هل نحن فعلاً مسلمون؟!
بقلم طارق باش
أقسم لكم أن (أبو محجن) واحداً خيرٌ للإسلام من سرية من علماء البلاط والبترودولار المرتزقة!
أما بالنسبة للمساجد والجوامع والمراكز الإسلامية في أوروبا، القليل منها ما يطبق الإسلام باجتهاد ويؤتي كل ذي حق حقه.
مولانا الشيخ القائم على المسجد أو المركز الإسلامي أود أن أذكرك بأن المسجد مؤسسة متكاملة في حال الاستطاعة.
فالمسجد لإطعام الطعام وإيواء عابر السبيل وتعليم اللغة والدين، وليس مكاناً للصلاة فقط.
لكم يحز في نفسي أن تتسابق الكنائس في تقديم خدماتها من إيواء وإطعام ومساهمة في القضايا المجتمعية، بينما يغفل القائمون على المساجد عن ذلك.
قد يكون السبب هو عدم توافر الدعم اللازم لذلك، لكن ليست كل المساجد والمراكز سواء.
إن بعض القائمين على بيوت الله يعدون المسجد وسيلة للتكسب والمنفعة.
وما يحزنني هو أن يتفرق المسلمون في أوروبا ويتشرذمون أكثر، تجد المسجد السوري مقسماً بين أهالي المدن، فهذا إدلبي، وذاك حلبي وشامي، وذاك سوداني وصومالي ومغربي ومصري.
أليس الإسلام ديناً واحداً؟! أليس الله من قال في كتابه الكريم: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"؟! ألم يقل الله في كتابه الكريم: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً"؟ لم يقل رضيت لكم المذهب ولا الطائفة ديناً!!
المراكز الإسلامية والمساجد في أوروبا مختلفة حتى في أبسط الأمور، أصحبت مراكز لكسب النفوذ والسيطرة وجذب شريحة معينة من الناس، ولدي أكثر من شهادة حية على ذلك؛ كنت في أحد المساجد في بلدة من بلدات السويد، وكانت تقام أكثر من جماعة في المسجد في وقت واحد، وهذا جهل بالدين، وانتصار للنفس، وفرض الرأي، وإن كان خطأً فادحاً؛ لأنه لا تقام جماعتان في مسجد واحد.
ومن العجائب أن يتصدر الجاهل المنبر ويصدر الفتاوى المعلبة دون أدنى علم بأصول الدين والفقه، كأن يجيز للناس القروض بفائدة صغيرة، وهذا من الربا.
شاهدت أيضاً في مساجد ألمانيا أن بعض القائمين على المساجد لا يعرفون من الدين إلا الشيء اليسير، ومع ذلك يتصدرون المنابر ويضلون الناس بغير علم.
الإسلام لم يأتِ ليتوافق مع وجهة نظر معينة لشخص يريد تحديث الدين وفقاً لهواه، الإسلام دين له قواعد ثابته لا تتغير بتغير الزمان والمكان، وليس بحاجة لرأيك لتحدث فيه ما ليس منه.
كما أن بعض المساجد تتبع لدول إسلامية معينة، وتنشر فكراً وتوجهاً معيناً وفقاً لما يراه الداعم والممول، فقد أضحت بعض المساجد منابر للترويج لسياسة حكومة معينة.
مولانا الشيخ إنما وجد المسجد والجامع ليجمع المسلمين لا ليفرقهم، فلا تجعلوها ضراراً ولا تنفروا خلق الله من بيوت الله، فما تراه صواباً لا يراه غيرك إلا محض هراء وخطأ، الأَولى بنا دفنه في مهده.
وما تراه حقاً لا يراه غيرك إلا باطلاً وليس ملزماً باعتناق قناعتك، فلا تفرض عليه شيئاً لا يرغبه، ولا تكن فرعوناً ما ترينا إلا ما تراه.
نرجو منكم يا من تصدرتم المنابر أن لا تنفروا عباد الله من بيوت الله، ولتكن توجهاتكم السياسية خاصة بكم، ولتمارسوها بعيداً عنا.
فلسنا بحاجة لمن يلمع الطغاة، ولسنا بحاجة لمن لا يرى فينا أكثر من قطيع يحتاج إلى الكلب والراعي.
كونوا دعاة إلى الله، لا إلى حب الطغاة والرضا والقبول بهم وبأفعالهم، فلولاهم لما هجرنا بلادنا قسراً.
ولسنا مجبرين لنؤمّن على مونولوجاتكم والتغني بها، فالدعاء للطغاة على المنابر نقيصة واستغفال للمسلمين.
بت لا أشك لحظة واحدة بأن مؤهلاتكم ليست إلا "لحية" وولاء مطلقاً للداعم.
طرفة:
كنت في زيارة لأحد المساجد في بلدة في النرويج، وبعد أن أنهيت صلاتي وإذ بفتاة عربية تدخل علينا المسجد ومعها صديقتها النرويجية التي كانت تود أن تدخل في الإسلام، فلما رآها القائم على المسجد نهض وكأن الملائكة استنهضته وانفرجت أساريره، وبدأ التحدث إليها وما إن بدأ يسترسل في الحديث حتى تدخل شخص وبدأ يتحدث بالعربية إلى المتحدث مع الفتاة النرويجية قائلاً: لن تأخذها هذه المرة؛ لأن المرة الماضية كانت من نصيب فرد من جماعتكم، فتعجبت من فعلهم هذا، ثم حدث صراع لفظي بينهما، وتعالت أصواتهما ففرت الفتاة ونفرت منهم؛ لأنهم لم يروا فيها إلا مشروع زواج فقط.
يا لحماقتهم ووقاحة فعلهم، أهكذا يكون المسجد يا أضل من حمار أهله؟ أو هكذا تكون الدعوة إلى الله واستقبال من يريد اعتناق هذا الدين العظيم؟
قاتل الله الجهالة وأهلها، والحماية ومرتكبيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق