قنديل لحزب شيماء الصباغ: هل تمتلكون شجاعة الذهاب للتحرير للمطالبة بدمائها؟
20/01/2016
قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، إنه
بالتزامن مع الذكرة الخامسة لثورة 25 يناير، وهي نفس الذكرى التي استشهدت
فيها شيماء الصباغ العام الماضي، قبل أن تطأ ميدانها بقدمها، متسائلا: "في
ذكراها الأولى، يطرح سؤال مهم نفسه: هل يمتلك حزب شيماء وتيارها شجاعتها،
ويذهبون لإيقاد شمعة، ووضع وردة، على المكان الذي استشهدت فيه، وهي ذاهبةٌ
لإحياء ذكرى الثورة وشهدائها؟".
وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي
الجديد" اليوم الأربعاء، أن الحاصل أن معظمهم يكرس، جهده كله في خدمة
المشروع القومي للتحبيط والتثبيط والتخويف، لكل من يفكر في الصعود إلى
الميادين مجدداً، كما صعدت شيماء، دفاعاً عن ثورة ينكّل بها أوغاد،
مستخدمين أوغاداً، ممن ينتسبون لها، قيدوا وثاقها، وسلموها لأعدائها، ثم
جلسوا يلطمون الخدود، ويشقون الصدور، وهم يشاهدون وقائع افتراسها.
وأشار قنديل إلى أنه وعلى بعد خطوات من
البقعة التي سقطت فيها شيماء الصباغ، ولد انتصار ثورة يناير، ليلة الثاني
من فبراير2011، ليلة "موقعة الجمل"، حين تحرّرت مصر من سجن التصنيفات
السياسية الممجوجة، وامتزجت دماء الشهداء، من كل التيارات، من دون أن يفتش
أحد في الهوية الحزبية، أو المعتقد، فكان الصمود الأسطوري، على مدار ليلة
كاملة، بمواجهة "قناصة" يمطرون المتظاهرين بوابل من الرصاص والحجارة، من
أعلى كوبري أكتوبر، و"رقاصة" يصبون نيران قبحهم وبذاءتهم على الثوار، من
شاشات التلفزة.
وتابع: "لا يقلل من ملحمة استشهاد "شيماء"
أنها استأثرت بالاهتمام والضجيج والأضواء، من نخبٍ أصابها "الهوى
الأيديولوجي"، فحرمها من براح "الانحياز الإنساني" المجرد من الشللية
والحزبية، وليس يحسب عليها أنها وجدت من يناضل من أجل قضية "ابنة التيار"،
ويتبناها إعلامياً وقضائياً وسياسياً، ولا يأبه لعشرات، بل مئات، الـ"شيماء
الصباغ" لم يبكهن أحد، أو حتى يتوقف عند استشهادهن المؤلم، أو يطالب
بالقصاص لهن".
وأوضح أن سيرة شيماء تقول إنها كانت مخلصةً
في الدفاع عن حقوق البسطاء من العمال المقهورين، إذ كانت تتولى أمانة العمل
الجماهيري في حزب التحالف الشعبي في الإسكندرية، ويروي من عرفوها كيف كانت
صادقة فيما تفعل، مسكونة بحس إنساني عميق، متمسكة إلى آخر مدى بالأمل في
استعادة ثورة يناير، وكان آخر ما دوّنته على حسابها الشخصي في موقع
"فيسبوك"، قبل رحيلها بعشرة أيام "البلد دي بقت بتوجع.. ومفهاش دفا.. يارب
يكون ترابها براح.. وحضن ارضها.. اوسع من سماها".
واختتم مقاله قائلا: " بعد ثلاثة أيام، تحل
الذكرى الأولى لاستشهاد شيماء الصباغ من دون أن تعلم أن المتحدث باسم مصلحة
الطب الشرعي، صاحب التقرير الفضيحة عن مقتل الشهيد خالد سعيد، أعلن
ببلادةٍ منقطعة النظير، أن نحافة شيماء كانت السبب في موتها، وليس رصاص
ضابط الشرطة، ومن ثم تلقى المكافأة الفورية، وصدر قرار تعيينه رئيساً
للمصلحة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق