كريمة أمين الصيرفى : رسالة من السجن :
غدا يكمل أبي عامه ال 51
اخر عهدي به وأنا بنت 19 , والان انا في عامي ال 22 !
ثلاث سنوات مرت في إنقطاع تام , لا أراه ولا أسمعه ولا أعرف عنه منه شئ , فقط أعرف عنه من الاخرين
كنت أراسله في محبسي وأبدا لا تصله رسائلي فكانت الاحلام هى ماوانا
لكن اليوم سأكتب إليه , علّ يقرأ رسالتي من يوصلها إليه
أكتب بتفويض رسمي_إجباري عنهم مش بالإذن_ من أسرتي الصغيرة " Radwa A. El-sirafy Abdelhamead
El-serafyMohammed ElserafyAhmed Aminn
إليك أبي أكتب ...فمن ذا يحرمني حق الكتابة إليك
لكني سأنتظر طويلا حتي يصلني الرد...سأنتظر اكثر مما سأنتظر حتي تصلك رسالتي
أكتب إليك من غربتي وأنت في مقبرة حي
لا زلت أذكر قولتك ويتردد صداها يوم أخبرتنا بعد ما يشبه الثورة(25 يناير) : "محدش هيقدر يرجعنا السجون تاني "
لكن ها انا اكتب إليك وأنت كما العادة في محبسك أسير , ولا نراك .......حرمنا منك وأنت حي بين أظهرنا
بيننا قضبان وحراس وضيق
لم تكن معي وأمي يوم قضينا أشهرا لا نعرف عن العالم شئ , قضيناها في عوز وشدة وجوع تمر الايام ولا يدخل جوفنا غير شوربة الاندومي وحبة بطاطس تأثرني هي بها -لاني حد قولها داخلة على جواز-
يمر الاسبوع يلاحقه اخر دون ان يطرق بابنا من يقضي حوائجنا من شراء قوت نسد به جوع ادميتنا وتصبر امي ولا تجزع ايام خلفتني 44 ك
لم تكن بجانب امي يوم إشتد عليها الم ضرسها فتقوت بالله وإقتلعته بنفسها لنفسها بفتله ......يوم لن يمحوه شئ من ذاكرتي عوز منعنا من قصد طبيب يخفف عنها الم ضرسها وحياء من السؤال بل حتي حياء مني من أن اري ضعفها وألمها وهي من تقويني فتنأي بنفسها حتى لا أراها ولا أسمع أنينها ولا إرتفاع حرارتها
قهر وعجز تمكنا مني كما لم يتمكن يوما .....ليس سخطا بل لأنا حرمنا منك
وزفافي ....أمر يلومني فيه الاقارب أن لم نشاركهم فرحتنا , أي فرحة يا أبي ؟ اي فرحة وأنا يوم عقدي قضيته بجانب السجن أبكي دعاءا ليصلك مني سلاما يدفء قلبك فتعلم أنه مني كما خبيب -رضي الله عنه-
وزفاف خلا من كل شئ حتي من إخوتي , وكنت وحدك الحاضر ...حاضر في قلبي وملء عيني
لم أتزين أو أتجمل بل إن فستان زفافي لم تتعدي قيمته ال 200 ج بعدما أُجبرت على إرتداء الابيض
أنا اليوم أحيا في كنف زوج عطوف كريم عوضني الله به عن كل شئ لكن
لكن إخوتي وأمي وأنت غائبون عن كل التفاصيل
حتى رضوتي الصغيرة , لم تعد صغيرة فثلاث سنوات غيروا فيها الكثير
لم تعد طفلة , حرمت منك ومن أمي في وقت تحتاج فيه لإحتوائكما معا
لم يبق لها من بيتها وإخوتها وأبواها غير عبد الحميد ,حتي صاروا لبعضهما كنف وإحتواء , يرعاها هو برجولة وتحتويه هى بأمومة
هذا يا أبي ما تبقي من أسرتك الصغيرة
ولدان مشردان في بقاع الارض
وزوجة لا مأوي لها, مبعدة عن كل شئ حتي عن صغارها
وابنة تشابهت كل ايامها
وصغيران بدون ذنب فقدوا أسرتهم رغم أنهم ما زالوا في الارض أحياء
فأخبرني ... هل تلقانا في أحلامك كما نلقاك؟
هل في قلبك مثقال ذرة من جزع ؟
هل تخشي علينا من الدوائر؟. لا تخشي ولا تخف فالله معنا
ونحن يا أبت ياحبيب قلبي وقلب أمي ياقرة العين , نحن لانخشي عليك
والله لا نخشي
فإن كان الاسر يُخشي ...فقد أُسرت
وإن كان الموت فقد مت يوم قضي د طارق الغندور ود فريد إسماعيل نحبهما في نفس المقبرة التي تحيا فيها الان
بل قد مات من هو خير منك
فوالله إن أحلك الظروف لهي أكثرها طمأنينة وقربا من المولي
ولا يزال الله يعلمنا أن هذه الحياة هينة لا تساوي مثقال ذرة, وأن الوصال وصال قلوب وأرواح
وإن حُرمنا سلوي رؤية الاحباب ....فالاحلام سلوانا
وما هذه الحياة دارنا ولا نرضاها لنا دار
فأنا أطمع في صحبتك في دار خلد مع أمي وإخوتي .......حتي وإن لم أذيقك طعامي الذي صرت أطهوه اليوم بمهارة فسأطهو لك في الجنة
إستودعتك وأمي وإخوتي الله من لا تضيع عنده الودائع أبدا.
غدا يكمل أبي عامه ال 51
اخر عهدي به وأنا بنت 19 , والان انا في عامي ال 22 !
ثلاث سنوات مرت في إنقطاع تام , لا أراه ولا أسمعه ولا أعرف عنه منه شئ , فقط أعرف عنه من الاخرين
كنت أراسله في محبسي وأبدا لا تصله رسائلي فكانت الاحلام هى ماوانا
لكن اليوم سأكتب إليه , علّ يقرأ رسالتي من يوصلها إليه
أكتب بتفويض رسمي_إجباري عنهم مش بالإذن_ من أسرتي الصغيرة " Radwa A. El-sirafy Abdelhamead
El-serafyMohammed ElserafyAhmed Aminn
إليك أبي أكتب ...فمن ذا يحرمني حق الكتابة إليك
لكني سأنتظر طويلا حتي يصلني الرد...سأنتظر اكثر مما سأنتظر حتي تصلك رسالتي
أكتب إليك من غربتي وأنت في مقبرة حي
لا زلت أذكر قولتك ويتردد صداها يوم أخبرتنا بعد ما يشبه الثورة(25 يناير) : "محدش هيقدر يرجعنا السجون تاني "
لكن ها انا اكتب إليك وأنت كما العادة في محبسك أسير , ولا نراك .......حرمنا منك وأنت حي بين أظهرنا
بيننا قضبان وحراس وضيق
لم تكن معي وأمي يوم قضينا أشهرا لا نعرف عن العالم شئ , قضيناها في عوز وشدة وجوع تمر الايام ولا يدخل جوفنا غير شوربة الاندومي وحبة بطاطس تأثرني هي بها -لاني حد قولها داخلة على جواز-
يمر الاسبوع يلاحقه اخر دون ان يطرق بابنا من يقضي حوائجنا من شراء قوت نسد به جوع ادميتنا وتصبر امي ولا تجزع ايام خلفتني 44 ك
لم تكن بجانب امي يوم إشتد عليها الم ضرسها فتقوت بالله وإقتلعته بنفسها لنفسها بفتله ......يوم لن يمحوه شئ من ذاكرتي عوز منعنا من قصد طبيب يخفف عنها الم ضرسها وحياء من السؤال بل حتي حياء مني من أن اري ضعفها وألمها وهي من تقويني فتنأي بنفسها حتى لا أراها ولا أسمع أنينها ولا إرتفاع حرارتها
قهر وعجز تمكنا مني كما لم يتمكن يوما .....ليس سخطا بل لأنا حرمنا منك
وزفافي ....أمر يلومني فيه الاقارب أن لم نشاركهم فرحتنا , أي فرحة يا أبي ؟ اي فرحة وأنا يوم عقدي قضيته بجانب السجن أبكي دعاءا ليصلك مني سلاما يدفء قلبك فتعلم أنه مني كما خبيب -رضي الله عنه-
وزفاف خلا من كل شئ حتي من إخوتي , وكنت وحدك الحاضر ...حاضر في قلبي وملء عيني
لم أتزين أو أتجمل بل إن فستان زفافي لم تتعدي قيمته ال 200 ج بعدما أُجبرت على إرتداء الابيض
أنا اليوم أحيا في كنف زوج عطوف كريم عوضني الله به عن كل شئ لكن
لكن إخوتي وأمي وأنت غائبون عن كل التفاصيل
حتى رضوتي الصغيرة , لم تعد صغيرة فثلاث سنوات غيروا فيها الكثير
لم تعد طفلة , حرمت منك ومن أمي في وقت تحتاج فيه لإحتوائكما معا
لم يبق لها من بيتها وإخوتها وأبواها غير عبد الحميد ,حتي صاروا لبعضهما كنف وإحتواء , يرعاها هو برجولة وتحتويه هى بأمومة
هذا يا أبي ما تبقي من أسرتك الصغيرة
ولدان مشردان في بقاع الارض
وزوجة لا مأوي لها, مبعدة عن كل شئ حتي عن صغارها
وابنة تشابهت كل ايامها
وصغيران بدون ذنب فقدوا أسرتهم رغم أنهم ما زالوا في الارض أحياء
فأخبرني ... هل تلقانا في أحلامك كما نلقاك؟
هل في قلبك مثقال ذرة من جزع ؟
هل تخشي علينا من الدوائر؟. لا تخشي ولا تخف فالله معنا
ونحن يا أبت ياحبيب قلبي وقلب أمي ياقرة العين , نحن لانخشي عليك
والله لا نخشي
فإن كان الاسر يُخشي ...فقد أُسرت
وإن كان الموت فقد مت يوم قضي د طارق الغندور ود فريد إسماعيل نحبهما في نفس المقبرة التي تحيا فيها الان
بل قد مات من هو خير منك
فوالله إن أحلك الظروف لهي أكثرها طمأنينة وقربا من المولي
ولا يزال الله يعلمنا أن هذه الحياة هينة لا تساوي مثقال ذرة, وأن الوصال وصال قلوب وأرواح
وإن حُرمنا سلوي رؤية الاحباب ....فالاحلام سلوانا
وما هذه الحياة دارنا ولا نرضاها لنا دار
فأنا أطمع في صحبتك في دار خلد مع أمي وإخوتي .......حتي وإن لم أذيقك طعامي الذي صرت أطهوه اليوم بمهارة فسأطهو لك في الجنة
إستودعتك وأمي وإخوتي الله من لا تضيع عنده الودائع أبدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق