شاهد.. "إهانة السيسي" تهمة جاهزة..
الفن ممنوع في زمن الانقلاب
08/05/2016
"إهانة السيسي" ورقة دمغة على كل محضر يلفق
لكل من يعترض على غباء وحماقة الجنرال، سواء كان معارضاً أصليا جاء من قلب
المظاهرات والمسيرات الرافضة للانقلاب، او معارض بالصدفة صدمته فناكيش
السيسي وأكاذيبه التي لا تنتهي.
فريق الأغاني المسمى "أطفال الشوارع" آخر
ضحايا دمغة الانقلاب، لم يكونوا يتصورون أن الفيديو الأخير الذي رفعوه على
صفحتهم الرسمية بموقع فيسبوك، السبت 7 مايو 2016، وحاز على مشاهدة عالية
بلغت 285 ألفاً حتى الآن، سيلقي بأحدهم وراء أسوار السجن، لانتقادهم غباء
السيسي والسخرية من الفشل العسكري.
تم القبض على أحد أعضاء الفرقة، ويُدعى عز
الدين خالد من منزله، وتم ترحيله إلى قسم مصر الجديدة، وحبسه 4 أيام بتهمة
"التحريض على التظاهر ونشر فيديوهات على شبكة الإنترنت بها ألفاظ نابية
مسيئة لمؤسسات الدولة".
فيما كشف محمد عادل، منسق الفرقة، أنه جرت
محاولات للقبض على باقي أعضاء الفرقة، حيث تم تفتيش منزل اثنين من أعضاء
الفريق السبت أيضاً، إلا أنهما لم يكونا متواجدين بمنزليهما وبالتالي لم
يتم القبض عليهما.
الفيديو الأخير للفرقة الذي جاء بعنوان
"السيسي رئيسي جابنا ورا"، والذي ينتقد قائد الانقلاب ويسخر منه، فيما
يتندر على أيام الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة 25 يناير
2011، وحاز فيديو الفرقة الأخير عن السيسي على أكثر من 285 ألف مشاهدة على
صفحتهم بفيسبوك، وهم ينتقدون الانقلاب بشكل ساخر، الأمر الذي اعتبره
"الشامخ" إهانة تستوجب الحبس والمحاكمة، وقررت حبس عضو الفرقة 4 أيام على
ذمة التحقيق.
الانقلاب والفن الممنوع
3 سنوات مرت على انقلاب 3 يوليو 2013 في مصر،
كانت مليئة بالأحداث وغنية من حيث الإنتاج الفني والأساليب التي اتبعها
المؤيدون والرافضون للانقلاب في أعمالهم الفنية، تجمع فريق "أطفال شوارع"
من خلال ورشة مسرحية بالجيزويت، ليقرروا أن يكونوا فريقا يقدم مسرح الشارع
ثم تطورت الفكرة لعمل فيديوهات عبر الانترنت للوصول لأكبر عدد من المشاهدين
وكما أطلقوا على أنفسهم "أطفال شوارع".
لكن الأطراف المؤيدة للانقلاب حظيت بدعم غير
مسبوق من أجل التسويق له على أنه ثورة شعبية، ووُفرت لها الإمكانيات الضخمة
-بما فيها إمكانيات الدولة- لإنتاج أعمالها الفنية ونشرها لتدعم ما قام به
عبد الفتاح السيسي، أو تروج لخارطة الطريق والاستفتاء على الدستور
والانتخابات لاحقا.
وفي هذا السياق سخّر العشرات من الفنانين
مواهبهم لدعم الانقلاب بالصوت والصورة والحضور التلفزيوني، ولعل من أبرز
الإنتاجات الفنية في ذلك أغنية "تسلم الأيادي" من تأليف وألحان مصطفى كامل،
وشارك في أدائها مجموعة من الفنانين ليحيّوا فيها الجيش المصري ودوره
"الوطني".
تقول الأغنية "تسلم الأيادي.. تسلم يا جيش
بلادي"، في تحية مباشرة للمشير السيسي -قبل أن يصبح رئيسا- سرعان ما رد
عليها مؤيديو مرسي بأغنية بنفس اللحن، لكنها تقول "تنشلّ الأيادي.. اللي
بتقتل أولادي".
وعبرت هذه الأغنية -في نسختيها- عن حالة
الانقسام الشديد في المجتمع المصري وخاصة لدى النخبة تجاه ما حصل في
البلاد، إذ كان الفنانون المكرسون على الساحة في معظمهم مع الانقلاب قلبا
وقالبا، وخرج الكثير منهم في مظاهرات 30 يونيو 2013 وما بعدها المؤيدة
للسيسي، بينما انحازت قلة منهم إلى الشرعية.
تمرد ضد العسكر
هذا التأييد من قبل الفنانين المعروفين
للانقلاب قابله نوع من التمرد في أعمال الفنانين غير المعروفين، حيث زادت
وتيرة الأغاني والأعمال الساخرة المناهضة للانقلاب والتي انتشرت على
اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي.
ومعظم هذه الأغاني التي يقدمها فنانون هواة
وبتكلفة إنتاجية بسيطة تبدو للوهلة الأولى غير قادرة على منافسة الأعمال
الكبيرة ذات التكلفة العالية للأسماء اللامعة، لكنها وجدت طريقها إلى
الجمهور مقتنصة اللحظة السياسية وتفاعلاتها.
كما برز ما يعرف بإبداع الاحتجاج الذي ينتقد
المسارات السياسية التي يسلكها نظام الانقلاب، عبر الأغنية أو الفن
التشكيلي أو الأعمال الوثائيقة، وظهرت حركات فنية مناهضة للانقلاب مثل
"مبدعون ضد الانقلاب" و"فنانون ضد الانقلاب" و"أدباء ضد الانقلاب" وغيرها.
فرقة "أطفال شوارع" من الحركات الفنية
-الشبابية في معظمها- التي فسحت المجال لنوع من المقاومة التي تؤكد أن
المثقف ليس دائما تابعا أو بوقا للسلطة، كما طرحت بقوة السؤال المزمن حول
إشكالية العربي المثقف والسلطة، حين يكون المثقف في حالات كثيرة نقيضا لما
كان يطالب به.
شاهد الاعمال الفنية لهم :
1.
2.
3.
4.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق