السيسي أبو كرتونة.. قراءة في خطاب ذكرى سيناء التي تضيع!
26/04/2016
كعادته، واصل عبد الفتاح السيسي هجومه المعتاد على ما أسماهم "قوى الشر"، معلقا أسباب تراجع مصر وتفاقم الأزمات عليهم.
وقال السيسي: إن "هناك فئات تحاول التأثير
على أمن واستقرار الوطن، وأن المصريين كلفوني بالحفاظ على ممتلكات الدولة،
ولابد أن نحافظ على مؤسسات الدولة من كل قوى الشر".
وتكررت كلمة "قوى الشر" في أغلب أحاديث وكلمات السيسي في المناسبات السياسية والدينية وفي لقاءاته بالوفود والضيوف الأجانب.
ومن تلك المرات التي أشار فيها السيسي إلى قوى الشر؛ خلال كلمته بحفل إعطاء إشارة البدء في تنفيذ مشروع ميناء شرق بورسعيد ،
وخلال كلمته أمام القمة العربية اللاتينية التي عقدت في الرياض مطلع العام الحالي، وخلال كلمته، في فعاليات أسبوع شباب الجامعات،
وخلال إفطار الأسرة المصرية الذي عقده السيسي مع مشايخ وعواقل سيناء في يونيو الماضي.
وتابع خلال كلمته بمناسبة الذكرى الـ34 لتحرير سيناء، اليوم، "هذا الوطن سيظل محميًا من الله بأيدي أبنائه".
وأضاف السيسي أن "القوات المسلحة من الشعب
ومن أجل الشعب تعي وتقدر أهمية الحفاظ على التراب الوطني، مؤكدًا أن القوات
المسلحة لم ولن تفرط في حبة رمل واحدة من أرض مصر"، دون الإشارة إلى
جزيرتي تيران وصنافير أو الاتفاقات السرية الدائرة لتمكين الصهاينة من خط
أنابيب الغاز لاستخدامه في تصدير الغاز الصهيوني لاوروبا دون فائدة للشعب
المصري، وكذا إجلاء سيناء لتكون مرتعًا للصهاينة وحماية لحدودهم بمنطقة
عازلة.
ودون الخوض في تفاصيل الأزمة الاقتصادية أو
الاشارة لارتفاع أسعار الدولار والعملات الأجنبية أمام الجنية المصري، لجأ
قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي لأساليب الدعاية والعزف على أوتار
الحاجة والعوز الاقتصادي الذي يعاني منه ملايين المصريين، قائلا : "بطمن
الشعب كل الناس البسطاء.. منتبهين أوى لكم ومش هنسبكم تعانوا". لافتا إلى
أنه تم تكليف القوات المسلحة بتوزيع 2 مليون مجموعة سلع أساسية على الفقراء
بالمحافظات".
والكرتونة، باتت لغة دارجة في نهج العسكر منذ
الانقلاب العسكري، بتوزيع البطاطين المستعملة وارد الامارات وكراتين
الاغذية لسد عوز الفقراء دون فائدة، في ظل ارتفاع الاسعار وانهيار الجنية
وعجز المصانع عن الانتاج بعد أزمة الدولار.
ولم يتطرق السيسي للحديث عن الأزمة
الاقتصادية غير المسبوقة التي تعيشها البلاد؛ بسبب تفاقم مشكلة الدولار في
السوق بجانب ارتفاع الديون لمعدلات غير مسبوقة، حيث تخطي الدين العام
المحلي مستوى 2 تريليون جنيه مسجلا 2016.5 مليار جنيه، في الوقت الذي تعرضت
فيه الصادرات المصرية لنكسة كبيرة، وانخفاض الصادرات غير البترولية إلى
1.2 مليار دولار في سبتمبر الماضي، مقابل 1.7 مليار دولار، رغم انخفاض
الجنيه، بجانب تفاقم عجز الموازنة وتراجع إيرادات قناة السويس.
كما تعهد السيسي مجددا بعدم رفع أسعار السلع الأساسية في ظل الارتفاعات التي حققها سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري أخيراً.
وقال إنه أصدر تكليفات للجيش والحكومة بخفض أسعار السلع الأساسية في ظل ارتفاعها بسبب تذبذب الدولار.
ووجه السيسي الحكومة بإضافة نقاط لبطاقات
التموين للمساعدة في مواجهة الأسعار حيث أشار إلى أنه وجه "الحكومة والقوات
المسلحة بعدم رفع الأسعار حتى لو كان هناك ارتفاع في سعر الدولار".
وأشار السيسي إلى انه قام بتكليف الحكومة اعتبارا من الشهر المقبل "بحساب فرق الأسعار والتضخم الذي نشأ عن تذبذب سعر الدولار،
ومن خلال التموين تضيف نقاطاً لتعويض التكلفة لصالح الطبقات المحدودة الدخل."
وكان السيسي قد تعهد في كلمة يوم 13 أبريل
الجاري، أن لا ترتفع أسعار السلع الأساسية في بلاده "مهما حصل للدولار" وهو
ما لم يتحقق نهائيا.
وسبق أن تعهد السيسي بإنهاء أزمة ارتفاع أسعار السلع بنهاية نوفمبر الماضي، ملوحا بتدخل الجيش عبر طرح سلع رخيصة في الأسواق
وتكبد التجار خسائر جراء ذلك، وهو ما قلل من
جدواه التجاري. وطالب التجار بضرورة إيجاد حلول حقيقية لتردي القطاعات
الاقتصادية والارتفاع الحاد في سعر العملة الأميركية.
وفي مارس الماضي، أسند السيسي للجيش المصري
مهمة ضبط أسعار المواد الغذائية وتوفير السلع الأساسية في الأسواق. وقال
السيسي وقتها: "لن يكون هناك أي زيادة في أسعار المواد الغذائية رغم
الارتفاع الذي شهده سعر الدولار أخيراً"، محملاً قادة الجيش الجالسين أمامه
مسؤولية "تخفيف معاناة المواطنين"...ورغم ذلك فشل الجميع في ضبط الأسعار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق