الأربعاء، 17 أغسطس 2016

وائل قنديل يكشف لماذا وضع جنينة نفسه رهن إشارة السيسي

  وائل قنديل يكشف لماذا وضع جنينة نفسه رهن إشارة السيسي


هشام جنينة
17/08/2016
علق الكاتب الصحفي وائل قنديل على تصريحات المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسيات السابق، والتي أكد خالها أنه رهن إشارة قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي رغم حبسه وعزله من منصبه، بأن سلطات الانقلاب تمارس لعبة إحراق البدائل الرخيصة، فيأتون بواحدٍ منهم، يوحون إليك بأنه "مشروع بديل" مناوئ للسلطة الحالية، ثم يطلقون عليه الإعلام وكلاب الصيد المدربة، لنكتشف لعبة " البديل الكاذب" موضوعًا داخل الشيكارة، ينتظر الإشارة من الزعيم الملهم، كي يعتذر ويجدّد الولاء.
وقال قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الأربعاء: " كنت من الذين دافعوا عن هشام جنينة، بصفته رئيسًا لجهاز المحاسبات، في معركة تقرير الفساد الذي أشهره بوجه السلطة الفاسدة، وقلت إن هذا التقرير هو أقوى وثيقة إدانة لنظامٍ يرعى الفساد ويتغذى عليه، وأن الوقوف ضد بطش النظام بجنينة، على الرغم من أنه كان جزءًا من هذا النظام وأحد خدّامه، هو انحيازا لواحدةٍ من مفردات ثورة يناير 2011، وهي "العدالة الاجتماعية"، وما زلت أرى أن ما ورد في "تقرير جنينة" كان وقودًا حيويًا في معركة الثورة المصرية، ينبغي الاشتغال عليه، من دون الانشغال بالشخص (جنينة)، والاستغراق في تفاصيل علاقته بمؤسسة الانقلاب".
وأضاف: "كان جنينة ولا يزال انقلابيًا، لكنك بصدد تقرير رسمي فاضح وكاشف، على طريقة "شاهد من أهلها". هذا كان، برأيي، الموضوع الأساس في القصة، وقلت نصاً في ذلك الوقت "يمكنك أن تدين البرادعي وجنينة في ترويج أكبر عملية خداع مورست على المصريين في ذلك الصيف الانقلابي القائظ، غير أنه ليس من "الثورية" في شيء أن تتعامل مع ما يتساقط منها من اعترافاتٍ وشهادات إدانة بحق النظام، بمنطق التسفيه والتحقير، وبالطريقة نفسها التي يتصرّف بها إعلام الانقلاب".
وأكد قنديل أن هشام جنينة، سقط في حواره أخيرًا مع تلفزيون "العربي"، حين جدد الولاء للسيسي راعي الفساد، وجلس على كرسي الاعتراف رهن الإشارة، كي يهرول معتذرًا وشارحًا وطالبًا العفو، مثل كثيرين فعلوها ويفعلونها بمنطق "من أجل أبنائي".."سقط جنينة أو انتحر، بعد أن صفع الذين تحمسوا، في وقتٍ ما، لفكرة أنه يصلح "بديلاً" يمكن الالتفاف حوله، بمواجهة سلطة الانقلاب، وتبين أنه كان يؤدي دوره في عملية "ابتذال البدائل"، غير أن تقريره لا يزال صالحاً، وثيقة تعريةٍ للفساد والاستبداد".
واختتم مقاله قائلاً: "حينما تضع كلمات جنينة مع أكاذيب "الشيخ" محمد حسان في سياق واحد، من دون أن تكون متجنياً، يمنحك مزيدًا من أسباب الاحترام للقابضين على مبادئهم ومواقفهم، في السجون، والذين سبقوا إلى القبور أولئك الذين لم يبيعوا مواقفهم، مقابل "إشارة" من الزعيم، ولم يمارسوا رذيلة "الانحناء من أجل أبنائي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق