الخميس، 27 يوليو 2017

بالأرقام.. «مصر للطيران» تنهب 22 ألف جنيه على كل تذكرة حج

بالأرقام.. «مصر للطيران» تنهب 22 ألف جنيه على كل تذكرة حج

26/07/2017

تسبب الاحتكار وسوء الإدارة في شركة مصر للطيران في خسارة الشركة لحصتها من نقل الحجاج الأفارقة بعد سيطرة الخطوط التركية والإثيوبية على هذه السوق، وانسحاب "مصر للطيران" من عدد آخر من الأسواق، ومن ثم لم تجد الشركة سبيلاً لتعويض هذه الخسائر إلا من فرض سطوتها على الحجاج المصريين.
ومع الخسائر المستمرة لشركة مصر للطيران لجأ القائمون عليها إلى جيوب المصريين لتعويض هذه الخسائر والتغطية على فشل الإدارة، حيث رفعت الشركة أسعار تذاكر الطيران بنسبة خيالية بلغت 140% مقارنة بأسعار العام الماضي، الأمر الذي دفع عددا من الذين وقعت عليهم القرعة إلى التراجع عن أداء الفريضة بعد أن وضعوا أمام مأزق كبير.
الشركة فرضت أسعارا ورسوما خرافية ومضحكمة ومبالغا فيها على تذاكر الحج، والتى وصل ثمنها إلى ٢٩ ألف جنيه، غلى الرغم من أن المسافة بين القاهرة وجدة لا تزيد على ١٤٥٠ ميلاً، وزمن الرحلة لا يزيد على ساعة ونصف الساعة، ومن ثم فإن السعر وفقًا لأسعار الطيران العالمية لا يتعدى بأى حال من الأحوال ٤٠٠ دولار أمريكى ما يعادل (7200) جنيه وليس "29000" ألفا ما يعني أن الشركة تنهب من جيب كل حاج 22 ألف جنيه على كل تذكرة واحدة فقط.
أسعار خيالية مقارنة بدول العالم
وأعلنت الخطوط السعودية، أمس، عن أسعار تذاكر طيران الحج من القاهرة إلى جدة والعكس، وتراوحت بين 9700 و17500 جنيه ذهابا وإيابا شاملة الضريبة. وبحسب الشركة السعودية، فإن الرحلات التى تعود من جدة إلى القاهرة فى تاريخ 24 ذى الحجة ستكون مقابل 9700 جنيه، بينما فى حالة العودة بتاريخ 15 ذى الحجة ستكون التكلفة 17500 جنيه، والتى تعود يوم 17 ستتكلف 14 ألف جنيه. وهي أسعار منخفضة جدا مقارنة بأسعار "مصر للطيران".
وفي تقرير لها اليوم الأربعاء 26 يوليو، عقدت "المصري اليوم" مقارنة بين أسعار مصر للطيران وأسعار تذاكر الحجاج من دول أخرى، فمن الهند مثلاً على الخطوط الهندية من مدينتى دلهى وبومباى إلى مدينة جدة يساوى ١٧ ألف جنيه، على الرغم من أن المسافة تبعد بنحو ٦ آلاف ميل، ورحلة تستغرق نحو ٧ ساعات، أما قيمة تذكرة الحجاج من الفلبين إلى السعودية ذهاب وعودة فإنها تبلغ نحو ١٥ ألفًا و٥٠٨ جنيهات، ومن العراق ١٠ آلاف و٧٧٥ جنيهًا مصريًا.
أما من ماليزيا التى تبعد عن السعودية بنحو ٦٣٨٠ ميلا أى نحو ٩ ساعات طيران فالسعر يقدر بنحو ١٧ ألف جنيه مصرى، ومن فرانكفورت بألمانيا على طائرات لوفتهانزا بنحو ٢٢ ألفًا، ومن المغرب التى فى أقصى الغرب، بنحو ١٤ ألفًا و٧٧٠ جنيهًا، ومن إندونيسيا بنحو ١٦ ألفًا و٨٠٠ جنيه، على الرغم من أن المسافة تبلغ نحو ٧ آلاف ميل، أى ٦ أضعاف المسافة بين مصر والسعودية.
احتكار ونهب منظم
من وضع هذه الأسعار يدرك يقينا أن هناك شريحة كبيرة من الحجاج المصريين لن تستطيع الحجز إلا على الشركة الوطنية لمصر للطيران، وهم حجاج القرعة والجمعيات، الذين يمثلون نحو ٦٠% من إجمالى عدد الحجاج المصريين.
لذا فإن غالبية الحجاج سيكونون فريسة لهذه الأسعار، والبيان الذى أدلى به القائمون على الشركة بأنه تمت مراعاة الفقراء ومحدودى الدخل عند وضع التسعير كان فخًا نصب لهم بإحكام، خاصة إذا علمنا أنه أكد أن أسعار تذاكر حجاج القرعة «تبدأ» من ١٠٣٥٠ جنيهًا بينما تبدأ أسعار تذاكر الحج السياحى من ١٠٦٠٠ جنيه وحتى ١٦٤٠٠ جنيه شاملة الرسوم والضرائب، وهو كلام خادع وغير حقيقى لأن هذه الأسعار تختلف وتتصاعد وفقًا لعدد الأيام وتوقيت الحجز وكونها أياماً مميزة.
وفى حال اعتذار المواطن عن السفر فإن القانون يلزمه بتحمل كافة التكاليف التى دفعتها الشركة، وعدم استرداد المقدم. ليس ذلك فقط بل إن غرفة شركات السياحة تحصل على 600 جنيه من كل حاج في سرقة مقننة ومع الأسف الكل يتاجر بالمواطن الغلبان.
تراجعوا عن الفريضة
وفي تقرير لها اليوم استعرضت صحيفة "الوطن" عدة حالات لمواطنين قرروا التخلي عن أداء الفريضة أمام هذه الأسعار الخيالية من جانب "مصر للطيران".. منهم إسلام سعيد الموظف فى شركة «مياه الشرب والصرف الصحى»، وراتبه 1700 جنيه، وأنه جمع المال اللازم للحج من خلال الدخول فى «جمعية» وبيع قطعة أرض كان والده قد تركها له، موضحًا أن الشركة أكدت له من قبل أن سعر التذكرة لن يزيد على 15000 جنيه، ولكنه فوجئ بأنها ستصل إلى نحو 30000 جنيه، مشيرًا إلى أن الدولة وضعته بين خيارين أحلاهما مُر حينما قال: «فرصة لو فوتها هندم، ولو رحت هكمل الفلوس منين؟!
أما أحمد حشاد، مدير حسابات فى مصنع بالسادات، فقال إن «أصحاب المصنع اعتادوا كل عام أن يقوموا بمنح 5 موظفين فرصة أداء فريضة الحج كمنحة لهم، وأضاف: «السنة الجاية هنعيد التقييم، وممكن نلغى المنح دى أو تقليل عدد المنح عن 5 أو إلغاء الموضوع نهائياً، لكن السنة دى هنعمل إيه، هنطلعهم، إحنا وعدنا العمال، بس أكيد السنة الجاية فيه كلام تانى».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق