27 إبريل , 2015 -
●كثيرة
هي التصريحات العحيبة والغريبة من وزراء ومحافظين ومسئولين بحكومة
الإنقلاب العسكري ،ودائما ما أثارت اللغط والسخرية الشديدة على مواقع
التواصل الإجتماعي وبعض الصحف والمواقع الإلكترونية الغير تابعة للإنقلاب
العسكري والغير محسوبة كواحدة من أذرعه الإعلامية ،التي يتم التحكم فيها
كلية عن طريق مدير مكتب السيسي وساعده الأيمن اللواء "عباس كامل" كما كشفت
بذلك التسريبات،
ولأن
الإعلام الحكومي بكامله وغالبية الإعلام الخاص يخضع بصفة مباشرة لأوامر
مدير مكتب السيسي ،ولا يتحرك سوى بمكالمة هاتفية منه، لم نجد تغطية مهنية
لتلك التصريحات ولا اهتمام إعلامي مغرض كما كنا نرى في عهد الرئيس الشرعي
"محمد مرسي" ،وكما كانت الدنيا تنقلب رأسا على عقب مع كل كلمات وحركات
وسكنات وإشارات وحتى همهمات الرئيس ووزرائه ومحافظيه، وكلنا نتذكر كلمة
وزير إعلام مرسي "صلاح عبد المقصود" والحرب الإعلامية التي شنتها ضده كل
مؤسساته الإعلامية -والتي للمفارقة تخضع له بصفته وزيرا للإعلام- لمجرد رده
على إستفزازات صحفية ارادت هي -أو طلب منها- أن تحرجه على الملأ ،وتدعي
عدم وجود حرية بالصحافة والإعلام ،وسألته مستنكرة ، "هي فين الحرية دي؟"
في
وقت كان رئيس الجمهورية وعائلته وجميع مسئوليه هم مادة السخرية الوحيدة
لجميع برامج الفضائيات ،ولا يكتفي الإعلاميون بسبهم والإستهزاء منهم وكيل
الإتهامات الكاذبه لهم بدون دليل ، بل وصل الأمر للخوض في أعراضهم،
مما استدعى وزير الإعلام الإخواني وقتها أن يقول للصحفية ساخرا : "ابقي تعالي وأنا أقول لك فين"
بينما نرى اليوم تجاهل تام لعبارات وتصريحات من قائد الإنقلاب ووزرائه ومحافظيه أشبه بهذيان من يعاني امراضا بعقله،
●ويمكن
لكلمة واحدة مدتها عشر دقائق لقائد الإنقلاب عبد الفتاح السيسي أن نستخرج
منها أكثر من 100 خطأ لغوي ،ونصنع على إثرها مئة برنامج ساخر ،ومئة
كاريكاتير مضحك يصور حركات قائد الإنقلاب ويصف تهتهته وتلعثمه وكلماته
الغير مفهومة وعباراته الغير مراتبطه وأفكاره الغير منطقية.
●ولكن
سنكتفي في هذا التحقيق ببعض العبارات والجمل لمسئولين في حكومة الإنقلاب
،كانت تستدعي أياما متواصلة من البث المباشر للسخرية منها والتعليق عليها
لو كانت حدثت في عهد الرئيس الشرعي.
●خلال
افتتاح الكنيسة المعلقة، قال رئيس الوزراء الإنقلابي "م. إبراهيم محلب"
حرفياً: "أنا افتكر كلمة الحقيقة، قداسة البابا شنودة قالها، إن مصر ليست
وطن نعيشَ فيه، بل وطن نعيش فيه"... ثم أكمل حديثه بشكل طبيعي ، إلا أن تلك
العبارة فجرت موجة كبييرة من السخرية على مواقع التواصل ،وكان عنوانها
الأبرز "القذافي فكرة والفكرة لا تموت.
●كما
كانت اكثر التصريحات استفزازا للشارع المصري ،هو تصريح وزير خارجية
الإنقلاب نبيل فهمي حينما شبه العلاقة بين مصر وأمريكا بعلاقة زواج وليست
نزوة لليلة واحدة
وأيضا
كان لتصريح الدكتور سعد الجيوشى، رئيس هيئة الطرق والكبارى في حكومة
الإنقلاب،في مداخلة هاتغية لقناة التحرير" أن اصلاح الطرق في مصر لن يقلل
الحوادث فى بل سيزيدها" نصيبا من سخرية لاذعة لدى رواد مواقع التواصل ،
بينما قوبل بتحاهل تام في الإعلام الإنقلابي.
●بينما
كانت ازمة غرق الصندل العسكري بحمولته التي تزن 500 طن من الفوسفات في
مياه النيل، لها نصيب الأسد في التعليقات العجيبة و الغير موزونة من مسئولي
الإنقلاب والتي كان الهدف الوحيد منها هو التنصل من المسئولية ،وإلقاء
الفشل على شماعة الإخوان ، أو الإنكار التام للمشكلة والإدعاء أنها ليست
بمشكلة أساسا بل هي أمر مفيد للمصريين.
مثل تصريح محافظ قنا : بأن الماء لم يتأثر بالفوسفات وان السمك الصغير يجري بنشاط في النيل.
●بينما
أراد وزير البيئة الإنقلابي أن يجود ويضع بصمته الخاصة على الحدث ، فصرح
بما لم يصرح به إنسان مسئول ومتزن في العالم حيث قال : إن بعض الدول تلقي
بالفوسفات في المياه لفوائده.
●بينما
كان أكثرهم إبداعا على الإطلاق، هو محافظ الشرقية وتصريحاته العجيبة التي
استدعت بمطالبات على مواقع التواصل بالكشف على قوى الوزير العقلية ، ففي
حادثة تسمم مياه قرية الإبراهيمية والتي بحت أصوات اهلها ومعهم كل أهالي
الشرقية وشكواهم المستمرة من إختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي ،حتى انتهى
الامر بتسمم أكثر من 400 مواطن ومقتل أحدهم نتيجة تلوث المياه ،
وأراد
المحافظ أن يبعد التهمة عن شركة المياه ويعلق فشله وفشل أجهزة محافظته على
الشماعة الجاهزة منذ بداية الإنقلاب وهي جماعة الإخوان المسلمين حيث قال
نصا في حديثه مع جميع المرضى الذين تقابل معهم ، وسجلت عدسات الكاميرا تلك
الكلمات:
"ان الخونة اللي بيحطوا قنابل
تحت قضبان القطارات ،وبيفجروا المحولات ، أنا مش مستبعد أنهم يكونوا حطوا
حاجة في المية علشان يسمموا الناس ، دول كفرة"
وفي حديثه مع احد المواطنين انفعل قائلا : "مش عايز حد يفتح بؤه "
وهو
ما أعاد لذاكرة أهالي الشرقية حديثه الشهير الذي أثار سخطا واسعا وغضبا
بين ابناء المحافظة ، حينما طالبه أحد المواطنين بإعطاءه كشك ليكون مصدر
رزق له، فكان رد المحافظ عليه :
"حاسس أنكم شعب متسول"
وبالرغم
من فداحة التصريحات وعدم إتزانها ومنافاتها للمنطق والعقل ،بالإضافة
لإثارتها سخط وغضب أغلب المواطنين، لا يعقد المصريون آمالا كبيرة على أن
تكون سببا في تغيير أو عزل أحد المسئولين في حكومة هي غير شرعية بالأساس
وتعاني من التخبط والعشوائية ،كما لا تلقي بالا للمواطنين ولا تعبر عنهم
،وتعمل من منطلق فرض الأمر الواقع ،والإستناد لشرعية الدبابة وقوة السلاح.
--------------
المصدر :
موقع كلمتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق