القضاة في مصر يقررون أن الداخلية تلفق الإتهامات

بقلم: المستشارعمادأبوهاشم *

فى الوقت الذى ادعت فيه أجهزة الأمن ضبط المستشار حسن النجار رئيس الاستئناف بمحكمة استئناف القاهرة ومحافظ الشرقية السابق متلبسًا بالسير فى مظاهرةٍ مناوئةٍ للانقلاب ، ورغم نفى سيادته تلك التهمة عنه ، ورغم ملاحقته من قبل نظام الانقلاب لتصفية حساباتٍ سياسيةٍ بينه وبين النظام الشرعى الذى انقلب عليه باعتباره محسوبًا على قضاة الشرعية ، فإن مجلس القضاء الأعلى سارع فى رفع الحصانة القضائية عنه ليُحَاكم محاكمةً عاجلةً انتهت بحبسه أربع سنوات ، فإنه على النقيض من ذلك تمامًا  حُفظَت التحقيقات مع وكيل النيابة الذى ضبط مع فتاةٍ متلبسًا بارتكاب جريمة الفعل الفاضح العلنى فى الطريق العام ، ووقف مجلس القضاء الأعلى والنائب العام ونادى القضاة موقف الداعم والمساند له اكتفاءً بمذكرةٍ قدمها يتهم فيها الداخلية بتلفيق الاتهام له على أثر مشادةٍ وقعت بينه وبين ضابط الواقعة ذاكرًا إن الفتاة التى كانت برفقته هى خطيبته .
        وقد أصدر نادى القضاة بيانًا رسميًّا شديد اللهجة يتهم فيه  وزارة الداخلية بتلفيق الاتهام إلى وكيل النيابة ردًا على قيام النيابة العامة بتفتيش السجون التابعة لها ، وذكر البيان مدافعًا عن وكيل النيابة المتهم - إن الفتاة التى اتُهِم بارتكاب الفعل الفاضح العلنى معها هى خطيبته على الرغم من أن تلك الجريمة تقوم بكافة أركانها وعناصرها القانونية حتى ولو كانت تلك الفتاة هى زوجته طالما وقع الفعل المنافى للآداب العامة فى مكانٍ عام ، كما ضرب المسئولون عرض الحائط بالجرائم المرورية المنسوبةِ له مثل جريمة السير بمركبة آلية " سيارة " لا تحمل لوحاتٍ معدنية وجريمة وضع ملصقاتٍ عليها " الفاميه " .
المهم فى ذلك الموضوع أن القضاة قد اعترفوا بأن الداخلية تلفق الاتهامات جزافًا لأعضاء السلطة القضائية أصحاب المعالى والسعادة والحصانة ، فما بالنا بالبسطاء من الكادحين الذين لا حول لهم ولا قوة ولا حصانة تحميهم ولا نادى للقضاة يدافع عنهم ، بالطبع سيكون تلفيق التهم لهم أيسر على جلَّادى وزارة الداخلية ، وستمضى محاكماتهم حتى يُزَّج بهم فى غياهب السجون أو يُعلَّقوا فى المشانق مثل الشهيد محمود رمضان دون أن يشعر أحدٌ بهم .
 بعد أن شهد القضاة بما يجرح حياد الداخلية ويجرح عدالة ضباطها أعتقد إن عليهم - لو كانوا منصفين حقًّا - أن يحكموا بتبرئة كل من اتهم فى قضيةٍ من   القضايا التى قدمت الشرطة أدلتها أو أجرت تحرياتٍ فيها ، كما أن عليهم أن يعيدوا النظر فى كل القضايا التى حكموا فيها ، وأن يستغفروا الله عله يغفر لهم خطاياهم .
 *رئيس محكمة المنصورة الابتدائية - عضو المكتب التنفيذى لحركة قضاة من أجل مصر - عضو المجلس الثورى المصرى