السبت، 23 أبريل 2016

الحرب الرابعة بين حماس واسرائيل.. السيسي يدعم تل أبيب للمرة الثانية

الحرب الرابعة بين حماس واسرائيل.. السيسي يدعم تل أبيب للمرة الثانية

نفق
23/04/2016

ليس الكشف عن نفق لحماس يخترق الكيان الصهيوني هو ما يدفع المراقبون لتوقع حرب رابعة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي بعد حروب 2008-2009، و2012، و2014، وإنما سلسلة من التطورات التي تجعل تل أبيب تخشى حربا مع غزة في الصيف المقبل 2016 تكون أشرس من كل ما سبق، بسبب معلومات عن مزيد من التسليح والتحديث في جيش غزة.

ويبدو أن إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، عثوره على نفق هجومي يخترق أراضي الدولة الصهيونية من جنوب قطاع غزة، على غرار الأنفاق التي استخدمتها حماس في حرب 2014، وفاجأت بها العدو، ليس سوى عمليات تسخين قبل الصدام القادم الذي يتجنبه الاحتلال لانغماسها في مشاكل سوريا وانتفاضة القدس التي تجددت بتفجير أتوبيس أمس الاثنين في القدس، وتعتبره حماس الحل الوحيد لرفع الحصار.

فالنفق سبق أن استخدمته حماس للمرة الأولى خلال العدوان الصهيوني عام 2014، ويصل إلى معسكرات لجيش الاحتلال، وبلغ عمقه 30 مترا، أما داخل قطاع غزة فقد بلغ عمقه 40 مترا. ‏

ولذلك قللت حماس من أهمية كشف النفق، وكتب نشطاء حماس عبر شبكات التواصل الاجتماعي يقولون: "النفق الذي أعلنت إسرائيل عن اكتشافه، صغير وقديم استخدم خلال الحرب الأخيرة على غزة".

وأكدت كتائب عز الدين القسام في بيان صحفي لها تعليقًا على ما أعلنته إسرائيل عن اكتشاف النفق: "ما أعلنه الاحتلال الإسرائيلي ليس إلا نقطة في بحر وهو جزء مما أعدته المقاومة من أجل الدفاع عن الشعب وتحرير المقدسات".

وأضافت الكتائب في بيانها "الاحتلال الإسرائيلي لم يتجرأ على نشر كافة التفاصيل والمعلومات والحقائق أمام شعبه حول نفق المقاومة".

وقالت مصادر من حماس قالت إن اكتشاف هذا النفق القديم لن يؤثر على استمرار عمليات الحفر من قبل القسام الذي فاجأ الاحتلال في الحرب الأخيرة بالعديد من المفاجآت، سواء من خلال استخدام الأنفاق أو غيرها.

حيث نفذت حماس خلال العدوان الأخير على قطاع غزة صيف 2014 عدة عمليات بواسطة الأنفاق الهجومية أسفرت عن قتل عدد من الجنود وأسر آخرين.

وبينت أن الحركة تعمل على حفر الأنفاق وتعد العدة باستمرار من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني أو لتحقيق أهداف سياسية، متهمةً إسرائيل بمحاولة التصعيد باستمرار على جبهة غزة من خلال ذرائع كثيرة، غالبيتها لا حقيقة لها على واقع الأرض.

إذن هي الحرب
وفي أعقاب اكتشاف نفق حماس قال سياسيون إسرائيليون ما معناه "إذن فهي الحرب"، في محاولة لتبرير أي عدوان أو حرب مقبلة مع غزة في ظل التوافق بين تل ابيب ونظام السيسي وتوقعها عدم تعاطف مصر أو الدول العربية مع غزة ضد أي هجوم مقبل.

حيث دعا وزير الإسكان "يوآف جالنت" جيش الاحتلال الإسرائيلي للاستعداد لجولة قتال واسعة بقطاع غزة خلال الفترة القادمة، مشيرًا إلى أنَّ "هناك أنفاقًا هجومية داخل إسرائيل لم تكتشف".

وقال "جالنت" وهو القائد السابق للمنطقة الجنوبية في حديث لصحيفة "يديعوت أحرونوت": إنه لم يتفاجأ من اكتشاف النفق صباح اليوم لأنه منذ انتهاء جولة القتال الأخيرة تعمل حماس على تعزيز قدراتها القتالية وتطوير أسلحتها استعدادًا للجولة المقبلة.

واعتبر أن الرسالة التي يتعين على الجيش الإسرائيلي فهمها أن عليه الاستعداد لعملية واسعة داخل قطاع غزة بدءًا من شهور الصيف الوشيكة، أو ربما الأيام القادمة، على حد قوله.

كما دعا وزير التعليم الإسرائيلي "نفتالي بينيت" زعيم حزب "البيت اليهودي" المتشدد إلى شنّ عملية عسكرية على قطاع غزة، وقال "بينيت" في تصريحات لصحيفة "يديعوت أحرونوت": "واجب دولة إسرائيل توفير الأمن لسكان الجنوب، وعدم الاكتفاء بالقول إن حماس ارتدعت، فهي لم ترتدع عن إعادة تعزيز قوتها، مثلما حذرنا دائمًا".

ويشار إلى أن تقارير عبرية كانت قد نقلت مؤخرًا عن سكان المستوطنات القريبة من قطاع غزة أنهم يسمعون تحركات تحت الأرض، وأصوات حفر متواصلة، ما يعزز التقديرات بأنّ هناك مزيدًا من الأنفاق الهجومية لم تكتشفها إسرائيل التي تقول إنها تستخدم وسائل تكنولوجية غير موجودة إلا بحوزتها لاكتشاف الأنفاق.

الطرفان غير معنيين بالحرب الآن
الملفت أن مصدر عسكري إسرائيلي قال قبل اكتشاف النفق، أن حركة "حماس" غير معنية بتصعيد الأوضاع مع إسرائيل في منطقة الحدود مع قطاع غزة، وأشار إلى أن "الحكومة الإسرائيلية تجري اتصالات معها من خلال مصر والمبعوث الأممي الخاص إلى الشرق الأوسط ميخائيل ميلادينوف بدلاً من إعداد الخطط للقضاء عليها".

وهو ما انتقد رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" عضو الكنيست المتطرف "أفيغدور ليبرمان"، معتبرا أنه دليل علي وجود اتصالات اسرائيلية مع حماس رغم انها عدو.

وكشف "ليبرمان" النقاب عن وجود تقييمات أمنية تشير إلى أن الحركة تخطط للسيطرة على ثلاث مستوطنات محاذية لمنطقة الحدود مع القطاع خلال المواجهة المقبلة مع إسرائيل.
السيسي يتمني انتصار اسرائيل

ويقول الباحث الإسرائيلي في معهد ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا "أيال زيسر"، في مقال نشرت بصحيفة "يسرائيل هَيوم" 17 أبريل الجاري أن التقارير عن ازدياد سريع في قوة الذراع العسكرية لـ"حماس" وعن زيادة أعداد مقاتلي الحركة ونوعية الصواريخ التي لديها، أزعج الاسرائيليين، بشأن مستقبل "حماس".

ويشير إلى أن هذا هو السبب وراء مسارعة مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية إلى التأكيد بأن "حماس" ما تزال ملتزمة بالمحافظة على الهدوء على طول الحدود مثلما فعلت في الأشهر الطويلة التي مرت بعد عملية الجرف الصامد، وأن وجهتها ليست نحو مواجهة بل نحو التهدئة والاستمرار في تعزيز سلطتها وصمودها في القطاع.

لكن الباحث الإسرائيلي يقول إن التوتر على طول الحدود مع غزة مستمر، وقواعد اللعبة بين إسرائيل و"حماس"، "ليست محددة ومتفقاً عليها"، ومن حين إلى آخر تقع حوادث أو محاولات تسلل، بخلاف سعي "حماس" إلى تعزيز منظومتها العسكرية بما في ذلك شبكة الأنفاق.
ويري أن حكومة "حماس"، بخلاف جيشها، لها مصلحة واضحة في الامتناع قدر الممكن عن التصعيد والتدهور نحو مواجهة إضافية، لأن قطاع غزة لم يتمكن بعد من استعادة عافيته إثر المواجهة السابقة في صيف 2014.

وأنه بخلاف حزب الله في لبنان، لا تملك "حماس" جبهة خلفية برية مثل سورية بزعامة بشار الأسد بمرافئها ومطاراتها، بل على العكس، فمصر السيسي معادية لـ"حماس" وتتمنى تصفيتها من إسرائيل، التي تفكر دائماً بمسألة من هو البديل عن الحركة؟ وهل بديل مثل - فوضى في القطاع مع سيطرة داعش - هو الأفضل لها؟.

سيناريوهات المواجهة
وكان الخبير العسكري الإسرائيلي "عاموس هارئيل" قال في مقال نشرته صحيفة هآرتس يناير 2016، أن هناك سيناريوهين لاندلاع مواجهة عسكرية، بين حماس واسرائيل.

(الأول): هو نجاح حماس بتنفيذ عملية عسكرية كبيرة ضد إسرائيل انطلاقا من الضفة، مما سيؤدي لرد اسرائيلي كبير ضد الحركة في غزة، كما حصل عقب اختطاف المستوطنين الثلاثة في الخليل في يونيو 2014.

و(الثاني): يتمثل في الجهد الإسرائيلي لضرب منظومة الأنفاق على حدود غزة، مما قد يدفع قيادة حماس العسكرية للمبادرة بضربة استباقية ضد إسرائيل، رغم الثمن الكبير الذي سيدفعه قطاع غزة.

وهوما يطرح السؤال: هل كشف الاحتلال النفق الأخير وسعي لمخطط لكشف الأنفاق يمكن أن يدفع حماس للاشتباك مه العدو الصهيوني لتندلع الحرب الرابعة، التي ربما ستكون الأقسى على الحركة لأن مصر والعرب سيقفون فيها مع الدولة الصهيونية؟

هنا يقول "عاموس هارئيل" إن ما قد يرجح اندلاع مواجهة عسكرية بين حماس وإسرائيل أن عددا من أهداف الحركة تحققت بالحرب الماضية، مثل نقل المعركة إلى أرض العدو من خلال وحدات الكوماندوز البحري والجوي، وتساقط القذائف الصاروخية داخل الخط الأخضر، وهو ما اعتبرته الحركة نجاحا تم تتويجه باكتشاف حماس أن المستوطنين في منطقة غلاف غزة نقطة ضعف إسرائيلية يجب استغلالها جيدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق