الاثنين، 16 نوفمبر 2015

ما السر وراء تحول عمرو خالد من "الداعية" إلى "داعية للعسكر"؟

ما السر وراء تحول عمرو خالد من "الداعية" إلى "داعية للعسكر"؟

ما السر وراء تحول عمرو خالد من "الداعية" إلى "داعية لعسكر"؟ 
 
 
 
 
 
 
بصوته الناعم وكلماته الهادئة ولحيته الحليقة، بهذه المواصفات جذب عمرو خالد ملايين المسلمين للاستماع إليه، وكان الأول من نوعه من الدعاة بهذه الهيئة، لكنه فقد خلال السنوات الماضية الكثير من جمهوره بعد مواقفه التي أثارت الجدل أحيانًا والغضب والسخط أحيانًا أخرى.
في هذا التقرير تستعرض "رصد" أبرز محطات صعود عمرو خالد منذ بدايات ظهوره، وحتى مراحل تراجعه وسقوطه عند كثير من جمهوره مؤخرًا.

تلميذ وجدي غنيم :
لا يعرف الكثير من متابعي عمرو خالد أنه كان تلميذًا ومتابعًا للداعية الإسلامي الشهير وجدي غنيم؛ حيث كان حاضرًا في عدد من دروسه ولقاءاته التي كان يلقيها للجمهور قبل خروجه من مصر بعد التضييق الأمني الذي لقيه من قبل السلطات المصرية، وهو نفسه التضييق الذي سيعاني منه عمرو خالد بعد ذلك.
الدعوة في النوادي والمساجد:
بدأ خالد ممارسة الدروس الدعوية من خلال إلقاء الدروس في بعض المجتمعات الراقية والأرستقراطية؛ حيث كان له درس ثابت في نادي الصيد، ثم انتقل بعد ذلك إلى دروس المساجد؛ حيث بدأ من مسجد الحصري في العجوزة، لينتقل بعده إلى مسجد المغفرة بالعجوزة أيضًا، والذي استمر فيه حتى ذاع صيته؛ حتى لم يعد يستطع المسجد استيعاب جمهوره فانتقل إلى مسجد الحصري الشهير بمدينة السادس من أكتوبر والذي كان سببًا في انتقاله بعد ذلك إلى عالم الفضائيات. ورغم انشغال عمرو خالد مع بداية الألفية في البرامج الفضائية فإنه بقي بين عامي 2000 و2002 يلقي دروسًا ومحاضرات عامة للناس، وصل الحضور في بعضها إلى 35 ألف شخص.
نجم الفضائيات
بدأ عمرو خالد في الظهور على الفضائيات في العام 2001 مع برنامج "ونلقى الأحبة" الذي قدمه لثلاث سنوات متصلة على قناة "اقرأ"، والذي حقق له شهرة واسعة؛ ليس في مصر وحدها، ولكن في العالم العربي كله، كما أنه قدم خلال تلك الفترة عددًا من البرامج في التلفزيون المصري وقنوات ART. كانت محطة برنامج "صناع الحياة" الذي بدأ عمرو خالد تقديمه في عام 2004 بمثابة انتقاله من دور الداعية إلى دور المصلح الاجتماعي؛ حيث ركز البرنامج على الحلول الفردية للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها المجتمعات العربية كلها.
وقدم "خالد" بعد ذلك عددًا من البرامج التي اشتهرت وذاع صيتها؛ مثل "على خطى الحبيب"، و"مجددون" و"دعوة للتعايش" و"الإيمان والعصر". وعانى عمرو خلال الفترة التي سبقت ثورة يناير من تضييق أمني شديد؛ حيث خرج من مصر عام 2003 بسبب هذا التضييق وتنقل بين بيروت ولندن، وعاد لشهور في عام 2009 قبل أن يقرر المغادرة مرة أخرى.
حملة حماية والاستعانة بشعبان عبد الرحيم
وأثار عمرو خالد الجدل والاستهجان حين قرر الاستعانة بالمطرب شعبان عبدالرحيم، للإعلان عن حملة "حماية"، التى أطلقها ضد تعاطي المخدرات في عام 2008؛ حيث يرى البعض أن القرار جانبه الصواب، خاصة أن المطرب يقدم نوعًا من الغناء لا يتناسب مع رسالة الحملة.
الدعوة تحت رعاية "الحزب الوطني"
قرر عمرو خالد العودة إلى مصر أثناء انتخابات مجلس الشعب لعام 2010 حيث أعلن عن عودة نشاطه الدعوي برعاية عبدالسلام المحجوب الذي كان محافظًا للإسكندرية ووزيرًا للتنمية المحلية وقياديًا سابقًا بجهاز المخابرات، والمرشح وقتها لانتخابات مجلس الشعب عن دائرة الرمل ضد مرشح الإخوان صبحي صالح الذي كان عضوًا بالبرلمان وأمينًا عامًّا مساعدًا للكتلة البرلمانية للإخوان حينها.
وألقى عمرو خالد محاضرة بتنظيم من جمعية الإسكندرية للتنمية التي يرأسها المحجوب؛ ما أثار حملة بين كثير من الشباب في مصر؛ طالبوا خالد بعدم المشاركة في الترويج للحزب الوطني؛ حيث اعتبروا أن قيامه بتنظيم تلك المحاضرة برعاية المحجوب هو محاولة من الحزب الوطني لتجميل وجهه.

عالم السياسة يفقده شعبيته
بعد ثورة يناير قرر عمرو خالد الدخول في عالم السياسة؛ حيث أنشأ حزب مصر المستقبل الذي شهد وجودًا لافتًا لوجوه من الحزب الوطني المنحل، كما اتخذ عمرو خالد عدة قرارات بصفته رئيسًا للحزب أثارت مزيدًا من الجدل حوله.
وكانت أبرز تلك القرارات هي قرار حزب مصر برفض الدستور الذي وضع في عهد الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي؛ حيث قرر عمرو خالد التصويت بـ"لا"، معتبرًا أن قراره يرجع إلى عدم وجود توافق وطني على مشروع الدستور الجديد.
وظهر عمرو خالد بجوار كوكبة من المعارضين للتيار الإسلامي حينها، محمد البرادعي، ونجيب ساويروس، في فيديو دعائي يدعو المواطنين للتصويت بـ"لا" على الاستفتاء.

الوقوف مع الانقلاب
وبعد أحداث الثالث من يوليو 2013 التي اعتبرها معارضو الحكم العسكري انقلابًا عسكريًا كاملاً، ظهر عمرو خالد في مقطع مصور نشر من قبل إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، ضمن ثلاثة مقاطع كان هدفها الحديث عن الإرهاب ومواجهة الجيش له، حيث ظهر في أحدها علي جمعة مفتي مصر السابق، والذي أكد أن قتل الإخوان واجب وهم خوارج العصر، وظهر في الثاني الشيخ سالم عبدالجليل ممجدًا في بطولات رجال الجيش. وقال عمرو خالد في المقطع المصور الخاص به موجهًا حديثه لرجال الجيش: "طول ما انت لابس اللبس ده والبياده دى وبتادى التحية العسكرية دى تبقى بتشتغل عند ربنا مش عند القيادة العسكرية"، وهو ما اعتبره الجمهور ورواد التواصل الاجتماعي اشتراكًا من عمرو خالد فيما قام به الجيش من مذابح بحق المدنيين، حيث أعطاهم المبرر الديني لذلك، بحسب تعليقاتهم على المقطع الذي تداولوه في حينه.
الطرد من صناع الحياة وحزب مصر المستقبل
يؤمن خالد بأن المسلم يجب ألا تقتصر حياته على العبادة فقط، بل يجب أن يكون له دور عملي في الحياة للنهوض بها وتحسينها، وهو ما دفعه إلى تقديم العديد من البرامج التفاعلية والحملات أشهرها "صُناع الحياة".
وفي أكتوبر العام الماضي، قررت جمعية صناع الحياة، وهي إحدى الجمعيات التنموية في مصر، استبعاد الداعية المصري عمرو خالد من مجلس أمنائها.
وتضمن قرار الجمعية تعيين اللواء محمد عبدالسلام المحجوب، رجل المخابرات ومحافظ الإسكندرية ووزير التنمية المحلية الأسبق، بديلاً عن عمرو خالد في مجلس الأمناء؛ مما أدخل الشكوك في وجود ضغوط رسمية وراء قرار الاستبعاد.
وكان عمرو خالد قد استقال من رئاسة حزب مصر المستقبل بعد انقلاب الثالث من يوليو بقليل، حيث اعتبر أن انشغاله بالسياسة أثر على المجال الدعوي لديه، فيما اعتبر عدد من المراقبين أنه لم يستطع إدارة الحزب فاستقال منه وتركه لغيره.

رافي بركات وتذويب الأديان
فاجأ عمرو خالد الجميع، العام الماضي، حين طرح رواية من تأليفه باسم "رافي بركات وسر الرمال المتحركة"، والتي لقيت نقدًا كبيرًا نظرًا لضعفها من الناحية الأدبية.
وقال الروائي السوداني حمور زيادة، الحاصل على جائزة نجيب محفوظ هذا العام، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ساخرًا: "لا أتوقع أن رواية رافي بركات تكون أفضل مبيعات وبس.. أنا أتوقع تتفوق على مبيعات هاري بوتر والإنجيل نفسه كأعلى الكتب مبيعًا في تاريخ العالم.. رافى بركات رواية تليق بهذا الكوكب"، مضيفًا في أحد منشوراته الساخرة أيضًا أنه -عمرو خالد- "هيقعد علاء الأسوانى في البيت".
والرواية المصطنعة عن شاب لا يعرف من أي دولة هو، ولكن الأكيد أنه لا يمثل العرب ولا المسلمين، حيث يحمل اسم "رافي" ثم قصته العجيبة وقدراته الخارقة والتي أشار لنا عمرو خالد أنها تنبع من عقله الباطن.
واعتبر النقاد أن الرواية تدعو لتمييع الدين وتذويب الأديان بخلطة أخرى لا تنتمي لأي دين ولا أي معتقدات، والتي ظهرت بقوة حينما قال في الرواية نصًّا: "لا بد أن تنادي أنا مصري دون الاعتبار لأي ديانة".

رسالة مستفزة
وعاد اسم عمرو خالد للظهور مجددًا خلال الأيام الماضية، بعد الرسالة التي وجهها للشباب المصري والتي تحدث فيها مطالبًا الشباب بالعمل والعرق من أجل البلد ومحاولة إصلاح مشاكلها.
وأثارت الرسالة غضبًا شديدًا؛ حيث ظهرت بالتزامن مع أزمة السيول التي ضربت محافظات عدة في مصر، وظهور الفشل الحكومي في معالجة الأزمة؛ حيث اعتبر رواد التواصل الاجتماعي أن الرسالة تبرر للنظام فشله الذريع في حل مشاكل الناس وتطالب الشباب بحل مشكلات النظام بدلاً منه.

الحوار خلص
وظهر عمرو خالد أيضًا في مقطع آخر متحدثًا عن الحوار، حيث أشار إلى أن الأديان كلها تدعو للحوار، وأن لغة السلاح هي لغة فاشلة، مبينًا أن مواثيق الأمم المتحدة أيضًا تدعم قيم الحوار بين الطوائف المختلفة، ولما سأله المحاور: "ماذا عن الحوار مع الإخوان المسلمين"، أجاب عمرو خالد ضاحكًا: "الحوار خلص".
وأثار رد عمرو خالد حالة من السخط والنقد على منصات التواصل الاجتماعي التي اعتبر روادها هذا الرد نفاقًا واضحًا من عمرو خالد للنظام، وتناقضًا واضحًا وكبيرًا مع المعاني التي كان قد قاله في نفس المقطع.

هل الفضائيات وراء فتنه؟ هل المال، هل حب الظهور سببا في ارتمائه في أحضان العسكر ؟ وهل ... وهل إلخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق