"نيويورك تايمز": عواد باع مصر بالريال السعودي
12/04/2016
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية،
اليوم الإثنين: إنه منذ وصول العاهل السعودي الملك سلمان إلى القاهرة يوم
الخميس في زيارة تستغرق خمسة أيام، أغدق قائد المملكة الغنية بالنفط على
حلفائه العسكريين وعودًا بالمساعدات والاستثمارات.
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها: "لكن هذه
المرة، بدلاً من كتابة شيك على بياض مع كلمات الشكر، سيعود الملك سلمان إلى
بلاده بشيء أكثر أهمية في المقابل: جزيرتان في منطقة إستراتيجية بالبحر
الأحمر".
وأشارت الصحيفة إلى إعلان مجلس وزراء حكومة
الانقلاب يوم السبت الماضي نقل سيادة جزيرتي تيران وصنافير، غير المأهولتين
والواقعتين في مدخل خليج العقبة، إلى المملكة العربية السعودية، مضيفة أن
مجلس وزراء العسكر حاول الإيحاء بأن نقل السيادة- الذي ينتظر موافقة
البرلمان- يعيد للمملكة أراضي خاصة بها.
عواد العسكر!
ولفتت الصحيفة إلى أن الإعلان أثار احتجاجات
من قبل المصريين الذين يعتبرون الجزر أراضِ مصرية، وبدأت حالة من الجدل
حول ما إذا كان قائد الانقلاب قد قدم تنازلا لحليف غني.
وتابعت: "في سيل من المشاركات عبر وسائل
التواصل الاجتماعي، أطلق المنتقدون على السيسي اسم "عواد"، في إشارة إلى
شخصية رجل في أغنية مصرية قديمة باع أرضه، وهو عمل مشين في نظر المصريين في
ريف مصر".
وكتب الساخر باسم يوسف على تويتر: "الجزيرة بمليار، والأهرامات باثنين، وعليهم تمثالين هدية".
كما اندلعت مظاهرة صغيرة في ميدان التحرير، موقع احتجاجات2011 التي أدت إلى الإطاحة بحسني مبارك.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية انه تم القبض على خمسة أشخاص على الأقل يوم الأحد.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن سامر شحاتة،
الأستاذ المشارك في دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، قوله: "هذه
خطوة رهيبة مهما كان الوضع القانوني. لقد جاء سلمان إلى مصر متعهدا
بمليارات الدولارات من المساعدات والاستثمارات، وفي المقابل يتم تسليم هذه
الجزر". وأضاف "يبدو الأمر لكثير من المصريين أن الرئيس يبيع الأرض بالريال
السعودي".
دفاع أذرع الانقلاب
وأشارت الصحيفة إلى أن السيسي واجه انتقادات
حادة بشكل غير معتاد في الآونة الأخيرة بسبب طريقة تعامله مع الاقتصاد
المتعثر، ومقتل طالب الدراسات العليا الإيطالي، جوليو ريجيني، ومع تنامي
الاستنكار إزاء صفقة الجزر، دافع أنصار السيسي عنه ووبخوا المصريين الذين
"يأسفون على مصير جزيرتين لم يزرهما إلا القليل"!
ونقلت الصحيفة عن عمرو أديب مقدم برنامج
القاهرة اليوم قوله: "بشكل مفاجئ، الجميع يتصرفون كما لو أنهم كانوا يقضون
عطلتهم هناك، في حين لم يقترب أحد منهما".
ونقلت الصحيفة عن محللين سياسيين قولهم إن
من المستغرب أن السيسي وافق على نقل الجزر، بالنظر إلى ما يمثله التنازل عن
الأرض للأجانب من حساسيات عند المصريين، مشيرة إلى أن منتقدين أشاعوا أن
الرئيس محمد مرسي في عام 2013 أعطى جزءا من سيناء إلى
حركة حماس الفلسطينية!
ولفتت الصحيفة إلى أن السيسي قدم بندًا في
دستور الانقلاب، يحظر صراحة التنازل عن أراض مصرية، وذلك عقب وصوله إلى
السلطة في ذلك العام.
عام مرسي!
واعتبر ناثان براون، وهو باحث في جامعة جورج
واشنطن أن من المفارقة تنازل نظام السيسي عن تيران وصنافير للسعودية بعد
إدراج هذا البند، بالنظر إلى الخلافات جرت خلال عام مرسي في الرئاسة.
وتابعت "نيويورك تايمز": بالنسبة للسيسي،
فقدان الجزر قد يكون مفيدًا بالنظر للمكاسب الدبلوماسية المحتملة، ومنذ عام
2013، دعمت المملكة العربية السعودية اقتصاد الانقلاب المتداعي عن طريق ضخ
12 مليار دولار على الأقل في خزائن العسكر.
وأشارت الصحيفة إلى أن التوترات بين
النظامين تزايدت في الأشهر الأخيرة، حيث أغضب المملكة إحجام مصر عن إتباع
سياساتها العسكرية في اليمن وسوريا.
ونقلت الصحيفة في نهاية تقريرها عن مايكل
وحيد حنا، وهو زميل بارز في مؤسسة القرن في نيويورك، قوله: "في نهاية
المطاف، هذا ليس تنازلا له أهمية كبيرة لمصر، لكن ذلك يظهر أن سيسي يرى
وجود شرخ في العلاقة مع السعودية بحاجة للترميم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق