سيدنا الخضر المخابراتي..
خرق سفينة الوطن.. وقتل الأبرياء.. وحفر على الناشف.. من أجل الكرسي
بقلم: م/يحيى حسن عمر
عندما تعجز الحجة أنصار الحكم الحالي مع كثرة وتعدد مصائبه، ووتتابع قراراته وقوانينه وسياساته غير المبررة والتي لا يكلف نفسه عناء شرحها حتى لأنصاره، فإن هؤلاء الأنصار - مع حالة نقص الحجة ونقص المعلومات عن سياسات هذا النظام - أصبحوا يكتفون الآن بالملاذ الأخير والذي يمثل هروبًا حتى من النفس ناهيك عن الهروب من الآخر ومن المناقشة، والذي يتمثل في قولهم (والله نحن نثق في الرئيس، هناك حقائق كثيرة لا نعرفها وهو يعرفها، فعنده من المعلومات والخطط ما ليس عندنا) !!.
(2)
وهكذا فإن تعامل هؤلاء مع حالة إنعدام الشفافية وغياب المعلومات (مثل حادثة الزورق البحري، وموضوع العاصمة الجديدة وما يتعلق بها إبتداء من أسبابها وإنتهاء بموقعها، وكثير من المواضيع الأخرى)، بدلًا من أن يدفعهم هذا لمراجعة موقفهم ومراجعة رئيسهم الذي يؤيدونه واستوقافه عن سياسة التهميش التي يمارسها مع الشعب، إذا بهم يتعاملون من الأمر بمزيد من التفريط !!، ومزيد من الإنغماس في التفويض !!.
(3)
وأصبحت حجتهم الوحيدة في مواجهة جهلهم بتحركات رئيسهم أن عنده من المعلومات والخطط ما ليس عندنا، وبالتالي علينا أن نثق ونمضي !!، أي أن سيدنا الخضر المخابراتي عنده من العلم اللدني ما يجعل العجائب التي تأتي بها من وجهة نظرنا لها تبريراتها التي لا نعلمها، وعلينا ألا نعجل عليه بل ألا نسائله فنقع فيما وقع فيه موسى عليه السلام حتى عاتب الخضر على أفعاله غير المبررة، وإتضح في النهاية أن كل فعل له أسبابه التي علمها الخضر بالعلم اللدني من لدن العليم الحكيم !.
(4)
لكن سيدنا الخضر المخابراتي يأخذ علمه من شياطين الإنس والجن، وليس من لدن الحكيم العليم، فالثقة فيه مضيعة، والشعوب التي وثقت في حكامها المستبدين دائمًا ما دفعت الثمن.
(5)
لا يوجد علم لدني وجه سيدنا الخضر المخابراتي للإطاحة بالجمهورية الثانية الديموقراطية في مصر – على أخطائها – التي قامت في أعقاب ثورة يناير، وأنشأ مكانها الجمهورية الثالثة الفاشية القمعية والمعادية بوضوح لثورة يناير، لا يوجد علم لدني جعله يخرق سفينة الوطن ويعيده سنوات طويلة للخلف ويعيد ممارسات شياطين التعذيب والقتل والسحل وأشياء كانت قد ودعتها مصر قبلها بعشرات السنين، لا يوجد علم لدني جعله يخرق السفينة، لكنه خرقها ليغرق بعض أهلها ويستطيع تولي قيادتها، فهذا علم أتاه به شياطين الإنس والجن، وليس علمًا لدنيًا أوتيه هو وخفي على الناس.
(6)
لا يوجد علم لدني وجه سيدنا الخضر المخابراتي لقتل آلاف المواطنين يضاهئ العلم الذي كان عند سيدنا الخضر حين قتل الغلام، فسيدنا الخضر المخابراتي لم تحركه في هذا إلا شهوة قمع المعارضين ليستمر على الكرسي، ومازالت المذابح تترى في أنحاء مصر بين فترة وأخرى، خاصة في سيناء، فليس هناك علوم غائبة نفوض فيها سيدنا الخضر المخابراتي، ولا يمكن أن يكون ما يفعله بوحي من الله، ربما بوحي من واشنطن وتل أبيب وهنا وهناك، ولكن بالتأكيد ليس علمًا لدنيًا يصلح معه أن يفوض المفوضون دون أن يطالبوه بالشرح ويسائلوه بالحساب.
(7)
إن ظهور مشاريع وإقرارها دون تمهيد وإعلان للشعب، مثل مشروع الحفر على الناشف ومشروع العاصمة الجديدة، أو عشرات المشاريع التي تسند حاليًا بالأمر المباشر !! – وقد كان هذا جريمة حتى في عهد مبارك على فساده – ليس فيها علم لدني مثل بناء الجدار في القرية الشحيحة، فالخضر الأصلي أبى أن يأخذ أجرًا، والخضر المخابراتي فتح الباب على مصراعيه لكل أنواع الفساد في هذه المشاريع من لحظة إسنادها وحتى إنتهاء تنفيذها، إصطناعًا لأنصار السوء ولزيادة المستفيدين من هذا العصر ولو بالحرام، وليس أحرص على استمرار الحرام من المستفيدين فيه، ولن يكون عندهم مانع من استخدام كل وسيلة لإبقاء هذا العهد، فمن يأكل الحرام لن يتورع عن شئ بعدها، كذلك فإن فيها كسرًا لأعينهم، فمن طعم فمه إنكسرت عينه، فكيف لو كان بالفساد.
(8)
حري بمن فوض في خرق سفينة الوطن وفي قتل الأبرياء وأحاله إلى الثقة في العلم اللدني لسيدنا الخضر المخابراتي أن يفوض أيضًا فيما دون ذلك من المظالم والمفاسد، ولكن لن ينفعهم إدعاء الجهل والثقة، لا في الآخرة حين يتبرأ الذين أتبعوا من الذين إتبعوا، ولا في الدنيا حين تسقط جمهورية الظلم الحالية....فصبر جميل، والله المستعان على ما تصفون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق