شهادات "المغسلين" تفضح بيان "الداخلية" بشأن تصفيات "العاشر"
أحمدي البنهاوي
الشهيدان نشأت ومحمد
فضح بيان صادر عن مرصد "طلاب حرية" للحقوق والحريات، رواية المتحدث الإعلامي باسم وزارة الداخلية في مصر، فيما يخص عملية التصفية الجسدية التي نفذتها بحق 3 مواطنين مصريين من بينهم طالبين جامعيين داخل إحدى الشقق السكنية بمدينة العاشر من رمضان.
والقتلى هم: "نشأت محمود عصام العمده" الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، و"محمد محمد عطوة أحمد" الطالب بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، إضافة إلى "ماهر عبد الله السيد حسن" موظف مقيم بمركز كفر صقر، يوم الخميس 7 يناير 2016.
وأقام مرصد "طلاب الحرية" بيانه على شهادات مسموعة ومسجلة من ذوي أحد الطالبين القتلى، التي جاءت متضاربة إلى حد كبير مع رواية وزارة الداخلية المصرية؛ حيث ذكر "حمزه" وهو أحد أقارب الطالب "نشأت محمود عصام" أنه في نحو الساعة الثالثة من فجر يوم الخميس الموافق 7 يناير 2015 قوات من الشرطة المصرية مصحوبة بقوات خاصة من الأمن المركزي وجميعهم بالزي الرسمي، قاموا بمحاصرة العقار السكني الذي كان يقطنه الطالب ورفيقيه، كما تم توزيع أفراد الأمن على الشقق السكنية بالعقار وإخبار السكان بعدم الخروج، كما أفاد قريب الطالب أنه في نحو الساعة الثالثة والنصف قامت قوات الأمن باقتحام الشقة السكنية التي كان يقطنها الطالب، وهو ما أكده أحد شهود عيان يقيمون بذات العقار أخبروا ذوي الطالب هاتفيًا بقيام قوات الأمن باقتحام الشقة.
وأفاد أحد جيران الطالب المقيمين بالعقار السكني نفسه بسماعه أصوات تعذيب صادرة من الشقة؛ حيث ذكر أن قوات الأمن قامت بتعذيب القتلى الثلاثة طيلة فترة الاقتحام في محاولة لمعرفة معلومات عن حادثة محاولة اغتيال رئيس جامعة الزقازيق، وفي إفادة قريب الطالب لمرصد "طلاب حرية" ذكر أن علامات التعذيب بدت واضحة على جسد الطالب، وأن علامات تقييد الطالب بـ "الكلابشات" كانت ظاهرة على يديه، كما تم تشريح ظهر الطالب باستخدام آلة حادة -وفقًا لإفادة قريبه- وهو ما أظهر خطوطًا طولية وعرضية على جسده.
وقال أحد جيران الطالب المقيمين في العقار الذي تمت فيه تصفية القتلى؛ أنه بعد العاشرة والنصف من صباح يوم الخميس تم إطلاق النار على الطالب، كما ذكر قريب الطالب في شهادته، أنه تم قتل الطالب برصاصتين، الأولى اخترقت عينه اليسرى لتقتلعها من مكانها، والأخرى أطلقت من وراء أذنه اليمنى ليسقط قتيلًا في أقل من 45 ثانية، وفقًا لتقرير أحد الأطباء العاملين في "الطب الشرعي"، الذي رفض ذكر اسمه.
وذكر شهود عيان أنه في نحو الساعة الحادية عشرة وصلت سيارة الإسعاف التي قامت بالانتظار أسفل العقار حتى وصل فريق الطب الشرعي برفقة أفراد من الشرطة إلى الشقة التي قتل الطالب بها في الساعة الواحدة ظهرا؛ حيث صدر تقرير الطب الشرعي مفيدًا أن وفاة الطالب كانت نتيجة إصابته بطلق ناري، ومن ثم تم نقل الجثة في نحو الرابعة من عصر يوم الخميس؛ حيث ذكر قريب الطالب أنه تم إرسال جثامين القتلى الثلاثة إلى مشرحة "زينهم" عقب رفض مستشفى "الأحرار" بالزقازيق استلامهم لظروف أمنية.
ومن ثم قام ذوو الطالب بتسلم جثمانه قرابة الساعة العاشرة من مساء يوم الجمعة الموافق للثامن من يناير 2016 عقب صدور شهادة الوفاة.
ومن جانبها، لم تقم وزراة الداخلية المصرية بتقديم أى تفسيرات لآثار التعذيب البادية على جثامين القتلى، التي تم توثيق بعضها بالصور، كما لم تقدم أى أدلة تثبت قيام القتلى باستخدام العنف؛ حيث لم يثبت سقوط أى قتلى من جانب قوات الأمن الذين تم الاعتداء عليهم بـ "وابل من النيران" من قبل القتلى -وفقًا لبيان وزارة الداخلية- كما لم يقدم أى من سكان العقار أى شهادة تفيد بقيام أى من القتلى الثلاثة بإطلاق أى أعيرة نارية، وهو ما يثير شكوكًا عديدة حول إذا كان استخدام العنف المفرط المميت من قبل قوات الأمن بحق القتلى الثلاثة كان ضرورة للدفاع عن النفس أم أنه جريمة قتل عمد خارج إطار القانون تورطت بها الأجهزة الأمنية المصرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق