صهيونية الانقلاب.. سامح شكري مساعد وزير خارجية إسرائيل
25/08/2016
"قتل الأطفال ليس إرهابًا" هكذا قال وزير
خارجية الانقلاب العسكري في مصر سامح شكري، معلقًا على ما يفعله الاحتلال
الصهيوني بالأطفال الفلسطينيين، وهي كلمات غير صادمة لكثير من متابعي
الوزير الانقلابي الذي ينحدر من نظام عبد الفتاح السيسي الذي قتل آلاف
الأطفال المصريين من بني جلدته كما شرد واعتقل آلاف آخرين في مجازر وحملات
قمعية معروفة للقاصي والداني.
وقال شكري- في لقائه مع أوائل الطلبة
المصريين في مقر وزارة الخارجية أمس الأحد، ردًّا على سؤال هل قتل
الإسرائيليين للأطفال الفلسطينيين يعد إرهابًا؟-: "لا يمكن أن يوصف بأنه
إرهاب دون اتفاق دولي على توصيف محدد للإرهاب، وهناك مصطلحات دولية، مثل
إرهاب الدولة، والذي تمارسه بعد الدول ضد شعوب خارج حدودها، أو قمع معارضين
داخل حدودها، لكنها تدور في أطر سياسية".
وحاول وزير خارجية الانقلاب تبرير جرائم
الكيان الصهيوني، قائلاً: "ونظرًا لتاريخ إسرائيل فإنها مجتمع عنصر الأمن
والأمان فيه مرتفع، ويسعى منذ 48 لإحكام سيطرته على الأراضي لتأمين نفسه".
في المقابل، تجاهل موقع الوزارة، والصفحة
الرسمية لها على موقع "فيسبوك"، إجابة شكري على السؤال، واكتفى بنشر الخبر
عن استقبال أوائل الطلاب بمقر الوزارة، كتقليد سنوي يقوم به الوزير.
كنز إسرائيل
واعتبر الخبير السياسي المصري، أمجد الجباس،
أنّ تصريحات شكري "ليست مستغربة في ظل حالة التقارب بين الحكومتين
الصهيونية والانقلابية المصرية، وزيارته الأخيرة للقدس المحتلة، واستقبال
رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو له".
كذلك أشار إلى أنّ "كافة الشواهد تؤكد أن
العلاقات المصرية الإسرائيلية في أزهى عصورها، وبشكلٍ يفوق ما كانت عليه في
عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك، والذي كانت تصفه إسرائيل بالكنز
الاستراتيجي".
علاقة سرية
وقال الكاتب الإسرائيلي يوسي ميلمان, إن
التقارب العلني الملحوظ بين القاهرة وتل أبيب هو مجرد واجهة لعلاقات سرية
أعمق بكثير بين مصر وإسرائيل، حسب زعمه.
وأضاف ميلمان في مقال له بموقع "ميدل إيست
آي" البريطاني في 21 أغسطس، أن العلاقات الأمنية بين القاهرة وتل أبيب في
السنوات الثلاث الأخيرة بلغت مراحل أعلى بكثير مما كانت عليه خلال سنوات
الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.
وأشار إلى أن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية
المصري سامح شكري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس في 10
يوليو الماضي كان أبرز دليل على تطور علاقات البلدين إلى آفاق بعيدة.
وتابع "إسرائيل حصدت سريعا ثمار زيارة شكري؛
حيث وافقت مصر في سابقة من نوعها ومفاجأة غير متوقعة أيضًا على عدم طرح
مشروع قرار أمام اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر القادم
يطالب بإخضاع منشآت إسرائيل النووية للتفتيش الدولي" على حد ادعائه.
وخلص ميلمان إلى القول: "إن تحالفًا إستراتيجيًّا بدأ يتشكل مؤخرًا بين القاهرة وتل أبيب".
صديق الصهاينة
وكانت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور"
الأمريكية قالت أيضًا في وقت سابق إن اللقاء الذي جرى في 10 يوليو الماضي
بين وزير الخارجية الانقلابي سامح شكري ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين
نتنياهو في القدس أظهر بوضوح التقارب المتزايد بين القاهرة وتل أبيب.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 11 يوليو
الماضي أنه رغم أن كثيرًا من المصريين يعارضون إسرائيل بسبب احتلالها الضفة
الغربية والقدس إلا أن زيارة شكري كشفت أن "مصر صديق فريد لإسرائيل"، حسب
زعمها.
وتابعت: "إسرائيل تشيد بالنظام الحالي في
مصر، وتعتبره حليفًا ضد المتطرفين رغم الرفض الشعبي في مصر لها"، واستطردت:
"مصر وإسرائيل تتبادلان أيضًا المعلومات الاستخبارية لمحاربة حركة حماس في
غزة وتنظيم الدولة في سيناء".
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تثق أيضا في الجهود المصرية بشأن مفاوضات السلام مع الفلسطينيين ولا تثق في المبادرة الفرنسية.
وخلصت "كريستيان ساينس مونيتور" إلى القول: "الأمور السابقة تجعل القاهرة صديقا فريدا لتل أبيب"، حسب تعبيرها.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري التقى
الأحد الموافق 10 يوليو الماضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في
القدس المحتلة، فيما قال مسئول إسرائيلي إن هذا اللقاء سيمهد لزيارة
نتنياهو لمصر.
والتقى شكري مع نتنياهو مرتين، الأولى بصفته
وزيرًا للخارجية وتناول معه مجمل القضايا السياسية، والثانية على مأدبة
عشاء في مقر إقامة نتنياهو في القدس الغربية، حيث نشرت صورة جمعت الاثنين
وهما يشاهدان المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية.
وزيارة شكري هي الأولى لوزير خارجية مصري لإسرئيل منذ تسع سنوات.
وقالت "الجزيرة": إن نتنياهو استقبل شكري في منزله بالقدس المحتلة، وعقد معه لقاءً ثانيًا على مأدبة عشاء نظمها على شرفه.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قالت في بيان
لها إن زيارة شكري "تستهدف توجيه دفعة لعملية السلام الفلسطينية
الإسرائيلية، إضافة إلى مناقشة عدد من الملفات المتعلقة بالجوانب السياسية
في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق