الاثنين، 27 أبريل 2015

د. أحمد نصار يكتب: أدهم صبري سينقذ القمر الصناعي!

د أحمد نصار يكتب أدهم صبري سينقذ القمر الصناعي!
كنت ممن تعود على قراءة روايات نبيل فاروق في صغري، وهو الكاتب الذي على علاقة وثيقة بالمخابرات كما يقر هو ويعترف. في هذه الروايات تفتحت عيناي على رجل المخابرات المصري الفذ أدهم صبري "رجل المستحيل" الذي لم يفشل في عملية قط، ولا توجد لغة واحدة في العالم لا يتحدثها، ولا دولة واحدة في الدنيا لم يزرها، ولا فتاة في الوجود لم تره إلا وأغرمت به!

كان الحديث عن قدرات أدهم صبري الفذة مثار سخرية العديد من القراء والكتاب والناقدين على حد سواء، ولعل أبرزه قصة الكاتب الموهوب المحبوب أحمد خالد توفيق "اسمه أدهم"، والتي استعرض فيها قدرات رجل المخابرات المصري بشكل مثير للضحك بشكل هستيري!

ولا أنكر أن هذه الروايات نجحت في أساليب الدعاية والبروباجاندا التي مارستها على الشباب صغير السن وأنا منهم، وظلت الصورة الذهنية لدي عن جهاز المخابرات جيدة، ولا سيما أن المخابرات ظلت بعيدة نسبيا عن الانتقاد في وسائل الإعلام، مما سمح بالهالة التي تكونت عبر سنوات أن 
تستمر! حتى اصطدمت هذه الهالة بشخصية "الرجل اللي ورا عمر سليمان"! ساعتها أدركت أننا جميعا أخذا خازوقا كبيرا!

***
في إحدى روايات أدهم صبري التي تجاوزت المئة بكثير، كان رجل المخابرات المصري يحاول إنقاذ القمر الصناعي المصري نايل سات الذي تحاول تل أبيب تفجيره من صاروخ أطلق بالفعل عليه من أميركا الجنوبية!

ورغم أنه ليس قمرا للتجسس؛ إلا أن إسرائيل تدرك - حسبما يرى الكاتب - أن مجرد دخول مصر للمجال الفضائي خطر عليها في حد ذاته!
ربما لم يكن الكاتب يعلم أن جميع الفضائيات التي ستبث عبر هذا القمر ستسخر نفسها بالكامل لخدمة إسرائيل، ومدح تفوقها العسكري والتكنولوجي، والتغني بديمقراطيتها والتعددية التي تشهدها.

ربما لم يعلم الكاتب أن كل القنوات التي تبث عبر نايل سات ستهاجم المقاومة الفلسطينية بعنف، وتتهمها بالإرهاب، وتطالب الجيش المصري العظيم بدك مقرات المقاومة بالطيران، والتشفي في غارات الطيران الإسرائيلي على أهل غزة العزل، بل وتمني لهم الموت على شاشة التلفزيون الرسمي!

لكن ما لم يعرفه الكاتب يقينا أنه لا خطر مطلقا على إسرائيل من امتلاك مصر لقمر صناعي، لأن الدولة المصرية بأكملها لا تستطيع إدارة قمر صناعي - رغم أنها لم تصنعه بنفسها - وأنها ستتركه يسقط في الفضاء، وأن المصريين سيصبحون ذات يوم ليجدوا أن القمر الصناعي قد فقد.. ضاع.. لم يعد موجودا على الخريطة! وكأن تبخر، أو كأنه جنيه معدني وضعته في جيبك، وبحثت عنه لتعطيه بقشيشا للقهوجي إلا أنك لم تجده!

***
يبدو أن المخابرات قد تغيرت كثيرا منذ أن تركنا قراءة هذه الروايات، أو لعلنا كبرنا وفتحنا أعيننا على الواقع المرير.
الدولة المصرية ليست ناجحة في شيء إلا قمع الناس، وصناعة الوهم وبيعه لهم، وسرقتهم على مرأى ومسمع منهم، وإدعاء البطولة بأنهم يحاربون دول العالم أجمع، الذين يستهدفون مصر بمؤامرة كونية، وأن النظام وحده يتصدى لهم.

ضاع هباء رجل المستحيل في إنقاذ القمر الصناعي المصري! وأقترح على النظام المصري أن يرسل رسالة توصية مع قائد الأسطول السادس اولأميركي بعد أن يفرجوا عنه، ليحملها معه إلى وكالة ناسا لعلها تنقذ القمر الصناعي الذي ضاع هباء في الفضاء!
------------------
المصدر
صفحة الكاتب علي الفيس بوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق