الجمعة، 27 نوفمبر 2015

آخر تصريحات وزير داخلية الأوقاف بقلم: محمد عبد القدوس


آخر تصريحات وزير داخلية الأوقاف

بقلم: محمد عبد القدوس

أظن أن تعبير "وزير داخلية الأوقاف" استوقفك ولفت نظرك وتساءلت عن معناه، وفي يقيني أن تلك الوزارة في عهد وزيرها الحالي محمد مختار جمعة أصبحت فرعا لأمن الدولة، وهناك تعاون وثيق بينهما لمطاردة الأئمة المعارضين للنظام الحالي، ولم يسبق في عهد الوزارة كله أن تم القبض على هذا العدد، ويصل عددهم إلى المئات ذهبوا وراء الشمس وتضمهم سجون مصر المنكوبة بالاستبداد.. فضلا عن آلاف من خطباء الجمعة تم وقفهم عن العمل ومنعهم من الخطابة، والتهمة جاهزة مقدما وهي التطرف ومساندة الإرهاب!!

ولأن وزير داخلية الأوقاف يعلم أن بقاءه في الوزارة يرجع بالدرجة الأولى إلى هجومه على الإخوان وكل معارض للنظام، والتنكيل بكل من يقول كلمة حرة، "وسماع كلام المباحث" وتنفيذ تعليماتها، فقد قرر أن يسير في هذا الشوط إلى آخره، وازداد تطرفه في هذا الاتجاه الآونة الأخيرة لأنه كاد أن يعزل في التغيير الوزاري الأخير بسبب اتهامات مالية موجهة إليه، لولا تدخل السيسي لصالحه في اللحظات الأخيرة، فقرر تقديم الولاء والطاعة، وآخر تصريحاته في هذا الاتجاه دعوته لإعداد قوائم الإخوان الخاصة الموجودين بالخارج لمحاصرتهم ماليا والتحفظ على أموالهم!!
وكذلك اتهام كل معارض للسيسي بأنه خائن للدين والوطن مع وصلة ردح وشتائم لكل من يدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة.
ولعلك تلاحظ أن كل هذه التصريحات لا صلة لها على الإطلاق بعمله في الأوقاف، إنما هو مزيد من الانحناء والخضوع وإثبات الولاء، ويأتي عمله بالوزارة في المرتبة الثانية، وهو بالطبع فاشل في دعوته إلى تجديد الخطاب الديني لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وأعجبني كاريكاتير في جريدة المصري اليوم يظهر فيها مجموعة من الشيوخ ويقول أحدهم للآخر: مبروك مؤتمر تجديد الخطاب الديني اللي عملناه في الأقصر لم يسمع به أحد!
وصدق من قال: شر البلية ما يضحك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق