شيء من الخجل
بقلم: حازم رضا
الثورة كانت حلما دائما لا نراه إلا في
منامنا حتى شاء الله أن يتحقق بأيادي الشباب المصري الحر, ثورة بدأت
بالشباب بكافة انتمائاته احتضنها الاسلاميون وانضم لها الشعب المصرى بعد أن
رأى القوة الأمنية تنهار أمام عينه على شاشات التلفاز وامام أقسام الشرطة
وكافة المؤسسات البوليسية والمحلية التى انهارت يوم جمعة الغضب.
بدأت الحشود تنزل الى الشوارع وأعلن حينها
الاخوان الذين نزلوا منذ ظهر اليوم التعبئة العامة واحتلال ميدان التحرير
وكافة الميادين فى المراكز والمحافظات كانت فكرة الاعتصام نفسها لاتكتمل
الا بمشاركة التيار الاسلامى فقد اعتادوا على الاعتكاف فى المساجد والجلوس
لفترات طويلة فيها لذلك لن تجد اعتصام شارك فيه الاسلاميين وتم فضه لقلة
عدده لقد رأينا اعتصام رمضان بعد جمعة محاكمة مبارك الذى تم فضه فى اقل من
عشر دقائق نظرا لعدم وجود التيار الاسلامى فيه , بخلاف اعتصام رابعة تم
فضه بالقوة المميته والابادة الجماعيه بعد اكثر من عشر ساعات مقاومة من
جانب الاسلاميين بكل سلمية مبدعة.
اثناء احداث محمد محمود لم ينقذ اسر الشهداء
والمصابين سوى الاسلاميين والثوار الاحرار فتلك شهادة للتاريخ امامكم وامام
الله , ان الاسلاميين قد شاركوا فى تلك الاحداث بكل مافيها واتحدى الجميع
ممن يتهمون الاسلاميين جميعا بانهم ( باعونا فى محمد محمود).
لقد شارك العديد من شباب وحركات التيار
الاسلامى وأبرز من شارك من الاسلاميين هم( تيار الشيخ حازم ابواسماعيل,
الجبهة السلفية , حزب الوسط ,شباب الاخوان المسلمين ,حزب العمل الاسلامى ,
بالاضافة الى العديد من الشخصيات الاسلاميه أمثال الدكتور محمد البلتاجى ,
والشيخ صفوت حجازى ) لسنا بصدد بيان ما للاسلاميين وما عليهم لكن الأن فى
هذا الوقت الفارق لابد وان يعى الجميع حجم الحدث الذى نمر به الأن , لابد
وان نعلم ان هناك خطه لابادة هذا الوطن ومحو مستقبله واستئصال اى تجربة
ديمقراطية فيه ولن يتم هذا المراد الا بتفرقة الصفوف وتمزيقها وتفريق
الثوار الى فرق شتى.
سأروي لكم قصة قصيرة سنعرف من خلالها الام
تأخذنا الفرقة والتشتت ,فبعد الثورة بشهور عدة قد اجتمعنا بأحد قادة المجلس
العسكرى وقال نصا لنا (انتم شباب الثورة وانتم امل البلد اوعو الاخوان
يسرقوا الثورة منكم اوعوا تسيبوهم يركبوا دوول همهم الكراسى بس وانتوا اللى
ضحيتوا والثورة دى بتاعتكم انتم بس مش بتاعت الاخوان اوعوا تديلهوم فرصة
يسيطروا.........الخ ).
اتضح لى الأن بعد حكاية ذلك الموقف لأحد
الشخصيات الاسلامية ان العسكر استخدموا نفس الحيلة مع الاسلاميين على حدا
وقالوا لهم ( انتم امل البلد واوعوا تسيبوا البلد فى ايد العيال دى احنا
عاوزين الاسلام والعيال دى هيضيعونا دول شباب تافه ومش فاهم اى حاجه ) لكن
السؤال الأن ماذا لوكنا كتله واحده؟! هل كان يستطيع العسكر ان يعبئ احدنا
ضد الأخر , لا والله لم يكن يستطيع فالاتحاد قوة كل منا يسد عجز الأخر ويقف
على ثغره ويبدأ من حيث ماانتهى منه لا اتى ليهدم مابدأه , الأن نحن امام
وطن يتم بيعه ونهب مقدراته.
فلعنات التاريخ سوف تلاحقنا دائما ان لم نصطف
جنبا الا جنب ونخرج المتأمرين واصحاب المصالح الشخصية ورواد مكاتب أمن
الدولة لابد ان نخرجهم من صفوفنا فهم من فرقوا بيننا وشتتونا وفرقوا شملنا
كلنا بحاجه الى الاخر الاسلاميين لايستطيعون وحدهم ان يستكملوا الثورة
بدون رفقائهم ولايمكن ان يتم ادارة الوطن بمعزل عن اى فصيل.
لذلك قبل موجة الخامس والعشرين من ابريل أوجه
ندائى الأخير كشاب ثورى حضرت كافة الأحداث الثورية منذ بدء الثورة مرورا
بالعباسية 1و2 واعتصام رمضان وابريل ومحمد محمود ومجلس الوزراء ومحمد محمود
2 وفض رابعة حتى يوم الجمعة الماضى (جمعة الأرض ) والى ان تحقق الثورة
كافة اهدافها لم اسع فى يوم الى تخوين اى من شركاء الثورة ولايوما زايدت
على زملائى الثوار مهما قالوا لذلك اتوجه بالنداء الأخير قبل فوات الأوان
الى كل من وطأت قدماه أرض هذا الوطن الذى يباع الأن وكل من شرب من نيل هذا
الوطن الذى سيتم منعه عن أبنائه إلى كل من تعلم هنا وله ذكريات فى هذا
الوطن اننى الأن لازلت اقول عليه وطنا لأنه لا يزال على قيد الحياه اللهم
ان كان قد يلفظ انفاسه الأخيرة.
فهل لنا ان نعطى الوطن قبلة الحياة حتى نحيا
به ونحيا فى وطن أمن يتسع للجميع مسلمين ومسيحيين ليبراليين وعلمانيين
واشتراكيين وشيوعيين واسلاميين, هل من الصعب ان يتسع لنا هذا الوطن, الذى
طالما اتسع لعشرات القوميات على مر العصور؟ هذا الوطن الذى احتضن
اليونانيين والأتراك واليهود وضحايا الحروب العالميه الأولى والتانية
والحروب العرقيه , ألم يتسع لنا جميعا , شئ من الخجل اخوانى , ام انكم لم
تعودوا تخجلون؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق