الثلاثاء، 25 يوليو 2017

شبهات انتهت صلاحيتها .. جريمة كبرى:

شبهات انتهت صلاحيتها .. جريمة كبرى:

إنها لجريمة كبرى تلك التي يروج لها علماء السوء في بلاد المسلمين باعتبار الحكام -الذين جاء بهم الغرب أساسا وسعى لبقائهم في السلطة ابتداء وكلّفهم مهمة الهيمنة على هذه الشعوب المسلمة انتهاء – ولاة أمر شرعيين، كيف يستقيم هذا وقد شرّعوا من دون الله وحكموا بغير ما أنزل الله وأعلنوا ولائهم بلا أدنى حياء لأعداء الله، وقدموا القربات والمودات، وجنودهم والأموال واصطفوا معهم في جيش واحد وصف واحد، وتحت قيادتهم الطامعة الماكرة الكافرة؟!، دون أن ننسى سجل الفسق والظلم والنهب لأموال المسلمين الذي تلطخت به سيرهم وضجّت به المحافل – وإن كان كفرا أصغرا لا يخرجهم من ملة المسلمين- لكنه يضاف إلى ركام الجرائم بحق الدين والأمة المسلمة. فكيف يقبل عاقل من عالم سوء الحكم بشرعيتهم كأولياء أمور لهم على الرعية المسلمة كافة حقوق الطاعة والولاء والتعاون.
موقف علماء السوء من الحكام
إن علماء السوء، لم يكتفوا باعتبار الحكام الخونة حكاما شرعيين بل حكموا بمشروعية الاحتلال الصليبي الأمريكي وغيره لبلاد المسلمين بدعوى أن ذلك استنصارا مشروعا بهم تبرره الضرورة كما رأينا في العراق وحرب الخليج وغير مكان. وتجرأوا على الافتاء بمشروعية التطبيع مع اليهود. بل وإسباغ الشرعية على احتلال فلسطين اعترافا منهم باتفاقيات ومعاهدات سياسية وعسكرية واقتصادية تمت بين الكفار وأولياء الأمور “الشرعيين” حسب زعمهم.
وحتى تكتمل معالم الجريمة قاموا بتحريم أي مقاومة للمحتلين الصليبيين واليهود، واعتبروها إرهابا للمستأمنين والمعاهدين، وخروجا على أولياء الأمور “الشرعيين”.
وبهذا أصبح كل ثائر ومجاهد ومقاوم مفسد في الأرض، وإن رفع لواء المطالب الشرعية عاليا لا يردها عالم عاقل ولا مسلم منصف.
وأصبحت بعض بلاد المسلمين مرسى للبارجات الأمريكية والغربية ومتنزها لجنود الكفر بقاعداتهم التي ملؤوها بكامل عتادهم ومئات الآلاف من جنودهم وطائراتهم وقنابلهم وصواريخهم وصنفوا بعد كل هذه التعبئة العسكرية كذميين يحرم المساس بظل أحدهم رغم ما وثقه التاريخ من جرائمهم بحق المسلمين وفضائحهم في سجون الفظاعة اللاإنسانية واعترافات جنودهم ورجالاتهم بطغيانهم.
تشويه العقيدة
وازداد فظاعة إجرام علماء السوء حين أطلقوا الحملات التي يشوهون بها العقيدة ويحرفون بها الكلم عن مواضعه بدعوى الوسطية و الإعتدال والانفتاح وحوار الأديان والتطور الحضاري، التي لا تمثل إلى غثاء أمريكيا زائلا تخدّر به الضمائر وتدبّر به المكائد حتى أصبحت المرأة تأم المصلين المختلطين رجالا ونساء وأصبح الكثير من الحرام حلالا!.
وانتشرت هذه الفتاوى بين الناس كالنار في الهشيم ووطدت لانتشارها شبكات الإعلام وقنوات الحكام في كل مجالات الاتصالات ونشر المعلومة، ليصبح مشهد الملك الذي يعلق صليبا على صدره وهو فرح مسرور مشهدا معقولا مقبولا عند المسلمين، ويفتي لجوازه كبار رجالات الدين الذين يحملون الأسماء اللامعة في هيئة كبار المفتين.

تابع المزيد
علماء السوء ودعاة الدولار والدينار
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
تلبيسات إبليس
ومع ثبوت كل هذه الجرائم في سجل حكامنا اليوم لا زال علماء السوء يمتهنون أساليب ملتوية لتضليل الناس، وتهوين المصاب وهو جلل!
فحين تقام الحجة على علماء السوء في كفر حكامهم بمجرد عرض سيرة ولي أمرهم وإثبات تبعيته للغرب الكافر وتفصيل سجل جرائمه بحق شعبه ودينه، يتستر علماء السلطان خلف حجة أنه لا يمكن تكفير الحاكم بغير ما أنزل الله لأنه مرتكب لكبيرة وهي كفر دون كفر ومن يكفر بالكبيرة هم الخوارج فقط وبهذا يحفظون حق الحاكم ويكفرون مخالفيه وهو تلبيس صحيح في عناوينه خاطئ في تنزيله ووجه استدلاله فالحاكم قد كفر بعلمه وبإرادته وقد تأنق في ردّته من جوانب شتى وثبتت عليه بمسالك عديدة فأي تلبيس توهمون؟!.. ثم يطالب علماء السوء الشعوب بالحكم على الظاهر فهذا حاكم يظهر الإسلام، وإن ظهر منه ناقض من نواقض الدين، يستعينون بقياساتهم العوراء كقولهم أن الإسلام قد نهى عن قتل الكافر حال إظهاره الإسلام حتى وإن كنا متأكدين من إبطانه الكفر. وكذلك ننهى عن محاسبة الحاكم المظهر لناقض الإسلام بحجة أنه قد يبطن الإسلام … وهو استدلال أعوج عقيم يعكس دناءة التفكير!
ثم لدينا شبهة العصر المكي، حين يجعلون من طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية دعوته في مكة وعدم خروجه على قريش وصبره على أذاهم، مثالا يقتدى به مع حكامنا ! وتناسوا أن المرحلة المكية كان الحاكم كافرا وفي عصرنا يزعمون أن الحاكم مسلم! فكيف يستقيم قياس على مختلفين فضلا على أن الدين اليوم انتشر والدعوة قامت والرسالة وصلت ولسنا في مرحلة انطلاقة الإسلام بل نحن في مرحلة حفظ هذا الإسلام وجني ثماره.
الإرهاب شمّاعة
ثم لأجل قطع الطريق على النجباء، يهاجم علماء السوء كل مستنكر وكل منتقد يبرز عوراتهم بإقصائه تماما من المشهد واتهامه بالخارجية والإرهاب والتطرف بدل مناقشة حججه وبيناته، كل هذا لعلمهم بضعف مؤونتهم ولحماية عقول الناس من الاستنارة بما يكتمونه عنهم ، ذلك أن الخوارج قوم يظهر عليهم آثار العبادة ويحسنون الحديث فأصبح علماء السوء ولرد أي حجة تصدر من فصيح الاستعانة بهذا التلبيس لضمان ألّا يتلق النّاس العلم إلا من رؤوسهم وتستمر هيمنتهم.
يقول الشيخ عمر عبد الرحمن – رحمه الله – : ( فالخوارج قد عرفهم العلماء بأنهم الذين خلعوا طاعة الإمام الحق ، وأعلنوا عصيانه ، وألبوا عليه ، فأين الإمام الحق الذي يعتبر الخارج عليه خارجاً ؟! أين علي بن أبي طالب اليوم ؟! وإن كنا خوارج فمن تكونون أنتم ؟! هل تكونون علياً وأصحابه ؟! وهل كان عليَّ مقتبساً أحكام قانونه من شريعة الفرس أو الروم ؟! هل كان حكمه يقوم على الاشتراكية الديمقراطية أم كان عليّ داعيا إلى الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي ؟
أم كان عليّ حليفاً لليهود صديقا لبيجن ؟!
أم كان علي تاركاً لحدود الله ، منفذاً لعقوبات ما أنزل الله بها من سلطان ؟ أم كان علي يعتبر المناداة بالخلافة جريمة لا تغتفر ؟!
أم كان علي محارباً للعفة والطهارة ، داعياً لتحرير المرأة وسفورها ؟!
أم كان علي من المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين ، الذين قالوا : لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين ؟!
وعذراً للإمام علي ، فلم يكن كرم الله وجهه شيئاً من ذلك كله ، بل كان أحرص الناس على تنفيذ شرع الله ، والحكم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه ، فالخارج على هذا الإمام العادل هو بحق خارجي ، أما من أتى كل هذه الأباطيل التي ذكرناها فالخارج عليه ليس بخارجي ، ولكنه مسلم مؤمن تقي )
صدق الشيخ عمر عبد الرحمن رحمه الله، وهو أحد العلماء الربانيين كما نحسبه قضى نحبه – بعد رحلة زاخرة من العطاء – خلف قضبان السجون الأمريكية وهو الضرير المستضعف، فقط خشية ما يحمله من كلمة حق عند سلطان جائر!
وشتان بين علماء حق وعلماء سلطان، عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سيكونُ أمراءٌ تعرِفونَ و تُنكِرونَ ، فمَنْ نابَذَهمْ نَجَا ، ومَنْ اعتزَلَهم سلَّمَ ، ومَنْ خالَطَهم هَلَكَ )
حجج ساقطة
إن أول ما يجب أن نسقطه من أيدي علماء السلطان الدفاع عن شرعية الحاكم: وهو الكرت الذي يعطي صلاحيات مطلقة للحاكم مهما أسرف في تعدي حدود الله ووقع في جريمة الكفر البواح أو بدّل شريعة الإله وظلم.
وإسقاط رميهم المخالفين له بالخروج من الملة وإنزال أحكام المفسدين في الأرض عليهم مهما كانت دوافعهم سليمة أو مشروعة .
قال العلامة ابن القيم – رحمه الله :علماء السوء جلساء على أبواب الجنة يدعون الناس بأقوالهم ويدعونهم إلى النار بأفعالهم لا تسمعوا منهم فلو كان ما دعوا إليه حقا كانوا أول المستجيبين له فهم في الصورة أدلاء وفي الحقيقة قطاع طرق ” .
طواغيت
نعم إن جميع الحكام اليوم غارقين لأعناقهم في دين الأمم المتحدة قد رضوا بها حكما وبدساتيرها وقوانينها منهاجا وبأعضائها وبلدانها أولياء، فكانوا صورة حية عن الطواغيت كما وصف ابن القيم رحمه الله قائلا: “الطاغوت كل ما تجاوز العبد به حده من معبود، أو متبوع، أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرةٍ من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله، فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها، وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم عدلوا عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التحاكم إلى الطاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته).
لاعذر لهم
كما وجب إسقاط أي عذر يقوم على أن الحكام اليوم معذورين، لم تقم عليهم الحجة، يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله تعالى – في رسالته إلى بعض تلامذته: فإن الذي لم تقم عليه الحجة، هو حديث عهد بالإسلام، والذي نشأ ببادية بعيدة، أو يكون ذلك في مسألة خفية، مثل الصرف والعطف، فلا يكفر حتى يُعرَّف. وأما أصول الدين التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه، فإن حُجة الله هي القرآن، فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحُجة
ولا يجادل أحد أن الحكم بما أنزل الله هو من أصول الدين، ومن المسائل الظاهرة الواضحة البينة، التي تضافرت عليه الأدلة في القرآن والسنة .. فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة .. ”
فهل بقي من عذر لحكام يعلمون وجوب إقامة الشريعة ويستبدلونها بحكم القوانين الوضعية البشرية التي ما أنزل الله بها من سلطان..
وهل من عذر بقى لمن يوالي القوى الغربية الكافرة والله سبحانه وتعالى يقول، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150)﴾ آل عمران.
قد عرضنا جملة من شبهات علماء السلطان وشاهدنا كيف انتهت صلاحيتها بمجرد الرجوع إلى حكم الشريعة الغراء! قد عرفنا اليوم الداء وعرفنا سبيل النجاة، ومن اعتصم بالله ما اقترب من عالم سلطان، فحطموا أغلالهم وقاطعوا أصواتهم وتحرروا من ترهاتهم واستبشروا بعدها بالخير!
المصدر أمة بوست
 No automatic alt text available.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق