قنديل: شيخ الأزهر وتواضروس "محلل زواج" العسكر من مِصْر بالإكراه
الكاتب الصحفي وائل قنديل
24/11/2015
جدد الكاتب الصحفي وائل قنديل سؤاله حول أسباب اختيار شيخ الأزهر أحمد الطيب في منصبه لمجرد أنه عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، موضحا أن الطيب أجاب على هذا السؤال بنفسه بالقول إن العلاقة بين الأزهر والحزب الحاكم هي كالعلاقة بين الشمس والقمر، أو كما بين الليل والنهار، يتكاملان.
وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء- أنه بعد لهيب غضب ثورة يناير، امتلك شيخ الأزهر من الرشاقة والمرونة ما جعله يقفز من أعلى الحزب، ليستقر في رحاب المرحلة الثورية الجديدة، محتفطًا بموقعه، شيخًا للأزهر، في زمن المجلس العسكري، ثم تألقت مرونته وخفة حركته، مرة أخرى، بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي، ليحافظ على مركزه الديني في العصر الجديد.
وقال: إنه في كل هذه التحولات والمنعطفات السياسية الحادة، كان الدكتور أحمد الطيب يمتلك القدرة على التكيف والانسجام، فبعد أن كان دعاة الحوار الوطني وضيوفه المنتظمين على قصر الاتحادية، حين كان الدكتور مرسي رئيسًا، جاء الوقت ليلعب الطيب الدور نفسه، وبالحماس ذاته، مع سلطة الانقلاب العسكري، وتماهى الطيب مع الجنرالات، وتشرب أفكارهم، واعتنق مذهبهم، حتى بات يستحق ما هو أكثر من رتبة اللواء، فيفتي في الشئون الأمنية، كما يشرّع في المسألة الانتخابية والعملية السياسية بفكاهة وصرامة، كما هو الخطاب الصادر عن لواءات المجلس العسكري.
وأشار قنديل إلى حمأة غضب الطيب من ضعف الإقبال على المرحلة الثانية من انتخابات برلمان العسكر، وخصوصًا من الشباب، واعتبر الطيب أن مقاطعة الانتخابات تعادل عقوق الوالدين، شارحًا أن مِصْر هي "الست الوالدة"، لا يجوز التأخر عنها.
وأضاف قنديل أن أسلوب الركاكة المعممة، الصادرة من رجل بمكانة إمام المسلمين الأكبر، وبدرجة أستاذ في العقيدة والفلسفة، لا يضاهيها ابتذالاً وإسفافًا، إلا ما تحدث به أحد أعضاء المجلس العسكري، عقب مذبحة محمد محمود في نوفمبر 2012، حين طالب الثوار بحكومة إنقاذ وطني، تحقن الدماء وتعفي البلاد من جحيم، ناتج عن الإدارة السياسية البليدة لحكام مِصْر العسكريين، وخرج اللواء ذو الإصبع الشهير، ليحول مؤتمرًا صحافيًّا، انعقد والدم لا يزال يجري في الشوارع، إلى وصلة من الفكاهة، حين رد على سؤال بشأن الدعوات لتشكيل حكومة إنقاذ وطني، معتبرًا إياها مخططًا خبيثا لإسقاط مِصْر، ويرفضها، لأنه "ما ينفعش نغير الأب وهو بيجوز ولاده".
وقال: "إذن، بحسب الطيب، فالأم هي مِصْر.. وبحسب الجنرالات، فالأب هو المجلس العسكري الحاكم في ذلك الوقت، والمشير السيسي الآن، تلك هي العلاقة بوضوح: زواج بالإكراه بين العسكر والدولة، سيكون كل من يحاول تحرير مِصْر منه القتل والإلقاء في جب الخيانة والعمالة والتآمر. ومثل هذا الزواج الحرام، لكي يقع ويتم، ويحاط بسياج من الشرعية الزائفة، لا بد له من رجال كهنوت، من نوعية الشيخ أحمد الطيب وتواضروس، يحللون لصاحب السيف الباطش كل ما يريد، ويرجمون كل من يعارضه.
وتابع قنديل: "ولأنه زواج مشين ومختل، فإنه لا ينتج عنه إلا نسل من نوعية تهاني الجبالي، والمبروك توفيق عكاشة، ومواليد أُخر مثل مصطفى بكري وسيف اليزل، وسياسيين ومذيعين يتكاثرون كالفطر، يحوّلون الوطن إلى ما يشبه عنبر للحالات الخطرة في مستشفى فسيح للأمراض العقلية والعصبية. وطن يبدو صغيرًا ضئيلا، لا يُرى بالعين المجردة، يعيش على ما يتساقط من فتات موائد الكبار، إلى الحد الذي ينشر فيه الكاتب البريطاني الشهير، ديفيد هيرست، وثيقة تتحدّث عن أن حاكم خليجي ضاق ذرعًا من طلبات الجنرال المدلل، صارخًا "قولوا له لست صرافا آليا"، ولا يخرج أحد من قاهرة الأزهر يرد، أو ينفي أو يظهر أدنى رد فعل.
الكاتب الصحفي وائل قنديل
24/11/2015
جدد الكاتب الصحفي وائل قنديل سؤاله حول أسباب اختيار شيخ الأزهر أحمد الطيب في منصبه لمجرد أنه عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، موضحا أن الطيب أجاب على هذا السؤال بنفسه بالقول إن العلاقة بين الأزهر والحزب الحاكم هي كالعلاقة بين الشمس والقمر، أو كما بين الليل والنهار، يتكاملان.
وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء- أنه بعد لهيب غضب ثورة يناير، امتلك شيخ الأزهر من الرشاقة والمرونة ما جعله يقفز من أعلى الحزب، ليستقر في رحاب المرحلة الثورية الجديدة، محتفطًا بموقعه، شيخًا للأزهر، في زمن المجلس العسكري، ثم تألقت مرونته وخفة حركته، مرة أخرى، بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي، ليحافظ على مركزه الديني في العصر الجديد.
وقال: إنه في كل هذه التحولات والمنعطفات السياسية الحادة، كان الدكتور أحمد الطيب يمتلك القدرة على التكيف والانسجام، فبعد أن كان دعاة الحوار الوطني وضيوفه المنتظمين على قصر الاتحادية، حين كان الدكتور مرسي رئيسًا، جاء الوقت ليلعب الطيب الدور نفسه، وبالحماس ذاته، مع سلطة الانقلاب العسكري، وتماهى الطيب مع الجنرالات، وتشرب أفكارهم، واعتنق مذهبهم، حتى بات يستحق ما هو أكثر من رتبة اللواء، فيفتي في الشئون الأمنية، كما يشرّع في المسألة الانتخابية والعملية السياسية بفكاهة وصرامة، كما هو الخطاب الصادر عن لواءات المجلس العسكري.
وأشار قنديل إلى حمأة غضب الطيب من ضعف الإقبال على المرحلة الثانية من انتخابات برلمان العسكر، وخصوصًا من الشباب، واعتبر الطيب أن مقاطعة الانتخابات تعادل عقوق الوالدين، شارحًا أن مِصْر هي "الست الوالدة"، لا يجوز التأخر عنها.
وأضاف قنديل أن أسلوب الركاكة المعممة، الصادرة من رجل بمكانة إمام المسلمين الأكبر، وبدرجة أستاذ في العقيدة والفلسفة، لا يضاهيها ابتذالاً وإسفافًا، إلا ما تحدث به أحد أعضاء المجلس العسكري، عقب مذبحة محمد محمود في نوفمبر 2012، حين طالب الثوار بحكومة إنقاذ وطني، تحقن الدماء وتعفي البلاد من جحيم، ناتج عن الإدارة السياسية البليدة لحكام مِصْر العسكريين، وخرج اللواء ذو الإصبع الشهير، ليحول مؤتمرًا صحافيًّا، انعقد والدم لا يزال يجري في الشوارع، إلى وصلة من الفكاهة، حين رد على سؤال بشأن الدعوات لتشكيل حكومة إنقاذ وطني، معتبرًا إياها مخططًا خبيثا لإسقاط مِصْر، ويرفضها، لأنه "ما ينفعش نغير الأب وهو بيجوز ولاده".
وقال: "إذن، بحسب الطيب، فالأم هي مِصْر.. وبحسب الجنرالات، فالأب هو المجلس العسكري الحاكم في ذلك الوقت، والمشير السيسي الآن، تلك هي العلاقة بوضوح: زواج بالإكراه بين العسكر والدولة، سيكون كل من يحاول تحرير مِصْر منه القتل والإلقاء في جب الخيانة والعمالة والتآمر. ومثل هذا الزواج الحرام، لكي يقع ويتم، ويحاط بسياج من الشرعية الزائفة، لا بد له من رجال كهنوت، من نوعية الشيخ أحمد الطيب وتواضروس، يحللون لصاحب السيف الباطش كل ما يريد، ويرجمون كل من يعارضه.
وتابع قنديل: "ولأنه زواج مشين ومختل، فإنه لا ينتج عنه إلا نسل من نوعية تهاني الجبالي، والمبروك توفيق عكاشة، ومواليد أُخر مثل مصطفى بكري وسيف اليزل، وسياسيين ومذيعين يتكاثرون كالفطر، يحوّلون الوطن إلى ما يشبه عنبر للحالات الخطرة في مستشفى فسيح للأمراض العقلية والعصبية. وطن يبدو صغيرًا ضئيلا، لا يُرى بالعين المجردة، يعيش على ما يتساقط من فتات موائد الكبار، إلى الحد الذي ينشر فيه الكاتب البريطاني الشهير، ديفيد هيرست، وثيقة تتحدّث عن أن حاكم خليجي ضاق ذرعًا من طلبات الجنرال المدلل، صارخًا "قولوا له لست صرافا آليا"، ولا يخرج أحد من قاهرة الأزهر يرد، أو ينفي أو يظهر أدنى رد فعل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق