الخميس، 6 يوليو 2017

بلا إرهاب بلا بطيخ.. ننشر السبب الحقيقي وراء حصار قطر ونفضح عصابة الخليج

بلا إرهاب بلا بطيخ.. ننشر السبب الحقيقي وراء حصار قطر ونفضح عصابة الخليج


ترامب وسلمان
06/07/2017

 
"فتش عن الغاز".. هكذا يؤكد مراقبون قالوا إن فرض عصابة الخليج للحصار لا يرتبط بمزاعم دعم قطر للإرهاب، أو ضيافتها لجماعة الإخوان المسلمين، لكنه بسبب احتياطي هائل من الغاز الطبيعي، فهذه المنحة الطبيعية هي التي أدت إلى صعود قطر على المسرح العالمي، وبناء ثروتها، لا النفط، وهي السبب الذي يفسر استقلالية هذا البلد الصغير عن باقي دول المنطقة خصوصاً السعودية والإمارات، ظهر ذلك في دعمها للشرعية في مصر ضد انقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي.
 
وأكد الرئيس التنفيذي لـ”قطر للبترول”، سعد الكعبي، في مؤتمر صحفي أن الشركة لن تغلق خط الأنابيب “دولفين”، الذي ينقل الغاز الطبيعي إلى الإمارات، لكن إذا تصاعدت الأزمة القائمة مع دول في الخليج فإن السلطات القطرية سيكون لها الحق في ذلك، ويقول خبراء اقتصاديون إن اكتشاف الدوحة لـ"بئر للغاز" هو الأكبر في العالم، سيدخلها في معركة تصعيدية مع جيرانها، الذين ربما كانوا يعلمون به وكان جزء من ثمار الحصار.
 
عدو تاريخي
من جانبه يقول الباحث السياسي "أنس حسن": محمد بن زايد نجح فعليا في تنفيذ انقلاب تاريخي في السعودية، وقلب الطاولة على عدو تاريخي في زمن وجيز!!، "بن نايف" الذي كان يصفه محمد بن زايد بالقرد المتوطيء مع الأصوليين حسب ويكيليكس، أصبح خارج القصر بمؤامرة خططها بن زايد ونفذها أمير "أهطل" ونصف عاقل!! .. هزيمة مرة جدًا".
 
وتابع: "بينما كان سلمان يأمل أن يكون تعيين بن نايف ملكا ضمانة لإبنه لأن "بن نايف" لا ولد له، وكان وصول ابن سلمان للحكم ممكنا على مدى زمني طويل، نجح بن زايد في حرق كل تلك الخطوات في شهور معدودة!".
مضيفاً:"محمد بن زايد "محظوظ" فيما يبدو، لكن هذا التوسع في الطموحات كثيرا ما ينقلب ضد صاحبه إذا لم يكن على قواعد متينة من القوة والتجذر.. لكن "مدن الملح" ربما تنهار طموحاتها سريعا مع أول موجة ماء ستضرب أطنابها طال الزمن أم قصر".
 
موضحًا: "فالهشاشة ليست صفة يمكن التغلب عليها في جزيرة العرب، ولم يصبح للعرب ملكهم العالمي إلا حين خرجوا من جزيرتهم للعالم، أما الجزيرة وخاصة سواحلها ستظل هشة برغم قوتها المؤقته، لأن الهشاشة عامل أصيل في تكونها".
 
ثروة قطر
من جانبه يقول الكاتب "عالم زيشان"، في مقال يتساءل فيه عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الحصار الذي فرضته السعودية على قطر، :"أن الناس عادة ما ينظرون إلى دول الشرق الأوسط معتقدين أن الثروة نابعة من النفط، إلا أن الأخير لم يتم توزيعه بشكل متساو في المنطقة، ولا يعد المصدر الوحيد للثروة المالية، فالغاز الطبيعي هو الذي أدى إلى ثروة قطر، التي تعد الأغنى في العالم من ناحية دخل الفرد السنوي، وهو ما يفسر محاولة جيرانها عزلها، في أكبر أزمة دبلوماسية تمر على منطقة الشرق الأوسط".
 
ويتابع زيشان قائلا إن “اقتصاد قطر ليس مرتبطا بالنفط، ما يعني أنها ليست مقيدة بسياسات السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، وزعيمة منظمة أوبك، التي تقنن سياسات إنتاج النفط وتصديره، وتحصل قطر على أربعة أضعاف ما تحصل عليه السعودية من تصدير النفط، ولهذا فهي ليست مقيدة بالإملاءات السعودية، وهناك عامل آخر يؤكد استقلالية قطر هو أن الغاز الطبيعي (مسال)، ويتم شحنه بالسفن التجارية لا أنابيب الغاز، بشكل لا يجعلها أسيرة لسياسات الدول الغاضبة منها، بالإضافة لهذا فإن الغاز يستخرج من حقول في البحر، تشترك فيها مع إيران، منافسة السعودية التقليدية".
 
ويجد الكاتب أنه “لهذا كله، فإن استقلالية قطر في مجال الطاقة تحولت لاستقلالية في السياسة الخارجية، بحيث باتت لاعبا على المسرح العالمي، وتطورت الإمارة الصغيرة، التي كانت محمية بريطانية في العقود الماضية، إلى لاعب دولي تعاند الرياض على عدة من الجبهات، سواء من خلال إعلامها الدولي، الممثل بقناة (الجزيرة)، أو دعمها لجماعات مثل الإخوان المسلمين، التي يعدها السعوديون وحلفاؤهم تهديدا وجوديا، أو من خلال علاقتهم الجيدة مع منافستي السعودية، تركيا وإيران، ولأن السعودية لم تكن قادرة على التحكم بقطر، فإنها تقوم الآن باستخدام تأثيرها الدبلوماسي لإلحاق الضرر بهذه الدولة الصغيرة، ولهذا قامت مع كل من الإمارات والبحرين ومصر، بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وحصارها برا وبحرا وجوا".
 
ويلفت الكاتب إلى أن “الغاز الطبيعي حوّل قطر من محمية بريطانية ومنتج متوسط إلى دولة عملاقة في مجال الطاقة، وكانت قطر راغبة باستخدام الثروة من الغاز لتبني هوية جيوسياسية خاصة بها، بشكل أغضب السعوديين، ولأن قطر تشترك مع إيران في حقل الغاز، وهي دولة شيعية على تناقض مع السعودية ودول الخليج، فلم تجد قطر بدا من إقامة علاقة معها، خاصة أنها بلد أكبر، ويمكن أن تطالب بحق أكبر في حقل الغاز، وفي المقابل تفضل السعودية السياسة الصدامية مع إيران".
 
هيمنة سعودية
 ويفيد زيشان بأن “قطر استطاعت أن تنجو من الهيمنة السعودية عليها مع أنها عضو في منظمة أوبك، إلا أنها ليست بحاجة للالتزام بالسياسات النفطية، ويعد نقل الغاز عبر السفن وليس من خلال أنابيب تمر في دول الجيران، فائدة استراتيجية، ونظرا للوجود العسكري الأمريكي في الخليج، حيث يقوم الأسطول الأمريكي بتأمين تدفق الغاز والنفط من مناطق الخليج، وبعيدا عن الهيمنة السعودية فإن قطر عملت بنشاط لتصنع لها اسما في العالم، وعندما طلب السعوديون من القوات الأمريكية عام 2003 الخروج بسبب المخاوف المحلية والمشاعر المعادية للولايات المتحدة التي تبعت هجمات 9/11، اقترحت قطر على الأمريكيين الانتقال لقاعدة عسكرية على أراضيها ونجحت في ذلك".
 
وينقل الكاتب عن جيم كرين، من معهد بيكر في جامعة رايس، قوله: “كان الإنجاز الاستراتيجي الرئيسي للشيخ حمد هو أنه أقنع البنتاغون بالانتقال إلى قاعدتيه، العديد والسيلية".
 
ويقول زيشان إن “قاعدة العديد يعمل منها 11 ألف جندي، وهي مركز عمليات الحملة ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، حيث اشترت قطر، بالإضافة إلى استقلالها الاقتصادي، حاجزا أمنيًا".
 
وينوه الكاتب إلى أنه "مع صعود قطر عالميا، فإنها قامت بعدد من المبادرات، التي كانت مصدر غضب الجيران، حيث ضخت ملايين الدولارات في قناة (الجزيرة)، وانحرفت قطر عن موقف السعودية والنظام القديم في أثناء الربيع العربي، بوضع المال في الحركات الشعبية الصاعدة ضد الحكومات المستبدة في الشرق الأوسط، سواء من خلال إرسال أسطولها الصغير للمشاركة مع الناتو في ليبيا، أو دعم حركة الإخوان المسلمين في مصر بعد الإطاحة بنظام حسني مبارك".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق