الأربعاء، 12 يوليو 2017

لسنا شامتين ولسنا منافقين بقلم: م. نبيه عبدالمنعم

لسنا شامتين ولسنا منافقين
بقلم: م. نبيه عبدالمنعم
 
حين تنصح أبنك بأسباب النجاح وطريقة التفوق متمنياً له أن يكون أفضل منك وتعطيه كل ما يطلب من مال وتهيئ له الجو المناسب وتدخله أفضل المدارس ولا تبخل عليه بالدروس الخصوصية . ثم تجده يستخدم كل ذلك فى ارتياد الحانات والسهرات الحمراء وعقد الصفقات المشبوهه مع أصدقائه فتدر عليه مالاً حراماً حتى يفشل فى دراسته عاماً بعد عام ومادة بعد مادة .
 
و للعجب حين تلومه عند ظهور النتيجة وتوبخه وتقول له ألم أقل لك أن هذا آخر السلوك الخاطئ والطريق الحرام يخرج فى وجهك صائحا مستنكراً مدعياً أنك شامت فيه وفرح فى رسوبه وأنك بالتأكيد لست أباه ويحرض بعض إخوته الذين استمالهم بما معه من مال حرام عليك .
 
وحين يلقى باللوم فى الفشل على المراقبين فى الإمتحان الذين يقسون عليه بتوصية من أبيه وعلى الأسئلة الصعبة من الممتحنين الذين يضطهدونه بتوصية من بعض عائلته . ثم هو إلى ذلك مصمم أن يعيش دور الطالب وحياة الطالب ليظل فى النعيم والترف الذى يعيش فيه واستنزاف ميزانية الأسرة التى تزداد فقراً ليزداد هو لا مبالاة ورفاهية . فلا هو يقوم بدوره ولا يوفر المال الضائع ولا يتقبل النصيحة .
 
أنت هنا أمام الجيش المصرى الذى يستنزف البلد فى رواتبه ومعاشاته وتسليحه ثم لا هو يتدرب على السلاح كما تتدرب الجيوش ولا يجتهد للنجاح فى مجاله العسكرى كما تجتهد الجيوش ولا هو يلتزم بالعمل فى مجاله فقط كما هى جيوش الدول المتقدمة وإنما يشتت أمره فى بناء الكبارى والمبانى والطرق وإدارة صالات الافراح وتنظيم ليالى ونمر الراقصات ومحطات البنزين وصناعة الكحك والبسكوت فضلاً عن ممارسة السياسة لينشغل القادة بدلا من الدفاع عن البلد بالعمل كمحافظين ورؤساء مدن منشغلين بالمستشفيات والمرور والصرف الصحى .
 
ثم حين يفشل فى مجاله العسكرى ويتم طحن عساكره وضباطه طحناً من بضع عشرات من المرتزقه فى سيناء مرة بعد مرة يغضب ويهدد ويتوعد حين يلومه البعض على فشله ويدعى أنهم شامتين حاقدين ويتجه إلى حل أسئلة ليست فى المقرر فيقتل العزل من المدنيين الذين لا يحملون سلاحاً ليدارى خيبته ويلقى باللوم والمسئولية على الشعب فيقتل من لا يستحق القتل فيخلق مزيداً من الأعداء ممن كانوا إخوته ومحبيه متناسياً تماماً أعداءه الحقيقيين .
 
 
أيها القادة وأيها الجنود ،لا أحد يشمت فيكم ولا أحد يحب القتل لجيش فيه أخوته وأبناءه ولجيش كان هو نفسه جندياً فيه فى يوم من الأيام ولكن معكم المخابرات ومعكم الأجهزه الأمنية وقد اشتريتم سلاحاً بالمليارات من قوت الشعب الجائع وتمتلكون أفخم النوادى للترفيه عن أبنائكم وتتعالجون فى أفخم المستشفيات وتتقاضون أعلى الرواتب والمعاشات وتتملكون الأراضى والقصور وكل ذلك من قوت الفقراء، فلماذا لا تنتصرون .
 
وهل تنتظرون منا أن نصفق لكم إذا كان بضعة إرهابيين يدخلون على الكمين فيقتلون كل من فيه ولا تستطيعون فى مرة قتل واحد منهم فقط فى موقع الهجوم ؟؟!!
 
والله لسنا شامتين ولكنا أيضا لسنا منافقين لنقول لكم أحسنتم .
 
أيها الضباط ،عودوا الى التدريبات على السلاح وعودوا الى الدفاع عن الحدود واتركوا المستشفيات للأطباء واتركوا الكبارى والصرف الصحى للمهندسين واتركوا المشروعات لرجال الأعمال واتركوا السياسة للسياسيين واتركوا لا مؤاخذة صالات ونوادى الأفراح وإدارة شئون الراقصات لأهلها المتخصصيين .
 
 
----------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق