الخميس، 28 يناير 2016

سر عجز السيسي عن مواجهة إثيوبيا ووقف "النهضة"

سر عجز السيسي عن مواجهة إثيوبيا ووقف "النهضة"

28/01/2016
تطورات سد النهضة.. لماذا يقف السيسي عاجزا أمام أثيوبيا؟!
«هل ستقف مِصْر مكتوفة الأيدي أمام إثيوبيا؟!.."أديس أبابا" و"تل أبيب" تتفقان على رفع العلاقات العسكرية إلى أعلى مستوى وتشكيل جبهة موحدة لمواجهة الدول العربية».
كان هذا عنوان صحيفة الدستور في عدد الأربعاء 27 يناير 2016، محذرًا من التفريط في مياه النيل، وضرورة التعامل بحسم مع أديس أبابا التي تلتف على مِصْر وتقيم تحالفًا مع تل أبيب العدو الأول لمِصْر.
تحالف "إسرائيلي/ أثيوبي"
في تقريرها نقلت صحيفة الدستور عن صحيفة "تيجري أونلاين" الإثيوبية أن رئيس الوزراء الأثيوبي ديسالين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ناقشا سبل الوصول بالروابط التاريخية والاجتماعية والدينية بين البلدين لمستويات أعلى، مؤكدين أن العلاقة بين الشعبين الإثيوبي والإسرائيلي ترجع لآلاف السنين؛ حيث أكد "نتنياهو" أن هناك الآلاف من الإثيوبيين تم توطينهم في إسرائيل، خاصة مع بداية الاستثمار الإسرائيلي في إثيوبيا عام 1994.
وشمل اللقاء أيضاً نقاشاً حول تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين، لتتخطى حد الأسلحة المتطورة، والطائرات بدون طيار التي تقوم إثيوبيا بشرائها من إسرائيل، وكذلك السماح للطرف الإسرائيلي بمزيد من الاستثمارات داخل إثيوبيا.
وأكدت الصحيفة الإثيوبية أن "ديسالين" أفصح خلال اللقاء عن مخاوفه من التحالف الإسلامي بين إريتريا، السودان، الصومال، وجيبوتي، والذي أشار إلى أن المملكة السعودية تقوده من أجل نشر النسخة الوهابية للإسلام، مستغلة في ذلك قدرتها المالية، وحملة التخويف ضد إيران، وكذلك ميناء "عصب" بإريتريا كقاعدة عسكرية لها.
وأشارت إلى أنه في ضوء هذه التطورات الجيوسياسية، فمن المتوقع تشكيل جبهة موحدة بين إثيوبيا وإسرائيل، والتوصل إلى طريقة تعاون مشتركة لوقف المد الإسلامي العربي في أفريقيا بشكل خاص.
"الوطن" تروج للتفاهم مع أديس أبابا
أما صحيفة الوطن فأشارت إلى «4 شروط تحول مخاطر السد الإثيوبي إلى مكاسب محتملة» وقالت إن «التنسيق بين تشغيل النهضة والسد ضرورة حتمية ويصعب على إثيوبيا تسويق إنتاجها من الكهرباء بعيدا عن مصر والسودان»، وهو التقرير الذي يتسق مع توجهات السيسي والأجهزة الأمنية بالتسليم بالسد كأمر واقع والتعامل مع أثيوبيا على هذا الأساس وضرورة البحث عن حلول بديلة أو العمل على تقليل السلبيات المؤكدة للسد على مصر.
وقالت الصحيفة إنه فى إطار محاولات التوصل لأقصى درجة من التفاهم اجتمعت مجموعة العمل المحايدة الخاصة بشرق النيل، فى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) بالولايات المتحدة الأمريكية، لعقد ورشة عمل لمناقشة سد النهضة الإثيوبى وآثاره على التعاون الإقليمي والتنمية الاقتصادية فى حوض النيل.
ضمت ورشة العمل للفريق العامل، المشاركين غير الحكوميين من جميع بلدان شرق النيل، والأكاديميين المحليين الذين لديهم اهتمام فى حوض النيل، وعقدت من قبل مختبرات عبداللطيف جميل العالمية للمياه ومختبر للأمن الغذائي، وتنهي الدراسة إلى أن هناك عدة آثار سلبية للسد على مصر منها زيادة ملوحة الأراضى الزراعية فى الدلتا. وتروج الدراسة لضرروة عقد اتفاق بين الدولة الثلاثة وأن عدم التوصل لاتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان يؤثر على كمية المياه فى دول المصب.. و يجب حسم المسائل التقنية المتعلقة بتصميم السد وتلافى آثاره على الزراعة فى دولتى المصب.. وإثيوبيا لن تستفيد بالطاقة على المدى القصير.
وتشير الدراسة إلى أنه أثناء الملء وفترات الجفاف تختلف مصالح الدول الواقعة على مصب حوض النيل (مصر والسودان) عن مصالح إثيوبيا.. وعندما يتم الانتهاء من السد سيكون لدى حوض النيل فائض مياه يحتاج لمكان تخزين لاستخدامه خلال فترات الجفاف..ونتيجة للتعبئة الوشيكة لخزان النهضة ستقترب المياه الزائدة فى بحيرة السد العالى من النفاد.
معدو الدراسة أكدوا شعورهم بالقلق لأن أى تمزق فى السد سيسبب كارثة اقتصادية وإنسانية لإثيوبيا والسودان، مؤكدين أن التصميم الحالى لـ«النهضة» يتطلب بناء سد السرج ليحتفظ بـ89% من التخزين المباشر لخزان «النهضة».. وبناء خطوط نقل الكهرباء إلى مصر والسودان يستغرق 5 سنوات..و المناطق الضعيفة فى الأساسات من المحتمل أن تكون موجودة وقد تؤدى إلى زيادة تسريب المياه من خلال «سد السرج» ما يؤدى إلى تشقق سطحه ثم انهياره.
التقرير كما ذكرنا يروج لضرورة التعامل مع سد النهضة كواقع والتسليم به وهو توجه السيسي الذي يناقض تصريحاته العنترية حول عدم التفريط في نقطة واحدة من مياه النيل ولكن كالعادة فهي تصريحات إعلامية للاستهلاك المحلي وتخدير الشعب حتى يستيقظ على الكارثة وقد حلت به ولا عاصم منها جراء سياسات الجنرال الفاشلة في كل القطاعات والملفات.
المياه الجوفية وهم ولا غنى عن النيل
وكان الدكتور علاء النهرى، نائب رئيس هيئة الاستشعار عن بُعد، التابعة لوزارة البحث العلمى، ونائب رئيس المركز الإقليمى لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، في حوار خاص لـ"الوطن"، يوم 17 يناير الماضي قد أكد أن أكثر المناطق التى ستتضرر فى مصر بعد بناء سد النهضة هى الوادى والدلتا، إضافة إلى الأراضي الزراعية، ونُعد دراسة حالياً حول المحاصيل التى ستتضرر من بناء السد، ومن المؤكد أن مصر ستُعانى من نقص فى المحاصيل.
وبسؤاله حول حجم المياه الجوفية فى مصر وهل يعد حلاً جزئياً لو حدثت أزمة فى المياه بسبب سد النهضة، نفي ذلك بشكل قاطع قائلا «مايكفيش حاجة خالص إطلاقاً.. إحنا بنتكلم عن 6 أو 7 أو 10 مليارات متر مكعب بالكتير، مع تحلية المياه مش هنعرف نجيب 10 مليار متر مكعب من المياه، ولا بديل عن النيل.
وحول الشائعت بوجود بديل لسد النهضة وهو نهر الكونغو شدد على أن تنفيذ مشروع نهر الكونغو صعب وشاق جداً، من ناحية، أننا سنقع فى الأزمة نفسها، وسنعمل فى أرض غيرنا، و"إحنا مانعرفش الأحداث السياسية اللى بتمر فى إفريقيا من آن إلى آخر.
وحول مرحلة الخطر أكد أنها ستبدأ مع فترة ملء السد، ولو تم ملأه من 7 إلى 10 سنوات، "الخطر هيبقى قليل أوى"، لكن من عام إلى عامين، تبقى درجة الخطر "ج"، و"كل ما أطوّل مد فترة ملء خزان السد كل ما الخطر قل" مشيرا إلى أن المواطنين سيشعرون بنقص مياه النيل الذي سيتحول إلى معلب كرة بحسب وصفه. في إشارة إلى مرحلة صعبة من الجفاف ينتظر البلاد مع استكمال أثيوبيا لسد النهضة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق