مليارات نجل الرئيس!!
بقلم محمود سلطان
مليارات نجل الرئيس!!
يوم 23 ديسمبر 2015، توفى أحمد (25 عامًا)، نجل الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز، فى حادث سير، أثناء ـ كما قيل ـ رحلة عمل خيرية، وزع خلالها العديد من المساعدات على فقراء المناطق التى مر بها.. والراحل يدير جمعية "الرحمة" الخيرية التى تهتم أساسًا بحفر الآبار فى القرى وتوزيع معدات صحية وأدوات مدرسية ومساعدات عينية على المحتاجين. بعد وفاته بأقل من شهر، فتحت الصحافة الموريتانية ملف نجل الرئيس، اتهمته بالفساد، وأنه أتخذ من جمعيته الخيرية، واجهة للتربح وتبييض الأموال.. ولكى نطلع على عنف الحملة والتى لم تجامل الرئيس ولا تراعى ظروفه كأب فقد ابنه الشاب، ناهيك عن التعريض بسمعته بوصفه فاسدًا.. فلنتأمل ما كتبه الصحافى الموريتانى الشهير أحمدو ولد الوديعة.. حيث كتب الأخير فى مقاله بعنوان: "الصمت الغريب عن مليارات هيئة عزيز".. قائلاً:" إن المعلومات المتوفرة عن حسابات نجل الرئيس المتوفى فى أوروبا الغربية والشرقية وعقاراته فى موريتانيا وخارجها تؤكد أن هيئة الرحمة لم تكن إلا مظلة لتبييض الأموال المتأتية من عمليات السمسرة الداخلية والخارجية والصناديق الخاصة المحمولة جوًا وبرًا وبحرًا". وأضاف، "لا أفهم سر صمت الجميع عن هذه المليارات التى فوتتها هذه الهيئة المشبوهة من المال العام وحولتها تصرفات صبيانية جشعة لغنيمة باردة فى أيدى دول ومنظمات وأشخاص فى وقت تتسكع فيه غالبية أبناء هذا الشعب المسكين فى الأودية السحيقة تحت خطر الفقر". وتابع "يبذل الرئيس الجنرال حاليًا جهودًا مضنية لاستعادة مليارات بعثرها الجشع بين بنوك فى بلدان كثيرة وبأسماء عديدة اختيرت بعناية للإفلات من عين الرأى العام، وقد عقد جلسات عمل مع عدة جهات يعتقد أن بإمكانها أن تساعده". "ومع أن هذه المعلومات"، يضيف الكاتب ـ بحسب القدس العربى ـ "متداولة على نطاق واسع فى الأوساط الإعلامية والسياسية والاقتصادية لكن أى صوت لم يرتفع حتى الآن لطرح السؤال المشروع.. من أين لهيئة الرئيس هذه المليارات…؟" انتهى.
وأنا ـ هنا ـ لن أتعرض للهجوم الذى شنه صحافى آخر على كاتب المقال واتهامه بأنه إخواني، وعليه أن يبحث عن الأموال التى هربها الإخوان.. ووصفهم بقوله إنهم: "ينقلون الأموال الحرام من بقاع الأرض كافة فى حقائب يدوية، ويجوبون مطارات العالم وهم يهربون الأموال والحشيش والأفيون والسلاح"!!!
لن أتعرض بالتفصيل إلى ما كتبه الأخير.. فهو استأسد على من خارج السلطة.. ولكن جرأة الأول ـ الصحفى ولد الوديعة وشجاعته هى التى تلفت الانتباه: من أين استقى هذه الجرأة وهذه الشجاعة؟! فالصحفى الذى طالب بفتح ملف مليارات ابن الرئيس، بالتأكيد يستند إلى "قوة" تردع توحش السلطة وتغولها.. وإذا كان لا يملك إلا قلمه وصحيفته، فإن ذلك يعنى أن الحرية فى موريتانيا والسياسة بلغت من الانفتاح حد وضع عائلة الرئيس "وملياراتها" تحت رقابة الصحافة.. وهى الحالة التى تخلف مرارة فى حلق المصريين، حين نرى السلطة تقف موقف المتفرج وهى تشاهد وحوش الفساد الضارية تنقض على رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، لتنهش لحمه وعرضه، بعد أن كشف عالم الفساد السرى والمتوحش والمتغول داخل كل مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسات التى تدعى السيادية (رئاسة الجمهورية و الداخلية و المخابرات و الجيش )..
رغم أنه ـ أى هشام جنينة ـ لم يكن مثل الصحفى الموريتانى ماسًا بعائلة الرئيس.. و إنما مؤسسات حكومية ووزراء حول الرئيس.. أو عينهم الرئيس فى مناصب وزارية رفيعة وحساسة. تحية لموريتانيا.. وخالص عزائنا للمصريين.!!!
------------------
المصريون
في السبت, 16 يناير 2016
بقلم محمود سلطان
مليارات نجل الرئيس!!
يوم 23 ديسمبر 2015، توفى أحمد (25 عامًا)، نجل الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز، فى حادث سير، أثناء ـ كما قيل ـ رحلة عمل خيرية، وزع خلالها العديد من المساعدات على فقراء المناطق التى مر بها.. والراحل يدير جمعية "الرحمة" الخيرية التى تهتم أساسًا بحفر الآبار فى القرى وتوزيع معدات صحية وأدوات مدرسية ومساعدات عينية على المحتاجين. بعد وفاته بأقل من شهر، فتحت الصحافة الموريتانية ملف نجل الرئيس، اتهمته بالفساد، وأنه أتخذ من جمعيته الخيرية، واجهة للتربح وتبييض الأموال.. ولكى نطلع على عنف الحملة والتى لم تجامل الرئيس ولا تراعى ظروفه كأب فقد ابنه الشاب، ناهيك عن التعريض بسمعته بوصفه فاسدًا.. فلنتأمل ما كتبه الصحافى الموريتانى الشهير أحمدو ولد الوديعة.. حيث كتب الأخير فى مقاله بعنوان: "الصمت الغريب عن مليارات هيئة عزيز".. قائلاً:" إن المعلومات المتوفرة عن حسابات نجل الرئيس المتوفى فى أوروبا الغربية والشرقية وعقاراته فى موريتانيا وخارجها تؤكد أن هيئة الرحمة لم تكن إلا مظلة لتبييض الأموال المتأتية من عمليات السمسرة الداخلية والخارجية والصناديق الخاصة المحمولة جوًا وبرًا وبحرًا". وأضاف، "لا أفهم سر صمت الجميع عن هذه المليارات التى فوتتها هذه الهيئة المشبوهة من المال العام وحولتها تصرفات صبيانية جشعة لغنيمة باردة فى أيدى دول ومنظمات وأشخاص فى وقت تتسكع فيه غالبية أبناء هذا الشعب المسكين فى الأودية السحيقة تحت خطر الفقر". وتابع "يبذل الرئيس الجنرال حاليًا جهودًا مضنية لاستعادة مليارات بعثرها الجشع بين بنوك فى بلدان كثيرة وبأسماء عديدة اختيرت بعناية للإفلات من عين الرأى العام، وقد عقد جلسات عمل مع عدة جهات يعتقد أن بإمكانها أن تساعده". "ومع أن هذه المعلومات"، يضيف الكاتب ـ بحسب القدس العربى ـ "متداولة على نطاق واسع فى الأوساط الإعلامية والسياسية والاقتصادية لكن أى صوت لم يرتفع حتى الآن لطرح السؤال المشروع.. من أين لهيئة الرئيس هذه المليارات…؟" انتهى.
وأنا ـ هنا ـ لن أتعرض للهجوم الذى شنه صحافى آخر على كاتب المقال واتهامه بأنه إخواني، وعليه أن يبحث عن الأموال التى هربها الإخوان.. ووصفهم بقوله إنهم: "ينقلون الأموال الحرام من بقاع الأرض كافة فى حقائب يدوية، ويجوبون مطارات العالم وهم يهربون الأموال والحشيش والأفيون والسلاح"!!!
لن أتعرض بالتفصيل إلى ما كتبه الأخير.. فهو استأسد على من خارج السلطة.. ولكن جرأة الأول ـ الصحفى ولد الوديعة وشجاعته هى التى تلفت الانتباه: من أين استقى هذه الجرأة وهذه الشجاعة؟! فالصحفى الذى طالب بفتح ملف مليارات ابن الرئيس، بالتأكيد يستند إلى "قوة" تردع توحش السلطة وتغولها.. وإذا كان لا يملك إلا قلمه وصحيفته، فإن ذلك يعنى أن الحرية فى موريتانيا والسياسة بلغت من الانفتاح حد وضع عائلة الرئيس "وملياراتها" تحت رقابة الصحافة.. وهى الحالة التى تخلف مرارة فى حلق المصريين، حين نرى السلطة تقف موقف المتفرج وهى تشاهد وحوش الفساد الضارية تنقض على رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، لتنهش لحمه وعرضه، بعد أن كشف عالم الفساد السرى والمتوحش والمتغول داخل كل مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسات التى تدعى السيادية (رئاسة الجمهورية و الداخلية و المخابرات و الجيش )..
رغم أنه ـ أى هشام جنينة ـ لم يكن مثل الصحفى الموريتانى ماسًا بعائلة الرئيس.. و إنما مؤسسات حكومية ووزراء حول الرئيس.. أو عينهم الرئيس فى مناصب وزارية رفيعة وحساسة. تحية لموريتانيا.. وخالص عزائنا للمصريين.!!!
------------------
المصريون
في السبت, 16 يناير 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق