الخميس، 6 يوليو 2017

حجاب السادة بقلم: محمد عبد القدوس

حجاب السادة

 

بقلم: محمد عبد القدوس

الحجاب في بلادي أشكال وألوان، ويعجبني ما قاله إمام عصره أستاذي الشيخ محمد الغزالي -رحمه الله- الذي يتحدث عن حجاب السادة، والمؤكد أن تلك الجملة تصيب حضرتك بالحيرة وتتساءل عن المقصود به: هل هناك حجاب للسادة وآخر للعبيد؟

وشيخنا الجليل يقصد تلك المرأة التي ترتدي الزي الشرعي وتقدم صورة حلوة لإسلامنا الجميل وهي تنقسم إلى قسمين.. فتاة طول عمرها متدينة لكنها لا تعرف التعصب، وسلوكها حلو مع الناس، وتستحق عشرة من عشرة في عبادتها وأخلاقها فهي نموذج مشرف للإسلام، والنوع الآخر إنسانة ناجحة في الحياة بعيدة عن الدين واقتربت منه بعقل وعلى بصيرة وارتدت الحجاب واحتفظت وشخصيتها الحقيقية وعلاقتها الحلوة مع الجميع، فهي أيضا في قائمة حجاب السادة.

وحجاب ''اللي أي كلام'' أو حجاب العبيد كما أسماه الغزالي رحمه الله!! ينقسم إلى أنواع أربع.. الحجاب الشعبي وهو منتشر جدا وصاحبته ترتدي الحجاب وهي تخلط بين الدين والبيئة التي تعيش فيها وتفرض عليها الحجاب بدلا من الفساتين العادية! وأحيانا تكون محجبة وغير متدينة.. ''أزاي ما تعرفش''! فهي مقبلة على الدنيا أكثر من إقبالها على رب العالمين. ولذلك تجدها طناش على العبادات فليس بغريب عليها أن تجمع بين الصلوات ولا تهتم بالحج أو قراءة القرآن.

والنوع الثاني من تظن أن الحجاب هو الإسلام كله! فتحرص عليه ولا تعطي ذات الاهتمام لأخلاقها وعلاقتها بالناس، فتجدها طويلة اللسان مثلا!! أو سريعة الغضب ولا تستطيع أن تعتبرها زوجة ناصحة بسبب كثرة خناقاتها مع شريك العمر وليست مجتهدة في عملها إذا كانت تعمل.

والفريق الثالث واحدة متدينة بحق، لكنها شديدة التعصب، وكلمة حرام على لسانها متداولة مثل السلام عليكم!! وعلاقتها مقطوعة مع شركاء الوطن من الأقباط بل مع المسلمين غير المتدينين!! وسلوكها لا يشجع أبدا غيرها في الحرص على التدين، فهي كما أخبرنا أستاذنا تعد بمثابة قاطعة طريق تقطع على الغير الطريق إلى الجنة فهم لا يقبلون على التدين لأن سلوكها ينفرهم منه.
وأخيرا هناك من تقبل على التدين بصورة حقيقية لكن بعد صدمة عنيفة أصابتها في حياتها مثل وفاة أقرب الناس إليها أو قصة حب فاشله أو حلم لم يتحقق، وتجدها فجأة قد ارتدت الحجاب واتجهت إلى طريق التدين، لكن سلوكها ''مش تمام'' ويحتاج إلى ضبط وإعادة نظر لما يحمله من آثار الزلازل الذي أصابها، وكان الله في عونها حتى تكون أهلا لحجاب السادة.

-------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق