الجمعة، 27 نوفمبر 2015

الوطن للجميع......ولكن...........بقلم /حاتم غريب

الوطن للجميع......ولكن...........بقلم /حاتم غريب
----------------------------
الشعارات التى ينادى بها مدعو الوطنية أصبحت مثارا للسخرية والاستهزاء ولم تعد تجدى نفعا بل ضررا بالغا يلحق الاذى بالوطن وأفراده فهذا الشعار الذى يرفعه أصحاب المصالح وقت الشدة والازمات شعار الوطن للجميع فقد قيمته بعد حالة الانقسام الحادة التى يعانى منها المجتمع المصرى فى الوقت الحاضر ومن العجب ان تجد من ينادون بذلك هم انفسهم من تسببوا بغبائهم وجهلهم وحقدهم الاسود فى انقسام المجتمع وتفرقته وعنصريته.
وهل هذا الشعار مقصور مقصور على النصارى وفصيل معين من مسلمى الوطن دون الاخر بمعنى أوضح هل النصارى والعلمانيين والليبراليين والشيوعيين والناصريين هم وحدهم من يستحوزون على الوطن ويجتمع شملهم تحت هذا الشعار دون بقية فصائل المجتمع الاخرى من اخوان مسلمين وغيرهم ممن يتخذون من الاسلام دينا وعقيدة وعمل وحلا لكل مشكلات المجتمع المزمنة.
الحقيقة على ارض الواقع تؤكد ذلك فهؤلاء الذين يرفعون هذا الشعار هم أكثر عنصرية وكراهية لهذا الفصيل المؤثر فى المجتمع فكلهم دون استثناء اجتمعوا على محاربته وعزله واقصاءه من تحت مظلة الوطن والوطنية التى يعتقدون انها حكرا عليهم دون غيرهم....فشعار الوطن للجميع كما يفهم منه ان الوطن لابد ان يحتوى كافة الاديان والاطياف التى يتكون منها المجتمع المصرى ولست هنا بصدد التعرض للدين اذا كان سماويا او وضعيا او انه هؤلاء شيعة او سنة او بهائيين او كاثوليك او ارثوزوكس فالتكوين المجتمعى يحتوى كل هؤلاء دون استثناء...لكن يبدو ان البعض ممن يعادون الاسلام والمسلمين ويعترضون على تطبيق شرع الله ومنهم مسلمون بالهوية والوراثة فقط لهم رأى اخر يخالف مفهوم هذا الشعار ويقصره على البعض دون البعض الاخر.
مع العلم ان من ينادون دائما بهذا الشعار وان قصروه على انفسهم هم أكثر الناس مخالفة له ودائما كما قلت من قبل انهم يتخذون من هذا الشعار وسيلة للتكسب والاسترزاق وليس عن عقيدة وايمان كما يظن البعض فالغالب انهم يستخدمونه ضد الوطن دائما وليس لمصلحته وترى ذلك دائما فى تفضيل مصالحهم الشخصية وارضاء ذواتهم على حساب الوطن كمن يسعى ويبذل قصارى ماعنده فى نهب ثروات الوطن وخيراته ومسخ صورته وتشويهه والعمل على انهياره وانحطاط اخلاقه وقيمه ومبادئه.
انه شعار لايرفعه الان سوى الطبقة الفاسدة المفسدة فى المجتمع احزاب كانت او حركات سياسية ومؤسسات كالعسكر والامن والقضاء والاعلام ورجال اعمال وغيرهم من افراد المجتمع من يتمتعون بالجهل والغباء بلاحدود....فالوطن والوطنية وجهان لعملة واحدة لانفصلان عن بعضهما البعض والا فقد الاخر قيمته وهؤلاء الذين ينادون بهذا الشعار وان كانوا يعيشون داخل الوطن ويحتويهم حسب ادعائهم الا انهم لايتمتعون باى قدر من الوطنية فهل الوطنية تعنى الفشل والتخلف عن ركب الحضارة....ام انها تعنى وضع القيود وتكبيل الايدى وتكميم الافواه......ام انها تعنى فقط وطن بلا وطن بلاشعب متحضر خلوق على درجه كبيرة من الوعى والفهم والادراك يساهم بشكل كبير فى الانتقال بوطنه نقله حضارية فى كل مجالات الحياة.
كيف يكون الوطن للجميع على حد زعم هؤلاء وهو يشهد انقسام طبقى ايضا لم يشهده من قبل وأصبحت الثروة والمناصب وعيشة السعداء قاصرة على فئة دون غيرها والشىء المخيف ايضا ان تختفى تلك الطبقة المسماه بالطبقة الوسطى بعد الازمات والمشاكل التى تعرضت لها خلال الفترة الماضية والحالية حتى اندثرت تماما من المجتمع وأصبح المجتمع قاصرا على طبقتين الاغنياء جدا والفقراء جدا اليس من العدل والعدالة وتحت شعارهم هذا ان تقسم ثروات الوطن بالعدل بين ابناءه...اليس كذلك من العدل ان يتقلد المناصب العليا وتتاح للجميع مادام يتمتع بقدر كاف من الذكاء والخبرة والعلم والاخلاق مايؤهله لتقلد تلك المناصب دون استثناء او اعتبار لخلفيته الاجتماعية مااذا كان فقيرا او غنيا او غير ذلك.
لااراكم تتحدثون عن وطن سوى فى مخيلتكم انتم وابائكم الاولون الذين اورثوكم الجهل والغباء والكبر والتعالى على خلق الله والتمييز العنصرى الذى تنتهجوه الان مع فئة دون الاخرى حتى جعلتموهم بلاوطن ولاهوية وتريدون وحدكم ان تستحوزوا على خيرات وثروات الوطن ومقدراته وحدكم ....ماأراكم سوى حفنة من اللصوص الخونة شياطين الانس الذين يعملون على التفرقة دون الوحدة......مجموعة من الشرزمة الذى انجبهم الوطن فى غفلة من شرفاءه وفضلاءه وصفوته مكنتهم ظروف ما من التحكم والسيطرة على خلق الله لحكمة يعلمها وحده.....لكنها فى اعتقادى لن تدوم طويلا فالشىء الشاذ عن الاصول والثوابت لايدوم وسي؟أتى عليه مرحلة يضعف وينهار وحده لضعف اساسه الذى بنى عليه فلن يتقدم الوطن خطوة واحدة الى الامام اذا اقتصر على فئة دون الاخرى انما بتفعيل هذا الشعار والعمل على تأكيده بان الوطن قولا وعملا وفعلا للجميع............/حاتم غريب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق