شاهد.. تسريب "شفيق" يفضح حرب تكسير العظام بين جنرالات الانقلاب
22/01/2016
عمل العسكر على استغلال الفريق أحمد شفيق –المرشح الرئاسي الخاسر وآخر رؤساء حكومة المخلوع- من أجل العبور على أكتافه إلى السلطة من خلال التواصل مع آل زايد فى الأمارات لتمويل عملية الاستيلاء على السلطة والإطاحة بحكم ثورة 25 يناير، إلا أن الجنرال انقلب على شريك المشهد من خلف الكواليس وقرر التخلص منه وإبقاءه فى منفاه الاختياري فى عاصمة المؤامرات على الربيع العربي.
وفى ظل المرارة التى ترسخت فى خلق أحمد شفيق على خلفية خروجه من لعبة العسكر بلا مكاسب، خرج فى أكثر من مناسبة ليكشف عن دوره فى التآمر على السلطة المنتخبة والعمالة مع حكومات ومؤسسات أجنبية لتبرير الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، وتمرير عبور البيادة إلى رأس السلطة، دون أن يعرب فى كل مرة عن المعاملة البائسة التى نالها من السيسي نظير خدماته.
آخر رئيس وزراء فى دولة المخلوع والذى أطاح به الثوار خارج السلطة عبر مليونية حاشدة فى ميدان التحرير، حاول الترويج لحدوث تزوير فى الانتخابات الرئاسية التى جرت فى منتصف 2012 لصالح الرئيس المنتخب على الرغم من أن الانتخابات جرت بالكامل تحت إشراف شامخ العسكر وفى حاضنة مجلس طنطاوي، متجاهلا أنه أول من خرج لمباركة فوز د. مرسي.
وقرر شفيق التشكيك فى نزاهة نتائج الانتخابات التى أعلنها مندوب الشامخ على رأس اللجنة العليا، على خلفية رواية مخابراتية، تزعم أن مساعي طنطاوي أخبر حملة الفريق بأن مرشح الثورة المضادة حسم الانتخابات لصالحه، قبل أن يقرر التراجع خوفا من تهديدات التيار الإسلامي بحرق البلاد، وهي الرواية الدرامية التى يكذبها انقلاب العسكر بعد عام واحد فقط على الرئيس المنتخب.
رواية شفيق المزعومة كذبها الإعلامي محمد ناصر –عبر برنامجه على فضائية "مكملين"- بالكشف عن حوار دار بينه وبين أحد كبار رجال القضاء فى مصر –سليل أسرة قضائية- كان على تماس مع اللجنة العليا للانتخابات، حيث أكد أن نتيجة الفرز تصب فى صالح الرئيس مرسي ولا أمل فى حسم المشهد سوي بالتزوير، فى ظل حالة العداء التى كان يكنها لجماعة الإخوان المسلمين.
بدوره، أوضح الإعلامي سامي كمال الدين أن نتيجة الانتخابات حقيقية رغم محاولات العسكر لتزوير الأصوات لصالح شفيق، إلا أن مساعي مجلس طنطاوي للتلاعب بالنتيجة قابلها رفض من جانب السيسي متعللا بالقدرة على الإطاحة بالحكم المدني المتمثل فى الرئيس مرسي، فى مقابل صعوبة الإطاحة بأحد رموز مراكز القوي "أحمد شفيق" فى ظل العلاقة القوية التى تربطه بالمخلوع والعصابة الحاكمة.
وأذاع ناصر تسريب للمرشح الرئاسي الخاسر يفضح حرب تكسير العظام بين جنرالات الانقلاب، حيث سخر شفيق من التصريحات التى أطلقها السيسي قبيل خوض مسرحية انتخابات الرئاسة، والتى اعتبر أنها لا تخرج إلا من جاهل وعديم الخبرة.
وشن شفيق –خلال التسريب- هجوما حادا ضد شلة المنتعفين حول السيسي، حيث أشار إلى أنه رفض المشاركة فى لعبة وصول السيسي إلى السلطة رغم الضغوط، مقررا الابتعاد عن المشهد الذى يجري طبخه لصالح قائد الانقلاب، وهو الدور الذى وافق حمدين صباحي على أن يلعبه لحبك مسرحية الرئاسية.
وعلى خلفية التسريبات، أوضح سامي كمال الدين أن حوار عبدالرحيم علي مع شفيق فى الإمارات، كان الهدف منه تبرأة السيسي من تزوير الانتخابات، إلا أن سياق الحوار جاء ليصب الاتهامات فى خانة قائد الانقلاب بعد أن أصر الفريق على تبرأة طنطاوي من التزوير، رغم حقيقة أن المجلس العسكري حاول ترجيح كفة شفيق وإبلاغه فى الكواليس بالفوز فى الانتخابات وتوجه الحرس الجمهوري إلى منزله، قبل أن يتدخل مدير المخابرات الحربية.
وأوضح كمال الدين أن الهدف من ترويج أخبار التزوير فى هذا التوقيت هو محاولة لسحب الشرعية من تحت أقدام مرسي عبر إلقاء الطعم من جديد إلى شفيق، فى ظل فشل السيسي فى الحصول على تأييد دولي، وإدراك العسكر بأن الاتهامات الملفقة التى تلاحق الرئيس الشرعي لا يمكن إثباتها، ومن ثم جاءت فكرة التزوير لنزع الشرعية عن مرسي، وإلا كان اغتيال الرئيس هو الحل الأخير أمام السيسي للبقاء فى السلطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق