"عزيزي السيسي".. لماذا يعشق الصهاينة الانقلاب؟!
24/05/2016
منذ أن كشف أستاذ
العلاقات الدولية الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، عن فضيحة المخابرات العسكرية
التي وقفت خلف رسالة " عزيزي بريز " الشهيرة التي قصدوا بها تلويث سمعة
الرئيس محمد مرسي، وفضائح علاقات عسكر الانقلاب مع عسكر الاحتلال الصهيوني
لا تنقطع ساعة ولا تتوقف يوماً.
آخر ذلك ما كشف عنه مدير
برنامج السياسة العربية فى معهد واشنطن «ديفيد شينكر»، إن العلاقات بين كل
من قائد الانقلاب العسكري "السيسي" وإسرائيل تشهد منذ عام 2012 تعاوناً لم
يسبق له مثيل بينهما، جرّاء المخطط الذي يجري فى شبه جزيرة سيناء، تحت غطاء
مواجهة داعش.
وأشار فى مقاله التحليلى
الذى نشره معهد واشنطن لدراسة الشرق الأدنى، إلى أن "داعش" أصبحت سبباً
رئيسياً إلى الإقرار بصورة عامة تقريباً بأن العلاقات الثنائية بين السيسي
وإسرائيل، تشهد أفضل حالاتها منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد فى عام 1979.
رسالة غرام!
وكانت دبلوماسية
إسرائيلية بارزة بعثت برسالة دعم وتأييد غير مسبوق إلى السيسي، كشفت في
طياتها عن إعجابها الكبير بقمعه للحريات وجماعة الإخوان المسلمين، وموقفه
المعادي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، وتقارب جنرالات العسكر مع
إسرائيل.
"روت فسرمان لاندا" التي
سبق وعملت في سفارة الاحتلال بالقاهرة بين الأعوام2003 – 2007، والتي خاطبت
السيسي بـ"سيدي الرئيس" قالت إنه أذهل الإسرائيلين برجاحة عقله، في القضاء
على الإرهاب، ودعم خطط اقتصادية جديدة، وكذلك في محاصرة العنف ضد النساء
وزيارة المتضررات من التحرش الجنسي!
وعلى طريقة الصحفي المصري
"محمود الكردوسي" صاحب مقال زوجتك نفسي، امتدحت الدبلوماسية الصهيونية في
مقال مشابه بصحيفة "يديعوت أحرونوت" حمل عنوان "يا سيسي شعب إسرائيل معك"،
وختمت مقالها المثير للجدل بالقول "أشد على يدك وأتلو صلاة لحفظ وتعزيز
العلاقات بين دولتينا وبين شعبينا".
يشار إلى أن "لاندا"سبق
وعملت أيضا مستشارة للرئيس الصهيوني السابق شمعون بيرس للشئون السياسية،
وتعمل الآن نائب المدير العام للعلاقات الخارجية في المركز الإسرائيلي
للسلطات المحلية!
فى الوقت المناسب!
وأشار «ديفيد شينكر» أن
التقارب الأمنى بين الانقلاب وإسرائيل يأتى فى الوقت المناسب، على ضوء
مزاعم مخطط مكاسب «داعش» فى سيناء، التي وجدتها الولايات المتحدة وشركاءها
مسمار جحا لإعادة نشر «القوة المتعددة الجنسيات والمراقبين» «القوة» بعيداً
عن الحدود، بزعم التدابير الاحتياطية المتخذة لحماية القوات "من الأعمال
العدوانية"!
وفى حين سيستمر تمركز بعض
جنود «القوة المتعددة الجنسيات والمراقبين» فى مناطق معينة، ستعتمد قوات
حفظ السلام اعتماداً أكبر على الوسائل التقنية لمراقبة الأوضاع عن بُعد،
علماً بأن تداعيات هذا الأمر على العلاقات السيسي وإسرائيل على المدى
البعيد لا تزال مجهولة.
وأوضح الكاتب فى مقاله أن
أولى بوادر تغيّر الوضع الأمنى فى سيناء ظهرت فى الفترة 2005 و2006، حين
بدأ مسلحون مجهولون بتنفيذ هجمات على آليات وعناصر «القوة المتعددة
الجنسيات والمراقبين» بالعبوات المفخخة المزروعة على جوانب الطرق!
ثم تزايدت هذه الهجمات
وغيرها منذ الإطاحة بالمخلوع حسنى مبارك عام 2011 ، في رسالة للمجتمع
الدولي انه بدون رئيس عسكري موال لأمريكا واسرائيل ستدخل المنطقة في فوضى،
وتم اتهام سكان سيناء بالتطرف والإرهاب، وفى عام 2012، تم تنفيذ عملية في
"المعسكر الشمالي" لـ «القوة» وتسببت بجرح أربعة من عناصر القوات الدولية.
وبعد ذلك بعام، تعرّض
جندى أمريكى لإطلاق النار بالقرب من مدخل المعسكر، وفى يونيو 2015، تعرّض
مطار «القوة» فى الجورة للقصف المدفعي، ثم بعد شهرين أصيب ستة من جنود
«القوة»، من بينهم أربعة أمريكيين، جرّاء عبوة ناسفة، وقد استدعى هذا
الهجوم الأخير إلى قيام واشنطن بإعادة النظر فى احتلال سيناء!
يذكر انه فى عام 2012،
قامت حكومة الرئيس محمد مرسى التي شكلها حزب الحرية والعدالة الذراع
السياسي لـ«الإخوان المسلمين» بنشر كتيبة دبابات فى سيناء دون الحصول على
موافقة واضحة مسبقة من كيان الاحتلال الإسرائيلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق