الأربعاء، 1 أبريل 2015

الخلافات السعودية المصرية.. حقيقة تؤكدها أذرع السيسي الإعلامية

الخلافات السعودية المصرية.. حقيقة تؤكدها أذرع السيسي الإعلامية

الخلافات السعودية المصرية.. حقيقة تؤكدها أذرع السيسي الإعلامية
بدت روح الخلاف والتنافر بين النظام السعودي الجديد بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز، وبين النظام المصري الانقلابي، وكأنها أصبحت حقيقة واقعة لا خلاف عليها، بعد الهجوم الإعلامي المصري الأخير على النظام السعودي، والانتقادات اللاذعة التي تلقاها السعوديون فيما يخص الحرب في اليمن تحت اسم "عاصفة الحزم"، أو فيما يخص انتقاد وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، لقراءة كلمة مرسلة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في القمة العربية الأخيرة الـ26 بشرم الشيخ.
وكانت تقارير ومحللون، قد أكدوا أن نوعًا من النفور بات يخيم على العلاقات بين السعودية ومصر، إثر تولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم في الثالث والعشرين من يناير الماضي، وذلك بعد قراراته السريعة بتغيير كل رجال سلفه الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي كان داعمًا قويًا للنظام الانقلابي في مصر، حيث كان على رأس من تم تغييرهم وبشكل سريع للغاية خالد التويجري، رئيس الديوان الملكي السابق، الذي أقيل فور إعلان وفاة الملك عبدالله مباشرة.

وشهدت الفترة الماضية عدة تلاسنات إعلامية بين إعلاميين مقربين من النظام في كلا البلدين، وعلى الأخص الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، الذي كان بطلًا لعدة انتقادات إعلامية مصرية، على خلفية انتقاداته الحادة للتعامل الإعلامي المصري مع عدة قضايا، ومطالبته بتغيير التعامل العربي مع جماعة الإخوان المسلمين، التي يعتبرها النظام المصري جماعة إرهابية.

الحرب في اليمن تثير الانتقادات

وكانت حرب "عاصفة الحزم" التي تشنها السعودية ضد جماعة الحوثيين "الشيعة المسلحة" في اليمن، ضمن تحالف عربي ضم أربع دول خليجية، بخلاف المملكة والأردن ومصر والسودان والمغرب، بالإضافة إلى باكستان، مدعاة لهجوم عنيف من قبل الإعلاميين المصريين، وذلك بعد ما أكده عدد من المحللين أن النظام المصري لم يكن يعلم شيئًا عن الحرب، وأنه فوجئ بها ولم يبلغ بموعدها، حيث نفى وزير الخارجية المصري أي نوايا عربية لتحرك عسكري في اليمن، وذلك قبل سويعات فقط من بدء الضربة الجوية صباح الخميس الماضي.
وانتقد الإعلامي المصري، إبراهيم عيسى، مساء الأحد الماضي، في برنامجه اليومي في إحدى القنوات المصري، بدء السعودية في الحرب وعدم انتظارها للقمة التي عقدت بعد بداية المعركة بيومين، مشيرًا إلى أن ذلك كان سعيًا من السعودية لفرض موقف معين على العرب لتسيطر بذلك على المشهد العربي.
وزعم عيسى أن الضربات السعودية لا توجه إلى معسكرات الإرهابيين في اليمن، ولكن إلى البنية الأساسية مثل المطارات والمنشآت، مؤكدًا أن الحوثيين في اليمن ليسوا إرهابيين، بل هم جزء من الشعب اليمني.

وسخر الإعلامي يوسف الحسيني من تسمية العملية العسكرية في اليمن، بـ "عاصفة الحزم"، قائلاً: إنها تسمية غير إبداعية ولا تعكس الواقع، في الوقت الذي توقع فيه الإعلامي توفيق عكاشة، المقرب من سلطات الانقلاب، أن تفشل الحرب السعودية على الحوثيين، واصفًا الحرب بقوله "مجرد زعابيب لن تطيح بالأعداء"، مشيرًا إلى أن مصر قد تسحب مشاركتها من العملية في غضون أيام، لأن الحملة العربية ستتدهور، نظرًا لخيانة متوقعة من قبل الأمريكان والإنجليز للسعودية في تلك الحرب.

رسالة بوتين تفجر أزمة إعلامية
وكان انتقاد وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، لقراءة رسالة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في الجلسة الختامية للقمة العربية، مصدر إحراج شديد للرئيس الانقلابي في مصر، عبد الفتاح السيسي، الذي أثنى على الرسالة وعلى الرئيس بوتين، حيث انطلقت بعد القمة الحملة الإعلامية المصرية ضد السعودية، بسبب هذا الموقف.
وبدأت الحملة باتهام إبراهيم عيسى للمملكة بدعم الإرهاب، قائلًا: "إن دعوة المؤسسات الدينية لمواجهة الإرهاب دعوة تثير للسخرية"، متسائلًا: "هل معنى ذلك أن المؤسسة الدينية بالسعودية وفتاوى ابن باز، التي تمنع قيادة المرأة للسيارة هي من ستقوم بذلك؟"، مؤكدًا أن غالبية الإرهابيين في العراق وسوريا هم من السعوديين، مشددًا على أن الفكر الوهابي هو من يحض على الإرهاب والتطرف، وذلك تعليقًا على اتهام وزير الخارجية السعودي لروسيا بدعم الإرهاب، الذي يقوم به نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا.
ورد الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي – المعروف بقربه من دوائر الحكم في الرياض- على اتهامات إبراهيم عيسى، قائلًا: "لو كان الإعلام المصري حرًا لما قلت ذلك، ولكنه إعلام النظام"، مطالبًا بلاده بالتدخل لوقف الحملات الإعلامية المصرية ضد المملكة.
وانبرى الإعلامي يوسف الحسيني للرد على خاشقجي، حيث حذره من الدخول في صدام مع الإعلام المصري، مشيرًا إلى أن السعوديين عليهم أن يتذكروا أن الثقافة والفن المصريين هم الذين علموا السعوديين، وأن عليهم أن يتعلموا أدب الخلاف، مشيرًا إلى أن خاشقجي لن يتحمل أي هجوم من أصغر صحفي في مصر، مؤكدًا أن الإعلام المصري حر وليس إعلامًا للنظام، كما ادعى خاشقجي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق