هل يزور نتنياهو الإسكندرية بحجة دينية؟
17/08/2016
.. مراقبون: زيارة سياسية ضمن "السلام الدافئ"
في ظل السلام الدافئ الذي يجمع قائد
الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، مع الكيان الصهيوني، أصدرت أمس، ما
تسمى "الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر" بيانًا صحفيًّا أشارت فيه إلى أن
رئيس الوزراء الصهيوني يعتزم زيارة الإسكندرية خلال شهر أغسطس الحالي أو
سبتمبر المقبل على أقصى تقدير من أجل إعادة افتتاح المعبد اليهودي في
الإسكندرية إلياهو حنابي، فيما لم يصدر نفي رسمي لهذه الزيارة.
تجهيزات موسعة
وأشارت مصادر من الإسكندرية
إلى أن الجهات الأمنية أعلنت حالة الاستعداد القصوى عبر حملات أمنية ووضع
خطط تأمينية حول المعبد والقنصلية الاسرايلية والوكالات التجارية القريبة
من اليهود وشركات أحمد خيري النائب السابق عن الحزب الوطني، وصاحب الوكيلات
التجارية مع الشركات الصهيونية، وذلك في ظل توقعات بأن تشهد المدينة
احتجاجات على زيارة نتنياهو.
وأثارت الأنباء عن احتمال زيارة نتنياهو حالة من الغضب في الوسط السكندري أدت إلى مخاوف أمنية من اندلاع احتجاجات ضد هذه الزيارة.
زيارات سابقة
وبجانب الزيارات السرية للقادة الصهاينة إلى
مصر، فإن زيارة نتنياهو المحتملة لن تكون الأولى من نوعها لمدينة
الإسكندرية، فقد سبقه مسؤولون إسرائيليون آخرون خلال عهد الرئيس المخلوع
حسني مبارك في التسعينيات في إطار ما أُطلق عليه "عملية السلام" والمباحثات
بين الجانبين، فقد زار رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين، المدينة عام
1993، وكان في استقباله مبارك في قصر رأس التين الرئاسي.
وبعد مرور 7 سنوات على الزيارة، قام إيهود
باراك بزيارة أخرى في عام 2000 لتوضيح موقفه من مباحثات السلام مع الجانب
الفلسطيني، وتم استقباله في قصر رأس التين أيضًا.
معبد مغلق!
يذكر أن معبد إلياهو حنابي مغلق منذ فترة
نتيجة انهيار حدث في سقف الطابق الثالث بالمبنى، وحتى الآن لم يتم إصلاحه
بحسب تصريحات رئيس الطائفة اليهودية بالإسكندرية، بنيامين جاعوني، التي قال
فيها إن المعبد لم يشهد أية إصلاحات أو أعمال ترميم منذ انهيار سقف الدور
الثالث في فبراير الماضي بسبب سوء الأحوال الجوية.
وأضاف أن المعبد مغلق تمامًا أمام الصلوات
ولا توجد أية زيارات له، مشيرًا إلى أن وزارة الآثار لم تعتمد أية مبالغ
لإصلاحه أو ترميمه، وبحسب مراقبين فإن هذا ما يؤكد أن الزيارة سياسية وليست
دينية.
وكانت وزارة الآثار، قد أكدت في بيانات
سابقة، أن الترميم سيكون على نفقة الطائفة اليهودية، إذ ينص القانون رقم
117 لعام 1983 على أن المباني المدرجة بالآثار والمشغولة من قبل الغير إذا
حدث لها أي شيء يكون الغير ملزمًا بعمليات الإصلاح كاملة بسبب شغله المبنى.
ويعد معبد إلياهو حنابي، من أقدم المعابد
اليهودية في الإسكندرية، وتأسس عام 1354، وتعرض إلى القصف على يد الحملة
الفرنسية عندما أمر نابليون بونابرت، بقصفه لإقامة حاجز بين كوم الدكة
والبحر، وأعيد بناء المعبد مرة أخرى في عهد أسرة محمد علي عام 1850.
ويقع في شارع النبي دانيال وسط المحافظة،
إضافة إلى معبد منسي الذي أسسه البارون يعقوب عام 1860 ويقع في محيط ميدان
المنشية، ومعبد الياهو حزان بشارع فاطمة اليوسف بحي سبورتنج الذي أنشئ عام
1928، ومعبد جرين الذي شيدته عائلة جرين بحي محرم بك عام 1901.
ويضاف إليها معبد يعقوب ساسون الذي أنشئ عام
1910 في جليم، ومعبد كاسترو الذي شيده موسى كاسترو عام 1920 بحي محرم بك،
ومعبد نزاح إسرائيل الاشكنازي عام 1920، ومعبد شعار تفيله الذي أسسته
عائلتا انزاراوت وشاربيه عام 1922 بحي كامب شيزار، هذا إلى جانب بعض
المعابد التي هدمت واندثرت.
يذكر أن زيارة وزير خارجية الانقلاب سامح
شكري إلى اسرائيل الشهر الماضي، أثارت استياءً عربيًا وإسلاميًا، بعد
انقطاع الزيارات الرسمية منذ أكثر من 15 عامًا.
وتأتي الزيارات المتبادلة، وسط تعنت صهيوني
إزاء الحقوق الفلسطينية والعربية، وتمدد مخابراتي وأمني صهيوني في سيناء
التي يقوم السيسي بإخلائها تدريجيًا، مستخدمًا فزاعة الارهاب، والتي تؤكد
مصادر سيناوية أن من يقومون بأعمال عسكرية ضد الجيش المصري لهم علاقات
ممتدة مع إسرائيل، ومحمد دخلان الذي يقود مخطط تخريب سيناء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق