"أنا زوجي إنسان".. إيمان محروس تفضح السيسي وتحرج هولاند
23/04/2016
في الوقت الذي يستمر فيه اعتصام أسر الصحفيين
المعتقلين في بهو نقابة الصحفيين في قلب القاهرة، وعلى بعد أمتار من نقابة
المحامين التي تلاصق مبنى شاهقا وعملاقا يطلق عليه "دار القضاء العالي"،
يتحدث قائد الانقلاب عن معايير عسكرية خاصة لحقوق الإنسان في مصر، ليس من
ضمنها بالطبع أي حقوق دولية متعارف عليها، سوى حقه في نطق الشهادتين أثناء
التعذيب.
وأثار الرئيس الفرنسي "هولاند" الذي نزل في
ضيافة قائد الانقلاب، مسألة حقوق الإنسان في ظل القمع والانتهاكات الدائرة
في مصر، وكانت فرنسا أعلنت مبكرًا تأييدها للانقلاب وأبرمت عقود تسليح مهمة
مع السيسي، بعد أن أطاح في العام 2013، عندما كان قائداً للجيش، بالرئيس
المنتخب محمد مرسي.
وتقمع سلطات الانقلاب في مصر بشدة معارضي العسكر بمختلف توجهاتهم.
وعشية الزيارة، أدان الاتحاد الدولي لحقوق
الإنسان ومنظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش "الصمت المدوي" لفرنسا،
إزاء "خطورة القمع الذي تتعرض له منظمات المجتمع المدني، والزيادة الهائلة
في ممارسة التعذيب في مصر، فضلاً عن الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري
والعنف العسكري غير المسبوق في تاريخ مصر.
اعتصام أسر الصحفيين
تروي السيدة "إيمان محروس" زوجة الصحفي
المعتقل "أحمد سبيع"، كيف أنه وفي ظل جمهورية العسكر، يتم حجب زيارات
الطعام عن المعتقلين، وفي أحسن الأحوال يتم إفساد هذا الطعام الذي تعبت فيه
أسر المعتقلين، تكلفة وتحضيرًا وتوصيلاً؛ حيث يتطوع أحد عناصر ميلشيات
الشرطة بتقليب "صواني" و"حلل" الطعام، بخشبة متسخة جلبها من على الأرض
بعدما وطئتها الأقدام!.
وفي
الوقت الذي يأتي الرئيس الفرنسي هولاند إلى القاهرة، ويستغشي ثيابه لكي لا
يري بأم عينيه كيف تردى حال المصريين حقوقيًّا، تكشف زوجة سبيع والآلاف
أمثالها عن الحالة الصحية لأزواجهن وأولادهن في سجن العقرب، أسوأ سجون
العالم والذي لا يفوقه شراسة سوى سجن أبو غريب في العراق، وجونتانامو في
كوبا.
وقالت زوجة سبيع أن ما تطبخه
هى وزوجات الصحفيين المعتقلين، وغيرهن من زوجات المعتقلين الآخرين، يتم
التهامه من عساكر الأمن المركزي وعناصر أمن السجون، بأوامر من ضباط
الداخلية، وينهبون كامل الزيارة من فاكهة وحلوى وملابس، حتى أنهم يوزعون
الأدوية الخاصة بالمعتقلين على بعضهم بعضًا!.
معايير العسكر
اعتبر السيسي، في حواره مع هولاند الذي جاء
يمنح قائد الانقلاب الشرعية، في مقابل منافع اقتصادية وسياسية تحصدها فرنسا
على طبق العسكر، أنه لا يمكن قياس مستوى حقوق الإنسان في ظل حكومات
الانقلاب حسب المعايير الأوروبية، زاعمًا أن مصر تحت بيادة العسكر تعيش في
ظل حرب مع الإرهاب ووسط منطقة إقليمية مضطربة.
وتستمر اللعبة بين السيسي وضيفه هولاند،
والذي لا يعنيه أي حقوق للشعب المصري العربي المسلم، قال السيسي، إلا أنه
وجد نفسه مضطراً كفرنسي أوروبي أن يسجل اهتمامه وحرصه على موضوع حقوق
الإنسان والحريات المنتهكة في مصر، والتي وصلت رائحتها إلى إيطاليا بعد قتل
الطالب جوليو ريجيني في القاهرة.
قال قائد الانقلاب لـ"هولاند"، في محاولة
لرفع الحرج عن ضيفه الفرنسي : "أقول للرئيس هولاند والجميع إن مصر حريصة
على أن تؤكد أنها دولة مدنية حديثة، وأنها دولة وليدة تأخذ أولى خطواتها
كدولة ديمقراطية حديثة في الشرق الأوسط، ونحن حريصون على أن يكون هناك
مفهوم أوسع وأعمق للحريات وحقوق الإنسان في مصر".
وتابع: "أرغب في القول، للرئيس الفرنسي وكافة
الأوروبيين المهتمين بهذه القضية، إننا نرى بالإضافة إلى الحريات وحقوق
الإنسان، أن توفير التعليم الجيد وتوفير المسكن الجيد، والعلاج الجيد
والوعي الجيد هو حق من حقوق الإنسان".
تماحيك العسكر
وزعم قائد انقلاب 30 يونيو، أن :"المنطقة
التي نعيش بها منطقة مضطربة للغاية ولا يمكن للمعايير الأوروبية أن يتم
قياسها ويتم النظر لها في ظل الظروف التي تمر بها دول المنطقة بما في ذلك
مصر".
وقال: "رغبت في التوضيح أن هناك مشاكل ضخمة
وهي حياة 90 مليون مصري في ظل إرهاب يحاول ضرب أمن واستقرار الدولة، وفي
حال أن ضرب أمن واستقرار مصر سيكون بمثابة ضرب أمن واستقرار منطقة الشرق
الأوسط بالكامل".
وختم هذيانه بالقول: "مصر دولة كبيرة وعدد
سكانها ضخم، تستطيع باستقرارها أن تحقق الاستقرار إلى باقي المنطقة
بالتعاون مع الأصدقاء الفرنسيين"، وتابع: "رسالتنا الإيجابية التي نقدمها
ونتحدث عنها هي حرصنا على أن نكون دولة قانون تحترم شعبها وحريات الناس
وحقوقهم في ظل ظروف أرجو عدم فصلها عن الواقع الذي يمر في المنطقة"!.
شاهد الرواب" :
1.
2.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق