صورة "البيادة" فوق رؤوس المصريين تلخص المشهد
26/04/2016
تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تلخص المشهد المصري تحت حكم العسكر.
تنقسم الصورة إلى نصفين: الأيمن لأم مكلومة تحمل صورة ابنها المختفي قسريًّا وتبكي بحرقة على ألم الفراق واختطاف الابن.. دموعها
تروي حكاية مأساة وطن وشعب يتعرض لأبشع أنواع
القمع والظلم والاستبداد.. شعب تحمل من الصبر ألوانًا وأشكالاً؛ أملاً في
وطن حر مستقل ومستقبل مشرق يعيش فيه أبناء الوطن بلا تمييز أو عنصرية أو
تفرقة.. دموع الأم تكشف حجم الألم الذي يعتصر قلوب آلاف الآمهات اللاتي لم
تتوقف دموعهن منذ 30 يونيو 2013 وعودة العسكر لخطف الوطن من جديد.
النصف "الشمال" من الصورة لامرأة في الغالب
"مستأجرة" تضع "بيادة" فوق رأسها.. وهي صورة تعكس حالة العبودية التي يتمرغ
فيها بعض المصريين حبًّا وعشقًا، ولكنها للأسف صورة تنفرد بها مصر دون
غيرها من الأمم والشعوب؛ لأن الجيوش ببساطة في الدول المحترمة ليست إلا
وظيفة مثل باقي الوظائف التي تتكامل جميعا في بناء الوطن إلا أن عسكر مصر
أبوا إلا أن يوجهوا فوهات بنادقهم إلى
صدور شعبهم بدلاً من عدوهم.. وهي الجريمة التي ستلاحقهم أبد الدهر ما دامت الأيام وما دام شروق وغروب.
الأكثر دهشة أن هذه الصور رغم إهانتها
للمصريين، ظهرت وتكررت كثيرًا منذ انقلاب 30 يونيو ولم تجد من أصحاب الرتب
أو الإعلاميين من ينكر هذا الفعل المشين ويوقف هذه المهزلة والإهانة.. ربما
لم يمنع العسكر مثل هذه الصورة لأنهم يجدون أنفسهم ويشبعون نزعات الكبر
في صدورهم عندما يجدون بعض فئات الشعب تتذلل عبودية لهم ، وهو ما يتسق
تماما مع مقولة الخديو توفيق لأحمد عرابي "ما أنتم إلا عبيد إحساننا".
ولكن عسكر اليوم لم يجدوا من يقول لهم "لقد
ولدتنا أمهاتنا أحرارا ولن نستعبد بعد اليوم" إلا من ثوار أنقياء يرفضون
الضيم، ويأبون إلا أن يكونوا أحرارا في وطن ينعم بالحرية والاستقلال ويعيش
جميع أبنائه في حرية وعدالة ومساواة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق