الأحد، 17 يناير 2016

انسحابات شرطة 25 يناير.. "تلف" وترجع تاني


انسحابات شرطة 25 يناير.. "تلف" وترجع تاني
  17 يناير 2016
 
 

 إجرام مليشيات العسكر

ما زال حيا في ذاكرة الثوار ورواد التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" فيديوهات نشرها الثوار عن انسحاب الشرطة من ميادين مصر في جمعة الغضب 28 يناير 2011، من عبد اصفحات لمنعم رياض والإسعاف ومصطفى محمود، ومحطة الرمل، والمحلة، ومن حي المنتزه في الزقازيق، ومن شارع البحر في المنصورة، شبه الثوار تلك اللحظة بانسحاب الحيوانات، وأدرجوا تحت هذا المصطلح عينات عشوائية من أنجس الحيوانات، فمنهم من سموا الحدث التاريخي بانسحاب الفئران وآخرون بالثعابين والثعالب، في حين أن الطرف الثاني قرر فعليًّا الانسحاب غير المطلق رفضًا لتلك الثورة وإفرازاتها من التجمعات البشرية المؤثرة والممارسات السياسية الطافحة بالديمقراطية، بل قرروا في ذواتهم الانتقام "مش شغالين إلا بعد 4 سنين"، و"خلوا الثورة ترجع لكوا الأمن"، بل منهم من أدار عصابات وبلطجية لزعزعة الأمن لإفشال انتفاضة الشعب وتأديبه حتى لا يقفز مجددا على أسياده!!.

انسحابات التحرير
في 5 ديسمبر 2012، وحتى فبراير 2013، جاءت الفرصة على طبق من ذهب لتعود "الثعالب والفئران"، هدفها أن تفسد السمن الذي لم يكن على عسل بين رفقاء الثورة الذين فرقتهم الأيدلوجيا، الوعي وصل متأخرا، والهم الإصلاحي كان طاغيا على الإخوان، والفزع الثوري لعب عليه الإعلام ومارسته أجهزة تمويلا وخيانة، ومنها الداخلية التي كان انسحابها مجددا "لطمة" على وجه الإخوان أنه لا أمل من جهاز بهذا الكم من الخيانات، في حين تمادى الثوار في الاتجاه المضاد، أو هكذا أريد لهم، فرفضوا إزاحة أحمد جمال الدين وزير الداخلية الذي عزله الرئيس محمد مرسي، كما وقفوا أمام عزل عبد المجيد محمود الذي سبق وطالبوا بعزله من قلب ميدان التحرير، وغاب عنهم أن الهدف ليس إزاحة الإخوان بل كما اتضح إزاحة ثورة بكاملها بكل أهدافها وشعاراتها!.

يا عوض
وفي يوليو 2014 وشهور يناير وفبراير من 2015 تكرر الحدث وانسحبت تشكيلات الشرطة المرابطة أمام الجامعة بوجه 50 طالبًا فقط، من طلاب جامعة الأزهر، نزلوا بالتشكيلات الويلات باستخدام الشماريخ، شباب فتي يحمل الحجارة في مواجهة الرصاص والسيارة وعساكر الداخلية الذين منعهم تدني لياقتهم بفضل ما يتعاطونه، عجزوا عن مجاراة الشباب في أزقة الحي السابع وشارع مصطفى النحاس ومسجد نور خطاب على شريط الترماي، هي لحظات لا تنسى ولن تفرط من ذاكرة من عايشها؛ حيث استدعى الشباب شعار "يا عوض" صديقهم الثائر ابن المدينة الجامعية بالأزهر الشريف.

المطرية وحلوان
مثلت حلوان والمعصرة ومناطق نهاية خط المترو القديم من جهة قبلي؛ خلال السنة الأولى بعد الانقلاب على الرئيس المدني المنتخب الدكتور محمد مرسي علامة للصمود، وشهد النصف الثاني من 2013 والأول من 2014 ملاحم شاركت فيها المنطقة الصناعية التي حولوها لمحافظة مستقلة عن محافظة القاهرة، وضموها بغرابة لغرب النيل ومحافظة 6 أكتوبر، في محاولة إدارية لعلاج الانسحابات المتكررة للداخلية أمام صمود الثوار، التي لم يفلح معها غير الرصاص الحي والتصفيات الأمنية بحق الثوار.

وفي يناير 2015، اجتمع الشباب الثائر من كل التيارات مجددين العزم على استعادة جمعة غضب قوية بوجه الداخلية، وتناسوا أسباب فرقتهم، فشارك الثوار في 4 أيام قوية حولها 4 أخرى انتصفت ليكون نصفها الأول أشبه بالمقدمة غير المتوقعة والنصف الثاني بالخاتمة المتوقعة، كان كل يوم منها جمعة غضب، الأعداد تتزايد وأمامها الشرطة تنسحب يوم وليلة والشباب يتنادون "فشخنا الداخلية في 3 ساعات"، "علمنا عليهم"، وعينة أخرى من هتافات الألتراس "مش ناسيين التحرير يا ولاد الوس*ة" و"رجع الباشا بنفس الوش واللي اتغير بس الصورة".. وكان الشعار الموحد "المطرية يا دولة".

حدث بالفعل

وما بين صيحات الفريقين "الشعب أسقط النظام" و"الله وحده أسقط النظام" ارتدى الضباط في 17 فبراير 2011 مجددًا بزاتهم السوداء ودهنوا شعرهم بـ"الجل" وشمروا عن قمصانهم وزينوها بشارات الفرق التدريبية التي يحصل عليها ضابط الأمن المركزي، وندبوا المتحدثين المدربين منهم في برامج دعائية أفردت لهم بزاوية "الحرية" التي لم تحدد أطرها ثورة 25 يناير، يتحدث مصطفى حربي وفؤاد علام ويحيى عبد الكريم للشرطة عن شرطة انسحبت تكتيكيًّا حماية لـ"الثوار"، وتصادق أسماء ثورية من عينة "مصطفى النجار" و"أحمد دومة"، لا تستخدم سوى رصاص الدفع "الصوت"، وخراطيم المياه وأعداد الشهداء من الشرطة وعذابات أهلهم، في مقابل التقليل من أعداد الشهداء "هما كانوا كام يعني؟"، و"ماذا لو استخدمنا الرصاص من أسلحتنا الشخصية؟!" وعن عناصر مندسة وركوب للثورة من أعداء الوطن "التاريخيين".. وهم كما تفتق ذهن الإعلامي "التيار الديني".

غير أن الشاهد في الانسحابات التي تمت بعد الانقلاب العسكري في يوليو 2013 ليست كتلك التي تمت في 2011.. وهذه المرات العديدة التي ذكرنا منها نماذج محدودة مؤثرة؛ حدث شيء جديد في التكتيكات الأمنية، وهو تكتيك الأسلحة الثقيلة والمدرعات الهامر التي أمدت بها الإمارات رفقتها في مصر، إعلاميو النظام اعترفوا بفشل الداخلية.. فالسيد علي يعلن "الشرطة العسكرية تملأ الشوارع والشرطة اختفت" منفردة في وجه الثوار مجتمعين -ولو على الورق-.

الحل برأي أحمد موسى (نزل.. ونزل قواتك.. دك المطرية.. ما تخليش ولا "كلب" إخواني فيها.. الضرب في سويداء القلب.. عاوز دم).. اعتراف ولا أوضح بالسياسة التي فعلوها بعيد مجزرة المنصة وفض ميدان رابعة، وتحديد المنهج الجديد في التعامل، وأنه لا يغرنكم انسحابات الداخلية الهشة الضعيفة.. القوات المسلحة تنتظر الأمر!!.

- انسحاب الداخلية كالفئران يوم جمعة الغضب

الرابط:

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=bZQPLzqWzZY

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق