قنديل: أين حق هؤلاء طالما استقظت ضمائركم من أجل الرز السعودي؟
12/04/2016
قال
الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن المصيبة في تسليم قائد الانقلاب السيسي
جزيرتي تيران وصنافير للسعودية مقابل ملياري دولار، هي أننا إذا سلمنا
جدلاً بأن "مصر العسكر" استيقظت أخلاقياً، ووضعوا ضميرها على جهاز الإنعاش
فانتفض، فقرّرت أن تكفر عن خطيئة تاريخية (مزعومة)، وترد الأمانة إلى
أهلها، بتعبير السيد مكرم محمد أحمد، نقيب التطبيع في بيت الصحافيين
المصريين، وأغمضنا أعيننا عن عشرات الوثائق والشهادات التي تثبت أنهم
اقتطعوا من لحم مصر الحي جزيرتين، وتنازلوا عنهما ثمناً لزيارة ملكية،
أرادها نظام السيسي سفينة إنقاذٍ له من الغرق، فماذا عن حقوق المغتصبات في
السجون، وحقوق الأطفال الذين شابوا في المعتقلات، وحقوق الشهداء الذين
تساقطوا في الميادين والزنازين.
وتساءل قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي
الجديد" اليوم الثلاثاء، " يا شعب الحق والمستحق، أين حق جوليو ريجيني،
والمصريين الخمسة الذين قتلتهم الشرطة، لتصنع من أجسادهم رواية تكذب بها
على إيطاليا، و حق السائحات المغتصبات وأموال المصريين التي استولت عليها
سلطات الجنرال وصادرتها، لا لشيءٍ إلا لكون أصحابها يعارضون الانقلاب، وحق
ابن شيماء الصباغ الذي قتلتم أمه دفاعاً عن تماسك الوطن ووحدة ترابه.. وحق
سندس رضا، وحق آلاف الشهداء في ميدان الأربعين وميدان التحرير وماسبيرو
ومحمد محمود ومجلس الوزراء ورابعة العدوية والنهضة ومسجد الفتح وسجن أبو
زعبل، والذين قتلوا في منازلهم.
وتابع: "نسألكم عن حق اللواء أحمد وصفي
قائد الجيش الثاني سابقاً الذي جعلتموه موضوعاً لسخرية الجميع، حين أعلن
وتحدّى: لما تلاقي السيسي أخذ ترقية، أو بقى رئيس جمهورية، قولوا ده
انقلاب. من يعوض هذا الرجل عن شكله أمام أسرته وأمام جيرانه وتلاميذه الآن؟
وأين حق العلامة حسن الشافعي، رئيس مجمع اللغة العربية، ونائبه محمد حماسة
عبد اللطيف، عليه رحمة الله، وكلاهما من علماء مصر النوابغ، حرمهما جابر
نصار من التدريس في جامعة القاهرة التي كانا أستاذيْن فيها، قبل أن يحصل
على شهادة الإعدادية، وأحالهما إلى التحقيق، وقرّر فصلهما، ثم وقف منحنياً
بالأمس، يمنح العاهل السعودي الدكتوراه الفخرية".
وقال قنديل: "باعتباركم أصبحتم فجأةً من
دراويش تصحيح الأخطاء التاريخية والجغرافية، أسألكم عن حق رابعة العدوية
التي أحرقتم اسمها في كتاب التاريخ، كما حرقتم جثث الذين صلوا في مسجدها
واعتصموا حوله وعن حق الرضيع السيناوي والعجوز السيناوي والمرأة السيناوية،
وحق الجنود الذين أرسلتموهم للذبح على أرض سيناء قربانا لأمن إسرائيل..
أسألكم عن الحق الأكبر والأوضح والأجل: حقنا وحقكم في فلسطين المحتلة، حقنا
في القدس والمسجد الأقصى وبيت لحم، وكلها ثابتة بالخرائط وحقائق التاريخ
والجغرافيا.
وتابع:"بل أسألكم عن حق إسرائيل نفسها في
ولدها البارّ العبقري، لماذا تحرمون الصهاينة من نبوغه، وتحتفظون به حاكماً
لكم، بينما هم يعتبرونه ابنهم الأولى بالرعاية؟ ردّوه لهم ما داموا واثقين
من أنه هدية السماء لهم إلى هذا الحد.. ردّوا الأمانات لأصحابها، يا أهل
الحق والمستحق".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق