الاثنين، 27 أبريل 2015

د.سناء عبد الجواد ، إمرأة ،وهبت حياتها وأسرتها فداء لثورة وطن ؛ فحبسها الإنقلاب


د سناء عبد الجواد ، إمرأة ،وهبت حياتها وأسرتها فداء لثورة وطن ؛ فحبسها الإنقلاب


شرين عرفة - موقع كلمتي:

هي نموذج فريد لامرأة مصرية قلما تجد مثيلا لها على مر العصور ، هي صورة حية للمجاهدات اللاتي طالما تغنينا بمثلهن في كتب التاريخ، هي مثال للمرأة القوية الصابرة المحتسبة الثائرة على الظلم والفساد،
 
هي الأم الحنون الرؤوم التي ضحت بحياتها من أجل أولادها ،ثم ضحت بنفسها وأولادها وزوجها من أجل قضية بلادها وإيمانها بقيم الحرية والعدل والمساواة ، والثورة على الظلم والقمع والإستبداد.

إنها الدكتورة "سناء عبد الجواد" زوجة المناضل والأستاذ الجامعي بكلية الطب وعضو مجلس الشعب الأسبق د. محمد البلتاجي، ووالدة زهرة شهيدات مصر ، وأجمل بناتها الشهيدة أسماء البلتاجي ،والتي قضت في أحداث فض إعتصام ميدان رابعة العدوية بعيد الإنقلاب العسكري بقيادة وزير الدفاع وقتها "عبد الفتاح السيسي" وهي المأساة الكبرى التي شهدتها مصر في الثامن عشر من أغسطس عام 2013.

هي أم مثالية أنجبت أربعة من الابناء الذكور وبنتا واحدة، فقدمتهم جميعا فداء للقضية التي عاشت من اجلها هي وزوجها ،فما بين معتقل ومطارد وشهيد ،لم تتوانى السيدة سناء عن مؤازرة ابنائها وزوجها ،ولم تفتقدها ميادين مصر جميعها ،منذ احداث ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 وإلى الآن .

و تكلل جهادها بالحكم الظالم عليها بالحبس ستة أشهر مع الشغل والنفاذ وكفالة 5 آلاف جنيه،هي ونجلها أنس البلتاجي -معتقل- بزعم اتهامهم بالتعدي على حرس سجن طرة أواخر العام الماضي.

وهو الحكم الصادر من محكمة جنح المعادي المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة ،


ويأتي اتهام زوجة البلتاجي ونجلها بعد سلسلة من الملاحقات الأمنية والقضايا الملفقة والانتهاكات التي طالت الأسرة منذ الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، بداية من الوالد ط"معتقل" ، مرورًا بالأبناء عمار الابن الاكبر "مطارد"  وأنس "معتقل" ثم حسام والابنة الوحيدة اسماء "شهيدة" وخالد الطفل الذي لم يتجاوز عمره 16 ربيعا "والذي سبق اعتقاله"  وأخيرًا الزوجة.

أحداث القضية 

تعود أحداث قضية اتهام زوجة البلتاجي وأنس ليوم الثلاثاء 24 ديسمبر من العام قبل الماضي 2013، حيث حصلت أسرة البلتاجي على تصريح بزيارته في سجن العقرب، وحينها قامت قوات الأمن الموجودة بالتعدي لفظيا على الدكتورة سناء عبد الجواد زوجة البلتاجي، وقامت إحدى الحارسات بالتعدي عليها بالضرب، ثم قامت إدارة السجن بكتابة تقرير قلبت فيه حقيقة ما حدث، وأحالت زوجة البلتاجي وابنها أنس للنيابة التي قضت لهما وقتها بإخلاء السبيل مع دفع الكفالة.

ويأتي ذلك الحكم في وقت تحتجز فيه قوات الأمن الدكتور محمد البلتاجي، القيادي الإخواني والبرلماني السابق، على خلفية عدة قضايا تخطت الـ35 قضية، كما تعتقل نجله أنس على خلفية عدة تهم ملفقة بالتحريض على قوات الأمن.

تضييق على الأسرة لإنهاء إضراب الزوج

في منتصف شهر ديسمبر من عام 2013 أعلن الدكتور البلتاجي دخوله في إضراب تام عن الطعام، احتجاجا على سوء المعاملة في السجن وعزله انفراديا، وعلى تلفيق القضايا الجنائية له في مقابل رفض النيابة فتح ملف قتل أسماء البلتاجي.

فقامت حينها وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب بالضغط على البلتاجي وتهديده والتضييق عليه لإنهاء الإضراب،حيث قامت بمنع زيارة أسرته في الأسبوع الأول، ثم عمدت لاحقا إلى التشديد في إجراءات الزيارة بوضع حاجز زجاجي يمنع مجرد السلام عليه.

وانتهى الأمر بإعادة اعتقال أنس البلتاجي مع اثنين من أصدقائه، الثلاثاء 31 ديسمبر 2013  واتهمتهم بعدة تهم من بينها قيادة تظاهرات وتمويلها بالرغم من مصادرة كل أموال الأسرة حينها، وجددت النيابة حبسه خمسة عشر يوما بهذه التهم.

ولم تكتف الداخلية باعتقال أنس، حيث تعرض للتعذيب من قبل قوات الامن لإجباره على التقاط بعض الصور له وأمامه أسلحة نارية وطلقات خرطوش،

وتم لاحقا تلفيق ما يعرف باسم قضية خلية ماريوت والخاصة بالعمل ومراسلة قناة "الجزيرة" وتم الزج فيهى باسم "أنس"على الرغم من تأكيداته وتأكيد محاميه عدم تواصله مع القناة ،ولم تستطع النيابة أن تثبت أي من التهم التي تم تلفيقها له، ولم تقدم دليلا واحدا عليها.

انتهاكات شملت كل أفراد الأسرة


وفي سلسلة الانتهاكات التي تعرضت لها تلك الأسرة المجاهدة ، كان اعتقال قوات الأمن للطفل "خالد البلتاجى" نجل الدكتور البلتاجي قبل ساعات من الذكرى الرابعة للثورة، في حملة أمنية فجر ذلك اليوم، لينضم خالد إلى شقيقه أنس ووالده في سجون السيسي، قبل الإفراج عنه لاحقا.


إدانة حقوقية واسعة لحكم الحبس

وقد أدانت  حركة نساء ضد الانقلاب تأييد الحكم بحبس السيدة سناء عبد الجواد
وأكدت الحركة  فى بيانها  عقب  صدور الحكم  أن هذه الأحكام كلها مسيسة صدرت عن قضاء فاسد وباطل ارضاءً لعصابة الانقلاب،كماأكدت الحركة أن هذه الأحكام التى صدرت بحق عائلة البلتاجى وبحق الثوار ورافضى الانقلاب ماهى الإ سلسلة متكاملة من الأحكام الأنتقامية التى تأتى فى إطار تصفية الحسابات مع رموز ثورة 25 يناير.

أما مثالية اجتمعت عليها كل اطياف الثورة :

ومع مناسبة الاحتفال بعيد الام العام المنصرم 2014 ، احتفى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بالسيدة سناء عبد الجواد،وأعلنوها أمًَا مثالية لمصر وللثوار، وذلك في ردة فعل منهم، على اختيار نادي الطيران للراقصة فيفي عبده "الأم المثالية في مصر" واحتفاء إعلام الإنقلاب بالراقصات والعاهرات. 

كما اختارتها هذا العام حركة "6إبريل"، أمًا مثالية مع الدكتورة "ليلى سويف"، زوجة الحقوقي أحمد سيف الإسلام وقالت إنهما من يستحق هذا اللقب بصبرهما واحتسابهما على فراق الابناء بالاعتقال أو الشهادة ،لتجتمع كل أطياف الثورة على إختيار السيدة سناء عبد الجواد أما مثالية للمصريين.

وقالت الحركة في بيان لها :
 "أنتن من يستحقن لقب الأم المثالية لمصر، أنتن خير مثال للأم المصرية الصامدة الصابرة التي تواجه القمع والظلم وتضحي حقاً من أجل الوطن بالعزيز والغالي".
أنتُن الأمهات المثاليات اللاتي بذلن الغالي والنفيس ،و صبرن علي الأذي.. أنتُن القدوة والمثل الأعلى لكل الأمهات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق