماضية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق