مبادرة عصام حجي لتشكيل مجلس رئاسي لانتخابات 2018.. شرعنة للسيسي وتنويم للثوار
03/08/2016
أثارت دعوة المستشار العلمي السابق للمنقلب عدلي منصور، د.عصام حجي، لتشكيل مجلس رئاسي لخوض انتخابات رئاسة مصر في مواجهة عبدالفتاح السيسي، المقررة 2018، سجالا سياسيا، بين تأييد بعض المعارضين والمتضررين من قمع السيسي ومشروعه الانقلابي العسكري، ورفض ثوري من رافضي الانقلاب العسكري، كون المبادرة تمنح قائد الانقلاب شرعية الوجود، وتعيد تجربة السنيد "حمدين صباحي" مرة أخرى في ظل بيئة سياسية مفعمة بالقمع والاستبداد وبلا اية ضمانات سياسية او قانونية، تعيد حصول المتنافس الثاني على رئاسة الدم على المركز الثالث بعد الاصوات الباطلة!!!
ولعل توصيف الدكتور جمال حشمت، لـ"مبادرة حجي" التي رفضها بشدة، قائلا في تصريحات صجافية، أمس الأول، كاشفة بقوله "عصام حجّي إما منشغل بما لا يدرك أو يدرك ما انشغل به بعد الانقلاب العسكري وكلاهما نقيصة.. أولى به إن كان عالمًا حقًا أن ينشغل بما يجيد، ماذا استفدنا من علمه عندما ركب سفينة الانقلاب التي عصفت بالحريات واستهانت بدماء المصريين والعلماء والمتميزين؟".
مضيفا "دعوة حجي هي دعوة غريبة ممن شارك في نظام انقلابي ، قدم على ذلك ندمًا لا شواهد له كمدخل للبدء في رسم صورة مدنية لانقلاب عسكري أجرم في حق مصر والمصريين" ، مشددا على أن "الشعب المصري لن يهدأ حتى يخرج العسكر من منظومة الحكم بعد أن نهبوا وخربوا مصر على مدار عشرات السنين، وأن يثأر لشهدائه ويمارس سيادته على وطنه دون عمالة أو تدخل من غرب أو شرق".
وتساءل حشمت: "ألم يقرأ التاريخ في مصر؟ عندما يصرح بثقته في الشعب المصري لإجراء انتخابات نزيهة لا يمكن تزويرها في ظل حكم عسكري كأنه درس فقط حالة تركيا التي كان الشعب يصوت بعد كل انقلاب عسكري للقوي التي انقلب عليها".
وتابع: إن "الفترة الوحيدة التي لم تشهد تزويرًا هي انتخابات ما بعد ثورة يناير وقبل الانقلاب العسكري وما عداها تم تزويره طبقًا لرغبات الحاكم! هل هذا جهل ام استعباط أم غسيل لوجه الانقلاب السيء "
محاطة بالفشل
ومن جهته، علّق الخبير السياسي عبدالفتاح ماضي على "مبادرة حجي لتكوين فريق رئاسي": "هل قدّر أصحاب هذه الدعوة عواقبها؟ وهل يعرفون كيف تتغير أنظمة الحكم؟".
وتوقع ماضي -عبر تدوينة على الفيس بووك- فشل مبادرة حجي في ظل الأوضاع الراهنة، وذلك لعدم قابلية النظام للإصلاح: حيث أسند بقاءه على أساس الصراع الصفري مع خصومه، ولم تقف قبضته الأمنية الباطشة عند خصومه الإسلاميين كما كان يتصور البعض وإنما امتدت إلى كل من لا يصطف مع النظام من الإسلاميين وغير الإسلاميين على حد سواء، إضافة إلى "السيطرة على كل مؤسسات الدولة من جيش وقضاء وإعلام ومؤسسات دينية واجتماعية ومجتمع مدني وجامعات، ويرفض إتاحة أي مساحة للمشاركة البناءة، ويستمر إعلاميا في تخوين كل من لا يؤيده، ويزرع يوميا اليأس والخوف والخرافات في نفوس الشباب والجماهير، بجانب قيامه بوضع منظومة قانونية تحمي الفساد، وفشله في الاقتصاد وإغراق البلاد في كم هائل من الديون".
مستبعدا نجاح النضال السياسي عبر الانتخابات في ظل ظروف مضر الحالية، ، قائلا :"من يرى أن النضال ضد الأنظمة العسكرية والبوليسية ممكن عبر منافستها في الانتخابات فليرفع مطالب حقيقية (كما حدث في حالات أخرى) بدلا من مجرد الدفع بأسماء للتنافس في ظل نفس المنظومة الأمنية والقانونية القائمة أو بدلا من تصور أن النظام يمكن أن يتغير من تلقاء نفسه.
ورفض القيادي بحزب الوسط، حاتم عزام للمبادرة، قائلا في تدوينة على "فيسبوك": الأزمة مع سلطة الأمر الواقع الانقلابية المجرمة الحالية لَيْسَت مجرد إنعدام رؤيتها وفسادها وفقط، ولا الجهل المطبق الذي تجلي في إختراع جهاز الكفتة، بمعني إنها لَو مكنتش السلطة دي عملته كانت بقت كويسه.
وأضاف: "الأزمة أنهم صادروا إرادة الشعب صاحب السيادة بقوة السلاح، واختطفوا المنتخبين وقتلوا وسفكوا دماء المصريين خارج نطاق القانون دون حساب، إنها عصابة إجرام، هذا ما يجب الاعتذار عن المشاركة فيه، قبل الاعتذار عن المشاركة في الجهل طبعًا وهو أمر جيد".
وتابع عزام: تجاهل الأولى والتركيز علي الثانية، يضعف من مصداقية الاعتذار الواجب؛ لأنه ببساطة يفترض أن سبب الأزمة الرئيسي لا يستحق الاعتذار أو لما التجاهل؟!: عدلي منصور رئيس، والسيسي رئيس، بس طلعوا جاهلين والسيسي حول الحكم لحكم عسكري، ولا حديث عن إنقلاب علي منتخبين، ومصادرة إرادة شعب التزم بمسار ديموقراطي بمشاركة الملايين، ولا مجازر ضد المصريين ولا حرق واعتقال ومصادرة اموال وارهاب دولة منظم!.
وختم عزام: "هذا هو ما صادر مستقبل مصر وجعلها بلا مستقبل، بلا إرادة، هذا هو بيت الداء! سيضع الشعب المصري أفضل سياسات تعليم عندما يمتلك قراره وإرادته ويرسخ تجربته الديموقراطية بسنوات متصلة من ممارسة الحكم الذي يكون هو فيه صاحب السيادة والرقابة والقرار".
فيما طالب خليل العناني أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، بالتوقف عن مبادرته، قائلا:: "حد يقول لعصام حجي يخليه في العلم ويبعد عن السياسة، كفاية علينا خيبة زويل، وياريت الناس اللي بتبرر العك ده تبطل خيابة هم كمان".
فيما قالت الكاتبة الصحفية نادية أبو المجد: “ما هي المؤهلات السياسية للمستشار العلمي للطرطور الذي أعلن عن صدمته وندمه بعد ٣ سنوات من "انقلاب دموي" علشان يتكلم عن التحضير لانتخابات ٢٠١٨".
وذكر الكاتب الصحفي وائل قنديل: “اللي تحسبه "عصام" يطلع "طارق"، كله "حجي" للأسف".
وأردف الناشط السياسي وائل عباس: “عالم فضاء على عيني وراسي لكن التجربة أثبتت إنه مالوش في السياسة، رضي يبقى ديكور للأباجورة اللي جابوها بعد مرسي وعدى من تحت مناخيره "انقلاب".
تعويم السيسي
ورغم مواقف بعض القوى المدنية التي أبدت ارتياحها لمبادرة حجي، بدعوى الخروج من النفق المظلم.. إلا أن ما لايمكن تجاوزه ثوريا أن المبادرة لا تتضمن محاسبة المخطي أو القصاص للدماء او الاطاجة بمصر من سلم التاريخ الى عهود التخلف والجهلن بانقلاب عسكري على ارادة الشعب.
بل ان مبادرة حجي يمكن الجزم بانها مشروع مخابراتي بدعم غربي لتعويم السيسي الذي بات كنزا استراتيجيا لاسرائيل وامريكا والغرب، بعد ان اقدم على تدمير مكانة مصر الاستراتيجية وقدم امكاناتها لحماية المشروع الصهيوني والتغريبي وغير عقيدة الجيش المصري من العداء من الصهاينة واعداء الوطن الخارجين إلى محاربة معارضي النظام بالدبابات والقنابل واغلق المساجد وجرد التعليم من القيم الوطنية ليتمحور حول شخصه!!
وكان قد سبق عدد من السياسيين طرح مبادرة تجاوز عددها العشرة مبادرات، لحل الأزمة السياسية، لم يعلق عليها الانقلاب الا عبر أذرعه "كلابه" في الاعلام بهجوم على اصحابها!!
ولذا فان مبادرة حجي تحدد مصيرها قبل
ميلادها، طالما لم تنظر إلى الانقلاب العسكري- الذي شارك هو فيه شخصيا-
بأنه انقلاب وتاميم لارادة الشعب المصري بقوة الدبابة!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق