" كاميرا التليفون بتهزّك ".. لدعم "أطفال شوارع" ومعتقلي الرأي
13/05/2016
على خطى حملة "الصحافة ليست جريمة"، للتضامن مع الصحفيين المصريين ضد قمع السلطات المصرية للصحفيين واقتحام مقر نقابتهم يوم 1 مايو الجاري، دشن نشطاء مصريون، اليوم، حملة تضامنية على شبكات التواصل الاجتماعي للتضامن مع فرقة "أطفال شوارع"، تحت عنوان "كاميرا التليفون بتهزّك"؛ للمطالبة بالعفو عن "فرقة أطفال شوارع"، تزامنًا مع إلقاء القبض عليهم بعد انتشار مقاطع فيديو أبدوا فيها اعتراضهم على بعض الأخطاء التي تقع من قِبل النظام الحالي - وفق رؤيتهم.
وتفاعل مع الفكرة عدد كبير من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي.
كما تصدر هاشتاج "الحرية لأطفال شوارع" صدارة مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة لنشر أعمال سابقة لهم، والالتزام بأن يلتقط المتضامنون مع فرقة أطفال شوارع صور سيلفي لأنفسهم، أثناء رفع أجهزة الموبايل الخاصة بهم على وضع التصوير، لتأكيد أن الصورة ليست جريمة.
وطالب متضامون مع الفرقة بمنح أعضائها الحرية، وعدم ملاحقة كل معارض للنظام، طالما أنه لم يرتكب أي حريمة يعاقب عليها القانون، ومن بين التعليقات المنشورة على الصفحة "أنا المهرج قومتوا ليه خوفتوا ليه!! لا ف أيدي سيف ولا تحت مني فرس".
ومن جانبه علّق محمد اليماني -أحد المتضامنين مع فرقة أطفال شوارع، قائلًا: "النظام خايف من الجيل كله لأننا لن نتراجع إلّا إذا حصلنا على حريتنا كاملة غير منقوصة، ولا تنسوا عندما طلب الرئيس السابق حسني مبارك 6 شهور، وكان ردنا عليه لن تبقى ليلة واحدة بعد الآن".
كما شارك في الحملة الفنان عمرو واكد، وتضامن الإعلامي باسم يوسف متسائلا: "كاميرا التليفون بتهزك؟!".
ونشر صورته الخاصة عبر صفحته على "فيس بوك"، والتي لاقت تعليقات عدة.
وكذلك زياد العليمي، والإعلامي شادي أبو زيد، الذي قال : "احترس "كاميرة التليفون" فيها سم قاتل...#الحرية_لأطفال_الشوارع".
وتضامنت "أبلة فاهيتا" مع الحملة، قائلة: AblaFahita فكتبت: "الديكتاتور مش بيخاف من الحروب بس بيخاف من السخرية والاستهزاء بيه.. الكاميرا بتهزك؟".
فيما قال الإعلامي شريف منصور: الضحك مش عيب.. ولو لسه خايف بطل تكون مهزأ والناس هتبطل تتريق عليك.."
أما الحقوقي Gamal Eid ، فكتب: "#الحريه_لاطفال_الشوارع يا نظام متصالح وحرر رموز مبارك..!".
أما "زينات صدقي" فكتبت : "كاميرا التليفون بتهزك ..يا نظام جبان..ولا عشان فضايحك..موجودة في كل مكان..اسجن عذب اقتل..مصيرنا في يوم ..في الميدان"..
أما Mona Seif فقالتك "الحاكم اللي يسخر مؤسسات الدولة عشان تنتقم له من فيديو زي ده يبقى مهزوز و فاضي ..جنرالكم مخوخ .. #الحرية_لأطفال_الشوارع"..
وطانت السلطات المصرية أألقت القبض على جميع أعضاء فرقة "أطفال شوارع" مطلع الأسبوع الجاري، بتهمة التحريض على التظاهر، ونشر شائعات، وإهانة الدولة، ومحاولة قلب نظام الحكم،
وفرقة أطفال الشوارع مكونة من 6 شباب، قدموا 17 مقطع فيديو خلال أربعة أشهر على طريقة "السيلفي"، وتم تداولهم على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مما أدى إلى انتشارها بشكل سريع، خاصة وأن جميعها استخدموا خلاله مقطوعات إذاعية وأغانٍ شهيرة، عن فترة الثماننيات والتسعينيات، بالإضافة إلى تناولهم القضايا السياسية مثل سد النهضة وتجاوزات وزارة الداخلية، لتنتهي بمقطعين تزامنًا مع تظاهرات "جمعة الأرض"، انتقدوا فيهما النظام.
وفي فجر يوم السبت الماضي، تم القبض على أحد أعضاء الفرقة، وفي اليوم التالي ألقي القبض على باقي أعضائها وتم التحقيق معهم في محكمة شمال القاهرة، حتى تقرر حبس خمسة منهم لمدة خمسة عشر يوما على ذمة التحقيقات بتهمتي التحريض على التظاهر والترويج لأفكار "إرهابية".
فيما علّق طارق العوضي، محامي أعضاء فرقة "أطفال شوارع"، قائلًا: "نحن في حالة من الغلق التام للمناخ العام بشكل واضح، نحن أمام دولة بوليسية بشكل ممنهج وليس عشوائي، ما يحدث على الأرض أنه يُتم استبدال قرارات الاعتقال بقرارات الحبس الاحتياطي".
أضاف العوضي، أيام مبارك كان هناك قانون طوارئ والناس تُعتقل بموجب مذكرة تحريات من أمن الدولة ثم قرار اعتقال من وزير الداخلية، الآن الناس تُحبس احتياطيًا لشهور وسنوات بموجب مذكرة تحريات من الأمن الوطني، بديل أمن الدولة، ثم قرار حبس احتياطي من النيابة العامة، وكان لا نتمنى أن تكون النيابة طرفًا.
فيما انتقد علاء الأسواني، الأديب والروائي، إلقاء القبض على جميع أعضاء فرقة "أطفال الشوارع"، متابعاً: "بعد القبض على فرقة أطفال الشوارع، ومحاكمتهم بتهمة التحريض ضد الدولة، لابد من القبض على أبلة فاهيتا، ووضع توم وجيري على قوائم ترقب الوصول"، واصفًا ما حدث بالمهزلة.
وعلق الكاتب البريطاني جون ويليامز على اعتقال "أطفال شوارع" قائلا : "رغم أن السخرية هي أعلى شكل من أشكال الفطنة، لكن السيسي لا يفهم النكتة، والآن لم يعد أحد يضحك في مصر"..
وقالت صحيفة الجارديان ، اليوم، "الخطوة هي جزء من قمع متصاعد ضد المعارضة يفضح عدم تسامح الحكومة مع الانتقادات".
وأضافت الصحيفة: "أطفال شوارع" يحظى بمتابعة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يصورون فيديوهات يتناول القضايا الاجتماعية والسياسية بشكل ساخر"!!
وأشار الجارديان: "السلطات شنت حملة قمعية ضد النشطاء والصحفيين والحقوقيين في أعقاب احتجاجات مناهضة للحكومة الشهر الماضي بعد قرار إعطاء جزيرتين للسعودية".
بينما قال الاعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية عمرو أديب، "عام الشباب مش معناه إنك تقبض عليهم، إنت فاهم غلط، معناه إنك تخرج الشباب اللي في السجن، طيب اشمعنى الشباب بتوع البلالين متقبضش عليهم؟ ولا عشان دول غلابة؟ ولا عشان هما مش باسم يوسف؟"، مضيفاً: "ما نقفل الإعلام والسوشيال ميديا وكلنا نقعد في البيت نتفرج على نشرة 9، إنما ليه إعلام ورأي ورأي آخر وكلام من ده، فضلًا عن أن الشعب هو كمان بيقوله أنفخ يا ريس، أقفلوها بقى، يبدو إن في قرار إن أي حد يعدي حتى معينة نقطع رقبته، في خط محطوط واللي بيعديه بينتهي، السيد وكيل النيابة وهو بيبص في ورقة العيال دي شاف إيه عشان يوجهلهم التهم دي؟ مع احترامي يعني".
وتابع: "لا نسمع كلمة ديموقراطية في مصر، كلمة غير مستخدمة، أفيقوا يرحمكم الله، دول شوية شباب عايزين يطلعوا يقولوا كلمتين وبس، الرحمة حلوة، الرحمة فوق العدل، مواقع العالم كله بتقول السيسي بيحبس الشباب، السيسي مش الشرطة ولا حاجة، نفسي أفتح مرة الميديا العالمية ألاقي عننا شيء إيجابي يا بلدي، وأكيد هما مش كل مرة غلط".
استطرد: "إنت فاهم عام الشباب غلط، عام الشباب مش إنك تسجنهم، كل مرة نتكلم نقول الشباب الشباب الشباب.. إنتوا مولعين في الشباب، عشان كده هما عايزين يمشوا من البلد دي، حقهم، مفيش حد فيهم عارف يتكلم، شكلنا كلنا دخلين السجن، طيب ما تقفلوا القنوات والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي بقى ونقعد في البيت ونخرس خالص".
عمرو حمزاوي: المواطن مصدر إزعاج يستحق الإسكات في جمهورية الخوف
وعلى المستوي السياسي، استنكر عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية، القبض على أعضاء الفرقة، قائلاً: "أن تصبح ضحية للقمع بسبب أغاني وتسلب حريتك حين تتداول أغانيك، في جمهورية الخوف ليس المواطن إلا مصدر إزعاج يستحق الإسكات".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق