لا تنخدعو بالانقلاب على الانقلاب
بقلم: د. عز الدين الكوميمن يتابع المشهد الحالى في مصر في هذه الأيام يجد أن كل وسائل الإعلام الانقلابية تبشر بانقلاب جديد على النظام الانقلابى القائم !!! بما يعنى تغيير الشخوص مع بقاء السياسات الانقلابية وامتيازات العسكر وتغول الدولة العميقة وبقاء نظام المخلوع وبقاء كل شيئ على حاله – شالوا ألدو وحطوا شاهين -!
ومن العجب العجاب أن ترى التلفزيون الحكومى الانقلابى يدعو الثوار للنزول يوم 25 أبريل مما أدى إلى قيام عصام الأمير بإيقاف برنامج ثوار لآخر مدى والذى يذاع على قناة القاهرة وتحويل أسرة البرنامج إلى النيابة الإدارية متحججًا أن القناة خرجت عن المهنية والحيادية وعدم مراعاة الظروف المتعلقة بالأمن القومى! الأمن القومى – إللى خلف مماتش! كما أطاح الأمير برئيس القناة وقال في بيان له: إن ذلك يأتي بسبب استمرار التجاوزات على شاشة قناة القاهرة فى أكثر من برنامج وجاء ذلك على خلفية استضافة البرنامج لـ مدحت الزاهد القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي للحديث عن دعوات التظاهر يوم 25 ابريل المقبل وأيضا مطالب القوى السياسية الرافضة للتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية. وقالت المذيعة خلال حلقة من برنامج ثوار لآخر مدى لازم الداعين للتظاهرات يوعوا الناس هما ليه عايزنهم ينزلوا ليه هما بيقولولهم كده وإن إحنا بنقول إن ده تنازل عن الأرض فيما استطرد الضيف لتوضيح إجراءات تدشين حملة وطنية شعبية رفضًا لاتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية والتي بمقتضاها تقع جزيرتي تيران وصنافير داخل المياه الإقليمية للمملكة، وكذلك حملة راقب نوابك فعقبت المذيعة: هل هناك رقم محدد بتطمحوا بالوصول إليه زي حملة التوقيعات الخاصة بتمرد مثلا؟ فرد: لسه ماوصلناش لده ولم نناقش هذه الجزئية لأنها مش ساعة صفر. ويبدو أن المخبر الانقلابى المتحدث غير الرسمى باسم العسكر مصطفى بكرى لم يعجبه الكلام فقال : دي دعوى للانقلاب ضد النظام السياسي ده لما يبث من التليفزيون المصري يبقى عليه العوض أنا عايز حد عاقل في البلد دي يرد علي وظل يهرتل ويحزق ويخور طول الحلقة قائلا : فين اللي بيديروا الدولة؟ فين اللى متابعين الناس دي؟ إزاي تليفزيون الدولة بيشكك في الدولة؟ أين أجهزة الدولة؟ أين الجهاز الإعلامي للرئاسة اللي المفروض بيتابع الحاجات دي؟ إزاى يسكت على الكلام ده؟ فين رئيس التليفزيون المصري؟ هل هذه حرية رأي؟ هل حرية رأي إني أشكك في ثوابت وطن وأقول أعملوا مظاهرات يوم 25 من التليفزيون المصري؟وبالنسبة لهذا الكائن الانقلابى الدعوى لإسقاط الرئيس مرسى لم تكن ثوابت ولكنها كانت متغيرات ! وهذا يعنى وببساطة شديدة أن أجهزة الإستخبارات الانقلابية هى التى تقوم بإخراج مسرحية البديل الانقلابى وإلا ماذا يعنى أن تقوم قناة حكومية انقلابية بالدعوة إلى خروج المصريين يوم 25 أبريل للتظاهر ضد التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير. فعلا الساحة تستعد لانقلاب على الانقلاب من خلال استدعاء الأحزاب الكرتونية الفاشلة او أراجوزات الإعلام الانقلابى لقيادة مظاهرات يوم الأرض ويوم 25 أبريل.
ومن المضحك أنك ترى الوطنية الزائفة لدى بعض الكائنات التى ظهرت فجأة بعد انقضاء فترات البيات الشتوى والكمون الصيفى وأنهم قرروا النزول في مظاهرات 25 أبريل من أمثال سامى عنان والسيد البدوى و حمدين صباحى وخالد على وممدوح حمزة وغيرهم من أعضاء جبهة الخراب للقيام بمهمة الالتفاف على الثورة ومحاولة تدجينها والعبث بها بل وتسلميها للعسكر! نحن نعلم أن ثورة الشعب مستمرة والثوار لم يغادروا الشارع منذ الانقلاب المشؤوم منذ ثلاث سنوات بل هم هؤلاء الذين أجبرو الانقلابيين أن يفكروا في الانقلاب على أنفسهم ! وإمعانا في وطنية العسكرهناك دعوات تتحدث عن وجود تذمر خطير داخل صفوف الجيش وأن الصراع محتدم داخل أجنحة السلطة مما جعل زعيم عصابة الانقلاب يشعر بالرعب فلم يعد يثق فيمن حوله وأن خطاباته الأخيرة تعبر عن حالة القلق والرعب الذى يتملكه. والخوف أن ينخدع البعض بهذه الدعاوى التى تديرها مخابرات العسكر حتى يصبح هاجس بديل زعيم عصابة الانقلاب وهل هو عسكرى خام أم عسكرى بخلفية مدنية أم مجلس رئاسى يضم وزير دفاع الانقلاب المحصن بمقتضى دستور العسكر ومعه أبوالفتوح وأيمن نور ، وفات هؤلاء أن البديل هنا أيا كان بهذه الصورة الدراماتيكية يعنى استمرار النظام الانقلابى الذى انقلب على الشرعية والتجربة الديمقراطية والعبث بكل الإستحقاقات الديمقراطية التى تمت بعد ثورة يناير ويعنى استمرار انتهاك الحريات وحقوق الإنسان واستمرار بيع مصربالجملة والقطاعى وتدميرها وتجريفها اقتصاديا وسياسيا وثقافيا مع الإلتزام بكل خطايا النظام الانقلابى التى اقترفتها يداه طوال السنوات الثلاث الماضية! وحتى لايتوهم أحد فأن عسكر كامب ديفيد لامانع لديهم أن يؤدوا التحية العسكرية لمن قتلوهم وقنصوهم بالرصاص الحى وصفوا أعينهم بالخرطوش ويقفوا لهم دقيقة حدادا ويعلنون لك أن ثورتك نجحت وأن الجيش حمى الثورة ليتولى زمام الأمور بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشرٍ بعدما يقوم بتوفير البديل الانقلابى مع الإبقاء على كل أركان الدولة العميقة ورموز العهر السياسى الذين اكتسبوا صفة الثورية من خلال ظهورهم أمام نقابة الصحفيين وكذلك الأذرع الإعلامية ثم تفاجأ بعد أيام أو شهور بأن جيش كامب ديفيد يقولك ثورتك في العش ولا طارت!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق