بعد عقبة وصلاح الدين.. دين السيسي يقصي الإسلام والنظام السياسي
19/11/2015
أفادت مصادر بوزارة التربية والتعليم أن
الوزارة حذفت درس "الإسلام والنظام السياسي" من منهج التربية الإسلامية
للصف الثالث الإعدادي، الذي كان مقررًا ضمن مناهج التعليم خلال العام
الماضي.
ويتناول الدرس المحذوف ضمن الوحدة الثالثة
بالكتاب المدرسي، المبادئ التي يقوم عليها الحكم، وهي أن الأمة مصدر
السلطات، وأن الشعب يحكم نفسه، وأن مصدر الحكم القرآن الكريم.
وتضمن الدرس المحذوف من الكتب المطبوعة
للعام الدراسي الجاري، أسس الحكم في الإسلام، وشرح مبادئ حقوق الإنسان،
والعدالة، وهو ما تم حذفه نهائيًا من المقرر التعليمي على طلاب المرحلة
الإعدادية.
وأبقت الوزارة في الوحدة الثالثة ضمن منهج
التربية الدينية الإسلامية على دروس "الإسلام والمجتمع"، و"الإسلام
والنظام الاقتصادي"، و"الإسلام والثقافة والفنون".
وشهدت المناهج التعليمية سلسلة من الهجمات
التغريبية منذ الانقلاب العسكري، وهاجم إعلام السيسي درسًا دينيًّا عن
صلاح الدين الأيوبي وآخر عن عقبة بن نافع.. والذين تم حذفهما. بدعوى أنهما
يحضان على التطرف والعنف.
حيث قرر وزير التعليم السابق محب الرافعي،
استكمال ثورة السيسي الدينية في المناهج الدراسية، وحذف كل ما يتعلق
بالشأن الديني الإسلامي أو السياسي من قريب أو بعيد.
بعدما شكل لجنة من مركز تطوير المناهج؛
بهدف إجراء مراجعات لجميع كتب اللغة العربية، بدءًا من الصف الأول
الابتدائي، ووصولاً إلى الصف الثالث الثانوي؛ بهدف تنقيحها مما أسماها
بـ"الموضوعات التي يمكن أن تحث على العنف أو التطرف، أو تشير إلى أي توجهات
سياسية أو دينية أو أي مفاهيم يمكن أن تستغل بشكل سيئ، فضلاً عن إزالة
الحشو والتكرار".
وفي الوقت الذي تقول الحكومة إن حذف بعض
الدروس يهدف إلى تنقيح مناهج التعليم من بعض الدروس التي تحض على العنف،
يرى مراقبون ونشطاء سياسون أن ما تقوم به الحكومة حاليًّا جزء من علمنة
المناهج الدراسية في مِصْر وثورة السيسي الدينية؛ التي تهدف إلى محو آثار
تاريخ وأمجاد المسلمين من عقول الطلاب، في إطار الثورة الدينية على النصوص
والأفكار التي دعا إليها، فضلاً عن حذف أية دروس أو مناهج تحض على الثورة
والتغيير والوقوف في وجه الأنظمة المستبدة.
ومن بين الموضوعات التي حذفتها الوزارة
مؤخرًا درس "ثورة العصافير" من مناهج الصف الأول الابتدائي، الذي كان يلخص
أحداث ثورة يناير بصورة مبسطة، و"صلاح الدين الأيوبي" للصف الخامس
الابتدائي و"عبقرية عقبة بن نافع" الحربية للصف الأول الإعدادي، على الرغم
من القيمة التاريحية الكبيرة لعقبة بن نافع فاتح إفريقيا، وصلاح الدين
الأيوبي الذي حرر القدس من الصليبيين.
ولم يكن حذف الشخصيات الإسلامية وحده هو
مثار الجدل في مناهج الطلاب بمدارس مصر، لكنه سبق أن حدث جدلاً واسعًا بعد
حذف الوزارة درس "ثورة العصافير" من منهج طلاب الصف الأول الابتدائي.
وبينما قالت الحكومة إن الدرس حذف لأنه
يحض على أسلوب داعش في حرق معارضيها، اعتبر مراقبون أن حذف "ثورة العصافير"
من المناهج جاء بسبب حض الدرس على الثورة والتغيير وهتاف العصافير فيه
"ارحل ارحل" ومطالبتها (الصقر) الدكتاتور بالرحيل بسبب ظلمه، ونجحت بثورتها
في إقصاء الحاكم الظالم.
وكان درس "ثورة العصافير" المقرر على طلاب
المرحلة الدراسية الأولى، يشرح قصة ثورة 25 يناير بشكل يتلاءم مع عقلية
الأطفال، تحت شعار "انظر وعبر"، لتوصيل فكرة الثورة للطلاب الصغار، ويقوم
على قصة بسيطة، عبارة عن ملك (صقر) يحبس العصافير، يمنع عنها الطعام، حتى
صرخت بصوت أزعج الملك، ومع استمرار حرمانهم من الطعام واستمرار ضرب الحارس
لهم، حتى مات عصفور، حزنت العصافير، ثم صرخت "ارحل ارحل" فهرب الملك،
فاحتفل الثوار (العصافير)، إلا أن وزير التعليم المصري قرر إلغاء هذا
الدرس، ومعه دروس أخرى؛ بحجة أنها تحرض الطلاب على الثورة ضد الحاكم، مع أن
هذا هو الهدف من الدرس، وبحجة أن بعض الدروس تشجع على تبني أفكار تنظيم
"داعش"!.
علمنة مناهج الأزهر
وفي
إطار الاستجابة السريعة لدعوة عبد الفتاح السيسي للقيام بثورة دينية للحد
من خطر الإسلام على شعوب العالم أعلنت مؤسسة الأزهر عزمها على تغيير
المناهج وتنقيحها من نصوص سبق أن وصفها العلمانيون بأنها محرضة على العنف
والإرهاب، كما بدأت الأزهر في خطة ممنهجة بتقليص الآيات القرآنية وحذف
المقررات المعادية للاحتلال الإسرائيلي.
يذكر أن دعوات تغيير مناهج الأزهر تصاعدت
في الفترة بعد تصريحات السيسي عما وصفها بـ"الثورة الدينية"؛ حيث شرع كثير
من السياسيين والإعلاميين المؤيدين للسلطة في الحديث عن ضرورة تغيير مناهج
الأزهر.
ويرى خبراء في الهجوم الواسع على كل القيم
الاسلامية في مناهج التعليم من قبل الانقلاب العسكري أنه يسهم في إشعال
الفتنة، وتمييز أفراد لا يستحقون هذا التميز على حساب الشعب المصري.
بل قامت "التعليم" بوضع صور لأعضاء حركة
تمرد، في كتاب التاريخ للصف السادس الابتدائي، لكي يكونوا تاريخًا، يدرسه
الطلاب بمادة التاريخ لطلاب المرحلة الابتدائية، حيث تم تضمين أحداثًا
مختلفًا عليها سياسيًّا في توصيفها؛ حيث وضعت فقرات وصفت أحداث 30 يونيو و3
يوليو بـ"ثورة 30 يونيو"، وخصت بالذكر "محمود بدر الشهير ببانجو" وهو
القيادي بحركة تمرد، على اعتبار أنه مفجر ثورة 30 يونيو ضد "استبداد
الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي"، بحسب وصفهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق